عَرَفْتِكَ منذوا الصَّبا..كَمَا يَعْرُفَ الْهُدْهُدَ طَرِيقَ الْمَاءِ
وَعشقتُكَ اُكْثُرْ حِينَ اِصْبَحْ لَنَا فِي ذَكِّ الْحَبَّ غِطَاءَ
وَكَمْ كَنَّتْ اُخْتُبِئْتِ فِي رُبوعِ حِضْنِكَ حِينَ كَانَ يَأْتِيَ عَلَينَا الشِّتَاءَ
وَكَمْ كَانَتْ انفاسك فِي حاضِرِيِ وَفِي صَدْرِي..تَهُبُّ حَرارَةَ الدّفاءِ
عَشِقْتِ فيكي مالم يَخْلَقُ كثيرآ بَيْنَ تِلْكَ النِّســاءَ
وَعَشِقْتِ فيكي مَوَانِي الصُّدُقِ وَمَعَنَا نُبِضَ الْوَفَاءَ
وَعَشِقْتِ رُجَاحَةَ الْعُقُلِ وَالْمَنْطِقَ وانفاس الْكِبْرِيَاءَ
تَعَلَّمْتِ فِي عينيكي كَيْفَ يُوَلِّدُ فِي النَّفْسِ الْعَطَاءَ
عَرَفْتِ منكي كَيْفَ تُعَيِّشُ النَّفْسَ بَيْنَ حَلَمِ الصَّفَاءِ
وَشُرِبْتِ مَنِ انفاسك مَعَانِي الْحَلَمِ حِينَ يَعُلُّوا وَيَحْلِقُ فِي الْفَضَاءِ
كَمْ كَانَتْ عُذُوبَةَ اناملكي تُدَاعِبِنَّي وَتَزْيَلُ عَنْ جَسَدِي ذَلِكَ الْعَنَاءَ
كَمْ كَانَتْ تَرْتَاحَ روحَي بَيْنَ انفاسك عُلِيَ صَدْرَكَ...وَرُموشُكَ غِطَاءِ
وَكَمْ رَجَوْتِ اللهَ كثيرآ وَدَعْوَتَهُ بخشوعآ...عَلِيَ ان يُطِيلَ بَيْنَنَا اللِّقَاءَ
وَلَكِنَّ اللهَ وَحْدِهِ اُكْرُمِنَّي بِسَمْعِ صَوْتِي وَقَبُولَ الدُّعَــــاءِ
كَمْ كَنَّتْ اناجي رِبِّيَّ كثيرآ...وَيُرَدِّدُ مَعَِي صُدَّا الْأَرْجـــــاءَ
كَمْ تُمُنِّيتِ مَنِ اللهِ وَحْدِهِ ان لَا يَكْتُبْ عَلِيَّ قُلَّبِـــــي فِرَاءِ
كَمْ دَمِعْتِ عُيُونَي لِرِبِّيٍّ وَأَمَنَّتْ لِدُعَائِي مَلاَئِكَةِ السَّــمَاءِ
كَمْ عَشِقْتِ الطُّهْرَ فِي وَمِيضِ بَرْقِ عينيكي بَيْنَ السَّنَاءِ
كَمْ اِشْتَاقَتْ ان يُدْرِكَنِي اللَّيْلَ وَيُزَوِّرُونِي طَيْفَ انفاسك فِي الْمَسَاءِ
حِينَ كَانَتْ النَّاسَ تَهْجَعُ فِي ثباتِ وانا يوقذوني لِهُيِّبَ نَبْضَ الأشتياء
كَمْ كَنَّتْ اِهْرَبْ مَنْ نَفْسُِي باوحشتي...وَحِينَ كَانَ يَدْعُوَنِي الْأَخِلاَّءَ
احملق فِي تِلْكَ السَّمَاءَ وَمَا بِهَا مَنْ عَبِقِ صَفَاءِ وَالنُّجُومِ حَوْلَِي رِدَاءَ
كَمْ تَمَنَّيْتِ....ان اِكْوِنَّ كوكـــبآ
وَاُنْتِي لِي قمرآ يَشُعُّ بِالضِّيَاءِ
ياسماء الْعِشْقَ..وَمُهِدَ النُّقَاءَ
رَبِـيَ اُكْتُبْ لِذَلِكَ الْحَبَّ الْبَقاءَ
***
الْكَوِتشُ
(احمد عبد الرحمن صالح)
اكثر من رائع
ردحذفاحسنت استاذ