الاثنين، 13 يوليو 2015

قصة قصيره للأديبة / فاطمه مندى.. ( من نافذة القطار .. )

( جريدة الشعر والشعراء )
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال
••••••••••••••••
اضغط أولا زر تشغيل أغنية قصة الأمس لأم كلثوم
••••••••••••••••••••••••••••••••••



(قصة قصيره)

للأديبـــة / فاطمـــه منـــــدى
••••••••••••••••••••••••
( من نافذة القطار .. )
••••••••••••••••••••


جلس العجوز مع ابنه الذى يبلغ من العمر 25 سنة في القطار من نافذته ينظر الشاب فى دهشه تلونت تقاسم الشاب مع كل ثانية، ما بين دهشة ، سعاده ، إستغراب ، تتسع حدقتاه ثم تستدير ثم تغلق ثم تفتح ثم يحدق هنا وهناك يقف من ثبات ثم يجلس مرة أخرى ويندهش عما يدور حوله من أحدا ث و تظهر الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب ، ويخرج كلتا يديه من النافذة ويشعر بمرور الهواء فيصرخ ويصيح : أبي انظر جميع الأشجار تسير ورائنا " يبتسم ثم يضحك بصوت مرتفع ، ويضع قبله على رأس والده فيبتسم الرجل العجوز متماشياً مع فرحة إبنه ، وأمسك العجوز بيده وضغط عليها بقوة ، مبتسماً له ووجهه تكسوه سعادة ورضا ، ثم أمسك الشاب يدا العجوز وطبع عليها قبلة حانيه وشد رأسه وطبع عليها قبله.
•••••

وكان يجلس أمامهم زوجان ،يستمعون إلى ما يدور من حديث بين الأب وابنه ،وشعروا بقليل من الإحراج ..واستنكرو تصرفات الشاب التى لا تصدر سوى من الاطفال وتتسم بالبرائة، فكيف يتصرف شاب في عمر 25 سنة كالطفل !! أيقنوا من اللحظة الأولى أن هذا الشاب يعيش بعقل طفل .
•••••

فجأة صرخ الشاب مرة أخرى: أبي انظر إلى الحقول وما فيها من خضره وحيوانات ،أنظر السحاب تسير مع القطار " إنها تجرى خلفنا ويضحك ضحكات عالية وبريئه واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة اخرى .
•••••

ثم بدأ هطول الأمطار ، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب يمسح بها وجهه المتلألأ بالسعادة .
•••••

ويصرخ مرة أخرى:" أبي إنها تمطر ، والماء لمس يدي ، انظر يا أبي " .
•••••

ووقف الشاب وبدأ فى الهتاف ، أثناء وقوف القطار فى إحدى المحطات ، نزل الشاب من القطار ثم رفع رأسه إلى السماء ، وفتح عيناه وهو ينظر إلى السماء وكلتا راحتيه مدها وبسطها لتلقى حبات المطر ، ثم فتح فيه ولعق بلسانه ماء المطر وهو يصيح بصوت مرتفع ، فى شئ من دهشه يمتزج بفرح وسعاده وسرور . ثم صعد مرة أخرى إلى القطار بجانب والده العجوز .
•••••

وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت ،ولم يستطيعوا أن يتكتموا دهشتهم وسألا الرجل العجوز معنفين ومستنكريين تصرفات هذا الرجل :
•••••
ــ " لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لإبنك ؟"!!!
•••••
هنا قال الرجل العجوز وقد أمتلئت حدقتاه بالدموع :
•••••
ــ إننا قادمون من المستشفى ، بعد طول عناء مع المرض وعلاجات لا حصر لها ، وقضينا سنوات كثيرة بين الأطباء والمستشفيات ، إلى أن هزمنى المرض ونالت السنون من شيبتى وتملكنى اليأس وأنهك أوصالى ، ونفذت أموالى بين العلاج والأطباء والمستشفيات والّاّن أراد الله لى الكف عن الدوران فى الدوائر المغلقه ، وأرد الله مكافئتى على صبرى مع أبنى هذا الذى ليس له فى هذه الدنيا سواي ، ثم بكى الشيخ بكاءاً مريرا اجبر دموع الز وجين على النزول مواسية وأنتحب الجمع بما فيهم الشاب ثم أردف الشيخ العجوز : إن إبني منذ اكثر من خمسة عشر عاماً قد أصبح بصيراً لأول مرة في حياته !!
•••••
تمـــت 
•••••
فاطمه مندى
••••••••••••



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق