الأربعاء، 15 أبريل 2015

حجــــــرة الانتظــار .. الكاتبة المبدعة / وفـاء عبد الحفيظ

( جريدة الشعر والشعراء )
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال

 اضغط أولا : زر تشغيل أغنية أم كلثوم .. أنا فى انتظارك

الكاتبة وفاء عبد الحفيظ


حجــــــرة الانتظـــــــار 



أخذت كل واحدة تتفرس الأخرى،ثم تنظر لنفسها ،لتكتشف الفرق بين الأثواب الغالية والأسمال البالية،السيدة فاطمة بدت جادة شامخة تتحدث بطبقة فوقية رقيقة ، رغم كبر سنها إلاّأنها ليست كذلك،السيدة فضيلة امرأة متوسطة فى العمر ،لكنها تبدو كأنها ترضع أبا الهول ،الحديث لا ينقطع عن الزوج الذى غادرها لأخرى، وولديها المهاجرين ،تأخذها العبرة فتبكى كما لم تبكِ من قبل..السيدة حسناء كانت كذلك حين تنظر إليها تجد الحسن ترك ترحاله واستقرّ عندها ،كلمّا تحدثت يشخص الكل، ويأخذهم الإنصات لكل حرف يخرج من ثغرها البسّام،ترتدى ثوباً أنيقاً أظهر كل مفاتنها ،تختال كأنها فى عرض أزياء،شارفت الأربعين ومازالت شابةيتطلع إليها الشباب من الرجال لخطبتها..وفى الزاوية البعيدة،كانت تجلس المرأة الحزينة المعصوبة اليد،رغم ما قيل من أحاديث شتى إلاّ أنها ظلت صامتة لا تريم، ومن حين لاّخر تلتفت إلينا ،تحاول نزع ابتسامة على شفتيها تسارع فى الفراق فى العقد الخامس من عمرها ،معتزة بنفسها ،كنّ يرمقنها كلما التفتت ،ثم يعدن للحديث ،طال الوقت وأنا قدسئمتُ تلك الأحاديث فأمسكت بمجلة فتناولتها وقضيتُ على حروفها ،خرجت من العمل مبكرة فقررتٌ الذهاب إلى طبيب العظام لأحجز لوالدتى المريضة ، أخذتُ العنوان ،ووصلت إلى البناية وحين أردت السؤال،بادرنى عامل المصعد الكهربى ،بقوله :أمامك فدخلت إلى بهو كبير اصطفت فيه مقاعد أنيقة ،جلست والكل فى ثرثرة وجلبة والطبيب لم يحضر وبعد ساعات من الانتظار المر، ذهبت إلى فتاة تجلس خلف مكتب فخم ،فسألتها متى سيحضر طبيب العظام لأحضر والدتى ؟؟ فاجأتنى بقولها:هذه عيادة تجميل !العظام الدور الخامس وليس الرابع .وتلك المرأة المعصوبة إحدى الطبيبات.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق