الأحد، 15 مارس 2015

وَدّعْ هُرَيْرَةَ إنّ الرَّكْبَ مرْتَحِـــــلُ ..الشاعرالباحث كريم عباس مرزة‏

اضغط ظر تشغيل أغنية أم كلثوم: أغدأ ألقاك



وَدّعْ هُرَيْرَةَ إنّ الرَّكْبَ مرْتَحِـــــلُ، *** وَهَــلْ تُطِيقُ وَداعاً أيّهَا الرّجُلُ؟ 
غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُهـــــــــــــا،*** تَمشِي الـهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ 
كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِـــــــهَا *** مَرُّ السّحَابَةِ، لا رَيْثٌ وَلا عَجَلُ 

وأنا أودعكم يوم غد لمهمة ثقافية وأدبية وعلمية لفترة ليست بالقصيرة ، أقول لكم : علمتني الحياة أن القلب أكبر من خطايا البشر ، فهو يتسع لكل الناس والأجناس ، وإن التسامح والعفو أقوى الصلات الإنسانية ، لا يقدر عليهما إلا الرجال العظماء ، وتقاس عظمة الرجل بمقدرته عليهما ، وإن عطاء الكبير ، لا ينتظر الرد من صغير ولا كبير ، فهو أكبر منه ومنهما ،وإن الصدق مع النفس دون رياء أو نفاق، يجعلني لا أطلب من ا لآخر أن يفهمني، وإن الأمل في القادم يغسل أدران الندم على الماضي .


كريم مرزة الأسدي 


يــــا أم عمرو جزاك الله مغفـــــــــرة *** ردي علي فؤادي كالذي كانــــــا
أبدلُ الليلُ ؟ لا تسري كواكبـــــــــــــــه *** أم طال حتى حسبت النجم حيرانا؟
إن العيون التي في طرفها حـــــــــورٌ *** قتلتنا ، ثم لم يحيينَ قتلانــــــــــا
يصرعنَ ذا اللبِّ حتى لا حراكَ به *** وهن أضعف خلقِ الله أركانـا
يقول المتنبي

الحب ما منع الكــلام الألسنــــــــــا *** وألذ شكْوى عاشِقٍ ما أعْلَنَـــا
ليت الحبيب الهاجري هجــــــر الكَرَى *** من غير جرمٍ واصلي صِلَةَ الضنا
بنا فلو حليتنا لم تـدر مـــــــــــــــا *** ألواننا مما امْتُقِعْنَ تلَوُّنــــــــا
وتوقدتْ أنفاسنـــــــــــا حتـى لقــــد *** أشفقتُ تَحْتَرِقُ العواذِلُ بَيْنَنَـــــا


يقول الوليد بن يزيد

لا أسأل الله تغييراً لمـــا صنعت *** نامت وإن أسْهَرَتْ عيني عيناها
فالليل أطول شيءٍ حين أفقدها **** والليل أقصر شيءٍ حين ألقاهــا
يقول خليل مطران

الحب روح أنــت معنــــــاه *** والحُسنُ لفظٌ أنتَ مبناهُ
تمَّتْ برؤيتك المنى فحكت *** حلماً تمتعنا برؤيــــــاهُ
ياطيب عيني حين آنسهــا *** يا سعد قلبي حين ناجاهُ

يقول مجير الدين بن تميم

يـــــــــــا مُحْرِقاً بلنار وجه محبه *** مهلاً فإن مدامعي تطفيــــــهِ
أحرق بها جسدي وكل جوارحـي *** وأحرص على قلبي فإنك فيهِ

يقول أبو تمام

بيت قلبي من هواك على الطــوى *** ورحلت من بلد الصبابةِ والجـوى
لو لم يجرني الهجر منك بلطفـــهِ *** والله لاسْتَأْمَنْتُ فيك إلى الـــــنَّوَى
لم تَرْعَ لي حُرَقاً بِقَلْبي قد مَضَتْ *** لو لم يَذُرْها الدَّمْعُ عَنْكِ لا شتوى
هيهات كنت من الحداثةِ والصِّبَا *** في غفلةٍ إن الهوى يُنسِي الهوى

يقول ابراهيم ناجي

يا فؤاي لا تسل أين الهــوى *** كان صرحاً من خيـال فهوى
إسقني واشرب على أطلالــهِ *** وارو عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبرا *** وحديثاً من أحاديث الجــوى
وبساطاً من ندامى حلـــــــــــــــمٍ *** هم تواروا أبداً وهو انطـــــــــوى

يقول ذو الرمة

رأيت لها ما لم تر العين مِثلهُ ** لشيءٍ فإني قد رأيت المرائي
هي السحر إلا أن للسحر رُقيةً *** وأني لا ألقى لِمـا بي راقي

قال الأعشى :

وَدّعْ هُرَيْرَةَ إنّ الرَّكْـبَ مرْتَحِلُ

وَهَلْ تُطِيقُ وَداعاً أيّهَــــــــا الرّجُلُ؟ 

غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُـــــــولٌ عَوَارِضُها 

تَمشِي الـهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ 

كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا 

مَرُّ السّحَابَةِ، لا رَيْثٌ وَلا عَجَـــلُ 

تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاساً إذا انصَرَفَتْ 

كمَا اســــتَعَانَ برِيحٍ عِشرِقٌ زَجِــلُ 

لَيستْ كمَنْ يكرَهُ الجيرَانُ طَلعَتَهَا

وَلا تَرَاهَا لسِرّ الجَــــــارِ تَخْتَتِلُ 

يَكادُ يَصرَعُها، لَوْلا تَشَدّدُهَا 

إذا تَقُومُ إلى جَارَاتِهَا الكَسَلُ 

إذا تُعالِجُ قِرْناً سَاعةً فَتَرَتْ 

وَاهتَزّ منها ذَنُوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ 

مِلءُ الوِشاحِ وَصِفْرُ الدّرْعِ بَهكنَةٌ 

إذا تَأتّى يَكادُ الخَصْــــــــــرُ يَنْخَزِلُ 

صَدّتْ هُرَيْرَةُ عَنّا ما تُكَلّمُنَــــــــــــا 

جَهْلاً بأُمّ خُلَيْدٍ حَبلَ من تَصِـــــــــلُ؟ 

أأنْ رَأتْ رَجُلاً أعْشَـــــــــى أضَرّ بِهِ 

رَيبُ المَنُونِ، وَدَهْرٌ مفنِدٌ خَبِـــــــــــلُ 

نِعمَ الضّجيعُ غَداةَ الدَّجنِ يَصرَعها 

لِلّذّةِ المَرْءِ لا جَافٍ وَلا تَفِلُ 

هِرْكَوْلَةٌ، فُنُقٌ، دُرْمٌ مَرَافِقُها 

كَأنّ أخْمَصَها بِالشّوْكِ مُنْتَعِلُ 

إذا تَقُومُ يَضُوعُ المِسْكُ أصْوِرَةً 

وَالزّنْبَقُ الوَرْدُ من أرْدانِها شَمِلُ 

ما رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ مُعشبةٌ 

خَضرَاءُ جادَ عَلَيها مُسْــــــــــبِلٌ هَطِلُ 

يُضَاحكُ الشمسَ منها كوكَبٌ شَــرِقٌ 

مُؤزَّرٌ بِعَمِيمِ النّبْـــــــــــتِ مُكْتَهِلُ 

يَوْماً بِأطْيَبَ مِنْهَا نَشْرَ رَائِحَةٍ

وَلا بأحسَنَ مِنها إذْ دَنَا الأُصُلُ 

عُلّقْتُهَا عَرَضاً، وَعُلّقَتْ رَجُـــلاً 

غَيرِي، وَعُلّقَ أُخرَى غيرَها الرّجلُ 

وَعُلّقَتْهُ فَتَاةٌ مَا يُحَاوِلُهَا، 

مِنْ أهلِها مَيّتٌ يَهذي بها وَهلُ 

وَعُلّقَتْني أُخَيْرَى مَا تُلائِمُنـــــي 

فاجتَمَعَ الحُبّ حُبّاً كُلّــــــــــهُ تَبِلُ 

فَكُلّنَا مُغْرَمٌ يَهْذِي بصَاحِبِــــــــــــهِ 

نَاءٍ وَدَانٍ، وَمَحْبُولٌ وَمُحْتَبِـــــــــــلُ 

قالَتْ هُرَيرَةُ لمّا جِئتُ زَائِرَهَــــــــــا: 

وَيْلي عَلَيكَ، وَوَيلي منكَ يا رَجُـــــــلُ 

يا مَنْ يَرَى عارِضا قَد بِتُّ أرْقُبُـــــــــهُ 

كأنّمَا البَرْقُ في حَافَاتِهِ الشُّــــــــــــــعَلُ 

لَهُ رِدافٌ، وَجَوْزٌ مُفْأمٌ عَمِـــــــــــــــــــلٌ 

مُنَطَّقٌ بِسِجَالِ المَاءِ مُتّصِـــــــــــــــــــــلُ 

لمْ يُلْهِني اللّهْوُ عَنْهُ حِينَ أرْقُبُـــــــــــــــهُ

وَلا اللّذاذَةُ مِنْ كأسٍ وَلا الكَسَـــــــــــــــــلُ 

فَقُلتُ للشَّرْبِ في دُرْنى وَقد ثمِلــــــــــــــوا: 

شِيموا، وكيفَ يَشيمُ الشّــارِبُ الثّمــــــــــــــلُ 

بَرْقاً يُضِيءُ عَلى أجزَاعِ مَسْـــــــــــــــــــــقطِهِ

وَبِالخَبِيّةِ مِنْهُ عَـــــارِضٌ هَطِلُ 

قالُوا نِمَارٌ، فبَطنُ الخالِ جَادَهُما 

فالعَسْجَدِيّةُ فالأبْلاءُ فَالرِّجَــــــــلُ 

فَالسّفْحُ يَجرِي فخِنزِيرٌ فَبُرْقَتُــــــهُ 

حتى تَدافَعَ مِنْهُ الرّبْوُ، فَالجَبَــــــــــلُ 

حتى تَحَمّلَ مِنْهُ المَاءَ تَكْلِفَــــــــــــــــةً 

رَوْضُ القَطَا فكَثيبُ الغَينةِ السّـــــــــــهِلُ 

يَسقي دِياراً لَها قَدْ أصْبَحَتْ عُزَبــــــاً 

زُوراً تَجانَفَ عَنها القَوْدُ وَالرَّسَـلُ 

وَبَلدَةٍ مثلِ التُّرْسِ مُوحشَـــــــةٍ 

للجِنّ بِاللّيْلِ في حَافَاتِهَا زَجَلُ 

لا يَتَمَنّى لـهَا بِالقَيْظِ يَرْكَبُهَا 

إلاّ الذِينَ لَهُمْ فِيمَا أتَوْا مَهَلُ 

جَاوَزْتُهَا بِطَلِيحٍ جَسْرَةٍ سُرُحٍ 

في مِرْفَقَيها إذا استَعرَضْتَها فَتَل 

إمّا تَرَيْنَا حُفَاةً لا نِعَالَ لَنَـــــــــــــا 

إنّا كَذَلِكَ مَا نَحْفَى وَنَنْتَعِـــــــــــــــلُ 

فَقَدْ أُخَالِسُ رَبَّ البَيْـــــــــــــتِ غَفْلَتَهُ 

وَقَدْ يُحَاذِرُ مِني ثُمّ مَا يَئِلُ 

وَقَدْ أقُودُ الصّبَى يَوْماً فيَتْبَعُني

وَقَدْ يُصَاحِبُني ذو الشِّرّةِ الغَزِلُ 

وَقَدْ غَدَوْتُ إلى الحَانُوتِ يَتْبَعُني 

شَاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلشُلٌ شَــــــوِلُ 

في فِتيَةٍ كَسُيُوفِ الـهِندِ قد عَلِمُــوا 

أنْ لَيسَ يَدفعُ عن ذي الحيلةِ الحِيَلُ 

نازَعتُهُمْ قُضُبَ الرّيْحانِ مُتّكِـــــــــئاً 

وَقَهْوَةً مُزّةً رَاوُوقُهَا خَضِــــــــــــــلُ 

لا يَستَفِيقُونَ مِنها، وَهيَ رَاهنَــــــــةٌ 

إلاّ بِهَاتِ! وَإنْ عَلّوا وَإنْ نَهِلُــــــــــوا 

يَسعى بها ذو زُجاجاتٍ لَهُ نُطَـــــــــفٌ 

مُقَلِّصٌ أسفَلَ السّرْبالِ مُعتَمِــــــــــــــلُ 

وَمُستَجيبٍ تَخَالُ الصَّنجَ يَســـــــمَعُهُ 

إذا تُرَجِّعُ فِيهِ القَيْنَةُ الفُضُـــــــــــلُ 

مِنْ كُلّ ذلكَ يَوْمٌ قدْ لَهَوْتُ بــــــــه 

وَفي التّجارِبِ طُولُ اللّهوِ وَالغَزَلُ 

وَالسّاحِبَاتُ ذُيُولَ الخَزّ آونَـــــــةً 

وَالرّافِلاتُ عَلى أعْجازِها العِجَلُ 

أبْلِغْ يَزِيدَ بَني شَيْبانَ مَألُكَـــةً 

أبَا ثُبَيْتٍ! أمَا تَنفَكُّ تأتَكِــــلُ؟ 

ألَسْتَ مُنْتَهِياً عَنْ نَحْتِ أثلَتِنَا 

وَلَسْتَ ضَائِرَهَا مَا أطّتِ الإبِلُ 

تُغْرِي بِنَا رَهْطَ مَسعُودٍ وَإخْوَتِهِ 

عِنــــدَ اللّقاءِ، فتُرْدي ثمّ تَعتَزِلُ 

لأعْرِفَنّكَ إنْ جَـــدّ النّفِيرُ بِنَــــــا 

وَشُبّتِ الحَرْبُ بالطُّوَّافِ وَاحتَمَلوا 

كَناطحٍ صَخــــــــــــرَةً يَوْماً ليَفْلِقَهَا 

فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَـــــــهُ الوَعِلُ 

لأعْرِفَنّكَ إنْ جَـــــــــــــــــدّتْ عَداوَتُنَا

وَالتُمِسَ النّصرُ منكم عــــوْضُ تُحتملُ 

تُلزِمُ أرْماحَ ذي الجَدّينِ سَـــــوْرَتَنَا 

عنْدَ اللّقاءِ، فتُرْدِيِهِـــــمْ وَتَعْتَزِلُ 

لا تَقْعُدَنّ، وَقَدْ أكّلْتَهَا حَطَباً 

تَعُوذُ مِنْ شَرّها يَوْماً وَتَبْتَهِلُ 

قد كانَ في أهلِ كَهفٍ إنْ هُمُ قعدوا 

وَالجاشِرِيّةِ مَنْ يَسْـــعَى وَيَنتَضِـــــــلُ 

سَائِلْ بَني أسَدٍ عَنّا، فَقَــــــــد علمـــــــــوا 

أنْ سَـــــــــوْفَ يأتيكَ من أنبائِنا شَــــــــكَلُ 

وَاسْألْ قُشَـــــــــيراً وَعَبْدَ اللـهِ كُلَّهُـــــــمُ 

وَاسْألْ رَبيعَةَ عَنّــــــــــا كَيْــــــفَ نَفْتَعِلُ 

إنّا نُقَاتِلُهُمْ ثُمّـــــــــتَ نَقْتُلُهُــــــــــــمْ 

عِندَ اللقاءِ، وَهمْ جارُوا وَهم جهلوا 

كَلاّ زَعَمْتُمْ بِأنّا لا نُقَاتِلُكُمْ

إنّا لأمْثَالِكُمْ، يا قوْمَنا، قُتُلُ 

حتى يَظَلّ عَمِيدُ القَوْمِ مُتّكِئاً 

يَدْفَعُ بالرّاحِ عَنْهُ نِسوَةٌ عُجُلُ 

أصَابَهُ هِنْدُوَانيٌّ، فَأقْصَــــــــدَهُ 

أوْ ذابِلٌ مِنْ رِمَاحِ الخَطّ مُعتَـــدِلُ 

قَدْ نَطْعنُ العَيرَ في مَكنونِ فائِلِـــهِ 

وَقَدْ يَشِيطُ عَلى أرْمَاحِنا البَطَـــــــلُ 

هَلْ تَنْتَهون؟ وَلا يَنهَى ذوِي شَططٍ 

كالطّعنِ يَذهَبُ فيه الزّيتُ وَالفُتُلُ 

إني لَعَمْرُ الذي خَطّتْ مَنَاسِمُها 

لَهُ وَسِيقَ إلَيْهِ البَاقِرُ الغُيُلُ 

لَئِنْ قَتَلْتم عَمِيداً لمْ يكُنْ صَدَداً 

لنَقْتُلَنْ مِثْلَهُ مِنكُـــــــــــمْ فنَمتَثِلُ 

لَئِنْ مُنِيتَ بِنَا عَنْ غِبّ مَعرَكَــــــةٍ 

لمْ تُلْفِنَا مِنْ دِمَاءِ القَــــــــــوْمِ نَنْتَفِلُ 

نَحنُ الفَوَارِسُ يَوْمَ الحِنوِ ضَاحِيَةً 

جَنْبَيْ «فُطَيمَةَ» لا مِيلٌ وَلا عُزُلُ 

قالوا الرُّكوبَ! فَقُلنا تلْكَ عادَتُنا 

أوْ تَنْزِلُونَ، فَإنّا مَعْشَــــرٌ نُزُلُ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق