( جريدة الشعر والشعراء )
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال
•••••••••••••••
أغنية وطنية عراقية قديمة
الشاعرالباحث العربى العراقى الكبير
كريــــم الأســـــــــدي
•••••••••••••••••••
أيَا بَغْدَادُ يَا حِلْمَــــــاً صَبُـــــــوْرَاً••• تُفَاخِرُ كُلِّ ذِي حِلْم ٍ رَزِيــــْـنِ
وَيَا بَغْدَادُ يــــَــــا أمَلَاً كَبِيـْــرَاً•••تَقُوْلُ لِعِزّةِ الْأيّامِ : كُوْنـِـي
كريم مرزة الأسدي
•••••••••••••••
أنِيْنِي يَا عِــرَاقُ مِنِ الْحَنِيــْـن•••فَيَا لَهْفِي عَلَى مَرِّ السّـنِيْن ِ
وَيا عِزّي إذَا الْأيّـــــامُ جَـــارَتْ •••وَيَا أمَلَي إذَا خـــَـابَتْ ظِنُوْنِي ِ
خبأتكَ بعدَ لأيٍّ في فؤادي
وإنْ تاهتْ شمالي عـنْ يميني
ألملمُ في ليالي الوجـــدِ شــــجواً
ألا للّـه ِ للوطـــــنِ الحـزيـــــــــــنِ
إذا فاضت شــــــــجونُكَ للأعـــــادي
فأين أصبُّ آهــــــــات ِ الشـــــجون
أعلـّلُ نفســــــــــــي بالآمـــــالِ حتّى
حسبتُ النجمَ أقــربَ منْ جفونـــــــي
تصابُ صبابــةُ العشــاق ِ وهنــــــــــــاً
وزدتَ العشــــــــــــقَ بعــدَ الأربــــعين
إذا ما الوصلُ أوشكَ في التدانـــــــــــــي
تماطلنــــــــــــــــــي ومنْ حيــن ٍ لحيـــن ِ
متى يا موطنــــــــــــــــــي تهتزُّ لطفـــــــاً
وترفعُ جبهةَ الشـــــــــــــــــــرف ِ المصون ِ
فذكركَ في دمائي نوحُ بـاك ٍ
يهدُّ الحيلَ كالــداء ِ الدفيــــن ِ
أقول اليومَ أو مـــــــنْ بعد ِ يوم ٍ
ستفدي تُربكَ الغالي عيونــــــي
هبوني في هوى وطني ذميمــــاً
وأني بعدهُ مســـــخ ُهبونـــــــــي
فإنْ جدَّ التطاولُ مـــــــنْ لبيــــــبٍ
أطــــــــاولُ كـــلَّ عمـــلاق ٍ فطيـــن ِ
••••••
تركتُكَ يا عراقُ الرفعَ شأناً
فما بال الروي كسراً لنـــونِ
وصارَ جناحُكَ الدامي مهيضاً
فكيفَ رضيتَ للعليـــــــا بدونِ
سلاماً أيُّهــــا الغـــافي ســلاماً
على ثديٍّ من البؤس ِالهتـــونِ
ألمْ تذكرْ شموخَكَ والرواســـــــي
على التــــــاريخ ِ كالحقِّ المبيـــنِ؟
تعانقُ دجلة ٌ بغـــــدادَ لثمــــــــــــــاً
وترويها الحياةَ مــــــــن المعيـــــنِ
تحدّثها حديثَ المجــــــدِ لمّــــــــــــا
تربّع عرشَـــــــها أسُـــدُ العريــــــــــن ِ
تشيّدها يدُ المنصــــــــــورِ ِ حصنــــــاً
ويملؤها الرشــــــــــيدُ بحور ِعيـــــــنِ
وحجَّ لـــــــــــــــدار ِ حكمتِها البرايــــــا
تنيـــــــــــرُ المشــــــــرقين ِ بلا قريــــنِ
تمدُّ يداً الـــــــى الآفاق ِ تفضـــــــــــــــي
بفكر ِ العقل ِ أو شـــــــــــــــــــتّى الفنـــونِ
فقامتْ ترفــــــــد الدنيـــــــــــــا عطـــــــــاءً
وتجمعُ لذّةَ َ الدنيـــــــــا بديــــــــــــــــــــــــن ِ
ِفتشـــــــــــــــــــبعُ منْ معاصيها (نديمـــــا )
لأربـــــــــــــــــاب ِ الممالكِ والمجــــــونِ ِ(1)
وتزهـــــــــدُ في زواياهـــــــــــــا فقيهــــــــــاً
وتوردُ ماءَها ( حرَّ الســــــــــــــــــجونِ ِ) (2)
وتهزأُ ُ مـــــــــــنْ جبابـــــــــــــــرةٍ تعــــــــدّوا
فما كانــــــــوا ســـــــــــــوى مــاء ٍ مهيــــــــنِ
فهولاكو كتيمور ٍ ومـــــــــودٍ
لقدْ عبروا على زمن ٍ مشــــينِ
وكمْ أنـّتْ وما ألفــــــتْ سبــــاتا
فشقَّ ربيعُهــــــا رحمَ المنـــــونِ
وينتفضُ الشـــــــموخُ بشاطئيـها
كبركان ٍتفجَّرَمــــــــن ســــــــكونِ
فقصّتْ ألفَ ليلِتهـــــــــا الغوانـــي
وفاحَ بطيبِها عطـــــــــرُ القـــرونِ
أيا بغدادُ يا حلمــــــاً صبـــــــــــورا
تفاخرُ كلِّ ذي حلـــــــــــم ٍ رزيـــــن
ويا بغــــــــــــدادُ يــــــــا أملاً كبيــراً
تقولُ لعزّةِ الأيّــــــــــــــــامِ : كونـــي
••••••
فلا لا تسألوا عنـّي وحالي
فعنْ ذكر ِ الأحبّةِ خبّرونــــيل
عن الخلاّن هل جــــــادوا بذكــر ٍ
وحنـّوا للفتى الزاكي الحنـــون؟
وعنْ دفءِ القلوبِ وحضنِ أمي
ووجهِ الطيبِ في عطف ٍوليــــــنِ
وعنْ أيّامِ مدرســــــــتي ولهــــوي
وأجوبتي على ريــــــــبِ الظنـــونِ
فأشــــــــــــدو بعدَ تدقيق ٍبزهــــــــــو ٍ
يقينـــــــــــــــاً ما أجبتُ سوى اليقــينِ
فهلْ أوراقـُهـــــــــــــــــــا حفلتْ بفكــــــــر
كسيل ٍحط َّ منْ قلمــــــــــــــــــي الأمــينِ ؟
فمنْ غســـــــــــــــــــــقٍ ٍلخيطِ الصبح ِتهواً
أسطـّرُ عسجداً فــــــــــــــــــــــوقَ اللجيـــنِ
فمهلاً أيّها الشـــــــــادي بحــــــــــــــــــــــدو
لقدْ فطـّرتَ قلبـــــــــــــــــــــــكَ بالحنيـــــــــنِ
ولو أجريتهُ طلــــــــــــــــــــــــــقَ التـّـــــــحدي
لأدمعتَ السواجعَ في الغصــــــــــــــــــــــــــونِ
على وطـــــــــــــــــــــــــــن ٍ يراقُ دماً ودمعـــاً
وعـبَّ ثراهُ بالخيـــــــــــــــــــــــــــر ِالثميــــــــنِ
ســـــــــــــــــــلاماً أيّها الغافــــــــــي سلامــــــــاً
على ثدي ٍ منْ البؤس ِالهتــــــــــــــــــــــــــــــــونِ
•••••••••••••••••••••
1 -(نديما ) كناية عن أبي نؤاس لقوله "فإنّي قد شبعت من المعاصي " وقوله " إذن لاصطفاني دون كلّ نديم "
2-( حرّ السجون ) كناية عن أبي العلاء المعري لقوله المشهور " تراني في الثلاثة من سجوني " وقوله " وردنا ماء دجلة خير ماء "
•••••••••••••••••••••
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق