اضغط زر تشغيل أغنية حب ايه لأم كلثوم حتى تستمتع بها وأنت تقرأ القصبيدة
الشاعر / جمال العامرى
............
إزدواجِيّــــــة
....................
تغيّرت الأشـــــــــــرِعة
وتعاقب الليل والنهــــــــــــار
ر
وتوارى الجَدْب من وجه الخريف
وتوارى الجَدْب من وجه الخريف
وجاوز الربيع رَكْبَ الزمن الراكِض
غير أنني ما زِلتُ هُنـــــــــــــــا
غارِقٌ في غياهِب المجهول
وسنيني لا يجأرُ فيها توقٌ
مُضنٍ لفتنةِ الزهـــــــــو
ولا تهيّجها حرارة الأسى
صارت مُختلّة ، دون إتزان
عقارِب الزمن توقفت
عند عتبــــــة داري
وظلت السعادة طريقها
وتلاشت كالحلـــــــم المنسيِّ
في حين جثى السّديم فوق ظِلّي
أحياناً يمشي قبلي
وأحياناً أُخرى بعـــدي
لا افقه ما سيفعله بي
ولا أُدرِك من سِرّه شيئاً
غير مكتفياً ما اهدره الدهر
كأنه ليس له خيــــــــــــاراتٍ
سِـــــــــــــــوى أن يعفو أثري
ويخلّصني من عار البقــــــــــــاء
آه أيها الراكِض المكتــــــظّ بالإثم
على قارِعة طريقنا
المُحتقِن قلبه بأفراحِنا
والمُدنّس بروح الخِيانـــــة
كيف لنا ان نطــــــــوي الأرض
والريح الشارِدة تمتطي عند بابي
وتُلاحِق حُلماً يستشعر تجاعيد الهلاك
ويتناثر من غُبـــــــــــار الغــــــــــــــــول
كيف لي ان نُعبُر كلّ هذا الوهــــــــــــــم
ونحن نستعصي في سوق البــــــــــــــلاء
واللئام في برودِ القزّ
يختالون بمترفِ الأزيـــــاء
ولا تستشعر ملامِحنا المتلفة؟
لماذا لا تثني عن خِدمتهـــــــــــم
وتنشرا غلالة الجمال في كلّ الأرجاء
وتجعله مُشاعاً لكل البشـــــــــر؟
بدلاً ان تنتصـــــــــــب لمآرِبهم
وتهوي الى جانبهــــــــــــــم
وأنتِ يا زينة الكــــــون في أوجِ الربيــــــــــــع
ما دام خيالك البهيّ بالجمــــــــــــــــــــــال
يُشعُّ لأخس البشــــــــــــــــــــــــــــــــر
وتُخفينَ بأريجكِ عيوبِهم الفاحِشـــــــة
فلماذا تبخلين بِقُبلةٍ بمروجِكِ الذهبية
تُهدِّئيين من نحيبـــــــي
وتُخلّصيني من آلامي؟
دعيني أجدلك عــــــــــــــــــــــــذراً
إن كُنتُ استحقّ البقاء من عدمه
فلماذا لا تُطلِقين سراحي
من دار الشـــــــقاء ؟
........................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق