الأربعاء، 15 يوليو 2015

(قصة قصيره)..من نافذة القطار.. بقلم الأديبة / فاطمه مندى

( جريدة الشعر والشعراء)
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال
••••••••••••••••

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
Fatma Mondy
••••••••••••••••
(قصة قصيره)
من نافذة القطار
••••••••••••••••

 بقلم الأديبة/  فاطمه مندى
••••••••••••••••

••جلس العجوز مع ابنه الذى يبلغ من العمر خمسةعشر عام في القطار ، تمتم القطار بعجلات المغادره، من نافذته ينظر الشاب فى دهشة ، تلونت تقاسيمه مع كل ثانية، ما بين إعجاب و سعادة ،واستغراب ، تتسع حدقتاه ، تستدير ، تغلق ، تفتح ، يحدق هنا وهناك يقف من ثبات ، يجلس ، يندهش عما يدور حوله و تظهر البهجة والفضول على وجه الشاب، يخرج يداه من النافذة ،يشعر بمرور الهواء فيصرخ ويصيح : أبي انظر جميع الأشجار تسير عكسنا ، يضحك بصوت مرتفع ، ويضع قبلة على رأس والده . فيبتسم الرجل المسن متماشياً مع فرحة ابنه ، أمسك بيده وضغط عليها بقوة ووجهه تكسوه سعادة ورضا ، وطبع الشاب قبلة حانيه على يد أبيه و علي رأسه و فجأة صرخ الشاب : أبي انظر إلى الحقول وما فيها من خضرة وحيوانات ،أنظر السحاب يسير مع القطار " إنه يجرى خلفنا، ويضحك ضحكات عالية مدوية بريئه. ثم بدأ هطول الأمطار ، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب يمسح بها وجهه المتلألئ بالسعادة ويصرخ مرة أخرى:" أبي إنها تمطر ، والماء لمس يدي ، انظر يا أبي " ووقف الشاب وبدأ فى الهتاف . وقف القطار فى إحدى المحطات ، نزل الشاب من القطار ثم رفع رأسه إلى السماء ، وفتح عيناه وهو ينظر إلى السماء وكلتا راحتيه مدهما وبسطهما لتلقى حبات المطر فتح فيه ولعق بلسانه ماء المطر وهو يصيح منتشياً بصوت مرتفع ، فى شىء من دهشه يمتزج بفرح وسعاده وسرور صعد مرة أخرى إلى القطار بجانب والده . 

••••
••يجلس أمامهما الزوجان ،يستمعان إلى ما يدور من حديث بين الأب وا بنه ،وشعرا بقليل من الإحراج ..واستنكر ا تصرفات الشاب التى لا تصدر سوى عن الاطفال وتتسم بالبراءة، فكيف يتصرف شاب في عمرة كالطفل !! أيقنوا منذ اللحظة الأولى أن هذا الشاب يعيش بعقل طفل ، .واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة اخرى ،وهالهما دعاء الشيخ بصوت مسموع اللهم لك الحمد والشكر على نعمتك ، يارب اشكرك على نعمتك اللهم.
••••
••وتنهمر دموع السعاده على وجه الشيخ وهو يشكر الله كثيرا ويردد الشكر مرات عديده . وفي هذه اللحظة لم يستطيعا الزوجان السكوت ،ولم يستطيعا أن يكتما دهشتهما وسئلا الرجل معنفان ومستنكران تصرفات الشيخ المحيره هذا الدعاء لما ؟؟:لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لابنك ؟"!!! هنا قال الرجل وقد أمتلأت حدقتاه بالدموع : للمحنه صرير أبواب مغمضة، خلفت ورأها تراث معلول ، أقام المرض خيمة ظلل اوتادها اليأس من الشفاء ، وكلما لاح لى بصيص من أمل تنطقنى الخيبة بشفاة ذابلة ، هذا اليأس من الشفاء صارا وجها ملفوفا بالدهشة ،صرخات شيبتى أنجبت صبرا وقوة داخل نفسى ، كى أعاود بحثى عن منافذ جديدة من شعاع الأمل ، وخطوات اليأس من الشفاء تشى بالرحيل ، إننا قادمان من المستشفى ، بعد طول عناء مع المرض وعلاجات لا حصر لها ، وقضينا سنوات كثيرة بين الأطباء والمستشفيات ، إلى أن هزمنى المرض ،ونالت السنون من شيبتى وتملكنى اليأس وأنهك أوصالى ، ونفذت أموالى بين العلاج والأطباء والمستشفيات والّاّن أراد الله لى الكف عن الدوران فى الدوائر المغلقه ، وأراد الله مكافأتى على صبرى مع ابنى هذا الذى ليس له فى هذه الدنيا سواي ، كانت تتملكنى الهواجس من أن يلوح لى قطار العمر بعجلات المغادرة ، قبل شفائه ، وتركه بمفرده تدهسه عجلات الزمن قبل ان يلوح لى الأمل بالشفاء ، ثم بكى الشيخ بكاءا مريرا أجبر دموع الزوجين على النزول مواسية ، وأنتحب الجمع بما فيهم الشاب ثم أردف الرجل: إن ابني اصابه المرض منذ اكثر من خمسة عشر عام و قد أصبح بصيراً لأول مرة في حياته !! 
••••
تمــــت
••••
فاطمة منــدى
••••••••••••

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق