الأربعاء، 18 مارس 2015

ولنا في المنافي حديقـــــــــة..للشاعر المبدع / جمال العامــرى

اضغط زر تشغيل أغنية فوق الشوك مشانى زمانى .. عبد الحليم


جمال العامري

 ولنا في المنافي حديقـــــــــــــة
في زوغان التشـــــــــــــــــتّت
حطت زوارق رحلتنــــــــــا
وهُناك ترعرعت شقاوتنا 
وأحزاننـــــــــــــــــــــا
وهُناك حصلنا على جِنسيّة الألـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
كطريقة شرعية للتأقلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم 
بعد إن أكلت عمرنا المضطــــــــــــــــــــــــــــــــــــرب
الأسئلة تركض في السّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــراب
ودمع العين يُبلِّل ذكريات الطفولـــــــــــــــــــــــة
المُتثائبة على شبقِ النســــــــــــــــــــــــــــيان
البلاد التي وُلِدّت فيهـــــــــــــــــــــــــــــــــــا 
توارت عن مخيّلة الذاكــــــــــــــــــــــــرة
ولربما نسِيَتْ إســــــــــــــــمي الحقيقي
بحكمِ المنفـى والإغتــــــــــــــــــــراب
وأصدقــــــــــــــــــــــــــاء الطفولـة
القادِمين من اقآصي البلاد البعيدة
لم يعرفونني جيّـــــــــــــــداً
رغم أن القمر الذي كــــــــــــان
يشهدُ حفلة سهرتنا القمريــــــــــة 
ويستمع لِثرثرة بغاواتِنــــــــــــــــــــا
التي كُنّا نلثَغُ بها العصافيــــــــــــــــــــــــر
لم يزل حاضِراً حتى اللحظــــــــــــــــــــــــــة
والنجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم هى الأخرى
ما زُلنا نحتكُّ سابحين في تيه ظِلِّهـــــــــــــــــــــــــا
لم تتذكّر مني سِوى خريطة الجَـــرحِ في شِــــــــفتي
المُنبثِقــــــــــــــة من عروق الحِجـــــــــــــــــــــارة
في الجبــــــــــــــــــــل الأســـــــــــــــــــــــــــــود
أثقلَتْ الأســـــــــــــــــــــــــــــــــــــفار كاهِلـــي
وجرّعتني دلو ماء دلـــــــــــــــوها المعقوف
من بئر المُعانــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــآة
تغزِلَ محاراتِنا في غياهِــــــب المجهول
كلّما أمضيتُ شُهوراً في المنافــــــــي
تولّدتْ شُــــــــــــــــــــــهوراً أُخرى
والقمر لم يجرؤ علــــى إلتهامِها
كما لو كُنتُ إرهابــــــــــــــــــي 
مُدجّج بحزامٍ ناسِـــــــــــــــف 
على قارِعـــــــــــة الطريق
يخشى المُسافر تجـــاوزه
والليالي المُتوحِّشــــة
تناولني كأس الصبر
تكوي عِلّتي المُؤقدة بجمرةِ الإغتراب
تُغرغِرُ مكامِـن اشـــــــــــــــــــــــــــواقي 
المنفرِطة بشـهوة الرحــــــــــــــــــــــــيل 
والعودة الى الديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار
كصخرةٍ صلدة دبغَتْ الريح صدرها بالغُـــبارِ
اكلــــــــــــــــــــــــتْ جســـــــــــــــــــــــــدها
ورمتها عِظاماً على أطراف الرمــــــــــــــــال
يا هــــــؤلاء .........
الذين مضيتم الى شأنِكم
ولم يصيبكم بلاء ولا وهَنْ
إذكروني عند ربِّكــــــــــــــــم 
وإخبره إن في الغُربة له طِفـلاً
يأكلُ فيهـا الحجــــــــــــــــــــــــر
وينام تحـت ظِلالِ الشـــــــــــــــجر
وله في المنافي حديقــــــــــــــــــة
مُبلّلة بأمزانِ الدُّمـــــوعِ............؟
جمال العامري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق