الاثنين، 2 مارس 2015

رباعيات الخيـــــــــــــــــــــــــام ..

اضغط زر تشغيل أم كلثوم ورباعيات الخيام





رباعيات الخيـــــــــــــــــــــــــام

سمعتُ صوتاً هاتفاً في السّـــحَر

نادى مِن الحانِ : غُفاة البشَـــر

هبُّوا املأوا كأس الطلى قبَل أن

تَفعم كأس العمرْ كفّ القـــــــدَر



الرباعيات اسمٌ لقصيدة منسوبة إلى عمر الخيّام، وهو شاعر فارسي، وعالم في الفَلَك والرياضيات. ولعلها كُتِبَت في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي/ 865 هـ ويأتي العنوان من صيغة الجمع للكلمة العربية رباعية، والتي تشير إلى قالب من قوالب الشعر الفارسي. والرباعية مقطوعة شعرية من أربعة أبيات تدور حول موضوع معين، وتكوّن فكرة تامة. وفيها إما أن تتفق قافية البيتين الأول والثاني مع الرابع، أو تتفق جميع الأبيات الأربعة في القافية.

وكلمة رباعيات تشير، عامة، إلى أي مجموعة من مثل تلك المقطوعات. وتتألف رباعيات عمر الخيام من رباعيات يُفْتَرض أنه ناظمُها، وبمرور السنين، نُسبت إليه أكثر من 2,000 رباعية. في حين أن من المعروف على وجه اليقين أنه نظم أقل من 200 من هذه الرباعيات.

هناك ترجمات عربية لبعض هذه الرباعيات، أشهرها ما قام به الشاعران أحمد الصافي النجفي، وأحمد رامي.

وأشهر ترجمة للرباعيات إلى اللغات الأجنبية هي الترجمة الإنجليزية التي قام بها الكاتب البريطاني إدوارد فيتسجيرالد. وقد نُشرت ترجمة فيتسجيرالد في أربع طبعات أعوام 1859، 1868، 1872، 1879. والطبعتان الأخريرتان تشكل كل منهما قصيدة من 101 رباعية. وتصف القصيدة يومًا بطوله من الفجر حتى المساء، مليئًا بالمتعة والبهجة، وبكثير من الحالات النفسية. وتشكو بعض المقطوعات من قِصر العمر ومن ظُلم الدنيا. بينما تتغنّى مقطوعات أخرى بالزهور أو العشق، أو الربيع، أو الخمر.

ونصف المقطوعات في عمل فيتسجيرالد تقريبًا ترجمات أو إعادة صياغة للرباعيات المنسوبة إلى عمر الخيام. وهناك من يضيف إلى الرباعيات بضع مقطوعات لشعراء فرس آخرين. هذا بالإضافة إلى أن فيتسجيرالد قام بتأليف بضع مقطوعات في الطبعات الأولى من ترجمته.


أحسُّ في نفسي دبيب الفنـــــــاء

ولم أصَب في العيشِ إلاّ الشـــقاء

يا حسرتا إن حانَ حيني ولــــــــم

يُتحْ لفكري حلّ لُغز القضـــــــــــاء

أفق وهات الكأس أنعمُ بهــــــــــا

واكشف خفايا النفس مِن حُجبها

وروّ أوصالي بها قَبلَمــــــــــــــــــا

يُصاغ دنّ الخمَر مِن تُربهـــــــــــــا

تروحُ أيامي ولا تغتــــــــــــــــــدي

كما تهبُّ الريح في الفدفـــــــــــدِ

وما طويتَ النفس هماً عَلــــــــى

يومين : أمسْ المنقضى والغـــــدِ

غدٌ بِظَهْرِ الغيب واليوم لــــــــــي

وكم يخيبُ الظنُّ في المقبــــــلِ

ولَستُ بالغافلِ حتـــــــــــى أرى

جمالَ دنيايَ ولا أجتلــــــــــــــي

سمعتُ في حلمي صوتاً أهــابَ

ما فتَّق النّوم كمام الشــــــــبابَ

أفق فإنَّ النّــــــــــوم صنو الردى

واشرب فمثواكَ فراش التـــــرابَ

قَد مزَّق البدرُ سنَار الظــــــــلام

فأغنم صفَا الوقت وهات المـدام

واطرب فإنَّ البدر مِـن بعدنـــــــا

يسري علينا في طباقِ الرغـام


***


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق