( جريدة الشعر والشعراء)
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال
••••••••••••••••••••••
الحلقة الأولى من مسلسل كيد النساء
الباحث Mosad Soliman.
••••••••••••••••••••••
كيد النساء ... عجائب وغرائب :
•••••••••••••••••••••••••••
من غرائب وعجائب النســــــــــــــــــــــــــاء
مذكرات أزواج معذبون وعشاق مغفلـــــون
تزوجت ليلي غير قيس وتسببت في جنونـه!
حتى عنترة لم يسلم من عبلــــــــــــــــــــة !
••••••••••••••••••••••••••••••••••
للمرأة في سلوكها غرائب وعجائب ولها في طبائعها ألغاز وأسرار أعيت من يحاول فهمها أو ترويضها.. وشغلت المرأة الرجل من قديم الأزل. وأخبار المرأة على اختلافها من أكثر الموضوعات إثارة وتشويقاً في حياة الرجل، والمرأة أيضا.
•••••••••••••••
وهذه الكلمات التي بين أيديكم، عرض لأخبار بعض النساء اللاتي كانت سبباً في نكد عيش أزواجهن، وذلك من جراء أفعال تلك الزوجات. ولا عجب فأكثر ما يكتب عن المرأة هذه الأيام لا يسهم في وضع المعالم الأساسية لهذه العلاقة التي بينها وبين الرجل، فتجد مجاملة للمرأة من الكتاب الذكور طمعاً فى الحفاظ على حقوقهم، وكل ذلك نظراً لاختلال موازين القوى في هذا العصر.
•••••••••••••••
ومن قراءة لمذكرات عدد من الأزواج الذين ذاقوا كؤوس العذاب من خلال الاطلاع على بعض الأحداث الواقعية من تراثنا العربي، ستطلع عزيزي القارئ على صور من الحرب الباردة بين الرجل و المرأة ( والحرب خدعة). وستعرف أن المرأة هي المرأة مهما اختلف الزمان والمكان.
•••••••••••••••
أزواج معذبون :
••••••••••••
قيل إن النساء (يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام). فالمرأة تراوغ وتفرح وتحزن وتطيع وتعصى وتنسى أحيانا في لحظة إحسان زوجها إليها الدهر كله. لهذا قال أحد الشعراء :
•••••••••••••••
إن النساء كأشجار نبتن معا --- منها المرار وبعض المر مأكول
والمرأة الشر لا ينجو منها إلا سعيد الحظ. فروى أن رجلاً تزوج من امرأة قصيرة فقيل له: لم تزوجتها قصيرة ؟ فقال: إن المرأة شر وكلما قللت من الشر كان خيراً.
•••••••••••••••
ومرض رجل وعنده امرأته وقد مات عنها خمسة أزواج، فقعدت عند رأسه تبكى وتقول: على من تتركني؟ فرفع رأسه وقال: على السابع الشقي !!
•••••••••••••••
المعاناة أم الفراق ؟!
•••••••••••••••••
أحياناً كثيرة يندم الرجل على طلاق المرأة، لكن هنا الأمر مختلف، فهذا الزوج استراح وتنفس الصعداء عندما فارق الحياة الزوجية فقال:
•••••••••••••••
رحلت "أنيسة" بالطـــــلاق
وعتقـــــــت مـن رق الوثاق
بــــانت فلـــم يـــــألم لهـــــا
قلبي ، ولم تبــــك المآقــــي
ودواء مـــــا لم تشــــــتهيه
النفـــس : تعجــيل الفــــراق
لو لم أرح بفراقهـــــــــــــــا
لأرحت نفســي بالإبـــــــاق
•••••••••••••••
أي أنه كالأسير الذي عتق من الرق ، وأنه لم يألم لفراق زوجته ولم تجر لها مجاري دموعه، وأنه كان يتمني فراقها وإلا كان سيضطر للهروب .
•••••••••••••••
وطلق رجل امرأته، فقالت: أبعد خمسين سنة ؟! فقال لها : ما لك عندنا ذنب غيره!!
•••••••••••••••
المرأة والشاعر:
•••••••••••••
أعيت حيل المرأة الشعراء، وتسببت ألاعيبها لهم في حدوث الآلام الجسام. وكما أن الشعراء أطلقوا عنان مشاعرهم في تنظيم قصائد الغزل والغرام والعشق والهيام فأحسنوا وأجادوا، وعلى الرغم مما كتبوه من أشعار تفيض حباً وتسيل إعجاباً، إلا أن هؤلاء الشعراء عندما يضيقون بالمرأة ذرعاً، فإنهم يجيدون أيضاً! فتجد أحدهم يقول:
•••••••••••••••
لقد كنت محتاجا إلى موت زوجتي
ولكن قرين السوء باق معمـــــــــر
فيـــا ليتها صارت إلي القبر عاجـلا
وعذبهــــــــا فيه نكير ومنكــــــــــر
•••••••••••••••
وقال " علقمة الفحل " الشاعر الجاهلي :
•••••••••••••••
فإن تسألوني في النساء فإننـــي
بصير بأدواء النساء طبيــــــــــــــب
إذا شاب رأس المرء أو قل ما لـــه
فليس له من ودهن نصيـــــــــــب
يردن ثراء المال حيث علمنـــــــــه
وشرخ الشباب عندهن عجيـــــب
•••••••••••••••
التعـــــــــــــدد :••••••••••••••
قد يحسد البعض من لديه أكثر من امرأة، وربما يسعد البعض حقا في التعدد، إلا أن التعدد أحياناً أخري يكون سببا لبلاء الرجل ومتاعبه.. قال "الحجاج" يوما وعنده أصحابه: أما إنه لا يجتمع لرجل لذة حتى يجتمع أربع حرائر –أي لسن من الجواري– في منزله يتزوجهن، فسمع ذلك شاعر من أصحابه يقال له "الضحاك" فعمد إلى كل ما يملك فباعه وتزوج أربع نسوة، فلم توافقه واحدة منهن، فأقبل إلى "الحجاج" فقال :سمعتك –أصلحك الله– تقول: لا تجتمع لرجل لذة حتى يتزوج أربع حرائر، فعمدت إلي قليلي وكثيري فبعته وتزوجت أربعاً فلم توافقني واحدة منهن؟ أما واحدة منهن فلا تعرف الله ولا تصلى و لا تصوم ، والثانية حمقاء لا تتمالك، والثالثة مذكرة متبرجة، والرابعة مكروهة وورهاء –أي كثيرة الشحم– لا تعرف ضرها من نفعها، وقد قلت فيهن شعراً، قال : هات ما قلت له أبوك! فقال:
•••••••••••••••
تزوجت أبغي قرة العين أربعــــــــــا
فيــــا ليتنـــــــــــي والله لــم أتزوج
ويا ليتني أعمى أصم ولم أكـــــــن
تزوجت بل يا ليتني كنت مخـــــدج
فواحــدة لا تعرف الله ربهــــــــــــــا
ولم تدر ما التقوى ولا ما التحــــرج
وثـــالثـــة ما إن توارى بثوبهـــــــــا
مذكــرة مشهورة بالتبـــــــــــــــرج
ورابعة ورهـــــــــــــاء في كل أمره
مفركة هوجاء من نسل أهــــــــوج
فهن طلاق كلهن بوائـــــــــــــــــن
ثلاثــــــاً بتاتــــاً فاشهدوا ألا أُلجلج
•••••••••••••••
فضحك "الحجاج" وقال: ويلك كم مهرتهن؟ فقال: أربعة آلاف أيها الأمير، فأمر له باثني عشر ألف درهم.
•••••••••••••••
وهذا إعرابي قيل له: من لم يتزوج امرأتين لم يذق حلاوة العيش فتزوج امرأتين فندم على ما فعل وقال:
•••••••••••••••
تزوجت اثنتين لفرط جهلــــــــــــي
بما يشقي به زوج اثنتيــــــــــــــن
فقلت: أصير بينهما خروفــــــــــــــاً
أُنعم بين أكرم نعجتيـــــــــــــــــــن
فصرت كنعجة تضحي وتمســــــي
تداول بين أخبث ذئبتيـــــــــــــــــن
رضا هذى يهيج سخط هــــــــــذى
فما أعدي من إحدى الســـخطتين
وألقى في المعيشــــــــــة كل ضــر
كذاك الضر بين الضرتيــــــــــــــن
لهذى ليلة، ولتلك أخــــــــــــــــري
عتاب دائم في الليلتيـــــــــــــــــن
•••••••••••••••
عنترة وعبلة :
••••••••••••
ها هو عنترة بن شداد فارس الفوارس، وبطل قبيلة عبس، ألهمته البطولة والفروسية والشجاعة روائع من القول جعلته في الصف الأول من شعراء الجاهلية، وأحد أصحاب المعلقات. أحب عبلة ابنة عمه حباً ملك عليه كل جوانحه، حتى تفجر ينبوع الشعر على لسانه، الذي اتخذه أداة للتعبير عن حبه الظامئ، حتى أنه قال في أحرج الموافق وأقسي الظروف:
•••••••••••••••
ولقد ذكرتك والرماح نواهـــــــــــل
منى، وبيض الهند تقطر من دمـى
فوددت تقبيل السيوف لأنهـــــــــا
لمعت كبــــارق ثغــــرك المتبسم
•••••••••••••••
أي أنه ذكر عبلة والرماح تشرب من دمه ، وبيض الهند : كناية عن السيوف .
•••••••••••••••
لكن الحبيبة فيما يبدو لم ترحب بحب يحمله لها عبد أسود مشقوق الشفة ! وقابلت حبه بالصدود والجفاء ! فيقول عنترة معاتباً :
•••••••••••••••
عجبت عبيلة من فتــــــى متبذّل
عاري الأشاجع شاحب كالمُنضُـل
•••••••••••••••
فتضاحكت عجباً ، وقالت قولة:
----------------------------
لا خير فيك. كأنما لم تَحفــــــــــــــل
فعجبت منها كيف زلت عينهـــــــــــا
عن ماجد طليق اليدين شـــــــمردل
لا تصدميني يا عبيل، وراجعــــــــــى
فيّ البصيرة نظرة المتأمــــــــــــــــل
يا عبل كم من غمرة باشـــــــــــرتها
بالنفس ما كادت – لعمرك – تنجلي!
•••••••••••••••
الأشاجع : عروق ظاهر الكف ، وعارى الأشاجع كناية عن نحافته، ويفسره ما بعده : شاحب كالمنضل : وهو السيف . ولم تحفل: أي لم تهتم . والشمردل: هو الصبي الجلد القوى. ولا تصدميني : أي لا تقطعي ودي . والغمر : هي الشدة.
•••••••••••••••
انظروا كيف ذلته !! ولكن بالرغم من ذلك الصد وذاك الرفض إلا أن عنترة لم يصد عنها أو يحرمها مكانتها فى قلبه.
•••••••••••••••
قيس وليلي :
••••••••••••
هو قيس بن الملوح مجنون بنى عامر الشاعر الذي قتله العشق ، وكان المجنون يهوى ليلي وهما حينئذ صبيان، فعلق كل واحد منهما بالآخر فلم يزالا كذلك حتى كبرا، فحجبت عنه. ويقول " أبو الفرج الأصبهاني " في الجزء الثاني من (الأغاني): لما شهر أمر المجنون وليلي، وتناشد الناس شعره فيها، خطبها وبذل لها خمسين ناقة حمراء ! وخطبها "ورد بن محمد العقيلي" . وبذل لها عشرا من الإبل وراعيها. فقال أهلها : نحن مخيروها ؟ فمن اختارت تزوجته، ودخلوا عليها فقالوا : والله لئن لم تختاري" ورداً " لنمثلن بك ! فاختارت "ورداً " !! على كره منها .
•••••••••••••••
فقال المجنون :
----------------
عرضت على قلبي العزاء فقال إلــــي
من الآن فايأس لا أعزك من صبــــــــر
إذا بان من تهوى وأصبح نائيــــــــــــــاً
فلا شيء أجدى من حلولك في القبر
•••••••••••••••
وبلغ العشق من مجنون بنى عامر أنه أخرجه إلي الوسواس والهيمان ، وذهاب العقل، وكثرة الهزيان، وهبوط الأودية، وصعود الجبال، والوطئ على العوسج – أي الشوك – وحرارة الرمال، وتمزيق الثياب !! واللعب بالتراب، والرمي بالأحجار، والتفرد بالصحاري، والاستيحاش من الناس، والاستئناس بالوحش. حتى كان لا يعقل عقلا ، فإذا ذكرت له "ليلي" ثاب إليه عقله، وأفاق من غشيته، وحدثهم عنها أصح الرجال عقلا، وأخلصهم ذهناً.. فإذا قطع ذكرها: رجع إلى وسواسه وهذيانه... وهذه كانت نهاية متوقعة لأحد ضحايا (الجنس الناعم).
•••••••••••••••
•••••••••••••••
وأخيراً.. فكل هذه الأخبار والأحداث السابقة كانت عصارة خبرات الآخرين (والحكيم من أتعظ بغيره).
•••••••••••••••••••••••••••••
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق