أنا المصري والأقدارُ تقذُفَني
بين هَجْري وقُرْبي لأوطاني
فإن مكثت في حضنها يوماً
أبعدتني عنها باقي أيامي
ولا فرق بين القرب والبعد
فأنا غريب في كل أحوالي
فإن لم أرضى بالذل يسْكُنَني
فأنا في نظر أعيانها إرهابــــي
ولا فرق إن كنت بالدِّين ملتزمـــاً
أو كنت سكراناً في خمّارةٍ عاري
أو كنت للأديان منتســـــــــــباً
أو كنت فيها معارضاً علمانــي
وإن لم أكن راكعاً في محرابهم
فمقتولٍ.. ومطاردٍ .. وقيد سجانِ
ولا كرامة لي عند ســـــــــــادتها
إن كنت حيّاً .. أو بعد أكفانـــــــــي
وكم هي أحزاننا ومصابهــــــــــــــا
فقد زاحمتني في نثر أشـــــــعاري
وترى الدم بعد الدم ينهمـــــــــــــر
من مسلم كان أوحتى نصرانــي
فالكل قد اكتوى بنار فُرْقتنـــــا
والكل قد ذاق من كأس جبّارِ
وقوافل الموت صارت لنا رمـزاً
تجوب شوارعنا في كل أوقاتي
فأنا المقتول على أعتابهــــــــــا
وأنا المذبوح في كل أســــــفاري
دمي يُراق على شاطىء البحـــر
بأياديٍ أثمةٍ من صنع اعدائـــــي
فما ذنبي..... أن كنت مصريـــاً
أدفعُ من عمري أخطاء حُكّامِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق