الخميس، 18 مايو 2017

البحث الجمالي عن الحـــب والخلود ....للناقد الكبير /وجــــــــــدان عبدالعزيز .. فى قصائد الشاعرة المبدعة / فلـــــورا قـــــــــــــــازان

( جريدة الشعر والشعراء العرب)
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■


للشاعرة فلـــــورا قـــــــــــــــازان
 Flora Kazan‏.
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■

البحث الجمالي عن الحـــب والخلود
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■


وجــــــــــدان عبدالعزيز

■■■■■■■■■■■■■■■■■


 ■■ تبقى حدائق الشعر تبث جمالها عبر فصول السنة، وتدهش الذائقة الانسانية بما تحمله من الوان المباهج .. فهي خلجات انسانية مغمسة بجمال البحث عن الحب والحياة في حقيقتها الناصعة، لذا فالشعر كون مفترض في ذهن المبدع، أو هو عالم مثالي يحاول تلمس آفاقه وهكذا فان الكتابة من تعاريفها صناعة المتعة .. 
■■■■■■■■
■■■■■■■■


(يعرّف رولان بارت الكتابة ـ في محاولة لتشخيص جوهرها اللغوي الابداعي بانها "علم متع الكلام"، وغالبا ما تحقق هذه المتعة بكثافة اكبر وحساسية اعمق حين ينجز الكلام مستوى عاليا من الشعرية في صوغ نظامه التعبيري، بصرف النظر عن اجناسيته وانتمائه المعين الى النوع الادبي والمساحة الابداعية)ص31 الفضاء التشكيلي.
■■■■■■■■
■■■■■■■■


■■ واني أجد الشاعرة فلورا قازان في ديوان (فوبيا الضوء) حاضرة برومانسية جميلة و(ان سلطة الشعر هنا تقوم بتكبير ذرات المفردات ونويّاتها ملايين المرات الى المستوى الذي تتحقق فيه أعلى درجات الدهشة والانبهار والتفتح والقدرة على التثمير، بحيث ينسى المتلقي شكل المفردة وحدودها ومعالمها المترسبة في ذاكرته اللسانية، عندما يدخل في عوالمها الداخلية الملونة المتشابكة، ليمتليء سحرا وغرابة وجنونا وتيها، ويبدأ بتكوين معجم جديد يصلح لمقابلة حساسية هذه اللغة)ص37 الفضاء، اذن تثوير اللغة بطاقة جمالية حرة من خلال قصيدة النثر اعطاها جواز العبور الى حدود الفنون القولية الاخرى والفنون المجاورة ان تمتح من جمالياتها الكثير وتعطيها دفق التعبير عن خلجات المبدعين، ومن هولاء الشاعرة فلورا قازان التي بدأت تطلق عنان كلماتها في البحث عن المعنى وحقيقة جمال الحياة وترسيم حدود الحب بعاطفة لاتعرف الوقوف، بل تتحرك للدخول الى المناطق المحرمة في التابوات الاجتماعية وكانت بارعة في التعبير عن خلجاتها، كأنثى تحاول ابراز مفاتنها الطبيعية ذات الايقاع الخاص .. 
■■■■■■■■
■■■■■■■■


■■ تقول الشاعرة : يأتي كضوء يأتي كضوءِ وجدٍ يَسبـحُ همسًا داخل صدري قال :"حُبُّكِ أجملُ حُبٍّ سيدتي ، لكنَّه قاتلي" قلت : سآتي كاللَيْلَكِ في لَيْلَتَكَ سِرًّا وأُغَنِّي سِرًّا أَودَعْتُهُ فوقَ مشاعرِكَ اليابسةِ أطبعُهُ كِتَابًا يَتلُوكَ هُيامي ثُمَّ أَحُومُ كحمامةِ سحرٍ حولك أَفُكُّ حِصَاري أرشفُ شفتيك شهدًا يُثْمِلُ إعصاري ومن تناهيدِ ثمارِك أقطفُ أنقَى أنفاسي وأتوهُ في مَدِّك وجزرِكَ أَمَّا أيائلُ فتنتي فسَأُطلقُها في مدى جنونٍ يسيلُ من ماءٍ ونار أُبْحِرُ وأغرقُ بسورَةِ الفَلك خوفاً وفوق جسدِ القصائدِ أُسَبِّحُ بضوءٍ شِعْرِيٍّ وأَسبَحُ ألوانًا يزدادُ معها عُمْرُ ليلِةٍ تَتَنَهَّدُ تيهًا يُزَيِّنُ أوزاني .
■■■■■■■■
■■■■■■■■


■■ (وهنا رسمت لوحة مسارات البوح، وهي تستدعي الاخر لتعلن معه حفلة اللقاء الحر، ولكن في منطقة مفترضة، أي منطقة جسد القصائد، منتظرة البدء والقبلات والكف التي تشد الخصر، كي تقوم للرقص، واي رقص هذا؟ الرقص في اكتشاف الحقيقة ! ..

  (أرشفُ شفتيك شهدًا يُثْمِــــلُ إعصـــاري 
  ومن تناهيدِ ثمارِك أقطفُ أنقَى أنفاسي
 وأتــــــوه في مَــــــدِّك وجــــــــزرِكَ)


■■ وهذا هو اعصار الاجتياح والثورة ضد القبح ومن اجل الحياة الحرة ..فالحب عند فلورا قازان هو (أن تسيرَ فوق الشاطئ /وتحاورَ القمرَ وحيدًا/وتبكي تحت المطرِ وحيدًا/ كيلا يلمحَ الآخرون غزارةَ دموعِكَ).

■■ وحينما تتصارع الرومانسية وتتلاقى ومشاهدة الشمس الدافئه فى الافق وهى تسقط بالبحر والشعور بالسعادة و عندما نتابع النجوم وهى تلمع وتتألق بالسماء الصافية ويمر فى ذهنك حينها شريط من الذكريات السعيدة وخاصة ابتسامة الحبيب ... لاقول اذا استطعت ان ترى كل مايحيط بك جميلا ونظرت لايجابيات الامور وتجنبت السلبيات المحيطه بك حتما انت رومانسى ، فكن جميلا ترى الوجود اجمل فالرومانسيه انصهار فى الطبيعه وامتزاج مع الحياه ببساطه وعفويه ، هكذا اجد الشاعرة تمتزج بكل ماهو جميل عبر افتراضات وجودها الطبيعي، وهي تسمي الاشياء باسمائها تقول:

(علمتني الحياةُ علمتني الحياةُ كيـف النهاياتُ 
تكونُ ابْتِسَــــــــــــــــــامَهْ كيـــف البدايــــــاتُ 
 تكونُ اسْتِقَامَهْ لذا أتغاضى عَنِ الإسـاءةِ صدّقوني ، أنا لا أدّعي الحكمةَ ولستُ تابعةً لأيَّةِ مدرسةٍ فلسفيّهْ أنا شهقةٌ من أنفاسِ حياتنا اليوميّهْ إنني امرأةٌ أكثرُ من عاديَّهْ قلبي ينبضُ بالحبِّ المطلقِ أزرعُ شتلاتِهِ أينما حَلَلْتُ وأحيَا على أملِ صُمودِهِ في وجهِ أعاصيرِ الأيامِ المرعِبَهْ وفي كثيرٍ من الأحيانِ أشعرُ بأنَّهُ لا وجودَ له إلا في قلبي وأحياناً كثيرةً أجدُهُ في ملامحِ كُلِّ إنسانٍ في كلِّ مكانٍ وكلِّ زمان كُلُّنا نسألُ : لماذا خُلِقْنَا في هذه الدنيا الأليمَهْ ؟! لِمَ نتحملُ هذا العذاب ؟! وكلنا يظنُّ بأنه وَجَدَ الجواب و الحقيقةُ : هي أننا لم نَصِلْ بَعدُ إلى سَفْحِهِ ما دُمْنَا لم نُؤمِنْ (بأن النهايةَ هي البداية ) ).


■■ هذه هي فلسفة الشاعرة وتجربتها الحياتية، تجعل من الامل هو الضوء وهو الحب وهو الجمال وليس هناك نهاية، وحتى نهايتها بداية في رؤيتها الحياتية، وكأنها كلكامش الذي بحث عن الخلود في اتون الطبيعة .. وهذا انعكاس لهاجس الانسان الشغوف بالحياة .. والذي يتألم بين اطباقها من اجل السعادة وعند الانسان : الكون هو سلسلة من الاسرار لايدركها الا هو، كونه الوحيد بين الكائنات الذي يعاني بفهم وعقل وادراك .. ومثلما قبول الذات عند هذا الانسان ومحبتها ضروريان في تكوين شخصية ناضجة، كذلك علاقة الفرد مع الاخر ضرورية. فالصداقة والصدق والانفتاح على الاخر لابد منهم لتكوين الشخصية، ولكن هذا الطريق لا يخلو من المخاطر والصعوبات. وان اعمق علاقة هي علاقة المحبة. وفيها يخرج الإنسان من أنانيته ويكشف ذاته بحقيقتها للاخر. ومن الضروري في تكوين شخصية مستقلة ان يحقق الفرد التوازن بين الاتكالية والاستقلالية، بين الانبساط والانكماش، أي ان يحقق التوازن بين الداخل والخارج في علاقاته.فإذن دون المحبة لا يمكن ان نحقق شخصية ناضجة، لان المحبة هي أساس الشخصية. والمحبة ليست فقط شعور، بل هي قرار والتزام وهي بلا شروط، وفيها يحس الانسان بقيمته وقيمة الاخر.

■■ من هذا المنطلق بنت الشاعرة فلورا قازان مسارات رؤيتها في ديوانها (فوبيا الضوء)، وعلاقتها بالاخر واساس هذه العلاقة، هو الحب والجمال اللذان يولدان الخلود الذي تبحث ذات الشاعرة فلورا عنها جاعلة من النهايات بدايات وهي تردد: (سأحاول أن أمتصَّ اختِنَاقِي وأتركُ نافذةً مفتوحةً لهمسِكَ الغافي الصاحي في أفقِ البَثِّ لتخبرني كيفَ تترجمُ ثقافةَ وَلَهِ العينِ ؟! : العينِ التي لن تُفرِغَ ذخائرَها في مهجةِ الضَّوء وسأعصرُ شجني و أجعلُ من ضحكتي الكامدةِ المزيفةِ على مِبسَمِي المضيءِ بالوُدّ ؛ لأقولني وأقولَكَ حتى يقتنعَ الفجرُ وينبثقَ عطرُ الردِّ ) وهذا اصرار بقصدية واضحة .. انها انسانة مسكونة بالضوء وكل انتظاراتها مكرسة لذلك الفجر الذي ينبثق منه عطر الرد .. بعلة كرستها عبر ديوانها، وهي .. انها(أنثى الضوء) منفعلة ومؤكدة بقولها : : (لأنَّني أُنثى الضَّوءِ تتنازلُ النجومُ لي عن عرشِها لأَنَّني أُنثى الفصولِ تتخاصمُ الغيومُ تهجُرُ بعضَها وتعودُ لأحضاني لأنني أُنثى النبوءةِ ؛ ينسى الشتاءُ تراتيلَهُ الصاخبةَ في مدفأةِ صدري لأنني أنثى المحبةِ ؛ أسامحُ كُلَّ من تفانى في تمزيق مشاعري وأوصالِ قصائدي) وهكذا تتصير عبر مسارات الضوء الى انثى المحبة المتوزعة في اوصال قصائدها المضمخة بالبحث والقلق والانتظار .. وبالافتراض فأنّ الحبّ هو عبارة عن مستوى سامٍ من العلاقة بين الذات والآخر تكون فيها الأفضليّة للآخر على الذات. وقد يختلف هذا الآخر من ثقافة لأخرى أو في داخل الثقافة الواحدة، فقد يكون إنساناً أو حيواناً أو وطناً أو إلهاً، وقد يكون كلّ ذاك في إحدى الثقافات أو بالنسبة لأحد الأفراد.

■■ وعند الشاعرة فلورا قازان ان الحب هو الحبيب وهو الوطن وهو الخلود فلورا قازان نبوءة المطر (أتنزه في سهول المعنى أتهاوى بين أتلام الذكرى أسمع فحيح القصائد ولسعات الأفاعي المكفوفة والدهشة التي أكلت عيوني الهاربة ! ) _ ضجيجُ الصَّمتِ بالأمسِ إشتريتُ دفتراً وقلمًا لأَكتبكَ بصيغةِ الحُلمِ المفقود كَحَّلتُ لَهفتي بِحشمةِ السّكونِ وتركتُ ضفائري على صَفحةِ الماءِ أرسمُ عَصافيرَك المزروعة في صَدري وأُلزِمُها الصَّمتِ على جِيدٍ لم يأبه لانقطاعِ النّغَمِ! ) ما حَاجَتي ... ؟! ما حاجةُ صَوتي للنّاي والكَمَانِ ورنَّةِ الخلخالِ ؟! وعيناكَ لغاتٌ مُرهِقةٌ تُسافرُ بي نحو الأهوالِ، ما حاجتي لحواسِ الياسمين؟! وأنت تَسلُبُ منها النَّدى تَأسرُ بها أطيافَ المَدى تُطلقُهَا صُفَّارةَ إنذارٍ للصَّدى وتهجرُ حُبَّنَا إلى ضِفافِ الذِّكرى ما حاجتي للشَّكوى؟! وأنتَ أَنا قصيدةُ هوى قد تَهوي ككأسِ القمر من السماءِ إلى الرخام ؟!) (صديقي الحلم أيها الفرح الغامض لا تخطف الضوء ولا تلم الفجر تعال نورساً لترسو ألحاني عند نعومة المساء ) من دار دابوسيات عدة قراءات نقدية .

من آراء بعض النقّاد العرب في إنتاجها الشعريّ•
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■

■■ الشّاعرة الأديبة فلورا قازان نبوءة المطر، _وهي الإنسانة دائمة العطاء متنوعة، تمسك بناصية المفردة والعبارة، قادرةً على خلق الصورة وإبداع الإستعارة على مختلف أنواعها؛ تأخذ بدلالاتها وايقاعاتها الساحرة، وكنت أراها في الحب حالة من الوله الروحي تستكملها بُنيتها بالإستكانة الداخلية وإيقاع الطمأنينة المكلَّلة بالحبور والمتدرعة بالثقة الراكزة، فهي التي جسدت الحب ومجد الوطن وتمثل الإنسان وقيمه الأكثر إنسانية وحضارة . وإذا كان الرائي يعاني صعوبة ما في محاولته للمسك بفاصل التماس بين الخاص والعام بين فلورا الشاعرة الكبيرة المبهجة الساطعة في عالم الأدب الخصيب وفلورا الرمز، فعندها تأتيه هذه الفواصل واضحة عبر ما يتراكم من ترابط وتكامل وتماهٍ وتواشج واتساق. وهذا الإعلاء المتبادل بين الذات والآخر وبين الآخر والذات يثري الوحدة الإنسانية ويسمو بها عبر الحب وتقديس الوطن والحرية، كصورة عليا للتناسق الإنساني الرفيع الذي لا شائبة فيه ــ إنها الإنسانة التي حضرت من عصور العمالقة الكبار الأديب والعلامة والمفكر جواد دوش شـاعـرة لـبـنـان الـقـديـرة فـلـورا نـبـوءة الـمـطـر الشـادة الـمـثـيـرة نـبـض الـقـلـب يـا مـن تـوقـع حـيـاتـنـا وبـهـجـة الـروح شـعـراً ونـثـرا ، الـمـحـركـة للـعـقـل والـعـواطـف الـدافـعـة نـحـو الـتـفـكيـر والـعـمـل الـدؤوب فـي الإبـداع مـن يـسـتـطـيـع أن يـجـرح الإبـداع لا يـسـتـحـق الـحـيـاة ومـن يـظـن غيـر ذلك فـهـو واهـم وغـدار ثـم يـنـحـدر عـن الـمـفـهـوم الأزلـي صـوب الـتـطـهـر مـن حـيـوانـيـتـه فأنـتي فـي حـيـاتـك كـأمـرأة مـرهـفـة مـتـأجـجـة بـحسـيـة الـجسـد ووهـج الـروح وانـدفـاق الشـوق الـمـتـألـق فـي شـبـق طـفـولـي مسـرف بـالأنـاقـة والإنـدفـاع . وفـي الـثـقـافـة والـمـعـرفـة فـتـبـرز كمـبـدعـة جـريـئـة عـمـيـقـة الـبـصـيـرة مـكللة بـالإنـتـبـاهـات الـفـذة الـدقـيـقـة الـمـدهـشـة وهـي الـمـتـذوقـة الـرفـيـعـة الإنـتـقـاء والـكاتـبـة الـرومـانـسـيـة الـواسـعـة الـمـعـرفـة الـصـريـحـة بـغـور وعـدم تـسـاهـل مـع السـطـحـي والـزائـف والـغـث مـن الـكـلام . وفـي حـيـاتـهـا الـعـامـة . عـبـر عـلاقـاتـهـا الـزاخـرة بـالـتـنـوع والـعـلـو ، فـهـي الـصـديـقـة ــ الـصـداقـة وهـي الإنـسـانـة الـتـي تـفـيـض شـفـافـيـة فـي حضـرة مـن تـحـب وتـمـرق كـالـبـرق حـيـن تـخـتـرق الأضـداد بـجـسـارتـهـا ووضـوح وعـمـق الـنـظرة والـعـبـارة . وفـي سـنـفـونـيـة حـيـاتـهـا الـحـافـلـة بـكـل جـلـيـل وجـمـيـل وكلـي وخـالـد مـن بـيـن انـقـاض حـركـة الـوجـود الـبشـري ومـتـراكـمات الـيـومـي والـعـادي لـحـيـاة الـنـاس كـوجـود وعـلاقـات انـسـانيـة واخـلاقـيـة وروحـيـة تـتـسـم فـي الإبـداع .
■■ ■■ ■■



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق