أخلاقيات ، وشؤون أخرى ، كريم مرزة الأسدي:
واستشعر الحلم في كل الأمــــــــــور ولا *** تسرع ببادرةٍ يوماً الى رجلِ
وإن بُليت بشخص لا خــــــــــلاق لـــــــــــــــــــهُ *** فكن كأنـــــــــك لم تسمع ولم يقلٍ
وللكف عن شتم اللئيـــــــــــم تكرمـــــــــــــــاً *** أضر لـــــه من شتمه حين يشتم
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه *** فكل رداء يرتديه جميل
إذا أنت أكرمت الكريم ملكتــــــــــــــــــــه*** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.
ومن ذاالذي ترضى سجاياه كلهــــــــــــا *** كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
التوجه إلى الله : قال لبيد بن ربيعة أبو عقيل العامري (توفي 41 هـ / 661م) :
أرى الناسَ لا يَدرُونَ ما قَدرُ أمرِهــــــــــــمْ ***بلى : كلُّ ذي لُبٍّ إلى اللّهِ وَاسِلُ
إذا المرءُ أسْـــــــــــــــــــرَى ليلة ً ظنَّ أنـهُ ***قضَى عَمَلاً والمَرْءَ ما عاشَ عامِلُ
فتَعْلمَ أنْ لا أنتَ مُدْرِكُ ما مضَـــــــــــــى *** وَلا أنـ تَ ممّا تَحذَرُ النّفسُ وَائِلُ
ألا كُلُّ شيءٍ مـــا خَلا اللّهُ بـــــاطِلُ *** وكلُّ نعيمٍ لا مَحـــالة َ زائِلُ
سوى جنـّـــة الفردوس أنّ تعيمهـــــــا ***يدومُ وأنَّ المـــوت لا شكَّ نازلُ
وكلُّ أُنَاسٍ ســــــوْفَ تَدخُلُ بَينَهُــــــمْ *** دُوَيْهة ٌ تصفَرُّ مِنهـا الأنَـــــامِلُ
وكلُّ امرىء ٍ يَوْماً سيعلمُ ســــــــعيـــهُ ***إذا كُشِّفَتْ عندَ الإلَـــهِ المَحاصِلُ
************************** *************
2 - صالح الأعمال:يقول الأخطل:
والناس همهم الحيــــــاة ولا أرى*** طول الحياة يزيد غير خبال
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد *** ذخرا يكون كصالح الأعمال
يقول المتنبي :
إذا تأملت الزمــــــــــــــــــان وصرفـــــه*** تيقّنت أن المـــــوت ضربٌ من القتلِ
وما الموت إلا سارقٌ دقّ شخصه *** يصول بلا كفٍّ ويسعى بلا رجل
وله :
نحن بنو الموتى فما بالنــــــــــا *** نعاف مالا بدّ من شربه؟
تبخل أيدينا بأرواحنـــــــــــــــــــــــــا *** على زمـــانٍ هي من كسبه
فهذه الأرواح من جـــــــــــــوّه *** وهذه الأبـدان من تربـه
يموت راعي الضأن في جهله ***موتة جالينوس في طبه
الأخلاق ...أقول أن الأخلاق انسانية فطرية تعلو على الدستور والقانون والأعراف - نقبل رأى المعارض الذى يرى الأخلاق عرفا مجتمعيا أو دينيا - فهو يتكلم عن شئ مختلف ، كان العرب يقولون : الرحمة فوق القانون ، الآن الرحمة طز بالقانون ...!!
أحمد شوقي :
وإِنَّمَـا الأُمَـمُ الأَخْـلاقُ مَا بَقِيَـتْ *** فَـإِنْ هُمُ ذَهَبَـتْ أَخْـلاقُهُمْ ذَهَبُـوا
معروف الرصافي :
هـيَ الأَخْـلاقُ تَنْبُـتُ كَالنَّبَـاتِ *** إِذَا سُـقِيَـتْ بِمَـاءِ المَكْـرُمَـاتِ
فَكَيْـفَ تَظُـنُّ بِـالأَبْنَـاءِ خَيْـــــراً***إِذَا نَشَـأُوا بِحُضْـنِ السَّـافِـلاتِ
حافظ إبراهيم :
وَإِذَا رُزِقْـتَ خَلِيقَـةً مَـحْمُـودَةً *** فَقَـدْ اصْطَفَـاكَ مُقَسِّـمُ الأَرْزَاقِ
المتوكل الليثي :
لا تَنْـهَ عَنْ خُلُـقٍ وتَأْتِـي مِثْلَـهُ *** عَـارٌ عَلَيْـكَ إِذَا فَعَلْـتَ غَظِيـمُ
التوجه إلى الله:
قال لبيد بن ربيعة أبو عقيل العامري (توفي 41 هـ / 661م) :
أرى الناسَ لا يَدرُونَ ما قَدرُ أمرِهـــــــــــــمْ ***بلى : كلُّ ذي لُبٍّ إلى اللّهِ وَاسِلُ
إذا المرءُ أسْرَى ليلــــــــــــــــــــة ً ظنَّ أنـهُ ***قضَى عَمَلاً والمَرْءَ ما عاشَ عامِلُ
فتَعْلمَ أنْ لا أنتَ مُدْرِكُ ما مضَــــــــــــــى *** وَلا أنـ تَ ممّا تَحذَرُ النّفسُ وَائِلُ
ألا كُلُّ شيءٍ مـــا خَلا اللّهُ بـــــاطِلُ ***وكلُّ نعيمٍ لا مَحـــالة َ زائِلُ
سوى جنـّـــة الفردوس أنّ تعيمهــــــــا ***يدومُ وأنَّ المـــوت لا شكَّ نازلُ
وكلُّ أُنَاسٍ ســــــوْفَ تَدخُلُ بَينَهُـــــــمْ *** دُوَيْهة ٌ تصفَرُّ مِنهـا الأنَـــــامِلُ
وكلُّ امرىء ٍ يَوْماً سيعلمُ ســــــــــعيـــهُ ***إذا كُشِّفَتْ عندَ الإلَـــهِ المَحاصِلُ
************************** *********************
يقول أبو نؤاس ( 199 هـ) :
إذا امتحن الدنيا لبيبٌ تكشفتْ ***له عن عدوٍ في لباس صديقِ
وقال عنها أبو العتاهية (توفي 208 هـ ) :
ما يحرز المرءُ من أطرافها طرفٌ *** إلاّ و فاجأهُ النقصان من طرفِ
وقال بشار (توفي : 168 هـ )
ومنْ يأمن الدنيا يكنْ مثل قابضٍ *** على الماءِ ، خانتهُ فروج الأصابعُ
المتنبي ( توفي : 354 هـ، ) :
ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت *** على عينه حتى يرى صدقها كذبا
وقد سبقه ابن الرومي ( توفي 283 هـ ) بقوله :
ومَنْ صحبَ الدّنيا على جور حكمها *** فأيامهُ محفوفةٌ بالمصائبِ
فخذ خلســـــةٍ من كلِّ يومٍ تعيشـــــــه ***وكن حذراً من كامناتِ العواقب
قال الخليل (173 هـ ) :
يا جامعا لاهيا و الدهر يرمقـــــــــــــــه *** مفــكرا أي بــابٍ عنه يغلقهُ
جمعت مالا فقل لي هل جمعت له ***يا غافل القلب أياما تفرقه
************************** ***************************
الأخلاق درجات.. فلا يصح أن يقال أن شخصا عديم الأخلاق الا بعد معرفة ما نقصد بهذا - والا عادينا العالم كله وعادى بعضنا بعض ، والإنسان له عدّ ة وجوه ، والناس الآخرون ، كلّ يراه من زاويته الخاصة ، فلا يمكن أن تجنمع الأراء حول شخص واحد إلا بدوافع سياسية ظالمة ، أو اجتماعية جاحده ، وهنا يقع الظلم عينه ولكن هنالك أخلاقا عامة وهى التى لا يختلف عليها البشر ، وقد يختلفون فى تقديم أحد المبادئ على الآخر فى أى موقف. هذه لا تختلف من زمان الى آخر أو بين الأماكن والشعوب ، ومن أمثلة هذا عدم الاضرار بالآخرين والصدق فى الكلام والوفاء لذى الفضل والالتزام بالوعد وتقديم المصلحة العامة على الخاصة ومساعدة الضعيف واحترام الحرية وتطبيق العدالة والدفاع عن النفس ضد الاعتداء ، وهنالك أخلاق عرفية ، تخص مجموعة معينة من البشر، ومن أمثلتها كيفية القاء التحية الواجبة واستخدام الألفاظ اللائقة ، والالتزام فى الملبس والمظهر والتصرف اللبق مع الجنس الآخر.. ونعرف كلنا الاختلاف بين الثقافات على هذه الأخلاقيات ، وفي هذه الأحوال يمكن للمصلحين والمفكرين أن يغربلوا منها ما يعرقل مسيرة المجتمع للتوافق مع المسيرة الإنسانية السليمة ، أ و للتوافق مع متطلبات العصر ، لذلك قال النبي (ص)، وتنسب العبارة إلى الإمام علي ، أو للخليفة عمر بن الخطاب : " لا تقسروا أولادكم على عاداتكم ، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم " ، المهم الأخلاق - كما أرى - هي منظومة لمفاهيم اجتماعية سائدة في مجتمع ما تخضع لسلطة الفطرة والشرائع الدينية ، والقوانين الوضعية ، أو الأعراف الاجتماعية ، يمكن تقويمها وفق متغيرات الزمن نحو الصالح العام ، وتحتاج إلى تضحية ، قد تكون كبيرة من قبل المفكرين الإ صلاحيين الكبار ، وهنا يجب توعية المجتمع على قبول عملية الإصلاح بشكل تدريجي مخطط له ، أو عقب ثورات حاسمة يفرزها الزمن ، وفي هذه الحالة ، لا يمكن للقائد الذي فرزه المجتمع أن تكلل جهوده بالنجاح ، مالم نرسل الطبيعة (الله) حواريه معه ، لتغيير مسار المسيرة للمجتمع ، وهذه التجربة واضحة في عهد صدر الإسلام ، وبدرجة أقل عند ظهور المسيح، وعندما لا تتوفر مثل هذه القيادات بحواريها ،لا يجب السكوت ، وإنما على درجات ، وإلا تبقى الأمة تسير خلف الركب الإنساني ومتعثرة ، ويسبقها الأخرون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق