الاثنين، 30 مارس 2015

(قصـــة قصيــــرة )..القبلة الأولي.. للأديب المبدع /عبدالمجيد الديّهي

( جريدة الشعر والشعراء)
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال
 ♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
اضغط  قبل القراءة أغنية قارءة الفنجان لعبد الحليم
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
♥♥

(قصـــة قصيــــرة )
بقلم/عبدالمجيــــد الديّهـــــي
 القبلــــــــــــــة الأولــــــــــــــي
في حيـاة كل منا شيئ هامـس نستشعـر به ذلك الجمال الـذي لا أذيـع سـراإذ قلت أنني خلال فترة حياتي تذوقت دفـئـه وبـرودته من خـلال ممارستي إن جاز لي الـتـعبـيـر للـحـب الـذي أبـحـث وتـبحث أنت عنه الآن ..
ولا عجب .. في ذلك .. فأذواق الـخـلق متباينة .. مختلفة .. وليس هناك إختلاف بين الإحساس بالجـمـال لـديّ ولدي الكثير من الناس غير هذا الحبل السري الذي يربط بيني وبيـن من أحب .. لأن حـب الجـمـال .. هـو حـب كل شيئ .. وأي شيئ .. في أسمي صوره ..

ولأنني أحـبـبـت .. أحسست بقيمة الجمال البارد عند .. منال زوجـتي .. أم أولادي .. والـدافـئ عـنـد .. حـبيبـتي .. أمـل .. التي مضي علي حبي لها أكـثـر من ستـون عاما .. أو يـزيـد .. ولكـن ما تـزال كل خلية من خلايا جسـدي تـسـتـشـعـر ذلك الـجـمـال الـدافئ كـلـمـا عـادت إلي ساحة ذاكرتي أحاسـيس الحـب الـعـنـيـف الـذي كانت تبـثـه .. أمل .. في قلبي .. 
يومها كنت ما زلـت أتلقي علوم العلم في كليتي .. وكنت التقي بها في مدينتي الصغيرة كفرالـزيات .. تـلك الـمـدينة التي خـبـت في الشوارع أنوارها .. وظلت كما هي في غوايتها واحـلـمها مـديـنـة .. الـمدن .. بالنسبة ليّ .. ولـ أمل .. نتجول في شوارعها ونرتشف من كـأس الحـب الـف قبلة وقـبـلة علي شاطئ نـهر النـيـل فـرع رشـيـد .. الـذي يـشـق أحـشـائها ..
في صباي البـاكـر تبـادلت .. وأمل ..أعنف المشاعر .. كـتـبـت لها .. وكـتبـت ليّ .. أحـلي الكلمات وأنقاها .. 

ست سنوات أو يزيد أكتب لها
وتكتــــــــــــــــــــــــب ليّ .. 
أحكي لها .. وتحكي ليّ 
أجمل الحكايــــات

عن قصر الأحلام الوردية الذي سيجمعني وهي تحت ظل ظلال الحياة الزوجية كانت فاتنة .. ساحـرة .. شـخـصـية آثـرة .. تـؤثـر الـقـلـوب وتغلفها بغلاف الحب الأفـلاطـوني الـذي ينـدر في عـهـدنا الحاضـر .. أحبـبتها من كل قلبي وأتنست بدفئ حبها وبريق عينيها سنين طوال .. ذقت فيها معني السعادة .. لو وصفتها لك قلت حقا ..
قلت كانت بسيطة كأنما خلقت لتكون .. أميرة .. أهم ما يميزها ذلك الكبرياء الأصيل .. المـتـرفـع .. المتأصل .. الـذي ينـم عن نشـأتها الريـفـيـة الأصيلة ..
كانت أمل في ليـلـة من ذات الليالي القـمـرية آتية في ثـوبها الوردي الفضفاض .. وكانت زهور الربيع تنفح الجو عطراً ربيعيا صارخا والـقـمـر هناك في أعلي علاه يرسل ضوءاً ساحراً باهتاً علي صفحة مياه نهر النـيل الـخـالـد خلـودالحياة ..
رأيتها .. وما كاد نظري يقـع عليها حتي رجـفـة سريـعـة مباغته وتعلق بـصـري بها .. كالـمـأخـوذ ..
يا الله .. مـا لهذا القوام الممشوق الذي يتمايل في رقة وبطئ كغصن .. بان .. رشيـق يـحـركه نـسـيـم ربيعي هادئ .. بديع .. حقا ما أروع الجمال ..
رحـت اتـطـلـع إليها كا لـمـشـدوه .. كان قلبي يفيض بعواطف متأججة نحوها كأنه .. آتـون مـتـقـد .. وجـدت نـفـسي تـطيـر في عالم آخر غير هذا العالم الذي نعيش فيه ورحت أتأمل في عـجـب روعه لون الظل المسحوب بـغمامة بيـضاء شاحبة أسـفل عينيها ..!
يا الله .. إن الـنـاظـر إليها يـحـس بهـذه الـروح الـخـفـيـفـة اللـطـيـفة .. الـجـذابة .. ولـكـن كيف لم الاحظ هذا من قبل .. ؟
تناولت يدها بين يدي وسرنا بـجـوار الشاطئ في صـمـت وهـدوء حتي خـلـدنا الي مكان هادئ ..
ويا لروعة المكان ..
أشعل بداخلي هواجس لا تهدأ ولا تنام أحسست بدفئ يـدها فـرحـت أضـغـط عليها في حنان جم فمالت نحوي حتي أخـذت أنفاسي تـلـفـح وجنتيها الموردة والتقت شفاهنا في قبلة الحب الأولي !
...أحس الآن بحرارتها كما لو أني ما زلت أحتضنها .
( تمــــــت )
بقلم / عبدالمجيد الديّهي
 نشرت بجريدة الأمـــــــةعام 1991م
 وجريدة الشعر والشعراء عام 2015
 ♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
♥♥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق