اضغط لتشغيل أغنية الف ليلة لأم كلثوم
****
أبو ذؤيب الهذلي يرثي أبناءه الخمسة
أروع القصائد العربية ،وترجمة حياته : كريم مرزة الأسدي
أمن المنون وريبها تتوجـــــــــــــــــــعُ***والدهر ليس بمعتب من يجزعُ
قالت أميمة ما لجسمك شـــــــاحبا*** منذ ابتذلت ومثل مالك ينفعُ
أم ما لجنبك لا يلائم مضجعــــــــــا*** إلا أقض عليك ذاك المضجعُ
فأجبتها أن ما لجسمي أنـــــــــه ***أودى بني من البلاد وودعوا
أودى بني وأعقبوني حسرة ***بعد الرقاد وعبرة لا تقلعُ
ولقد أرى أن البكاء ســــــــــفاهة ***ولسوف يولع بالبكا من يفجعُ
أبو ذؤيب الهذلي
أمن المنون وريبها تتوجــــــــــــــــــــــــــع***والدهر ليس بمعتب من يجزع
قالت أميمة ما لجسمك شــــــــــــــــــاحبا***منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع
أم ما لجنبك لا يلائم مضجعـــــــــــــــــــــا***إلا أقض عليك ذاك المضجع
فأجبتها أن ما لجســــــــــــــــــــــــمي أنه ***أودى بني من البلاد وودعوا
أودى بني وأعقبوني حســـــــــــــــرة ***بعد الرقاد وعبرة لا تقلع
ولقد أرى أن البكاء ســــــــــــــــــــــــفاهة ***ولسوف يولع بالبكا من يفجع
سبقوا هوى وأعنقوا لهواهـــــــــــــــــــم *** فتخرموا ولكل جنب مصرع
فغبرت بعدهم بعيش ناصـــــــــــــــــب *** وإخال أني لاحق مستتبع
ولقد حرصت بأن أدافع عنهـــــــــــــم *** فإذا المنية أقبلت لا تدفع
وإذا المنية أنشبت أظفارهــــــــــــــا***ألفيت كل تميمة لا تنفع
فالعين بعدهم كأن حداقهـــــــــــــــــــــــــا ***سملت بشوك فهي عور تدمع
حتى كأنـــــــــــــــــــــــــي للحوادث مروة*** بصفا المشرق كل يوم تقرع
وتجلدي للشامتين أريهــــــــــــــــــــــــــم *** أني لريب الدهر لا أتضعضع
والنفس راغبة إذا رغبتهـــــــــــــا *** فإذا ترد إلى قليل تقنع
والدهر لا يبقى على حدثانــــــــــــــــــــه*** جون السراة له جدائد أربع
صخب الشوارب لا يزال كأنــــــــــــه ***عبد لآل أبي ربيعة مسبع
أكل الجميم وطاوعته ســــــــــــــــمحج *** مثل القناة وأزعلته الأمرع
بقرار قيعان ســــــــــــــــــقاها وابل *** واه فأثجم برهة لا يقلع
فلبثن حينا يعتلجن بروضــــــــــــــــــــــة *** فيجد حينا في العلاج ويشمع
حتى إذا جزرت مياه رزونــــــــــــــه *** وبأي حين ملاوة تتقطع
ذكر الورود بها وشــــــــــاقى أمره *** شؤم وأقبل حينه يتتبع
فافتنهن من الســـــــــــــــواء وماؤه *** بثر وعانده طريق مهيع
فكأنها بالجزع بين نبايـــــــــــــــــــــــــــــــع *** وأولات ذي العرجاء نهب مجمع
وكأنهن ربابة وكأنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه *** يسر يفيض على القداح ويصدع
وكأنما هو مدوس متقلــــــــــــــــــــب *** في الكف إلا أنه هو أضلع
فوردن والعيوق مقعد رابىء الضـــــــــ *** ـضرباء فوق النظم لا يتتلع
فشرعن في حجرات عذب بــــــــــــــــــــارد *** حصب البطاح تغيب فيه الأكرع
فشربن ثم سمعن حســـــــــــــــــــــــــا دونه *** شرف الحجاب وريب قرع يقرع
ونميمة من قانـــــــــــــــــــــــص متلبب *** في كفه جشء أجش وأقطع
فنكرنه فنفرن وامترســـــــــــــــــت به ***عوجاء هادية وهاد جرشع
فرمى فأنفذ من نجود عائــــــــــــــــــط ***سهما فخر وريشه متصمع
فبدا له أقراب هذا رائغــــــــــــــــــــــــــا ***عجلا فعيث في الكنانة يرجع
فرمى فألحق صاعديا مطحــــــــــــــــــــــرا***بالكشح فاشتملت عليه الأضلع
فأبدهن حتوفهن فهـــــــــــــــــــارب ***بذمائه أو بارك متجعجع
يعثرن في علق النجيع كأنمـــــــــــــــــــــا *** كسيت برود بني يزيد الأذرع
والدهر لا يبقى على حدثانــــــــــــــــه ***شبب أفزته الكلاب مروع
شـــــــــــــــــــــعف الكلاب الضاريات فؤاده ***فإذا يرى الصبح المصدق يفزع
ويعوذ بالأرطى إذا ما شــــــــــــــــفه *** قطر وراحته بليل زعزع
يرمي بعينيه الغيوب وطرفـــــــــــــــــــــه *** مغض يصدق طرفه ما يسمع
فغدا يشـــــــــــــــــــــــرق متنه فبدا له *** أولى سوابقها قريبا توزع
فانصاع من فزع وســــــــــــد فروجه ***غبر ضوار وافيان وأجدع
فنحا لها بمذلقين كأنمـــــــــــــــــــــــــــــا *** بهما من النضح المجدح أيدع
ينهسنه ويذبهن ويحتمــــــــــــــــــــي ***عبل الشوى بالطرتين مولع
حتى إذا ارتدت وأقصد عصبـــــــــــة *** منها وقام شريدها يتضرع
فكأن سفودين لما يقتـــــــــــــــــــــــرا *** عجلا له بشواء شرب ينزع
فبدا له رب الكلاب بكفــــــــــــــــــــه *** بيض رهاف ريشهن مقزع
ففرمى لينقذ فرها فهوى لـــــــــــه *** سهم فأنفذ طرتيه المنزع
فكبا كما يكبو فنيـــــــــــــق تارز *** بالخبت إلا أنه هو أبرع
والدهر لا يبقى على حدثانــــــــــــه *** مستشعر حلق الحديد مقنع
حميت عليه الدرع حتى وجهـــــــــه *** من حرها يوم الكريهة أسفع
تعدو به خوصاء يفصم جريهـــــــــــا *** حلق الرحالة فهي رخو تمزع
قصر الصبوح لها فشرج لحمهـــــــا *** بالني فهي تثوخ فيها الإصبع
تأبى بدرتها إذا ما استكرهت *** إلا الحميم فإنه يتبضع
متفلق أنساؤها عن قانـــــــــــــــئ *** كالقرط صاو غبره لا يرضع
بيننا تعانقه الكماة وروغـــــــــه *** يوما أتيح له جريء سلفع
يعدو به نهش المشاش كأنــــه *** صدع سليم رجعه لا يظلع
فتنازلا وتواقفت خيلاهمـــــــــا *** وكلاهما بطل اللقاء مخدع
يتناهبان المجد كـــــل واثق *** ببلائه واليوم يوم أشنع
وكلاهما متوشح ذا رونــــــــــــق *** عضبا إذا مس الضريبة يقطع
وكلاهما في كفه يزنيـــــــــــة *** فيها سنان كالمنارة أصلع
وعليهما ماذيتان قضاهمــــــا *** داود أو صنع السوابغ تبع
فتخالسا نفسيهما بنوافــــــذ *** كنوافذ العبط التي لا ترقع
وكلاهما قد عاش عيشة ماجـــد *** وجنى العلاء لو ان شيئا ينفع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو ذؤيب كنيته اشتهر بها، واسمه خويلد بن خالد بن محرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحرث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. وهو أحد المخضرمين ممن أدرك الجاهلية والإسلام فحسن إسلامه. قال الجمحي : "كان شاعرا فحلا، لا غميزة فيه ولا وهن، قال أبو عمرو بن العلاء: سئل حسان: من أشعر الناس؟ قال: حيا أو رجلا؟ قال: حيا، قال: أشعر الناس حيا هذيل، وأشعر هذيل غير مدافع أبو ذؤيب وابن سلام يقوله" وقد وضعه في الطبقة الثالثة مع النابغة الجعدي ولبيد والشماخ وفي نقائض جرير والأخطل لأبي تمام عن أبي عبيدة قال: "وجد كتاب يقال له المجلة وإذا فيه ... ألا إن أشعر العرب أبو ذؤيب وما أنت وأبو ذؤيب وأبو ذؤيب بنعمان السحاب" و"نعمان" بفتح النون: جبل بقرب عرفة، وأضافه إلى السحاب لأنه ركد فوقه لعلوه، يريد أن أبا ذؤيب يعلو الشعراء ومات أبو ذؤيب مرجعه من غزو الروم في الطريق، ولموته قصة طريفة في الأغاني ودفعنه أبو عبيد ابن أخيه، وله ابن يقال مازن بن خويلد، ويكنى أبا شهاب، وهو أحد شعراء هذيل.
تحليل القصيدة:
تعد عينية أبو ذؤيب من عيون الأدب الجاهلي ، و هي قصيدة أنشدها بعد أن هلك له خمسة من بنيه في عام واحد، أصابهم الطاعون، و في رواية كان له تسعة شربوا من لبن، سربت منه حية ثم ماتت فيه، فهلكوا في يوم واحد، و أبو ذؤيب الهذلي هو خويلد ابن خالد ابن محرث ابن زبيد بن مخزوم. جاهلي إسلامي، كان راوية لساعدة بن جؤبة الهذلي، و خرج مع عبد الله بن الزبير في مغزى نحو المغرب فمات. و قيل في بعض الروايات أنه كان مسلما على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) و الذي لا خلاف فيه أنه جاهلي إسلامي، و يقال أنه مات في أرض الروم، و دفن هناك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق