الجمعة، 5 مايو 2017

قصيدة : تمتمات ....الشاعرة المبدعة / Maryam Kabbash ـ ريحانة الشام : مريم كباش

( جريدة الشعر والشعراء العرب)

■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
أغنية أم كلثوم ـ أنت الحب
■■■■■■■■■■■■■■■■


الشاعرة المبدعة
Maryam Kabbash

ريحانة الشام : مريم كباش

■■■■■■■■■■■■■■■■
قصيدة : تمتمات 
■■■■■■■■■■■■■■■■

      نظرتْ إليه وقد تعطَّـــــــــــرَ 
   بالضِّياءِ وبالجمــــــــــــــــــالْ
    وعلى السَّـــــــــــــــــــــــــــريرِ 
  رأتْ قناديلَ القداسةِ والجـــــــلالْ
  فيضٌ من الأنـــــــــــــــــــــــوارِ
يومضُ كالصَّباحِ على التِّلالْ
 الثَّغرُ مبتســــــــــــــــــــــــمٌ  
على الوجنـــــــــــــــــاتِ
شمسٌ في الـــــــــزَّوالْ
وتســــــــــــــــاءَلَتْ : 
ماذا يــــــــــــــــرى
وقد اســــــــــتعدَّ 
إلى الوصالْ ؟
 ومضتْ تُتمتمُ : 
أنتَ ابنــي ؟!
 في انكســارٍ 
وابتهـــالْ
هلْ أنتَ ابني ؟
 في ذهولٍ كم تُردِّدُ 
ذا الســــــــــؤالْ !

■■■■■■■■
■■■■■■■■
نظرتْ إليهِ وحيرةٌ وتساؤلٌ 
هَزّ الكيـــــــــــــــــــــــــــــــانْ
الصَّمتُ غَلَّفَ وجهَهـــــــــــــــــا
والآهُ تصرخُ في الجَنَــــــــــــــــانْ
 وبناظريها غيمةٌ حُبلـــــــــــــــــــــى 
بأسرار الجُمــــــــــــــــــــــــــــــــــانْ
 والصَّـــــــــــــــــــــــــــــــــوتُ بؤسٌ 
قد تدفقَ بالمحبَّةِ والحَنـــــــــــــــانْ
  وَتَطَلُّعٌ نحو المـــــــــــــــــــــــــدى 
وتغوصُ في عمقِ الزَّمـــــــــــانْ
  فكأنَّما أيديــــــــــــــــــــــــــــــهِ 
في روضِ الطُّفولةِ زهرتــــانْ
وكأنَّما عينــــــــــــــــــــــــــاهُ 
في عتمِ اللَّيالي كوكبــــــــانْ
عيناهُ صـــــــــــــــــــــــارت 
كُوَّتانِ مَطِلَّتَانِ على الجِنَانْ

  ■■■■■■■■
  ■■■■■■■■
ومَضَتْ تُتَمْتِــــــــــــــــــمُ 
همسُهَا مُتَأَوِّهٌ بِتَنَهُّـــــــــدِ :
  ماعَقَّني يوماً , ولم يغضــــــبْ  
ولا لم يَعْتَــــــــــــــــــــــــــــــــــدِ
 لم يعرفِ الأحقـــــــــــــــــــــــــــــادَ 
  لم يَحْنُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقْ  
ولم يَتَوَعَّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدِ
 حُلْوُ الطِّبــــــــــــــــــــــــــــــــــاعِ 
 فلم يُهَدِّدْ صاحبــــــــــــــــــــــــاً 
ولم يَتَهَــــــــــــــــــــــــــــــــدَّدِ
 حُسْنَى يقـــــــــــــــــــــــــــولُ 
فلم يُسِيءْ في قولهِ أو باليدِ
للخيرِ يسعى جاهــــــــــــداً 
في فعلهِ والمقصـــــــــــدِ
  ما سارَ في دربِ الغوايةِ  
ســـارَ نحوَ المســــجدِ
بخشوعِ قلبٍ مؤمنٍ 
وسماحةِ المُتَعَبِّدِ
■■■■■■■■
■■■■■■■■
نَظَرَتْ إليهِ وتَمتماتُ أَنِينِهَا نارُ البكاءْ
ضَمَّتْهُ في جَزَعٍ , أَفِقْ , هَزَّتْــــــــــهُ 
ترنو للسَّـــــــــــــــــــماءْ
  لمْ يُصغِ للقلبِ الجريـــــــحِ 
 ولم يُجِبْ ذاكَ النِّــــــــــــداءْ
  نَظَرَتْ إليـــــــــــــــــــــــــــــهِ 
رَأَتْهُ يركبُ فوقَ أجنحةِ الفضاءْ
   يعلـــــــــــــــــــو, ويعلــــــــــو 
قد تلفَّعَ بالطَّهارَةِ والصَّفــــــــاءْ
وملائكٌ بالنُّورِ تحملُ روحَـــــــــــــهُ 
نحوَ السَّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــماءْ
في صمتها سقطتْ, جرى دمعٌ غزيرٌ
في ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــخاءْ
صوتٌ من الآفاقِ نــــــــــــادى :
أَبْشِري , فغداً لقــــــــــــــــــــاءْ
فَلْتَصْبِرِي , لا تَجْزَعِي , أُمَّاهُ !
قد حَلَّ القَضــــــــــــــــــــــاءْ
ولدي ..! وداعـــــــــــــــــاً 
ياشهيداً قد توشَّحَ بالنَّقاءْ
■■■■■■■■
■■■■■■■■
وَمَضَتْ تفكِّرُ كيف تصبرُ
بعد أنْ تركَ الحيـــــــاهْ ؟
والحزنُ يغزو القلـــــــــبَ
يُمعنُ في العذابِ وفي أذاهْ
لا.. لم يَعُدْ لِلْتَمتمـــــــــــاتِ 
ولا الكلامِ على الشِّــــــــفاهْ
إلَّا ارتعاشٌ بائــــــــــــــــــسٌ 
تَعْيَا المَدارِكُ عن مَـــــــــــدَاهْ
في الصَّمتِ يصرخُ قلبُهــــــا :
ذا الحلمُ لم يبلغْ مُنَــــــــــــــــاهْ
أُمٌّ .. أنــــــــــــــــــــــــــــــــــا ! 
والموتُ أَحْنَتْ ظَهْرَ آمالي يَدَاهْ
■■■■■■■■
■■■■■■■■
في اللَّيلِ عانقَ دمعُهـــــــــــا
الطَّيفَ الجميلَ إلى الصَّبـــــاحْ
ترنو إليهِ , خُطَـــــــــــــــــــــــاهُ
تسمعُ في الغُدُوِّ , وفي الــــــرّواحْ
ومن المَدى ينسابُ صوتُـــــــــــــــهُ
دافئاً يشفي الجــــــــــــــــــــــــــــراحْ
 ويُطلُّ وجهُه ضاحكـــــــــــــــــــــــــــاً 
 فيه البراءة والسَّـــــــــــــــــــــــماحْ
  ويقولُ : أُمِّي كَلِّلِيني بالرِّضــــــــى 
حتَّى النَّجَـــــــــــــــــــــــــــــــــاحْ
وتراهُ يمضـــــــــــــــــــــــــــــي
 نحو ساحِ الحـــــــــــــــــــــربِ 
في يده السِّـــــــــــــــــــــلاحْ
ويعودُ مبتســــــــــــــــــــماً 
وقد نالَ الشَّهادةَ والفَلاحْ

■■■■■■■■■■■■■■■■
ريحانة الشام : مريم كباش
■■■■■■■■■■■■■■■■

                ■■■■■■■■■■■■■■■■



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق