من ذكريات الطفولة
سليمة مليزي
كل صباح أمرُ على حدائق الحي تستوقفني أشجار اللوز المنتشرة قليلا في البيوت العتيقة التي تمثل جمال الجزائر العريقة ..براعم الزهور تلفت الانتباه لجمالها الخلاب ...
كم تعيدني هذه الصور لذكريات الطفولة التي عشتها في قريتي بني عزيز الجملية التي تتربع تحت جبل سيدي ميمون وسهوبها المنحدرة التي تحتضن كل أنواع الحدائق التي تمثل البيئة الريفية .. كم كنت أعشقها ...كانت توجد فوق أرض جدي حديقة من أشجار اللوز على مد البصر ويقلون أنها ملك { البا يلك} ..وفي بداية الربيع يكون جواً بارداً يغمره كل صباح ضباب فاتر يغطي القرية وأشجارها الهادئة التي توحي بعطاء الطبيعة التي لا ينضب ..
وهي تلتحف رداءً أبيضاً شفافاً وكأنها عروس في ثوبها الأبيض تشكل لوحة فنية غاية في الجمال .. تناسقٌ بين ألوان أزهار اللوز الوردية والحقول الخضراء المبتلة بندى الصبح وكأنها تضيء المكان معلنة عن ثورة أزهار اللوز التي تتربع على قدوم الربيع معلنة عن دوران الطبيعة التي لا يتوقف ولكل في فلك يسبحون ..
وعندما يحل الظلام بالقرية كنا نصعد إلي اعلي تلة في أرض جدي التي تسمى { الدراع } وتلك هي المعجزة فتظهر أشجار اللوز بلونها الأبيض المائل للوردي وكأنها فوانيس مرصعة باللؤلؤ تضيء المكان وتبعث الطمأنينة والفرح وتؤنس وجدنا ...؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق