الخميس، 19 مارس 2015

قصه : الجيل الثالث ..بقلم الكاتبة / فاطمه مندى




اضعط زر تشغيل أغنية.. تملى فى قلبى ياحبيبى 

قصه بقلم :الجيل الثالث
الكاتبة / فاطمه مندى 

وقف المعلم محدثا" تلاميذه قائلا": أعزائى التلاميذوالتلميذات.

اليوم احدثكم عن الأم ، اليوم هو عيدها ، نحتفل بهذا اليوم كل سنة، فلقد حدثنا رسولنا الكريم عن الاْم ،ودورها فى حياة الأبناء ، وتكريما"للأم ودورها حدثنا قائلا":أمك ثم أمك ثم أمك ثم ابوك.

 فلقد ذكر الأم ثلاثة مرات ،وهذا لدورها العظيم فى حياة الأبناء .
..........
 أعزائى جميعا"نقدس الأم ونحترمها ،ولقد حدثنا الله عز وجل فى كتابه الكريم عن دور الأباء فى حياة ابنائهم ،وحذرنا قائلا{"فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقول لهما قولا" كريما" وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا"}
..........
خرج الصبى من الحصه محدثا"نفسه : لابد ان أشترى هدية عيد الأم لوالدتى وجدتى التى لا أعرف أين هى؟؟ !!. بعد إنقضاء اليوم الدراسى،ذهب الصبى لشراء الهدايا.دلف إلى المنزل ،وجد الأبوين قابعين فى البهو ،أمام التلفاز، منتظرين حضوره، لتناول وجبة الغذاء.
..........
 تقدم منهما معانقا"الأم و محدثا": كل سنه وانت طيبة يا ماما،وفى أحسن صحة ،طابعا"قبلة حانيه على خديها وقال لها أتفضلى حضرتك هذه هديتك ،وتوجه إلى والده بالحديث قائلا: ممكن سؤال يا بابا؟ تحدث الأب: تفضل .
..........
 قال الصبى: 
ــ أريد الذهاب إلى جدتى لكى اعطيها هديتها ممكن ده؟
..........
 أومأ الأب برأسه موافقا" ومعلقا": ولكن بعد تناول الطعام.
..........
 بعد تناول الطعام، ذهب الأثنان إلى الجده ،ودلفا إلى حجرتها ،كانت قابعة على مخدعها وفى يدها القرأن الكريم، تتصفح منه ما تيسر لها من قراءته.
..........
 جرى الصبى على الجده معانقا" ومحدثا" :كل سنه وحضرتك طيبه يا تيته ، وأعطى لها هديتها ،دى هديتى لك فى عيدالأم ،طبعت الجده قبله حانيه على خد الصبى قائله:هديتى هى تذكرك لى ،مجيئك عندى هذا اليوم ،وانزلقت الدموع من شقوق الأحداق المتحجره.
..........
 مد الصبى يده الصغيره فى حنان وبراءة الأطفال،ومسح دموعها قائلا"
أنا لم أنساك أبدا"، وأريدك بجانبى، لماذا تركت منزلنا؟لماذا تجلسين هنا بمفردك؟تعالى معى أيتها الجده،أننى أحبك جدا"جدا" وأنت تعلمين هذا.
..........
 نظرت إليه الجده معقبه:ياولدى ليس بيدى ،عقب الولد:وما الذى يمنعك؟
..........
 دلفت الدموع من مقل الجده ،شاخصه النظر إلى الصبى معقبه:ظروف يا روح تيته،يا قلب تيته، أنت تعلم مدى تعلقى بك، تعلم هذا جيدا"والظروف هى التى جعلتنى أن أترك منزلكم. وأقيم هنا.
..........
 فهم الصبى ما أرادت الجده أن تخبره به. طبع الأب قبله على رأس الجده، معقبا" كل سنه وحضرتك طيبه يا ماما؟ وأعطى لها ظرفا" مغلقا" به مبلغ من المال.
..........
 أستأذن الأب والأبن مودعين الجده ،بقبلات حاره وعناق الصبى الطويل لجدته الذى جعل دموع الجده تنهمر بغزاره،وصوت يئن لفراق الصبى.أستأذن الأثنان تاركين الجده، وأنصرفا ،وعند باب الحديقه سأل الصبى والده :ما أسم هذا المكان يابابا؟.
..........
 قال الأب :
ــ لماذ يا بنى؟أسمه دار المسنين.
 قال الصبى فى حده، غضب: 
ــ أردت أن أعرف الأسم لاْننى عندما اكون أبا مثلك ويشتد عودى وأنجب أطفالا"،سوف أحرمك منهم ، وسوف أودعك فى دار المسنين ، كما فعلت بجدتى ،وحرمتنى منها،سوف احرمك من أولادى عندما يتقدم بك العمر..........
فاطمه مندى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق