الاثنين، 27 أبريل 2015

متكبّرةْ.. للشاعرة المبدعة / د. كوكب دياب

( جريدة الشعر والشعراء )
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال
اضغط زر تشغيل أغنية أم كلثوم.. من باب مصر
د. كوكـــــب ديـــــاب

متكبّــــــــــــــــــــــرةْ
يــــا طــارقًــا بــابـي إلــيـكَ الـمـعـــــــــذرَةْ
لا تَـحْـسَـبَنّيَ فـــي الـجـواب مُـقـصِّـــــــــره
مَـنْ أنـتَ؟ مـعتصمٌ؟ صلاحُ الدين؟ مـــــــنْ؟
هــلْ عــادَ مَــن تـحتَ الـثرى لـيُحــــــــرّرَه؟
لا، لا فـــذلـــك مــسـتـحـيـلٌ بـــاطـــــــــــــلٌ
فـارجـعْ فـلستُ عـلى جـوابِكَ مُـجْبَـــــــــرة!
مَـــنْ كــانَ مـثـلَكَ غـارقًـا فــي مَـوْتِـــــــــهِ
لــم يَـسـمعِ الــرّدَّ الـجـميل ولــم يَــــــــــرَه
إنّ الـــجــوابَ مُــعَـقّـدٌ يــــا قــاصــــــــــدي
والــمَـهْـرُ أكــبَـرُ ثَـــمَّ مِـــنْ أنْ تَــقْـــــــدِرَه
وفّــــــرْ عــلــيـكَ مُــقــدَّمًـا ومُـــؤخَّــــــــرًا
واحــفــظ قـنـاطـيـرًا لــديــــــــكَ مـقـنـطرة
فـالـمـهْر أغــلـى مِــنْ تـولّـي مَـنْـصـــــــبٍ
وأعـــزُّ مِـــنْ مُــلْـكٍ يـــزولُ وَدسْــــــكَـرةه
تـــحــريــرُ أوطــــانـــي مُــقــدّمُـــــــهُ ولا
ضـــيــرٌ إذا كـــــانَ الـــفــؤادُ مُــؤَخَّـــــرَهْ
مَـــنْ كــانـت الـجــــوزاءُ مـوطـئَ نـعْـلِها
فــالـروحُ أرخــصُ مــا تــرى أن تُـمْـهَرهْ
مــــا لـــي أراكَ، إذا رَدَدْتُـــكَ، غـاضـبًــا
وتــقــولُ عــنّـي: "دائــمًـا مـتـكـبّرة"؟!
أتَــكــبُّــرٌ وأنــــــا مُـــجـــرَّدُ نــســـــخــةٍ
مِــن ذا الـتراب إلـى الـتراب مُـســـيّرة؟!
وَتـقولُ لي "قال النّبيْ.." " قال الإله"..
كــأنّــمـا الأقـــــوالُ فــيــــــك مــقــرّرة!؟
قــــال الــنـبـيْ: إن جــاءكـــــم رجــــلٌ..
ولـكـنْ لــم يـقـلْ إنْ جـاءَكمْ يَـومًا مَــــرَهْ
أنّـــــى لِــعَـيـنـي أنْ تــبــدّلَ كـحْـلَـهـــــــا
مَــرَهًـا وتـبـقـى بــعـدَ ذلــك مُـبْـصـــــرَةْ؟
لا تُـعْـطـنـي دَرْسًــــا لأحــفَـظَ سُــــــــــنَّـةً
فــالـفـرضُ يـشـغـلُـني وربّـــيَ قــــــــدّرَهْ
أنـــا حـــرَّةٌ فـــي دَرْسِ مـــا أخْــتــــــارُهُ
وَحَـفِظْـتُ مِــنْ كــلِّ اخـتـصاصٍ أجْـــــدَرَهْ
وَاخْـتَـرْتُ مِــنْ سُـنَـنِ الـحياةِ حِـســـــانَها
لا يـظـلـمُ الـرَّحـمَـنُ مَـــنْ قـــدْ خَـيَّـــــــرَهْ
أتــقــولُ لــــي رجــــلٌ ولـــم أرَ مــــــــرَّةً
قُـدْسًـا مــن الأقــداس كـنتَ مُـحـــــرِّرَهْ؟!
لا يــــا أخــــي مــــا أنـــــــــت إلا جُــثّــةٌ
فــوق الـثـرى تـمشي إلـيْها الـمقبــــــرة؟
مـــا أنـــتَ إلا خــاتــــــمٌ فـــي إصـبـعـيَنِ
وبـاسْـمِـكَ الـشـيـطانُ يَـعْـقِدُ خِـنْـصَـــــرَه
فـــإلامَ تــزهـو فـــي الـكـلامِ وتـدّعــــــي
أنّ الــرجــولــة مــنــكــمُ مــتــحــــــدّرة!
أتَــقـودُ صــوتًـا فـــي الــهـواءِ عـرمْـرمًا
وتخافُ، إن حَمِسَ الوغى، صَوْتَ الذُّرَةْ؟
فَــتَـعُـودَ فـــي حُــمُـرٍ كـطـائـرِ صِــفْـــرِدٍ
فـرّتْ عـلـى أعـقـابـها مِــن قـسْــــوَرة؟!
أمِـــنَ الــرجـالِ تـقـــــولُ لــي مـتـفاخرًا؟
مـا عـدتُ ألـقى فـي الـرجولةِ مَـفْخَـــرة!
لـم يَبقَ من صفةِ الرجالِ ســـوى المجازِ
وبـــعــضِ أســـمــاءٍ هــنــــاك مُــذكّــرة
لــم يـبـقَ مـنـها غـيـرُ مــا نـلـقاه فـــــي
الـشاشاتِ فـي بـعض الـرسومِ مصوَّرَةْ
ومــلامــحٍ خــلــفَ الـسـطـور عـقـيـمــةٍ
وبــطـولـةٍ بــيــن الــنـصـوصِ مُـبـعـثـرة
لــمْ ألــقَ فــي غـير الـمشاهِدِ فـارسًـــــا
لــم ألــقَ فــي غـيـرِ الـقـصائــدِ عـنـترة
إن كــان فــي الـنـسوانِ عَـرْضُ مَـناظرٍ
فـانـظـرْ تَـجِـدْ كــلّ الـرجـولةِ مَـنْـظَرةْ؟!
طــولٌ وعــرضٌ فـي الـهياكلِ، والـقلوبُ
مــــن الـطـحـالبِ، والـعـقـولُ مُــخـدّرة
أوَيَـجْـعَـلُ الـصَّـقْـلُ الـمـعـادنَ جــوهـرًا
إنْ لــمْ يـكـنْ قـلبُ الـمعادنِ جـوهرة؟!
فـي الأمـسِ كانَ صدى الرجالِ بفعلهمْ
والـــيــومَ فِــعْـلُـهـمُ مـــجــرَّدُ ثـــرثــرة
أيــــــنَ الـــرّجـــالُ ولا أرى إلا جَـــمَـــا
عــــةَ أَرْجُــــلٍ مــأجـورةٍ مـسـتـأجرَة؟!
هـــــمْ آلـــــةٌ،.. بــرنــامـجٌ مــتــحـرِّكٌ
رَخْــــوُ الـعَـريـكـةِ والــدمــاءُ مُــحَـجّـرةْ
بَـــرنــامــجٌ أودَى بـــــــهِ الــتّــحـديــثِ
والـنّسَخُ الـتي فـي السُّوقِ تلكَ مُزوّرةْ
حــتّــى الــتــي كــنّــــا قــرَأْنـا مَـجـدَهـا
مــنـذ اشـتـرَوهـا.. لـــم تَـعُـــدْ مُـتَـوَفَّرةْ
فــهُــمُ الــرّجــالُ ولا رجــــالَ كــأنّـهـم
صُــوَرٌ عـلـى خـشـبِ الـحياةِ مُـسَـــمّرة
الــكـلّ يــغـرَقُ فـــــي الـعـيـونِ مـجـذِّفاً
وشـراعُـهُ رَمْـشٌ وبَـعـضُ "الـمَسْكَرةْ"
وتَــــراهُ فــــي سُــفُـنٍ مـــن الأهْـــواءِ
يُـبْحِـرُ والـغـرائـزُ فـيه أيــضًـا مُـبـحِـرة
فـــــي كـــــلِّ وادٍ هــائــمٌ مُـتـعـطِّــــشٌ
وســرابُ إكـسـيرِ الـهـوى قــدْ أسْـكرَهْ
عــجـبًـا لــــهُ لـــوْ شـــاء يـنـصـرُ ربّـه
لأقــــامَ فــــي نــزَواتِـهِ كـــي يَـنـصـرَهْ
يَــرْجــو بِــهــا أمـثـالَـهـا فــــي جــنّــةٍ
يـــا وَيْــلَـهُ إن لـــمْ يَــنَـلْ مـــا اُخْـبِـرَهْ!
أيـــنَ الـرجـولةُ وهْــيَ تُـسْـلِمُ أمـرَهـا
كـــيــفَ الــتــدبُّـرُ والأمــــورُ مُــدَبَّــرة؟
هـــــرْجٌ ومـــــرْجٌ ســـائــدان بــأرضـنَـا
والـــكــلّ يــفــتـحُ لــلـعَـدالـةِ مَــقـبـــرة
والــعــرْبُ يــذْبَــحُ ثَــورُهــم ثـيـرانَـهـم
والــكــلُّ يــغـرزُ فـــي أخــيـهِ خـنـجـرَه
جـمَـعَـتْهمُو كُــبـرى الـمـسـائلِ لــكـنِ
افــتـرقـوا لِـمـسـألـةٍ هــنــاكَ صُـغَـيَّـرةْ
حـتّـى الـسـلامُ أتَــى يـبـيعُ ويَـــــشتري
يــســتــوردُ اســتـقـرارَهـم لــيُــصَـدِّرَهْ
مـتـقـمِّـصًا فــــي كــــلِّ شــــرٍّ قـــــادمٍ
وســيـوفُـهُ لـلـقـتـلِ دومًـــا مُـشْـهَـرَة!
والـفـتْـنـةُ الـحـمـقـاءُ تَــفْــرُشُ ثـوبَـهـا
نُــصْـبَ الـعـيـونِ مُـقـيـمةً مـسـتـعمَرةْ
والــبــعـضُ يــقـتـلُ بــعـضَـهُ مـتـعـمِّـدًا
وتـــرى الـوجـوهَ بـفـعلِهِمْ مـسـتبشرة
مــا فـتـنـةٌ أقـــوى عـلـيــــهمْ مِـنـهُـمُو
أمُقَـدَّرونَ هُــمُـو لَــهـا و"مُــقـدَّرةْ"؟!
أيَــشــقُّ أبــنــاءَ الــتــرابِ فــواسِــقٌ؟
قُـتِـلَ الــذي يـسـعى بِـها، مـا أكـفرَه!
ألـــلّــهُ أكــبــرُ مـنـهـمُـو، مــــنِ كــــلّ
إِمَّــعَــةٍ يــقـودُ إلـــى الـخـيـانةِ إِمَّـــرَةْ
قــدْ مــزّقــوا الأوطــــان والإنــســانَ،
والـحرّيةُ الـحـمراءُ تـحـت "الـطَّـنْجَرة"
والـقِـدْرُ تَـغـلي والـطّـعامُ مـن الـحصى
سَــقــيًـا لأيّــــامِ أكــلــتَ "مُــجَــدّرة"!
فَـــإلامَ يـبـقى الـوَهْـمُ يـلـبَـــــسُ حُـلْـمَنا
والــخـيْـبـةُ الــكـبـرى بــنــا مــتـكـرّرة؟
فَـيُـعَـلّـلَ الأحْــيــاءُ بــالـمَـوْتِ الـرَّغـيـدِ
تَــعَــلُّـلَ الــمَـوتَـى بِــحَـبّـةِ سُّـــــكّــرة؟
والـحِـقـدُ فـــي الـدنـيـا يُــكـرِّرُ نـفـسَـه
فــارِجِــعْ إلـى تــاريـخِـه وَانــظــرْ وَرَهْ
هــــلاَّ رأيــــتَ بــــأمِّ عــيـنِـك رابــحًــا
يُـلـغـي بـضـاعـتَهُ ويـكـسـرُ مـتْـجَـرَه؟!
قـــدْ حــقّـقَ الــربـحَ الـسـريـعَ بـفـتـنةٍ
وعـــلــى أخـــيــكَ أعــنــتَـهُ لــيـدمّـرَهْ
وَبــنـى بـــك الـشـيـطانُ قــاعـدةً لــــه
وأقـــامَ فـــي كـــلِّ الـمـفاصلِ مـجـزرَةْ
فَـخـسرتَ فـي يـومٍ فـقطْ مـا لــــم يـكنْ
فــي ألـف عـام، لـو تـعي، أن تـخسَرَهْ
لا ثـورَ أبـيـضَ فـي الـعَـراءِ ولا ســواهُ
ولـــمْ يــعـدْ أحـــدٌ لــكــــي تـسـتـنفرَهْ!
والــــدربُ فـــي كـــلِّ اتّــجـــاهٍ مُـغْـلَـقٌ
سِـــيّــانِ فـــيــهِ تَـــقــدُّمٌ أو قــهْـقــــرَة
مَــــنْ بــــاعَ أخْــوتَــهُ بـحـفـنةِ أصــفـرٍ
بــاعـوهُ يـومًـا فــي مَــزادِ الـسَّـمْسَرة
مـــاذا أكــلـتَ مـــنَ الــهَـوى إلا الـهَـوَا
وأصــابـعَ الــنَّـدَم الـــذي لــنْ تَـقْـهَرَهْ؟
مـاذا حـصدتَ مـن الـثَّراءِ سوى الثَّرَى؟
فـرجـعتَ تـلـعقُ مِــنْ عَــدوِّكَ خـنـصرَه
مـتـسـلِّـقًـا حـــبــلَ الـــهــواءِ وأنـــــتَ
مــعـتَـصِـمٌ بـــــهِ تـــرجــوهُ ألاّ يَــبْـتُـرَهْ
يـــرمـــي إلـــيـــكَ فُــتــاتَـهُ وتــظـــنّـهُ
يــأتـيْ إلــيـكَ بـخـبـزهِ كـــيْ تَـكـسِـــرَهْ
أضَــرَبْـتَ أخـمـاسًـا بــأسـداسٍ، ومـــا
لِـحـسابِ حـقـلِكَ أن يُـطـابِقَ بَـيْـدرَهْ!؟
وَتــظــنُّ يــومًــا أن سـتـلـبَـسُ تــاجَـهُ
وتَـصـيـرُ مِنْ بـعـدِ الـخـيانةِ قـيْـصرَه؟!
هــيـهـاتَ أن يَــصـفـوْ الــعَــدُوُّ لِـخـائـنٍ
يـكْـفـيـهِ رغْــــمَ نــذالــــةٍ أنْ يَــشـكـرَه
يِـكـفـيـهِ جــمْـعُ رُفــاتـهِ فـــي حــفْــرةٍ
ويــدوسُــهُ بــحـذائـهِ كــــي يَــطْـمُـرَهْ
فَـيَـفِيْهِ بـعـضَ جـزائِـهِ مــن جِـنْـسِ ما
الـــحــفّــارُ وَدَّ لإخْــــوَةٍ أنْ يَــحْــفِــرَهْ
مَـــن لـــمْ يـكـنْ فـيـهِ الأمــانُ لأهـلِـه
فــعـلامَ تَـأمَـنُـهُ الـعِـدى؟ مــا أحـقـرَهْ!
يـــا بْـــنَ الــتـرابِ ولـــنْ تـعـودَ لِـغـيرهِ
هـلْ حَـلَّ شـيءٌ فـي الـترابِ فـغيَّـــــرَهْ؟!
مَــــنْ كــــانَ يــعـبـدُ ربَّــــهُ لــرَغـائــبٍ
يَــــــأْبَ الإلـــــهُ عــلــيـهِ ألاّ يَـــدْحَـــرَهْ
لا تـــنــسَ أنّــــكَ نــســـــخـة مــــن آدمٍ
مَـــنْ يَــنْـسَ أمْـــرَ اللهِ يَـهـجـرْ كــوْثـرَه
هــــلْ أنــــتَ راضٍ أن تُــكـرِّرَهُ لـتُـطْـرَدَ
مــرَّتــيـنِ مــــنَ الـنـعـيـمِ فـتَـهْـجـــرَهه؟!
قـــدْ كـــانَ يــومًـا آمــنًـا فـــي سِـــــرْبِـهِ
وجــنـائـنُ الــمـولَـى لــدَيـهِ مُـســـــخّـرة
حــتّـى أتـــى الـشـيطانُ يَـفـتنُ قـلـبَــــــهُ
مُــتــنـكّـرًا فــــــي أَوْجُـــــــهٍ مُــتَــنَـوِّرةْ
يَــنــهـاهُ عـــــن ربٍّ لــيـعـبـدَ غـــيــــرَه
ويـعـودُ مــن حـيـثُ انـتهى كـي يـأمــرَهْ
مَـــنْ كــانَ يَـنـسى ربَّــهُ فَـبِـأيِّ حـــــــقٍّ
يــبـتـغـي مِـــــنْ ربِّــــهِ أن يــذكـــــرَهه؟!
الـــكــلُّ مـــنّــا مــخـطـئُ.. أوَنــصـلِــــــــــــــــحُ
الـخـطـأ الـجـسيمَ بـنـفسِـــــــــــــــــهِ فَـنُـكرِّرَهْ؟!
إن كــنـتَ عـامـلـتَ الـمُـسيءَ بِـفِـعلـــــــــــــــــهِ
فـمتى يـزولُ السوءُ عنْ سطحِ الكُـــــــــــــرَة؟!
أحــسـنْ إلــيـهِ وكُـــنْ بِـعَـفْـوِكَ بــادئًـــــــــــــــا
لا عــفــوَ إلاّ مِــــنْ عـظـيـمِ الـمـقـــــــــــــــدرةْ
أوَلَـــمْ تـــرَ الأخــطـاءَ إلاّ فـــي ســــــــــــــواكَ
ولـــو أصـــابَ لَـمُـتَّ كــيْ لا تُـعْـــــــــــــذِرَه؟؟
مـــــا دامَ ربُّــــكَ ربَّــــهُ فــاغـفـرْ لــــــــــــــــه
مـــا كــنـتَ تـرجـو اللهَ فــي أن يَـغـفِــــــــــــرَهْ
وافــتَــحْ لــديــكَ بــكـلّ قــلـبٍ مَــنــــــــــــــزلاً
تَــلْـقَ الـقـلـوبَ عـلـى هَــواكَ مُـعَـمَّــــــــــــرَهْ
وابْــنِ الـحِـوارَ عـلـى الـتّـآخي والـرِّضــــــــــا
واجـعـلْ مــن الـحـبِّ الـمُصَفّى مِـحْـــــــــــورَهْ
وارْحـــمْ أخـــاكَ فــمَـنْ يُــحــــــــــــاولْ قـتْـلَهُ
بـيـديـكَ يَـبْـنِ عَـلـيكَ حــدَّ الـمِـسْـــــــــــــطرةْ
إنَّ الـــقــويَّ إذا تَــحَــدَّتْـهُ الــخُــطــــــــــــوبُ
بَـنَـى مِــنَ الـحِـلْمِ الـمَـتينِ مُـعَـسْــــــــــــــكَرَهْ
ودعـــا إلــى الـحُـسنى بِـغـيرِ طـريـقـــــــــــةٍ
لــــنْ يَــعْـدَمَ الــحـقُّ الــقـــــــــــويُّ مُــؤثِّـرَهْ
كُـــنْ أنـــتَ أوَّلَ مَــنْ يُـبـادرُ بـالـخُطـــــــــى
مَــنْ ســارَ فــي أَمْــرٍ عَـسـيرٍ يَـسَّــــــــــرَهْ!
كُـــنْ أنـــتَ أوَّلَ مَـــنْ يَـغـيـــــــــــثُ بِـغَـيـثِهِ
لـيـسَ الـضـبابُ مـن الـغيومِ الـمُمطِـــــــرة!
لا تَـعْـجـبِ انْ ألـفـيـتَ يــومًـا حـاســــــــــدًا
مِــــنْ بــعـدِ ذاكَ رأى الـكـبـيرَ فـأنْـكَــــــــرَهْ
وحَــكــى الــحـمـارَ مَـحَـمَّـلاً أســـــــــــفـارَهُ
ورأى الــرّوَيْـبِـضَـةَ الـصـغـيـرَ فــأكْـبَـــرَهْ!
أرِهِ الـرجـولـةَ فـــي الـتـسامحِ والـرضـــــا
أرهِ الــهـدى والـعـفْـوَ عــنـدَ الـمَـقــــــدرةْ؟
أرهِ إذا مـــــا جـــئْــتَ يــومًــا غــاضـبًــــــا
كـيفَ الـتحكّمُ فـي الـهوى والـســـــــيطرة!
أرهِ الــتّـراحُـمَ فـــي الـــورى فـأشـدّنـــــــا
مَـــن كــانَ جـسـرًا لـلـســــــــلامِ لِـنَـعبرَهْ!
فـــــإلامَ إن قـــامــتْ قـيـامِـتُـنا هــنـــــــــا
فُــتِــحَ الــحـسـابُ بــلـنْـدنٍ وبِـأنْـقَــــــرَه؟
وإذا تــحــرّكــتِ الــمــطـامـعُ نَــحْــوَنـــــا
سـكَـنَـتْ عــلـى أعـصـابِــــنا الـمـتوَتّرة؟!
ومـتـى خـطَـوْنا خـطـوةً نـحـو الـصَّـوابِ
تَـــعُـــدْ بـــنـــا خُــطـواتُـنـــــا مُــتَـعـثِّـرة!
وَلِــــــكــــــلّ وَازرَةٍ وزارةُ أخــــتـــــهــــا
وعــلـى بَـنـيها فــي الـفـتــوحِ مــؤزّرةْ؟!
والــكــلّ يــسـعـى طــالـبًـا كــرســــــــــيَّـه
حـتـى ولــوْ فــوق الـصـحاري الـمُقْفِـــرَة
ويَـعـيـثُ فـــي الـدنـيا فـسـادًا أحـمـــــــرًا
فـمتى يُـعافى القومُ من ذاك الشَّـــــــرَهْ؟!
فَــالــمـوتُ مــكـتـوبٌ عَـلـيـنـا وَحْــدَنــــا
والـعيشُ يُـمْحَى حـيثُ نَـكتُبُ أسْـــــطُرَه!
والــبُـومُ يَـبْـنـي فـــي الـضَّـمائرِ وَكْــــرَهُ
والــجـهـلُ بــــاقٍ والــحـضـارة مُــدْبــرة
والـفـأرُ يَـقـرضُ فــي الـخـريطةِ راسِــمًا
دُوَلاً مـــنَ "الـجـبْـنِ" الـلـذيـذِ مُـصَـغّرة
ولــــكـــلّ واحــــــدةٍ إلــــــهٌ واحـــــــــــدٌ
أّنَّــــى يُــوَحِّــدُ رَبَّـــــــهُ مَـــنْ عَــشَّـرَهْ!؟
ارجِـــــعْ وصَــحِّــحْ.. إِنّ ربَّــــكَ واحــــدٌ
مـــا لـــي أراه مـقـسّـــــمًا؟ مــا أكـثـرَه!
يــا بْــنَ الـتـرابِ ولـسْـتَ تُــدرِكُ كُـنْهَــهُ
أفــتُـدْرِكُ الــنُـورَ الـخَـفـيَّ فَـتَـسْـــبُرَه؟!
مـهـمـا رأيــتَ الـشـرقَ شُــوِّهَ وجْـهُــــهُ
والــغـربَ يـحـشـرُ فـيـهِ دومًــا مـنْـخرَهْ
فـلَسوفَ تـبقى الـشمسُ فـيه مُشِـــــــعَّةً
وتــظــلُّ تُــشـــــرقُ بـالـسَّـلامِ مُـظَـفَّـرةْ
والـحـقُّ يـبـسطُ فــي الـبِـلادِ شــــــعاعَهُ
فــتـرى الـمَـدائـنَ مـــنْ ضـيـاهُ مـنـوّرةْ
لـــم يُــجْـدِ تــزويـرُ الـهُـويَّـةِ وَالــهـوى
فــقــلــوبُـنـا عـــربـــيّــةٌ والـــتّـــذْكَــرةْ
مــــاذا أقــــول وبَــحــرُ قــولــي نــافـدٌ
مــا عــادَ يـسْكبُ حـبرَهُ فـي الـمِحْبَــرة
شَــأْ مــا تـشـاءُ فـإنّـني مــا شـــئتُ إلا
مـــــا يَـــشــاءُ اللهُ لــــي أن يُــظْـهِـــرَهْ
إنَّ الــســلامَ قَـضـيَّـتـي يـــا قــاصـــدي
مـن لـم يـكن فـي قَـدْرِها، مـا أصـغرهْ!
لــيـسَ الـرجـولـةُ فـــي الـتَّـناحُرِ إنّـمـا
فــي سَـــــعْـيِنا نـحـوَ الـسـلامِ لـنَـنْشرَهْ
فــاذهـبْ تـعـلَّمْ بـعـضَ أحـكـامِ الـرجــو
لــةِ، لــنْ يُـفـيدَكَ كـلُّ فـقْهِ "الـجَنْدَرةْ"
ومــتـى رجَــعْـتَ بِــمـا أوَدُّ، وَجَـدْتَـنـي
ووَجَـــدتَ أنّـــي لـــمْ أعُـــدْ "مُـتَـكبّرة"
د. كوكب دياب
في الذكرى الأربعين للحرب اللبنانيّة
13- 4- 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق