الثلاثاء، 17 فبراير 2015

أمسـتْ ثقـافتـُنا تغــري أغـانينا !! . الأديب الشاعر الباحث الكبير / كريم عباس مرزة ( كريم مرزة الأسدى)

أغنية وطنيه عراقية

أمسـتْ ثقـافتـُنا تغــري أغـانينا !!
 ( من البحر البسيط ) 
كريم مرزة الأسدي 

هدْهدْ بشعركَ مــــا أهــــــــدتْ لياليــــــــــــنا *** أمسـتْ ثقـافتـُنا تغــري أغـانينا !!
وغضّتِ الطـّرفَ عنْ نون ٍوما سطـَرتْ ***أقـلامُها للنهـى والذّكـر ِتبْيينا
كأنَّ بغدادَ مـــا كانــتْ بحاضــــــــــــــــــــــرة ٍ ***ولا الرشيدً، ولا المأمونَ ماضينا(1)

فـ (دار حكمتِها) تاهــتْ نواجــــــــــــزُها ***بـحاضراتٍ تعرّتْ مــــن مآسينا
إنـــّي أعـ رّي زماناً بَيْعــــهُ أفــــــــــــــقٌ *** للحالمينََ بنهـــبٍ مـــن أراضينا


قصيدة رثاء الجواهري في الصورة المرفقة لكاتب هذه السطور كريم مرزة الأسدي ،، وإليكم قصيدتي عن الثقافة العراقية وإعلامها :
الثقافة اللاوطنية والمعادية، والإعلام العميل والمرتزق والمصلحي الداخلي والخارجي ، يتحمل المسؤولية الكبرى أمام الله والشعب والتاريخ عن الأرواح المزهوقة ، والدماء المطلولة ، والدمار الهتئل ، والصراع الطائفي والقومي بين أبناء الشعب العراقي المظلوم . الثقافة العراقية همها الغناء والطرب ، لا النون والقلم ، وهذا العقل الجمعي أمامكم وسباته العميق !!
هدْهدْ بشعركَ مــــا أهـــــدتْ لياليـــــــــــــنا *** أمسـتْ ثقـافتـُنا تغــري أغـانينا !!
وغضّتِ الطـّرفَ عنْ نون ٍوما سطـَرتْ *** أقـلامُها للنهـى والذّكـر ِتبْيينا

كأنَّ بغـــدادَ مـــا كانــتْ بحاضـــــــــــــــــــرة ٍ *** ولا الرشيدً، ولا المأمونَ ماضينا(1)
فـ (دار حكمتِها) تاهــتْ نواجزُهــــــــــا *** بـحاضراتٍ تعرّتْ مــــن مآسينا

إنـــّي أعــــــرّي زماناً بَيْعــــهُ أفقٌ

للحالمينََ بنهـــبٍ مـــن أراضينـــــا
إنَّ الــدنانيرَ حيــنَ الـعودِ داعبهـــا
توهّمتْ ، فــزهتْ زهــــوَ المُغنـّينا

تبّـــاً لذاكرةٍ قــــد أغفلتْ قممــــــاً

مـــن العلوم ، ونخلاتٍ لــوادينــــــا
لا تعذل ِ القـــومَ نسياناً ، فيومهمو
نهْب الصراع ، فمـا يدريكَ يدرينـــا !

يا أيّها النجــفُ الأعلى إذا جهلــــوا

ميراثكَ الثـّر َّ، والغرَّ الميامينـــا (2)
ما بالهم رقدوا عن أنفس ٍنهضـــتْ
يومَ النضال ِ، وما كانت شـــياطينا

الفكرُ سلطانُ أجيال ٍ ،ومـا نجبــتْ

واللحدُ يتربُ للجهل ِ الســـــلاطينا
شــاد (المعرّي) بشدو ٍحين قينتهُ
في(دار سابورَ)، قد لاقتْ معرّينا (3)
يا منبعَ الشعر ِ: أيــامٌ ســـــتــطوينا
ويسخرَالدّهر ممّن كــان يُزرينـــــــا
إنْ أنـسَ لاأنس تاريخـاً مررتُ بــــــهِ
قد هدَّ عودي،وهل تـُنسى عوادينا ؟!
" أينَ الرضا والرضا من قبلهِ وأبـــــــو 
موسى، وأين ِ عليّ ٌ " من معالينا ؟(4)
وأينَ(جوهرُنا)(الصافي) (رصَافِيَــــــهُ)
و(نازكُ)الشـّعر ِ(للسيّابِ) تـُهدينا (5)
هــذا العراقُ ، مضت أسلافهُ كِبـــراً
وللأواخــــر ِمــــا سنـّتْ أوَالينـــــــا
نخطو على خطواتِ الذاتِ نـُنكرها
ونـــزرع الدربَ ريحاناً ونســــرينا
فإنْ ترامى جوارٌ بــــاحَ سـاحتنا
بالأفكِ ، مـا قصّرتْ يومـاً مرامينا
دقـّتْ بساعاتها النيــــران راهبـــة ً
أهلَ الدّيار ِ ، وجــرَّ الجلفُ ســكّينا
هذا جنيناهُ من كبـــــواتِ أعصـــرنا
لا يدركُ المــــرءُ دانينا وعالينـــــــــــا
هبِ الرماحَ العوالي في الدّجى قصباً
جنب الصفائح،هلْ خابَ الرجا فينـــــا؟!
إنَّ السلاحَ سلاحُ الــــــــــــروح ِ نحملــهُ
والعزم ِ والعزِّ والعليـــا عناوينــــــــــــــــا
عـــذرا لبغدادَ ، إنْ أقلامنا كشـــــــــــفتْ
غسقَ الظلام ِ،فما يشــجيكِ يشــــجينا
بغدادُ يا بســمة َ التاريخ ِ راغمـةً ً
أنفَ الأنوفِ ، ولا تمحي الدواوينا
إذا تعالى صـراخُ الطبل ِ من أنفٍ
لا يطــرقُ الصّكّ ُ أسماعاً ليثنينا
مذ ْ أنْ فطمنا نذرنا للعـراق دماً
وقد هرمــنا ، فكانَ الدَّيْنَ والدِّينا
إنْ قيلَ: مَنْ أمجد الأوطان أولها ؟
دلـّتْ أصابعها الدنـــيا لوادينــــــا
نحنُ الأباةُ ، ولا رأسٌ يطــــــاولنا
حتـّى نقـولَ ، يقولُ الدّهرُ : آمينا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الرشيد ويلحقه المأمون بالعطف ، قد يأتي بالرفع غلى الأبتداء ، والو التي قبله للاستئناف ، وقد الرشيد بالنصب على أساس أنه معطوف على بغداد , وقد يأتي على أضعف الاحتمالات الرشيد حركته الأخيرة الكسرة ، وذلك بعطفه على حاضرة 

إشارة إلى إلغاء مشروع النجف الأشرف عاصمة للثقافة الإسلامية (2)

(3) إشارة إلى بيت أبي العلاء المعري ، وطربه لسماع صوت مغنية في (دار سابور ) عند زيارته لبغداد : 

وغنت لنا في دار سابور قينة *** من الورق مطراب الأصائل ميهال

(4) تضمين لبيت السيد محمود الحبوبي عند رثائه للشيخ محمد رضا الشبيبي (ت 1965 م) ، وفي لبيت أيضاً إشارة للشيوخ محمد رضا المظفر ومحمد علي اليعقوبي ( أبو موسى ) وعلي الشرقي ، وتوفوا قبله ، وقد تجاهلتهم وسائل الإعلام ، ومؤسسات الثقافة ، والتاريخ يعيد نفسه وبيت الحبوبي أين الرضا والرضا من قبله وأبو **** موسى ، وأين عليّ ٌ ذلك العلمُ

(5) الجواهري تعرض للسجن بالثلاثينات(1937م) أيام انقلاب بكري ، وتجرع الغربة منذ ( 1956م ، 1960م ...) ، حتى مات بعيداً عن عن وطنه في دمشق (1997م) ، الصافي عاش الغربة في إيران ، ثم سوريا ، وأخيرابعد إصابته بطلقة طائشة في عينه بلبنان ، رجع للعراق عام (1976م) ، وتوفي في وطنه بعدها بسنتين ، إذ قضى خمسين عاماً مغترباً ، والرصافي قضى أواخر عمره بائعا لسكاير غازي ، وضمته غرفة دون ستارة تقيه حر صيف بغداد القائض ( ت سنة 1945 م ) ، ونازك الملائكة عاشت أواخر عمرها في بيروت أولا ثم في القاهرة مكتئبة منذ 1990م حتى 2007م ) ، ومأساة السياب معروفة ، تغرّب وهاجر وتمرض حتى توفي في الكويت في المستشفى الأميري سنة (1964م) , ودف في البصرة في يوم جمعة كئيب ، حيث طردت عائلته من بيتها المعقلي التابع لمصلحة الموانئ .. ما دونت حسب ذاكرتي بعجالة ، فعذراً عن السهو إن وقع .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق