الأحد، 5 يوليو 2015

ارادة الحيـــــــــــــــــاة.. أبو القاسم الشابى

( جريدة الشعر والشعراء )
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال
••••••••••••••
اصغط أولا زر تشغيل صوت القصيدة
••••••••••••••

أبو القاسم الشـــــابى
•••••••••••••
ارادة الحيـــــــــــــــــاة:
••••••••••••••••
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَــــــــــــــاةَ 
فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَــــــــــــــدَر
•••••
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــــــــــــــــي 
وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـــــــــــــر
•••••
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـــاةِ 
تَبَخَّـرَ في جَوِّهَــــــــا وَانْدَثَر
•••••
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْهُ الْحَيَاةُ 
مِنْ صَفْعَةِ العَدَم المُنْتَصِر
•••••
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَـــــــــــــــــاتُ 
وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْـــــــــــتَتِر
•••••
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَــــــــاجِ 
وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّــجَر
•••••
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَــــةٍ 
رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر

•••••
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّـــــــــــــــعَـابِ 
وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْــــــــــــتَعِـر
•••••
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـــــــــالِ 
يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَــــــر
•••••
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّـبَـابِ 
وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَــر
•••••
وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُــــــــــودِ 
وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـــــــــــــــر
•••••
وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَـــأَلْتُ : 
" أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَــر؟"
•••••
"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ 
وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـــــر

•••••
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـــــــــــانَ 
وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَـــــــر
•••••
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَــــاةَ 
وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُــــــــر
•••••
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ 
وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَـــر
•••••
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِــــــــــــي الرَّؤُوم 
لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـــــــر
•••••
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَــــاةُ 
مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِــر!"
•••••
وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ 
مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَــر

•••••
سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُــــــــــومِ 
وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَــــــــكِـر
•••••
سَأَلْتُ الدُّجَى هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ 
لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـــــــر؟
•••••
فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّـلامِ 
وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر
•••••
وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـــــــــــــــةٍ 
مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَــــــــــــر
•••••
يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِـتَاءُ الضَّبَابِ 
شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِـتَاءُ الْمَطَـر 
•••••
فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ 
وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَــــــر 

•••••
وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيـــــــعِ 
وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِــــر
•••••
وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَـــــــــا 
وَأَزْهَـارُ عَهْـدٍ حَبِيبٍ نَضِـــــــر
•••••
وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ 
وَيَدْفنُهَا السَّيْلُ أنَّى عَـبَر
•••••
وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيــــــــــعٍ 
تَأَلَّـقَ فـي مُهْجَــــــةٍ وَانْدَثَــر
•••••
وَتَبْقَى البُذُورُ التي حُمِّلَــتْ 
ذَخِيـرَةَ عُمْـرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
•••••
وَذِكْرَى فُصُول ٍ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ 
وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَر

•••••
مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَــــــــــــابِ 
وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْــتَ الْمَـــــــدَر
•••••
لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَــــــلُّ 
وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر
•••••
وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُــورِ 
وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْـمِ الثَّمَر
•••••
وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْــقِ الجَنَـــــــــــاحِ 
حَتَّـى نَمَا شَــــوْقُـهَا وَانْتَصَــر 
•••••
فصدّعت الأرض من فوقـهـا 
وأبصرت الكون عذب الصور
•••••
وجـاءَ الربيــعُ بأنغامــــــــه 
وأحلامـهِ وصِبــاهُ العطِـر

•••••
وقبلّـها قبـلاً فـي الشـــــــــفـاه 
تعيد الشباب الـــذي قد غبر
•••••
وقالَ لَهَا : قد مُنحتِ الحياةَ 
وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخر
•••••
وباركـكِ النورُ فاستقبـلي 
شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
•••••
ومن تعبـدُ النـــورَ أحلامـــــــــــــهُ 
يباركهُ النـــورُ أنّـــى ظَهــــــــر
•••••
إليك الفضـــــاء ، إليك الضياء 
إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
•••••
إليك الجمــال الذي لا يبيد 
إليك الوجود الرحيب النضر

•••••
فميدي كما شئتِ فــــوق الحقول 
بِحلو الثمــــــار وغـــض الزهـر
•••••
وناجي النسيم وناجي الغيـوم 
وناجي النجوم وناجي القمر
•••••
وناجـي الحيــاة وأشواقـها 
وفتنـة هذا الوجـود الأغر 
•••••
وشف الدجى عن جمال عميـــقٍ 
يشب الخيـال ويذكــي الفكـــر
•••••
ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ 
يُصَـرِّفُهُ سَـــــاحِـرٌ مُقْـتَــدِر 
•••••
وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء 
وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر

•••••
وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيــــبُ الجَمَـــــالِ 
بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَــــاءِ الْقَمَــــر
•••••
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَدَّسِ 
في هَيْكلٍ حَالِمٍ قَدْ سُحِر
•••••
وَأَعْلَنَ في الْكوْنِ أَنَّ الطُّمُـــوحَ 
لَهِيبُ الْحَيَــاةِ وَرُوحُ الظَّفَـــر 
•••••
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ 
فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَدَرْ 

•••••••••••••••
••••••••
••••••••


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق