هذا أبو الشمقمق الشاعرالبصراوي الوجودي
الفقيرتوفي في عصر المأمون ( 200 هـ / 815 م)
قدموا لي شاعراً عالمياً رائعاً مثله في مثل هذه الأبيات
**********************************************************************
كريم مرزة الأسدي :
برزت من المنـــــازل والقبــــــــــاب*** فلم يعسر علــى أحد حجابيفمنزليَ الفضاءُ وسقف بيتــــــي*** سماء الله أو قطع الســحابفأنت إذا أردت دخلت بيتــــــــــي*** عليّ مسلّمــــاً من غير باب لأني لم أجد مصراع بـــــــــــــــابٍ *** يكون من السحاب الى التراب ولا شق الثرى عن عود تختٍ *** أؤمل أن أشــــدّ به ثيابي ففي ذا راحة وفراغ بــــــــــــــالٍ *** وداب الدهــــــر ذا أبـدا ودابي
من أشهر شعره قصيدته في وصف داره في البصرة التي مطلعها:لا تعليق على المقطوعة لأنها أكبر من أي تعليق أو توضيح .
مروان بن محمد أبو الشمقمق (112 هـ-200 هـ/730-815) من موالي بني أمية ( موالي مروان بن محمد الحمار ، آخر خلفاء بني أمية ) ، ولد في عصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك في بخاري ، ونقله عبيد الله بن زياد مع أهل بخارى الذين نقلهم من بخارى إلى البصرة و أسكنهم البخارية ، وهي سكة عرفت بهم ، كما يقول الحموي . شبّ في عصر السفاح ، وعاصر المنصور والمهدي والهادي والرشيد والأمين ، ومات في عصر المأمون شاعر هجاء عاصر شعراء عدة وهجاهم كبشار بن برد وأبي العتاهية، ودعبل الخزاعي ومسلم بن الوليد ( صريع الغواني ) وأبي نواس، وابن أبي حفصة ، قدم بغداد في أيام هارون الرشيد ، وله هجاء في يحيى البرمكي وغيره.
يكنى أبا محمد و يلقب بأبي الشمقمق و الشمقمق معناه الطويل الجسيم من الرجال و قيل الشمقمق هو النشيط ، وكان عظيم الأنف ، قبيح المنظر.
ويذكره الجاحظ في كتابه الكبير «الحيوان» في معرض حديثه عن الحشرات والهوام مستشهداً بالأبيات التي يخاطب بها أبو الشمقمق الحشرات والهوام التي غادرت منزله وتركته وحيدا فيه:
ولقد قلت حين أقفر بيتــــــــــــــــــــي *** من جراب الدقيق والفخارة
ولقد كان آهلاً غير قفــــــــــــــــــــــر *** مخصباً خيره كثير العمارة
فأرى الفأر قد تجنبن بيتـــــــــــي ***عائذات منه بدار الإمارة
ودعا بالرحيل ذبَّان بيتـــــــــــــــــي *** بين مقصوصة الى طيارة
وأقام السنور في البيت حــــــــــــــــولا *** ما يرى في جوانب البيت فارة
ينفض الرأس من شدة الجــــوع *** وعيش فيه أذى ومرارة
قلت لما رأيته ناكــــــــــــــس الرأس*** كئيباً في الجوف منه حرارة
ويك صبرا فأنت من خير سنّور*** رأته عيناي قط بحارة
قال : لاصبر لي وكيف مقامـــــــــــي *** في بيوت قفر كجوف الحمارة
ويروي صاحب الأغاني عن دعبل بن علي الخزاعي قال :
كان بشار يعطي أبا الشمقمق في كل سنة مائتي درهم فأتاه أبو الشمقمق في بعض تلك السنين فقال له هلم الجزية يا أبا معاذ فقال ويحك أجزية هي قال هو ما تسمع فقال له بشار يمازحه أنت أفصح مني قال لا قال فأعلم مني بمثالب الناس قال لا قال فأشعر مني قال لا قال فلم أعطيك قال لئلا أهجوك فقال له إن هجوتني هجوتك فقال له أبو الشمقمق هكذا هو قال نعم فقل ما بدا لك فقال أبو الشمقمق :
إني إذا ما شاعِرٌ هجَانِـــــــــــــيَهْ *** وَلَجّ في القول له لِسَانِيَهْ
أدخلتُه في استِ أمهِ عَلاَنِيَهْ *** بشّــــــارُ يا بشّــــارُ...
وأراد أن يقول يابن الزانيه فوثب بشار فأمسك فاه وقال أراد والله أن يشتمني ثم دفع إليه مائتي درهم ثم قال له لا يسمعن هذا منك الصبيان يا أبا الشمقمق .
أخبرني أحمد بن العباس العسكري قال حدثني الحسن بن عليل العنزي قال حدثني محمد بن بكر قال حدثني الأصمعي قال :
أمر عقبة بن سلم الهنائي لبشار بعشرة آلاف درهم فأخبر أبو الشمقمق بذلك فوافى بشار فقال له يا أبا معاذ إني مررت بصبيان فسمعتهم ينشدون
هَلِّلِينَهْ هَلِّلِينَهْ *** عْنَ قِثَّاةٍ لتِينَهْ
إنّ بشّـــــــــــــارَ بنَ بردٍ *** تَيسٌ اعْمَى في سَفِينَهْ
فأخرج إليه بشار مائتي درهم فقال خذ هذه ولا تكن راوية الصبيان يا أبا الشمقمق
يكفينا هذا .
كريم مرزة الأسدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق