الثلاثاء، 17 فبراير 2015

( قصة ) ثياب الامبراطور الجديدة .. للشاعر / خليل عوير

ثياب الإمبراطور الجديدة

ما أشبه هذه القصة بقصة بطل التحرير والصمود والتصدي والمقاومة والممانعة والـ ............ الخ ....!!!!
منذ سنوات طويلة عاش إمبراطور بلغ عشقه للملابس الجديدة ما جعله ينفق كل ماله حتى يكون في أبهى الملابس, كانت المدينة الكبيرة التي يحكمها يأتيها الزائرون كل يوم .. وذات يوم جاء نصابان وادعيا أنهما نساجان وقالا إنهما يستطيعان نسج أرقى قماش وأن تلك الملابس مصنوعة من نسيج له صفة غريبة إذ لا يراه الحمقى ولا من كان غير كفء لمنصبه ولا من كان غبيا ..

سرَّ الإمبراطور وقال في نفسه : (لا بد أن هذه الملابس مدهشة وسأعرف أي رجالي لا يصلح لمنصبه ولتبدآ بصنع القماش) وسلم الدجالين أموالا كثيرة كي يبدآ العمل .

وضع الرجلان نولين وتظاهرا بأنهما يعملان لكنهم لم يضعا أي شيئ بهما. وكانا بكل جرأة يأمران بأرقى أنواع الحرير وأنفس سبائك الذهب ثم يضعان ذلك كله في حافظتيهما. قال الإمبراطور في نفسه : ترى كم أنجزا من العمل في القماش؟ ولكنه شعر بقلق بالغ عندما تذكر أن كل غبي وكل غير كفء لمنصبه سيعجز عن رؤية القماش. وقال: سأرسل وزيري العجوز الأمين إلى النساجين فهو خير حكم على شكل القماش لأنه ذكي ويحسن القيام بمهام منصبه). ذهب الوزير إليهما ورآهما يعملان على نوليهما الفارغين. فقال في نفسه وهو يفتح عينيه مندهشا : (يا الهي أنا لا أرى شيئا!) لكنه لم يعلن ذلك.

دعاه كلا النصابين لأن يقترب وسألاه وهما يشيران إلى النول الفارغ عن رأيه ولكنه حملق بعينيه وحدث نفسه: (هل يعقل أن أكون أحمقا غبيا وغير كفء لمنصبي!) قال النصاب: (ما بك لا تقول شيئا يا سيدي؟) فرد عليه الوزير: آه .. إنه جميل حقا سأخبر الإمبراطور أنه أعجبني ... فأخذ النصابان في وصف التصميم وتحديد كل لون باسمه وكان الوزير ينصت ويحفظ ما يقولانه لكي ينقله حرفيا للإمبراطور!!!

بعد ذلك طلب النصابان مزيدا من المال ليستمرا في نسج القماش وكانا يضعان ذلك كله في حقيبتيهما بينما لم يستخدما خيطا واحدا. وأرسل الإمبراطور مسؤولين آخرين من حاشيته ففعل النصابان مثل ما فعلاه مع الوزير وعادا إلى الإمبراطور ليخبراه بروعة وجمال الألوان ونعومة القماش وروعته ... وصدقهما !!!

وذهب الإمبراطور ليرى القماش مع المسؤولين اللذين أرسلهما من قبل ولما وقف أمام النول الفارغ قالا له أليس رائعا ؟ .. فقال الإمبراطور في نفسه: (إني لا أرى شيئا هل أنا غبي .. هل لا أصلح لأن أكون إمبراطورا؟) ولم يشأ أن يكون كذلك فقال: (آه .. إنه في غاية الجمال) ونصحاه أن يبادر في ارتداء هذه الملابس الرائعة فكافأ النصابين بالمال الوفير والأوسمة .. ثم حثاه على ارتدائها وقالا: (إنها خفيفة كنسج العنكبوت حتى تظن أنك لا ترتدي شيئا فهلا تفضلتم بنزع ملابسكم لنتمكن من إلباسكم الملابس الجديدة هنا أمام المرآة) خلع الإمبراطور ملابسه كلها وتظاهر النصابان بأنهما يناولانه الملابس وقالا: إنه مقاسك تماما إنه رداء ثمين!.

وأمر الإمبراطور بجمع أفراد الشعب ليحتفل أمامهم بثيابه الجديدة
وقال كبير رجال المراسم الإمبراطورية: إنهم ينتظرونك خارج القصر.
رد الإمبراطور :نعم أنا جاهز أليست ملابسي تناسبني تماما!.

أما خدم الإمبراطور ومهمتهم حمل ذيل ردائه فتحسسوا الأرض بأيديهم وتظاهروا بأنهم يحملون ذيل الرداء.

خرج الإمبراطور لشعبه وكل الشعب يهتفون إنه رداء رائع!،إلا أن طفلا صغيرا هتف بصوت عال : لكن الإمبراطور عار إنه لا يرتدي شيئا!, قال أبوه: استمعوا لصوت هذا الطفل البريء. فهمس البعض للآخر: انه عار انه لا يرتدي شيئا .. وفي النهاية هتف الجميع انه عار إنه لا يرتدي شيئا .. ارتجف الإمبراطور لأنه أدرك الصواب لكنه قال لنفسه لابد أن أتم مسيرة الموكب ثم تصرف على نحو أشد تكبرا ومن ورائه الخدم الذين يحملون ذيل الرداء الذي لم يكن موجودا على الإطلاق!
هانز كريستيان أندرسون

***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق