الشاعر الباحث كريم الأسدي
•••••••••••••••••••
وفاءً لشقيقة الدهر... للأيام والجوار والعرفان في زمن الضنك والغــــــــــــــــــدر ،
أعيد قصيدتي الرائعة عن دمشق وبلاد الشام : من البحر البسيط ، وقد شاركت في مهرحان شعري عربي كبير في دمشق ، بمناسبة عيد الجلاء الســـــــوري
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
سنا العروبةِ من عينيكِ يا شـــــــــامُ ••• لو أنكِر المجــــــدُ أنتِ الألــــفُ واللامُ
قديسة ٌ قد حباكِ اللهُ جنتــــــــــــــهُ ••• من غوطتيكِ يبثُّ الـشــــــعرَ إلهـــــامُ
يبثـّكِ الوجدَ من أحشاءِ خافقـــــــــةٍ ••• حروفها الـدمُ لا حبـــــــرٌ وأقــــــــــلامُ
يبثُّ أهلهُ بالوجــــدان ِإرثهـــــــــــمُ ••• حاشاكِ ياشــامُ بعضُ الصّدِ أوهـــــــامُ
إنـّا أتيناكِِ والدّنـيــا نُغالبـــــــــــــها ••• لا يرتقـــــي القمة َ الشــمّاءَ أقــــــزامُ
أنَّ البساطة َأنفُ العُـربِ منبعها ••• سهولنا النـّخلُ والصحـــراءُ أهـرامُ
مِنْ ذا توَهمِ طيبَ العُـربِ مطمعـة ً••• عندَ الشـــدائدِ لحمُ العُـــــــربِ ســمّامُ
إذا ترفعّتَ عن ضيم ٍ علــى إمـــل ٍ••• أنْ ترتقي الخلدَ ربحُ اليـــــــوم ِأعـوامُ
إنِّ الحيــاة َ إذا لا ترتجي أمـــــلاً ••• كالموتِ ســـــــيّـانّ فالأيّــامُ أيّـــــــــــامُ
دع ِ الطوارق تأتي ِكيفمـا اتفقــــتْ ••• إنّ الصبورّ علـــــــى الضّــراءِ ضرغـامُ
كفى الرجولة َ حزماً ألفُهـا وطنـاً ••• تحيطهـــــــا من صــروفِ الدّهـر ِ آثامُ
شامُ العراق عراق الشـّام ِفامتزجا••• في العشق ِ أيُّ انفصام ٍ فيـــــــة آيـلامُ
شعبٌ تآخى على مرِّ العصور ِفـلا ••• أعني سوى الشـّعبِ والتاريخ عـــــــلاّمُ
مجداً لســــوريةٍ مجداً لعزّتهـــا ••• لأهلها المـجـــــــدُ فالتبجيلُ إعظــــــامُ
•••••
•••••
يا آلَ جفنة َمن غســـان منهلكـــــــــمْ ••• توارث العـزّة َالقعســـاء أعــــــــلام
سبقتمْ الخلق َ(للزبـّاءِ) مملكــــــــــــة ••• لمّا الأنــامُ على حوائهمْ سـاموا(1)
خيلُ (المثنى) على(ذي قار)مسلكهـا ••• تستشرفُ الفتح لا خـلفٌ فقــأـأدّامُ
تقدّمتْ بعدها (اليرموك) زاحـفـــةً ً••• تستسهلُ الصعبَ بعـد الكرِّ إقدامُ
فاقتٍ (دمشقُ)على التكبير باســــمة ً••• فحاطَ بقعتها الخضــــــــراءَ إنعـــــامُ
لمْ يُكره الدين بين النـاس شــــأنهمـو ••• بكلِّ روح ٍمــن العربان ِإســــــــــلامُ
أضحتْ دمشقُ لكلِّ الـعربِ كعبتهــــمٍْ ••• أبناؤها الغرُّ أخوالٌ وأعمـــــــــــــــامُ
إذ (سيفُ دولتِها)(الشهباءُ) يحصنهـــا ••• أو(أحمدُ)الشعرللصولات أنغــــامُ (2)
نبعُ التسامح ِ فيض ٌلا نفـــاد لـــــــــهُ ••• وللضرورة بعــد الصبر ِ أحكــــــــــــامُ
هذي المكارمُ لم ينعمْ بــــها بلـــــــدٌ ••• فهلْ سبيلٌ لــغير ِ الحـقِّ حكـّــــامُ ؟
فسائل التربة َ المنجابَ تخبرنــــــــــا ••• قلبُ الدّخيـل ِ جبانٌ , فــــــوهُ تمـتامُ
سلْ أرضِ سوريةٍإنْ رمـــتَ تسـبرها ••• كم منْ شهيدٍ على تربائها حامــــــوا
جرحُ البريءِليعلو فوق هامتهـــــــــمْ ••• فكمْ شريدٍ على بيدائـها هامــــــوا؟!
تمخّضتْ (ميسلونُ) رحمَ دوحتهـــــا ••• شمُّ الرواسي على الهاماتِ هوّامُ(3)
كالنّسر(يوسفُ) فوقَ الهام ِمنزلــــة ••• قدْ خصّهُ اللهُ بالتسليم ِ والشــــامُ(4)
حرية ٌ, ثمَّ (عـــزّ الدّين) لحمتـــــــها ••• فكان أبدعُ مـا يأتيهِ مقحـــــــــــام (5) ُ
إنَّ الشهيدَ ولا تخبو إنـارتــــــــــــــهُ ••• منْ كلّ ذراتهِ نورٌ وإضــــــــــــــــــــرامُ
أمّا (هنانو)و(سلطانٌ)وذا (حســن ٍ) ••• و(ابن العلي) ومن أندادهمْ قامو (6) ا
تآزروا لإنتصـار ٍ ًلا مفــرَّ لــــــــــــــــهُ ••• عهدَ الرجال ِ وإنَّ العهــــــــــــــدَ إلزامُ
لمّا يكرّواعلـى أعدائهمْ حممـــــــــاً ••• فرّوا بكلٍّ من الأعضـــــــــــــــاءِ أقــدامُ
لم يبق في الوادي إلاّ صخــرهُ ثبــتاً ••• فكمْ تتالتْ على الفيحاء أقــــــــــــوامُ
تطايرتْ في ريـاح ٍلا قــرار لهــــــــــا ••• أنـّى سيبقى مع الفرســـــــــان ِأزلامُ
إذ أسبغوا لأديم الأرض ِرونقــــــــــهُ ••• وقدسهُ الطهر في طياتها نامـــــــــــوا
•••••
•••••
تبّاً لـ(غورو) كأنّ الحتفَ أوعـــــــــدهُ ••• عام الجلاء فعمر ُ الغدر إيهـــــــام (7) ُ
تقولُ (ها قد أتينا) أين موضعُهـــــــا ••• عند الجلاءِ وملءُ النفسِ إرغـــــــــــامُ
شارتْ أصابعها الدّنيـــــــا بعشـرتها ••• هذي الشـّآمُ مدى التاريخ ِإفحـــــــامُ
شتـّــان بينَ خضمّ ٍموجـــــــــهُ دررّ ٌ••• وبينّ بحر ٍ إجــاج ٍفيـــــــــــــــهِ ألغـــامُ
قضية ٌ حَبكتْ كلَّ الــعروق دمــــــاً ••• بعد الجهــــــــــــــــــــــادِ تباريحٌ وآثــامُ
ضاعتْ ولم تستطع أمراً تحقـّقــــهُ ••• إلاّ التفــرّق ,والتشتيت أبـــــــــــــــرامُ
دعْ عنكَ همّاً إلى الأجيال ِتحملــهُ ••• فكلُّ مـــا أنزلَ الرحمـــــــــــــان أقسامُ
عيدَ الجلاءِ رعاكَ اللهُ في وطــــــن ٍ••• تســــودُ أفقهُ للأجيال ٍقــــــــــــــــــوّامُ
هذي المأذنُ ذكـــر اللهِ يملؤهـــــا ••• وذكر أحمدَ والقـرآنُ أحكــــــــــــــــــــامُ
وفي الكنائس أنجيلٌ لهُ أمـــــــــدٌ ••• من قبلُ أنْ تدركِ الأجيـالُ أفهــــــــــامُ
عاشتْ ربوعُ بني الأحرار ِشامخة ً••• وعاش شعبٌ بها للخير تمّـــــــــــــــــامُ
••••••••••••••••••••••••••••••••••••
(1)(الزبّاء) :يطلق عليها (زنوبيا) , وربما منها اسم (زينب) العربي , وهي ملكة تدمر , حكمت بين (268 - 272م) على رواية , وهنالك رويات حول مقتلها وفترة حكمها ,
كانت عبقرية فذة تجيد أربع لغات في ذلك العصر , فارسة ماهرة , بارعة الجمال , وهي بنت عمرو بن الظرب الذي قتله جذيمة الأبرش ملك الأنبار والحيرة , وأخذت بثأر أبيها , وقتلت جذيمة بدهائها سنة 268م .
(2) في هذا البيت يرد اسم (سيف الدولة الحمداني) , هو علي بن عبد الله بن حمدان الحمداني التغلبي , أمير حلب وديار بكر والموصل , عاش بين (303 هـ - 356 هـ / 915- 967م ) ولد في حلب ومات فيها , حكم (22) سنة (945 - 967 م) , و (أحمد ) : هو أحمد بين الحسين المتنبي ولد في نفس سنة ولادة سيف الدولة (303 هـ / 915م) في الكوفة , هاجر للشام وأصبح شاعر سيف الدولة في حلب ثم غادرها إلى مصر , وعاد للعراق , ورحل إلى إيران لمدح عضد الدولة البويهي , وقتل بالنعمانية (دير العاقول) أبان رجوعه (354 ه ـ / 965 م) . و( الشهباء) شهرة لحلب ترجعها الأساطير إلى بقرة شهباء للإبراهيم الخليل.
(3) , (4) , (5) : معركة ميسلون نشبت بين المتطوعين السوريين بقيادة وزير الحربية (يوسف العظمة) والقائد الفرنسي (هنري غورو ) 24 تموز 1920 , أي بعد شهر تقريباً من ثورة العشرين العراقية (30 حزيران 1920م) , واستشهد ( يوسف العظمة ) , و(عز الدين) المقصود (عز الدين الجزائري ) آخر شهيد سوري فت تللك المعارك , استشهد قرب قرية (بسيمة).
(6) أبراهيم هنانو من حلب , وسلطان باشا الأطرش من جبل العرب , وحسن الخراط من دمشق , وصالح العلي من جبل العلويين هم من قادة الثورة السورية الرئيسيين سنة (1925), بعد تملص الفرنسيين من وعودهم.
(7) شاءت إرادة الله أن يتوفى القائد الفرنسي (هنري غورو) سنة 1946م , وهو عام عيد الجلاء السوري .
كريم مرزة الاسدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق