الخميس، 26 مارس 2015

وطن في العراء.. للشاعر المبدع / جمال العامرى

( جريد الشعر والشعراء)
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال
اضغط زر تشغيل أغنية نموت ويحيى الوطن



جمـــــال العامـــــري
وطن في العــــــــراء
أيها الوطــــــــــــــن الضرير
التآئه عن وعيَـــــــــــــــــــــــــه
الطوّاف خارج يُباب الزمــــــــــــــــن
ماذا تفعل في هذا الظـــــــــــــــــــــــــــلام 
وهذا العراء القمـــــــــــــــــــــــــــــــيء ؟
تتعقّب السراب من مختلف الإتجاهـــــــات
تحلـم بالحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاة
وتخاف ان يأخذها القتلة واللصوص
يتربص بــــك الجهل والتخلـــــف
عند كـــــل صــــــــــــــــباح
كأنك عصيٌّ على التقدم
النوافــــــــــذ أرواح
وأنفاس تتصاعد
كلما وُئِد الضوء قرب شرائيين المســـــــــــــــــاء
تتفتح مزهريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الأمل 
وتورق عتباتها بأصيص من الـــــــــــــــــورد 
وسط هذا السأم العــــــــــــــــــــــــــــــارم 
والغسق المظلم تحــــــــــــــــت الأرض
تقبع في سجنٍ وعـــــــــــــــــــــــذاب
تُعاني نير العبوديـــــــــــــــــــــــــة 
خاضعاً مستسلماً لتجار الحروب 
وعُشّاق الدمــــــــــــــــار القدير 
كأنهم يؤدون صلاة موحدّة 
لسرقة أحلامك النقيــــة 
باتت بلا مـــــأوى
كيف يمكنك وطنــــــي 
ان تعبر ناصية هــــذا الليل؟
وأنت لم تعِ حشـــــرجة الصباح
ولم تكشف لنا الحقيقــــــــــــــــــــة
لا فجر قدّم لك بصيص أمــــــــــــــــــل
ولا أمل فيك بعدما فقدت الصبـــــاح
حتى المســــــــــــــــــــــــــــــتقبل
الذي دفنته في جوف التخلّـــف
لم يعد في ذاكرتك المُتشظيّة
ملامحك الحزينــــــــــة
تبدو مُنهكــــــــــــة
حسيرة التلظّي والغضـــــــــــــــــــب
كأنها ستنفجر بالبكـــــــــــــــــــاء
محطات وأمكنة تعــــــبر خيالك
تظهر خلف الحجـب المتناثرة
تمضي برتابة قاتلـــــــــــــة
على نحوٍ قاتـــــــــــــــــم 
تزيد من جرعة الأسى
ليس ثمّة أمــــــــــلاً 
يُحيّ حلمك الجميــــــــــــــــــــــــــــل
سوى البحث عن الوهــــــــــــــــــم
والحنين إلى الماضي البعـــــــــيد
لتصل إلى نهايات الحيــــــــــاة
دون بطولات وأمجـــــــــــــاد
ثمّة ضوء في آخر الغســـق
مُعلّق بشفاه الفراشــــات
ساكناً تحت شعاع القمر
جمـــال العامــــــري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق