الثلاثاء، 24 مارس 2015

( قصة قصيرة ) للأديبة المبدعة/ وفاء العمدة : أمنيــــة

( جريدة الشعر والشعراء)
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال
 
اضغط زر تشغيل أغنية عبد الحليم : الهوا هوايا
امنيــــــــة
الأديبةالمبدعة / وفـاء العمدة

 تفتح النافذة الصغيرة كل يوم ...تلتقط بعض الهواء النقي المعبق برائحة الفل الذي تعشقه ..تفرك عينيها بكلتا يديها 

 عساها أن تحدث معجزة وترى ضوء الشمس التي تلسعها حرارتها كل يوم ...
عندما تشتد وطأتها عند الظهيرة..ساعتها تنتظر بلهفة "الرغيف الشمسي" الساخن الذى تملأ رائحته كل المكان.. 

 تتلقى صفعة على ظهرها وهو واقفة ...ترتعد ...تدك الأرض بقدميها في تبادل..تصرخ ما هذا ؟!

 تكلمها أختها.. اتركي النافذة حتى يدخل لنا بعض الهواء.

 تحاول ان تتبادل الحديث مع أختها ..تصرخ في وجهها ,اغربي عن وجهي ..ألا تكفين عن الشكوى.

تأتى ابنه أختها الصغيرة ..تعطيها كسرة خبز جافة .

تمسكها بكلتا يديها تقلبها ..تقربها من انفها ...تفزع من رائحتها العطنة ...تقذفها في المدى ترتطم بالحائط ..

ترتد لتقع على الأرض ,تمد يديها في الهواء وتحاول الخروج من الغرفة إلى خلف الدار ..حيث يربط أبوها بقرته.

تتسمع إلى صوتها لتتجه عكس مكان البقرة .

تصل إلى الجدار ..تمشى خطوات محسوبة وهى تتحسس الجدار.

يأتي صوت أمها كفحيح وهى تحذرها من أن تدهس عيدان النعناع الخضراء التي يبيعها أبوها كل يوم ليسد جوع أولاده السبع.

 تبتعد وهى تتخبط فى الظلام ...تسير قليلا حتى تقترب من شجرة الفل المزروعة خلف الدار منذ زمن بعيد.

 تجلس بجوارها...تمسك بطرف أوراقها .. تتحسسها.

 تحتضنها برفق ,تحدثها..تشتكى ,تنهار وتبكى ترفرف حولها حمامة مبرقشة ,تحط بجوارها... 

تمسكها بحنان وتضمها بكلتا يديها ثم تمسكها من رجليها وترفعها فى الهواء فترفرف بجناحيها ثم تنزلها وتعود وترفعها وهى تتمنى ان يكون لها جناحان لتطير بهما تاركة هذا المكان الكئيب.

تتخيل ماذا لو انها اصبحت ذات اجنحة ؟ هل تسطيع الطيران حقاً ؟

تحدث نفسها , نعم استطيع الطيران ,وسأرى كل شئ وسوف اطير واحلق عاليا فى السماء .

ربما أعيش معهم فوق الأشجار.

تقف وتحدد اتجاه الشارع ,تفرد ذراعيها فى الهواء وتنطلق تدهس اعواد النعناع 

وترفرف,تركض وتركض ,حتى تبتعد عن البيت وهى تنطلق .

فى لحظة خاطفة ، تاتى سيارة مسرعة لم يستطع سائقها تفاديها ..تصدمها... 

تسقط مضرجة فى دمائها.. والحمامه المبرقشة ...مازالت بين يديها..
تمت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق