الأربعاء، 10 مايو 2017

هبـــــــــــــــــاء منثور .... للشاعرة المبدعة / سميره غانم

( جريدة الشعر والشعراء العرب )
■■■■■■■■■■■■■■■■■■
الشاعرة المبدعة
ســـميره غانــــــــم
■■■■■■■■■■
من غير ليه ـ عبد الوهاب
■■■■■■■■■■■
هبـــــــــــــــــاء منثور
■■■■■■■■■■
أنا ..؟ ما أنا..؟ ما نحن..؟
هباء في قبض الريــــــــح
ينثرنا الزمـــــــــــــــــــــــان 
وتحملنا الريــــــــــــــــــــــح 
باحثة لنا عن مدن نســـــــكنها
لكن الريح أمية لا تعرف القراءة
والمدن فقدت أســـــــــــــــــماءها
على مفترقات الطرق ذات عاصفه
تــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرى...؟ 
هل تلك النجـــــــــــــــــــــوم المشتتة
عيون لأرواح تنتظر الســـــــــــــــقوط
 فوق أرض ذات أمان...ذات عنوان...؟؟
سميره غانم
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
ورقة جمالية في نص سميرة غانم 
( هباء منثور)
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
بودي ان امكث برهة جميلة في التعابر (الفلسفي- الشعري في النص المتوغل في الأسئلة الوجودية الكبرى والمسرور في تسليمه لفكرة المخلّص(1) عبر الخبر المشكك والسؤال المهيمن على وجاهته في كشف شعري بلهجة فلسفية وامتحان فلسفي بلهجة شعرية.
■■■■
■■■■

 ان إعادة صياغة الشروط التي بموجبها تركت التجربة الشعورية أثرها لا يمنحنا الثقة الكاملة أننا سنعيش تلك اللحظة المتوقدة لإستحالة احضار الماضي كظرف ذهني نلقي اليه بحطب الفكرة أو العودة الى هذا الماضي لأن الفكرة عبر اللغة غيّرت قناعها. 

■■■■
■■■■
يرى هيجل ان طريقة تصور الماضي تتبدل الى طريقة تفكير وتأمل في التاريخ وان حركة التاريخ ليست في تصحيح الماضي وانما في الوساطة الفكرية القائمة بين الحاضر والماضي.
■■■■
■■■■
 هكذا يتحرك النص لسميرة غانم مسائلا ومغتربا ومنذهلا ومتوجعا ومفكرا ومتأملا ولكن ليس على مرايا الفلسفة وانما على مريا الشعر.
 ■■■■
 ■■■■
مهما يكن ان خصوصيات التجربة الشعورية تنتج فهمها الخاص للأشياء وتأخذ حصتها من الوعي اللغوي .
 ■■■■
 ■■■■
 نحن إزاء ذلك نحن لا نريد ان نقدم فهمنا للأشياء التي تعاطت معها التجربة الشعورية ونصادر النص ولكن نريد ان نقدم فهمنا لها من خلال مقولة النص وبهذا يكون الفهم حسب غادامر هو مشاركة لغوية لأن الفهم هو فهم لغوي واللغة في التأويل هي محور الفهم وبهذا نحن عبر اللغة نعيد ترتيب النتائج وصياغتها لا ان نعيد صياغة شروط قول هذه التجربة الشعورية ولأننا عبر طاقة اللغة وعبر توقعاتنا سوف نعبر الى مالم يعبر اليه النص لأن النص تحت التجربة الشعورية محكوم للانفعال الذي درّبه المعنى والنص تحت معطيات اللغة محكوم للتأويل الذي يتسع وبهذا فانا حصر النص بنوايا مؤلفه واقع تحت تاثير مقولات شلاير ماخر بينما انفصال النص عن كاتبه من مقولات فرويد وماركس 
 بيد اننا نأخذ بمبدأ الأطروحة في فتح قنوات النص مع قنوات المتلقي في تشابك معرفي للحصول على أكبر قدر متيقن من المعنى الذي تفرزه اللغة كمدلول بجهدها كدالة تواصلية مستقلة ومن المغزى الذي تركه المؤلف فيها كدالة متحركة تحرس النص. 
 ■■■■
 ■■■■
 يشرع النص بسؤال اغترابي منتزع من اغتراب الروح ولا يقصد وجهته الفلسفية كي يكون الجواب بان الانسان كائن عاقل نامي متحرك او وجهته المنطقية بان يكون الانسان حيوان عاقل ... بل ان تقديم انا هو تنبيه صادم واستفزاز للذات نحو قناعتها بوجودها وهذا ما اعان عليه التركيب انا ...ما انا ثم العروج على الــــــ ( نحن )باعتبار ان انفصال الذات عن هويتها هو السائد الان وجاء السؤال مؤكدا ان التوحد ممزق والخطاب الذي يفصح عنا مجهول وقد فصل النص بين انا ونحن خروجا من الذاتي الى الجمعي:


هباء في قبض الريح

ينثرنا الزمان...

 الهباء متداخل في قبض الريح زيادة في التمزق والذرو وهنا تناص احالي كمنبه شرطي اذا ذكر ذكر مقابله وهو هنا (ظلمات من فوقها ظلمات)
 كذلك هنا تناص لغوي لا يستعير التركيب وانما يستخدم الفاظه (وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا) ومحل الشاهد هنا الصورة التي صاروا اليها استعيرت الى ما صرنا اليه وكذلك  فاصبح هشيما تذروه الرياح .
 ■■■■
 ■■■■
 ومحصل القول اننا ممزقون منثورون ولا يجمعنا جامع بدلالة الهباء وللزمن مدخليه في هذا كظرف للظلم الواقع علينا وكظرف لما كسبت أيدينا لأن المتاه كسب للضلالة ومع الضلالة هناك ظلم خارجي فكوننا هباء نتيجة اما نثرنا فنتيجة أخرى بفعل الزمان والزمان هنا فاعل اجرائي متراكم لضياع الهوية:


تحملنا الريح باحثة لنا عن مدن نسكنها

لكن الريح أمية لا تعرف القـــــــــراءة
والمدن فقدت أســــــــــــــــــــماءها 
 على مفارق الطرق ذات عاصفة


ثمة امل تقترحه الريح التي عملت خادما للزمن في نثرنا لكنها تحاول بما اوتيت من مصلحة ازدواجية ان تحملنا الى ملاذ آمن .


 الريح بطبيعتها ازدواجية فنلاحظ عنفها ( ارسلنا عليهم الريح العقيم ماتذر من شيء الا جعلته كالرميم ) ( ريح صرصر عاتية ) ريح فيها صر اصابت حرث قوم فاهلكته )
 فاصبح هشيما تذروه الرياح ) (ريح عاصف ( .


 بينما هي من جهة أخرى ودودة خادمة ( وجرين بهم في ريح طيبة ) ( وارسلنا الريح لواقح ) ( امن يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته (.
 ■■■■
 ■■■■
يستفاد النص من السلوك الطيب للريح فيتعاطى معه شعريا ويسند اليه فعل الخلاص 
لكنه خلاص متذبذب مشكوك فيه ويصدق رمز الريح على كثير من المواقف التي ادعت خلاص الهوية العربية لكنها فشلت والفشل مبرر بانها ريح امية جاهلة بقراءة الواقع ومتطلبات الخلاص وصفقات التأمر وحتى ان صدقت فانها ريح طفولية قاصرة عن ادراك طريق الخلاص ريح امية لا تعرف القراءة .

 ■■■■

 ■■■■
 هذا ليس الجزء الأصعب لان الريح لعبت لعبتها في محو المدن وأسماء المدن في خيانات متعاقبة و ازدواجية مواقفها .

المدن هي محطات تاريخنا / مواقفنا / عروبتنا / اسلامنا / اهدافنا / 

هل ترى تلك النجــــــــوم المشتتة؟
عيون لأرواح لا زالت تنتظر السقوط 
 في أرض ذات دفء ...ذات عنوان...؟


هناك اخرون مخلصون يلتمعون في ذواتهم لكنهم مشتتون من جانب اخر فنحن هباء في الدرك الأسفل من طريقتنا وما اقترفت مناهجنا وخطانا من اعوجاج الدروب

هل تراهم المخلصون / هل ترى الأطفال / المستضعفون / النساء / النازحون / المشردون / المحبون الخلاص على استحياء / الحريصون على الله في قلوبهم 


هل ترى تلك النجوم المشتتة 
التشتت هو ابتلاء اخر غير الهباء 
لكنما هناك امل وهو وظيفة الانتظار 

لكن هناك انتظار إيجابي واخر سلبي سكت النص عنهم .

 ان أسلوب السؤال ابلغ من التصريح واروع في الاثارة.
 ■■■■
 ■■■■

هذا النص التأملي لعب فيه المجاز والتناص تعابرا بين الفلسفي والشعري في طرح مهيمنة الهم الإنساني الثابتة في الهوية والهدف والخلاص 

هو نص لذيذ بحزنه مدهش بتكثيفه وسلاسته واقتصاده .
 ■■■■
 ■■■■
قال كثيرا في قليل وادهش الذائقة وفتح الشهية
 حاولت مقاربة النص في تقديم فهم للمدلول النصي لا لمدلول المؤلف فقد يختلف المؤلف وقد يتفق لكننا امام سلطة اللغة واشتراطات التأويل في حدود المشاركة اللغوية.. نحن لا نمتلك تجربة الكاتب الشعورية لكننا نمتلك لغته التي حسمت النص في المغزى والمغزى يؤدى بطرق مختلفة منها طريقتنا هذه.
■■■■■■■■■■

حيـــــدر الأديــــــب 

العراق 9/5/2017
■■■■■■■■■■
■■■■■■■■
■■■■■■
■■■■
 ■■



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق