الأربعاء، 28 يناير 2015

أربع قصائد من البحر البسيط بقافية واحدة .. للشاعر الأديب الباحث الكبير/ كريم مرزة الأسدي


أربع قصائد من البحر البسيط بقافية واحدة 
 ( بشامة النهشلي ، صفي الدين الحلي ، ابن زيدون ، أحمد شـــــــــــــــــــوقي ) :

كريم مرزة الأسدي:



1 - إنّا محيّوك يا سلمى فحيينــــــــــــا *** وإن سقيتِ كرام الناس فاســــــــــقينا
2 - سلي الرماحَ العوالـي عـن معالينـا *** واستشهدي البيضَ هل خاب الرجا فينا
3 - أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْـلاً مِـنْ تَدانِيْنـــــا *** وَنَابَ عَـنْ طِيْـبِ لُقْيَانَـا تَجَافِيْنَـــــــــــــــا
4 - يا نائح الطلحِ أشـباهٌ عــواديـــــــــنا *** نشْجى لـواديــــك أم نأســى لــواديــــنا

والشعرلبشامة بن حزنٍ النهشلي، رواه المبرد في الكامل وأبو تمام في الحماسة، وهو نهشل بن حري بن ضمرة الدارمي. شاعر مخضرم. أدرك الجاهلية، وعاش في الإسلام. وكان من خير بيوت بني دارم. أسلم ولم يرى النبي صلى الله عليه وسلم وصحب علياً في ...

إنا محيوك يا سلمى فحيينــــــــــــــــــــا *** وإن سقيتِ كرام الناس فاسقينا
وإن دعوت إلى جلى ومكرمــــــــــــــةٍ *** يوماً سراة كرام الناس فادعينا
إنا بني نهشلٍ لا ندعـــــــي لأبٍ ***عنه ولا هو بالأبناء يشرينا
إن تبتدر غايةٌ يوماً لمكرمــــــــــــــةٍ *** تلق السوابق منا والمصلينا
وليس يهلك منا سيدٌ أبـــــــــــداً ***إلا افتلينا غلاماً سيداً فينا
نكفيه إن نحن متنا أن يسب بنا *** وهو إذا ذكر الآباء يكفينا
إنا لنرخص يوم الروع أنفســــــــــــــنا*** ولو نسام بها في الأمن أغلينا
بيضٌ مفارقنا تغلي مراجلنــــا *** نأسو بأموالنا آثار أيدينا
إنا لمن معشرٍ أفنى أوائلهـــــــــــم *** قول الكماة ألا أين المحامونا
لو كان في الألف منا واحدٌ فدعــوا *** من فارسٌ خالهم إياه يعنونا
إذا الكماة تنحوا أن يصيبهــــــــــم *** حد الظبات وصلناها بأيدينا
ولا تراهم وإن جلت مصيبتهــــــــــــم *** مع البكاة على من مات يبكونا
ونركب الكره أحياناً فيفرجــــــــــه*** عنا الحفاظ وأسيافٌ تواتينا

الشاعر: صفي الدين الحلي:
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم السنبسي الطائي. شاعر عصره. ولد ونشأ في الحلة (بين الكوفة وبغداد) واشتغل بالتجارة، فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها،
و قدتوفي سنة 752 هجرية
يفاخر الشاعر الحلي أمام حبيبته بأمجاد قومه وبطولاتهم، ويطلب منها إذا ماأرادت أن تعرف المزيد من الأخبار فلتسأل الرماح العوالي فهي سوف تخبرها عن طول قامة الشاعر وقبيلته في ساحات الوغى 
عن القصيدة
من بحر البسيط، وعدد أبياتها 33
سلـــــي الرماحَ العــوالـي عــن معالينا
واستشهدي البيضَ هل خاب الرجا فينا

وسائلـــي العُربَ والأتـــــراك مافعلـتْ
فـــي أرض قبـــر عبيــــد الله أيــــدينا
لمـــا سعينــــــا، فمــــا رقَّـت عزائمُنا
عمّــــا نـــــروم، ولا خـابت مســاعينا
يايـــوم وقعـــةِ زوْراءِالعــــراق وقـــــد
دِنّـــا الأعـــادي كمـــا كانـــوا يدينـونا
بضمَّـــــرٍ مــــا ربطنـاهـــا مسوّمـــــةً
إلاّ لنغـــــزو بهـــا مــن بات يغــزونـــــا
وفتيــــــةٍ إنْ نقـــل أصغَــوا مسامعهم
لقـــــولنــــا، أو دعــوناهــــم أجابــونا
قومٌ إذا استخصِموا كانـــوا فراعنــــة
يوماً، وإن حُكّمــــوا كانـــــوا موازينــا
تدرّعوا العقل جلباباً، فــــإن حَمـــيتْ
نار الوغى خِلتهـــــــم فيهـــا مجانينا
إذا ادّعَـــــوا جاءت الدنيـــا مصدّقــة
وإن دعَـــــوا قالت الأيــــــام: آميـنــا
إنّ الزرازيــر لمّـــــــا قــــام قائمهــا
توهّمـت أنهـــا صارت شـــــواهــيـنا
ظنّت تأنّي البزاة الشهب عــن جزع
وما درت أنــه قــــد كـــــان تهوينــا
بيـــادق ظفـــرت أيدي الرّخــاخ بها
ولــو تركنــاهـــم صـــــادوا فـرازينا
ذلّوا بأسيافنا طـــول الزمـــان، فمـذ 
تحكّــموا أظهـــروا أحقـــــادهــم فينـا
لم يغنهــم مالنا عـــن نهــب أنفســــنا
كأنّهـــم فـــي أمــان مــــن تقاضـينـــــا
أخلوا المساجد مــن أشياخنا وبغـــــــــوا 
حتـــــى حملنـــا، فأخليــنا الدواوينـــــــــا
ثـمّ انثنينـــا، وقــد ظلــت صــوارمنــــــــــا
تميــس عجبـــاً، ويهتـــزّ القــنا لينــــــــــــا
وللدمـــاء علـــــى أثوابنـــــا عَلـــــــــــــــق
بنشره عــــن عبيــــر المســك يغنينـــــــــا
فيا لها دعــوةً فـــي الأرض ســـــــــــــائــرة
قد أصبحت فــي فـــم الأزمــــان تلقينـــــــــا
إنّا لَقـــــومٌ أبــــت أخلاقـــــنا شـــــــــــرفـــــاً
أن نبتدي بالأذى مَـــن ليــــس يؤذينــــــــــــــا
بيــــضٌ صنائعنــــا، ســـود وقائعــنــــــــــــــــــا
خضــــر مرابعـــنا، حمـــر مواضيــنـــــــــــــــــــــا
لايظهر العجـز منّــا دون نيــل منــــــــــــــــــــــــىً
ولــو رأيـــنا المنــايا فــــي أمانيــــنــــــــــــــــــــــا
ما أعوزتنـــا فراميــنٌ نصــول بـهـــــــــــــــــــــــــــا
إلاّ جعلـــــنا مواضينــــــــا فرامــيــنــــــــــــــــــــــــا
إذا جرينا إلــى ســـق العلـــى طلقـــــــــــــــــــــــــاً
إن لـــم نكــن سبّقــاً كــنا مصلّيــــنــــــــــــــــــــــــــا
تدافـع القَــــــدَرَ المحتـــوم همّتـــــــــــــــــــــــــــــــنا
عنّا ونخصم صــرف الدهــر لوشــــــــــــــــــــــــــــــينا
نغشى الخطــوب بأيدينا، فندفعــــــــــــــــــــــــــــــــها 
وإن دهتنـــــا دفعنــــــاها بأيـــــــــــــــــــــــــــــــــــدينا
مــلك إذا فوّقــت نبــل العـــــدوّ لنــــــــــــــــــــــــــــــــا
رمــت عزائمــه مَــنْ بــات يرمينـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
عزائمٌ كالنجــوم الشهــــب ثاقبـــــة
مازال يحــرق منهـــنّ الشياطيـــــنا
أعطى فلا جوده قــد كان من غلـط
منه ولا أجــره قــد كـــان ممنـــــونا
كم من عــدو لنا أمســى بسطــوته
يبــدي الخضوع لنا ختلاً وتســـكـينا
كالصـــــلّ لينـــاً عنــــد ملمســـــه
حتى يصـادف في الأعضاء تمكينــا
يطوي لنا الغدر في نصح يشـــير به
ويمزج السمّ فـــي شهــد ويســقيــنا
وقد نغصّ ونغضـي عــن قبائحــــــــــه
ولم يكـن عجـــزاً عنـــه تغاضيــــــــــــنا
لكــــن تركنــاه إذ بتنا علــــى ثقــــــــــة
أنّ الأميـــــر يكافيــه فيكفـــينـــــــــــــــــا

ابــن زيــدون وقصيدة أضحى التنائي بديلا عن تدانينا:
هو أبو الوليد أحمد بن زيدون المخزومي الأندلسي، ولد في قرطبة سنة 394هـ ونشأ في بيئة علم وأدب، توفي أبوه، وهو في الحادية عشرة من عمره، فكفله جده وساعده على تحصيل علوم عصره فدرس الفقه والتفسير والحديث والمنطق، كما تعمق باللغة والأدب وتاريخ العرب، فنبغ في الشعر والنثر .
أقام ابن زيدون علاقة وثيقة بشاعرة العصر وسيدة الظرف والأناقة ولادة بنت المستكفي أحد ملوك بني أمية، وكانت قد جعلت منزلها منتدى لرجال السياسة والأدب، وإلى مجلسها كان يتردد ابن زيدون، فقوي بينهما الحب، وملأت أخبارهما وأشعارهما كتب الأدب، وتعددت مراسلاتهما الشعرية ، ولم يكن بد في هذا الحب السعيد من الغيرة والحسد والمزاحمة، فبرز بين الحساد الوزير ابن عبدوس الملقب بالفار، وكان يقصر عن ابن زيدون أدباً وظرفاً وأناقة، ويفوقه دهاء ومقدرة على الدس .
لابن زيدون ديوان شعر حافل بالقصائد المتنوعة، طبع غير مرة في القاهرة وبيروت وأهم ما يضمه قصائدة الغزلية المستوحاة من حبه لولادة، وهو غزل يمتاز بصدق العاطفة وعفوية التعبير وجمال التصوير، ومن بين تلك القصائد (النونية) المشهورة التي نسج اللاحقون على منوالها :
أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْـلاً مِـنْ تَدانِيْنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
وَنَابَ عَـنْ طِيْـبِ لُقْيَانَـا تَجَافِيْنَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
ألا وقد حانَ صُبـح البَيْـنِ صَبَّحنـــــــــــــــــــــــــــــــــا
حِيـنٌ فقـام بنـا للحِيـن ناعِينــــــــــــــــــــــــــــــــا
مَـن مُبلـغ المُبْلِسينـا بانتزاحِهــــــــــــــــــــــــم
حُزنًا مـع الدهـر لا يَبلـى ويُبلينـــــــــــــــــــــا
أن الزمان الـذي مـا زال يُضحكنــــــــــــــــا
أنسًـا بقربهـم قـد عـاد يُبكيـنــــــــــــــــا
غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا
بـأن نَغُـصَّ فقـال الدهـر آمينــــــــا
فانحلَّ مـا كـان معقـودًا بأنفسنـا
وانبتَّ مـا كـان موصـولاً بأيدينـا
لم نعتقـد بعدكـم إلا الوفـاءَ لكـم
رأيًـا ولـم نتقلـد غـيـرَه ديـنـــــــــا
ما حقنا أن تُقـروا عيـنَ ذي حســد
بنـا، ولا أن تسـروا كاشحًـا فيـــــنـا
كنا نرى اليـأس تُسلينـا عوارضُــــــه
وقـد يئسنـا فمـا لليـأس يُغرينـــــــــا
بِنتـم وبنـا فمـا ابتلـت جوانحُنـــــــــــا
شوقًـا إليكـم ولا جفـت مآقيـنــــــــــــا
نكـاد حيـن تُناجيكـم ضمائـرُنـــــــــــــــا
يَقضي علينا الأسـى لـولا تأسِّـــــــــينـا
حالـت لفقدكـم أيامـنـا فَـغَـــــــــــــــــدَتْ
سُودًا وكانـت بكـم بيضًــــــــــــــــا ليالينـا
إذ جانب العيش طَلْـقٌ مـن تألُّفنـــــــــــــــا
وموردُ اللهو صـافٍ مـن تصافينــــــــــــــــــــا
وإذ هَصَرْنا غُصون الوصـل دانيـــــــــــــــــــــة
قطوفُهـا فجنينـا منـه مـا شِـــــــــــــــــــــــــينـا
ليسقِ عهدكم عهـد الســــــــــــــــــــــــرور فمـا
كنـتـم لأرواحـنـا إلا رياحيـنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
لا تحسبـوا نَأْيكـم عنـا يُغيِّـرنـــــــــــــــــــــــــــــــــــا
أن طالمـا غيَّـر النـأي المحبينــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
والله مـا طلبـت أهواؤنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا بــدلاً
منكم ولا انصرفـت عنكـم أمانينــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاســـــــــــــــــــــــــــــــــق به
من كان صِرفَ الهوى والود يَســــــــــــــــــــــــــــــــــــــقينـا
واسـأل هنـاك هـل عنَّـي تذكرنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
إلفًـا، تـذكـره أمـسـى يُعنِّيـنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
ويـا نسيـمَ الصِّبـا بلـغ تحيتنــــــا
من لو على البعد حيًّا كـان يُحيينـا
فهل أرى الدهـر يَقصينـا مُساعَفـةً
منـه ولـم يكـن غِبًّــا تقاضيـنــــــــــا
ربيـب ملـك كــأن الله أنـشــــــــــــأه
مسكًا وقـدَّر إنشـاء الــورى طينــــــا
أو صاغـه ورِقًـا محضًـا وتَوَّجَــــــــــــه
مِن ناصع التبـر إبداعًـا وتحســــــــينـا
إذا تَـــأَوَّد آدتـــه رفـاهـيَـــــــــــــــــــة
تُومُ العُقُـود وأَدْمَتـه البُـرى لِينـــــــــــا
كانت له الشمسُ ظِئْـرًا فـي أَكِلَّتِــــــه
بـل مـا تَجَلَّـى لهـا إلا أحاييـنـــــــــــــــا
كأنما أثبتـت فـي صحـن وجنتـــــــــــــه
زُهْـرُ الكواكـب تعويـذًا وتزييـنــــــــــــــــا
ما ضَرَّ أن لم نكـن أكفـاءَه شــــــــــــــرفًـا
وفـي المـودة كـافٍ مـن تَكَافينـــــــــــــــــا
يا روضةً طالمـا أجْنَـتْ لَوَاحِظَنــــــــــــــــــــا
وردًا أجلاه الصبـا غَضًّـا ونَسْـــــــــــــــــــرينـا
ويـا حـيـاةً تَمَلَّيْـنـا بزهرتـهــــــــــــــــــــــــــــــا
مُنًـى ضُرُوبًـا ولــذَّاتٍ أفانِيـنـــــــــــــــــــــــــــــا
ويا نعيمًـا خَطَرْنـا مـن غَضَارتـــــــــــــــــــــــــــــه
في وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَـه حِيـــــــــــــــــــــــن
لسنـا نُسَمِّيـك إجـلالاً وتَكْـرِمَـــــــــــــــــــــــــــــــــة
وقـدرك المعتلـى عـن ذاك يُغنينـــــــــــــــــــــــــــــــا
إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ فـي صفــــــــــــــــــــــــــــــــةٍ
فحسبنا الوصـف إيضاحًـا وتَبيينـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
يـا جنـةَ الخلـد أُبدلنـا بسَلْسِلهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
والكوثر العـذب زَقُّومًـا وغِســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلينـا
كأننـا لـم نَبِـت والوصـل ثالثنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
والسعد قد غَضَّ من أجفان واشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــينـا
سِـــــــــــــــــــــــــــــــــرَّانِ في خاطـرِ الظَّلْمـاء يَكتُمُنــــــــــــــــــــا
حتى يكـاد لسـان الصبــــــــــــــــح يُفشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــينـا
لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتْ
عنه النُّهَى وتَركْنـا الصبـر ناسِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــينـا
إذا قرأنا الأسى يـومَ النَّـوى سُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوَرًا
مكتوبـة وأخذنـا الصبـر تَلْقِيـنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
أمَّـا هـواكِ فلـم نعـدل بمنهـلـــــــــــــــــــــــــــــــــــه
شِرْبًـا وإن كـان يروينـا فيُظمينـــــــــــــــــــــــــــا
لم نَجْفُ أفـق جمـال أنـت كوكبـــــــــــــــــــه
سالين عنـه ولـم نهجـره قالينــــــــــــــــا
ولا اختيـارًا تجنبنـاه عـن كَثَـــــــــــــبٍ
لكـن عدتنـا علـى كـره عواديـــــــــن
نأسـى عليـك إذا حُثَّـت مُشَعْشَعـةً
فينـا الشَّمُـول وغنَّـانـا مُغَنِّيـنــــــــا
لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى مـن شـمائلنـا
سِيمَا ارتيـاحٍ ولا الأوتـارُ تُلهينـــــــا
دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظـةً
فالحُرُّ مَـنْ دان إنصافًـا كمـا دِينَـــــــــا
فما اسْتَعَضْنا خليـلاً مِنـك يَحْبســــــنـا
ولا استفدنـا حبيبًـا عنـك يُثْنينــــــــــــــا
ولو صَبَا نَحْوَنا مـن عُلْـوِ مَطْلَعِـــــــــــــــه
بدرُ الدُّجَى لم يكن حاشـاكِ يُصْبِينــــــــــا
أَوْلِي وفـاءً وإن لـم تَبْذُلِـي صِلَــــــــــــــــةً
فالطيـفُ يُقْنِعُنـا والذِّكْـرُ يَكْفِيـنــــــــــــــــــا
وفي الجوابِ متاعٌ لـو شـــــــــــــــفعـتِ بـه
بِيْضَ الأيادي التي ما زلْـتِ تُولِينـــــــــــــــــا
عليكِ مِنـي ســــــــــــــــــــلامُ اللهِ مـا بَقِيَـتْ
صَبَابـةٌ منـكِ نُخْفِيهـا فَتُخفيـنــــــــــــــــــــــــــا 
أحمد شوقي بن علي بن أحمد شوقي:
 أشهر شعراء العصر الأخير. يلقب بأمير الشعراء. مولده ووفاته بالقاهرة. كتب عن نفسه: "سمعت أبي يرد أصلنا إلى الأكراد فالعرب" نشأ في ظل ...
إقرأ المزيد في صفحة الشاعر »
عن القصيدة
هذه القصيدة من العصر الحديث، من بحر البسيط، وعدد أبياتها 83.
ولقد سيطر الخيال على شوقي فظن أنه يخاطب طائراً حقيقاً فراح في مناجاته له يقول:
ماذا تقص علينا غير أن يــــــــــــــــداً 
قصت جناحك جالت في حواشينا
رمي بنا البين أيكاً غير ســامرنا 
أخا العريب وظلا غير نادينا


و هذه القصيدة الرائعة لأمير الشعراء أحمد شوقي
يا نائــح الطلـحِ أشـــباهٌ عــواديــــــــــــــــــــــــــنا = نشْجى لـواديــــك أم نأســى لــواديـنا
مـاذا تـقـصُّ عـلـيــنـا غيرَ أنّ يـــــــــــــــــــــــــــداً = قصـَّـتَ جــنــاحك جالت في حــواشينا
رمى بـنـا البـيـن أيـكاً غير ســــــــــــــــــــــــــامِرنا = أخا الغــــريـــب وظـــــلاًّ غيرَ نادينا
كلٌّ رمـتــهُ الـنَّـوى ريشَ الفِراقُ لنــــــــــــــــــــــــا = سهماً وســــلّ عـليــك البـيـنُ سكــينا
إذا دعا الشوق لم نبرح بمنــصـــــــــــــــــــــــــــــدع = من الجــنــاحــيـــن عـيٍّ لا يُـلبـّـيـــنا
فإنَ يَكُ الجنسُ يا ابن الطَّلْحِ فــرّفنــــــــــــــــــــــــا = إن المصائب يـجــمــعــنَ الـمُصـابـيـنا
لم تــألُ مــــاءك تــحـناناً ولا ظمــــــــــــــــــــــــــــأً = ولا ادِّكاراً ولا شـــجــــواً أفـــانـيـــنا
تـجـُـــرُّ مـن فـــنـــن سـاقاً إلى فَنَــــــــــــــــــــــــنٍ = وتسحبُ الذيلَ ترتادُ الـمـــؤاسـيـــنا
أساةُ جسمِكَ شتَّى حــيـــن تطلـبـهــــــــــــــــــــــم = فمَنْ لــروحـــك بالنّـُـطْـس الـمُداوينا
آهاً لنا نــازحـــيْ أيـــكٍ بـأنــدلــــــــــــــــــــــــــسٍ = وإن حَلَلْنَا رفـيـقــاً مـــن رَوابــيــنـا
رســمٌ وقـفـنا على رســمِ الـوفـاء لــــــــــــــــــــه = نَجـيـش بالـدَّمـع والإجـــلال يثنينا
لفــتــيـَـةٍ لا تنال الأرضُ أدمُـعـَـهـــــــــــــــــــــــــم = ولا مَــفــــارقــــهـم إلاَّ مُـصـَـلـّـيـِنا
لو لم يسودوا بـديــــن فــيه منبهـــــــــــــــــــــــــةٌ = للناس كانت لهم أخـــلاقُــهم ديــنا
لم نَسْرِ من حـــــرمٍ إلاّ إلى حــَــــــــــــــــــــــــــرَم = كالخـمــر من بابلٍ ســــارت لدارينا
لـمّا نـبـا الخلـدُ نـابت عنه نُسْـــــــــــــــــــــــختُه = تماثلَ الــــورْدِ خـيـريّـاً ونـسـريـنا
نـسْـقــي ثـراهـمْ ثـناءً كـلَّـمـــــــــــــــــــــــا نثرتْ = دُمــوعُـنا نُـظِـمــتْ مـنــها مراثيـنا
كادت عـــــــيون قــوافينا تحـرّكـــــــــــــــــــــــــــهُ = وكِدْنَ يوقظنَ في التُّـــربِ السلاطـيـنا
لكنَّ مصــرَ وإن أغضــــتْ على مقـــــــــــــــــــــــــةٍ = عينٌ مـن الخــــلدِ بالكافــور تسقيـنا
على جــوانبها رَفَّتْ تـمــائــمـــــــــــــــــــــــــــــنا = وحــولَ حـــافــاتها قامــتْ رواقينا
ملاعــــبٌ مَــرحَــــتْ فيها مآربُـنـــــــــــــــــــــــــا = وأربـــع أَنِسَـتْ فــــيـها أمـــانينــا
ومطلعٌ لسـعـــــــودٍ مـــن أواخِـــــــــــــــــــــــرنـا = ومغـــــربٌ لجُـــدُودٍ مـن أوالــيـــنا
بنَّا فلـم نَخــلُ مـــن روح يراوحـنـــــــــــــــــــــــا = من بَرّ مصـــرَ وريــحــانٍ يُغــاديـنا
كأمِّ مـــوســـى علـى اسمِ الله تكْفُلُـنــــــــــــــــــــا = وباســمهِ ذهــبـتْ في الـيَـــمِّ تُلقِيــنا
ومصرُ كالكـرمِ ذي الإحـسان فاكهــــــــــــــــــــةٌ = لحـــاضِـــرينَ وأكـــــــوابٌ لـبـَادينا
يا ساري البرقِ يرمــي عن جوانحنـــــــــــــــــــــا = بعدَ الهدوءِ ويهـمــي عـــــن مآقينا
لمّا ترقرق في دمــــع السمــــاءِ دمـــــــــــــــــــاً = هاج البكا فـخـضـبْناَ الأرضَ باكــينا
الليلُ يشهد لم نـهــتـِـك دياجِــيـــــــــــــــــــــــــَهُ = على نيــامٍ ولم نـهــتــف بسالـيــنا
والنَّجـمُ لم يــــرَنا إلاّ على قــــــــــــــــــــــــــــدمٍ = قيامَ لـيـل الهــــوى للعـهج راعـيـنا
كـــزفــــرةٍ في ســماءِ الليل حائـــــــــــــــــــرةٍ = ممَّا نُرَدِّدُ فــيـه حــيـــن يُـــضـوينا
بالله إن جبت ظلماءَ العــــــبابِ علـــــــــــــى = نجائب النُّور مَحــــــــدوّاً بـجرينا
تـــردُّ عــنــك يـــــــداه كلَّ عـاديـــــــــــــــــــــــــةِ = إنساً يعـثــنَ فـســـاداً أو شـــياطينا
حتى حَــــوتكَ ســمــاءُ النيلِ عاليـــــــــــــــــــة = على الغــيــــوث وإن كانت ميامينا
وأحــــرزتكَ شُـفـوفُ اللازوَرْدِ علـــــــــــــــــــــى = وشيِ الزَّبـــــرْجَدِ مـن أَفوافِ وادينا
وحازكَ الريفُ أرجــــــــاءً مؤرَّجَــــــــــــــــــــةً = رَبَتْ خــمائِلَ واهتزَّت بــســـاتينا
فقِف إلى النيل واهتــــف في خمائلــــــــــــه = وانزل كــمـا نزل الطلُّ الرَّياحـــينا
وآسِ ما بَاتَ يــــــذوِي من منازلنــــــــــــــــــا = بالحـــــادثات ويضوي من مغانيـنا
ويا معطِّرةَ الوادي سرَتْ سَحَـــــــــــــــــــــــراً = فطابَ كلُّ طــــروحٍ من مـــــــرامينا
ذكـيَّـة اللَّيل لـــــو خِلـنا غــلالتهــــــــــــــــــــــا = قميصَ يوسفَ لم نحســــبْ مُغالينا
جشمتِ شوْكَ السُّرى حتى أتيتِ لنــــــــا = بالـــورد كتباً وبالـــــرَيَّا عـنـاوينا
فلو جـــــــزيناك بـــالأرواح غاليـــــــــــــــــــــةٌ = عن طيب مسراك لم تنهض جوازينا
هل من ذيــــولكِ مسْــكِـــيٌّ نحَمِّلُـــــــــــــــه = غــرائب الشــــوق وَشياً من أمالينا
إلى الذين وجـــــدنا وُدَّ غـــيــــرهــــــــــــــمُ = دُنيا وودّهم الصــــافـــي هو الدنيا
يا من نغارُ عليهم من ضمــــائـــــــــــــــــــــرنا = ومن مَصـــون هــواهــم في نتاجينا
خاب الحنينُ إليكم في خواطـــــــــــــــــــرِنا = عن الــدّلال عـلـيــــكم فـي أمانينا
جئنا إلى الصبر نـدعــوه كعـــــــــــــــــادتنا = في النائبات فلم يــأخــــذ بـأيدينا
وما غلبنا على دمــــــع ولا جــلــــــــــــــــدٍ = حتى أتتنا نواكم من صــيـــاصـينا
ونابغيّ كأن الحــشــــــــر آخــــــــــــــره = تُمــيـتــنا فيه ذكــراكم وتُحـيينا
نَطوي دجـــاه بجــرحٍ من فراقـكـــــــــــــــــم = يكاد في غلَس الأسـحـار يـطــويـنا
إذا رَسا النجمُ لم تـرقأ مَــحاجِــــــــــــرنا = حتى يـــزول ولم تـهــدأْ تراقينا
يبدو النهارُ فيخفيه تـــجـــلـُّــــــــــــــــــدُنا = للشــامـتــــيـن ويأْسُـــــوه تأيِّينا
سقياً لعهدٍ كأكناف الرُّبــــى رفــــــــــــــةً = أَنَّى ذهــبــنا وأعطاف الصَّبا لـينا
إذِ الزمــــانُ بنا غيـــناءُ زاهــيـــــــــــةٌ = ترفُّ أوقـــاتُنا فيـها رَيَـــاحيـنا
الوصـــلُ صــافيـــةٌ والعـيشُ ناغيــــــــــــةٌ = والسعدُ حاشيةٌ والدهــــرُ ماشينا
والشمس تختال في العقيان تحســـــــبـها = بلقيس ترفُلُ في وشيِ اليـــمَانينا
والنيلُ يٌقـبِـل كالدنــيا إذا احتـفلـــــــــت = لو كان فيها وفــــاءٌ للمُصافـيــنا
والسعدِ لوْ دام والنعمَــى لو اطَّـــــــــردتْ = والسيلِ لَو عَـفَّ والمــقدار لو دينا
ألقى على الأرض حتــى رَدَّها ذهـــــــــبا = ماءً لمسنا به الإكــســيــر أو طينا
أعداه من يُمنِه التابـوتُ وارتسَـــــــمَــتْ = على جـــــوانبه الأنوارُ من سينا
له مبالغُ ما فــــي الخُــلْقِ من كـــــرَمٍ = عـهـــــدُ الكرامِ وميثاقُ الوفيِّينا
لم يجــــرِ للدهـرِ إعــذارٌ ولا عُـــــرُسٌ = إلاَّ بــأيـامــنا أو فــي ليــــالينا
ولا حـــوى السعـدُ أطغى في أعنَّته = كنَّا جياداً ولا أرحــى ميـــادينا
نحن اليواقيتُ خاض النارَ جَوهَــــــرُنا = ولم يهُنْ بيدِ التـشـتـيـتِ غالينا
ولا يحــــول لنا صـــبغٍ ولا خُـــــلُــقٌ = إذا تلّون كالحــــــــرباء شانينا
لم تنزل الشمسُ ميزاناً ولا صعـــــــــــدَتْ = في مُلكها الضخمِ عرشاَ مثلَ وادينا
ألم تُـــــؤلَّه على حــافــاتــــــه ورأتْ = عليه أبنــاءها الغـرَّ المـيـامـيــنا
إن غازلت شاطئيه في الضحـى لبســا = خمائل السُّـنــدُس الموشيَّةِ الغينا
وبات كلُّ مجـــاج الوادِ من شــــــجـرٍ = لوافــظِ القـــزِّ بالخيــطان ترمينا
وهذه الأرضُ من سهلٍ ومـــن جبلِ = قبل القياصر دِنَّـاهـا فــــراعيـنا
ولم يضع حــجـــراً بانٍ على حجــــرٍ = في الأرض إلاَّ على آثــــار بانينا
كأنّ أهــــــرام مصرِ حائطٌ نهضت = به يدُ الـدهــرِ لا بـنيانُ فانيـنا
إيوانُه الفـخــمُ من عُـلـيا مقاصــــــره = يُفني الملوك ولا يُـبـقـي الأواوينا
كأنها ورمــالا حــــولها التطمـــــــتْ = سفـــيـــنــةٌ غـرقتْ إلاَّ أساطينا
كأنها تـحـت لألاء الضُّـحى ذهبـــــــاً = كــنـــوزُ فِــرعون غطَّين الموازينا
أرضُ الأبـــــوةِ والمـيـــلاد طيَّبهـــــا = مـــرُّ الصِّبا في ذيـول من تصابينا
كانت مُـحـجـَّـلـةً فـيـها مـواقِفُنــــــا = غُـرَّاً مُسَلْسَلَةَ الـمــجـرى قوافينا
فــــآب مِــــنْ كُــرةِ الأيامِ لاعِبنـــا = وثــاب مِنْ سِــنـةِ الأحلامِ لاهينا
ولم نــــدع لليالي صــافياً فدعـــتْ = (بأن نغــــصَّ فـقـال الدهـرُ آمينا)
لو استطعنا لخُضْنَا الجـوِّ صاعقـةً = والبرَّ نـــارَ وَغىً والبحــرَ غسلينا
سعياً إلى مصرَ نقضي حقَّ ذاكرنا = فيها إذا نَسيَ الوافـــــــي وباكينا
كـنـــزٌ بحُــلـوان عندَ اللهِ نطلُبُـــه = خيـــــرَ الودائع من خـير المؤدِّينا
لو غـاب كـلُّ عزيز عـنــــــه غَيبتَنَا = لم يأتِه الشــــوقُ إلاَّ من نـواحينا
إذا حمَلْنا لمصـر أو لــهُ شَـــجَـــناً = لم ندرِ أيُّ هـــوى الأمين شـاجينا
*****




هناك تعليقان (2):

  1. شركة رش مبيدات بالدماملديها افضل الطرق والحلول لجميع مشاكل الحشرات فمع شركتنا لا داعى للقلق بشان الحشرات المزعجة فنحن فى شركتنا لدينا افضل الطرق والادوات وهذا بالاضافة الا ان شركتنا تستخدم افضل المبيدات العالمية فهى مبيدات المانية وامريكية الصنع ويوجد منها مبيدات سعودية على حسب رغبة العميل وان مبيدات شركتنا تتميز بانها قوية وفعالية وتقضى تماما على الحشرات دون رجعتها مره اخرى وكماان مبيدات الشركة امنة تماما على الصحة ولا تسبب اى نوع من الامراض وكل هذا بالاضافة الا ان الشركة لها فروع فى جميع انحاء المملكة واليكم بعد فروعنا على مستوى المملكة شركة مكافحة حشرات بالدمام وشركة رش مبيدات بالخبروشركة مكافحة حشرات بالخبر و
    شركة مكافحة النمل الابيض بالدمام وكما ان الشركة تختص فى مجالات اخرى ليست المكافحة ورش المبيدات فقط فنحن نختص فى مجال النظافة ايضا فلدينا فروع فى النظافة شركة تنظيف بالدماموشركة تنظيف بالجبيل فاذا كانت مشاكل تواجهكم سواء فى المكافحة او فى النظافة فنحن سنتولى الامر بدلا عنك فلا داعى لان ترهقوا انفسكم فكل ما عليكم هو الاتصال بالارقام التالية
    جوال رقم 0558973863

    ردحذف
  2. ممكن اذا ماكو زحمه تقطيعه الابيات

    ردحذف