اضغط أولا زر تشغيل أغنية ميادة الحناوى
( أنا بعشقك )
الشاعرة السورية المبدعة
كوثر عقباني
الشاعرة السورية المبدعة
كوثر عقباني
نص ورؤيا بقلم الشاعر عماد ألدعمي
للشاعرة السورية كوثر عقباني
((ذاكرة الرماد))
كلما زاد صهيل
شوقي تأججا زاد أنيني في اعتناق الشجن..
وكلما سعى الليل لمغازلة هدبي..
اندفعت أمواج عشقي في فيض التمني..
كيف لدمي الجاحم أن تهدأ ثورته
ورائحة الرحيل تفوح من الذكريات..
كنصل أعد مقصلة لهلاكي..
أتوه في اتساع ضيقي متلاشية
كقشة في ريح..
فيا أيها المتباكي ندما
لا تمعن في اعتناق الشك يقينا
أنت تعلم
لا جنون سيجتاح أعماقك كحمم شوقي..
لا جنون سيروض شجنك كهمس ألمي ..
لا تصغِ لرفض هواك في زيف نكرانك
كنت ابن البادية مجبولا بملح العناد
لا يغريك وشم الصقر على الرمل
لكنك كنت كظله حرا أصيلا..
فكيف حين داهمك العشق
أشحت وجهك مهزوما
مفجوعا بقهر الرحيل
أنسيت أني ابنة الجبل ..
من صلابة الصخر قدت شراييني..
أنا من روضت الريح
فأهديت الغيم سر الهطول
وإيماني أقوى من شكك المريب..
سأشظي كل النساء اللواتي مررن قبلي
وأمحوهن من صخر ذكرياتك المالحة
أنا النار..
فلا تقف بوجه ذاكرة الرماد..
العنوان ملفت للنظر وهو دافع قوي للتمعن في القصيدة وهذه أول محمدة للشاعرة حينما أجبرت المتلقي للتمعن والولوج في خفايا ذاكرة الرماد:
كلما زاد صهيل
شوقي تأججا
زاد أنيني في اعتناق الشجن..
وكلما سعى الليل لمغازلة هدبي..
اندفعت أمواج عشقي في فيض التمني
صورت الشوق بالصهيل وهي ثورة عارمة عبرت عنها بعنفوان ليزداد الوجع والأنين مع معانقة الشجن الموجود أصلا في ذاتها ....
وكلما ... الواو ..... فيها عدة دلالات لغوية جسدتها بطريقة فنية صورت لنا مدى الترابط للسرد ولتكملة مدى المعاناة السابقة حينما جعلت من مفردة الليل لفظا يمارس فعله السلبي على الذات الشاعرة وهو وجه بلاغي رائع .... ثم الاندفاع موج العشق لما تتمناه في ذاك الليل الذي يظهر الوجع .... بداية موفقة وللغاية:
كيف لدمي الجاحم أن تهدأ ثورته
ورائحة الرحيل تفوح من الذكريات..
كنصل أعد مقصلة لهلاكي..
انتقالة جميلة جدا حينما تصور ثورتها العارمة في فوران الدم الذي دلت عليه بلفظة الجاحم ذات الإيقاع القوي المؤثر على النفس ولو أنها بدلت لفظة الجاحم بالثائر لكان المدلول البلاغي أوسع للجناس الواقع فيما بعد في مفردة ثورته ، ولكن هذا لا يعني أن مفردة الجاحم لم تكن ذات إيقاع قوي توشح بالجمال ...
ثم رائحة الرحيل الذي تعني به طريق الموت الذي ربطتها بدلالة التشبيه بحرف الكاف... في نصلٍ يؤدي لطريق الهلاك :
أتوه في اتساع ضيقي متلاشية
كقشة في ريح..
هنا لابد من الوقوف على صورةٍ خلابةٍ حينما صورت نفسها تائهة في اتساع ضيقها ... دلالة الضيق كانت رائعة جدا حتى أرادت من خلالها أن تعبر عن مدى اتساع الضيق الذي يتملكها وكأنها مملكة كبيرة ممتدة إلى بعيد ليس لها حدود ... وهذا أرقى حالات الوصف الرائع الذي اختزلته بجدارة وبحداثة شعرية مميزة وبطريقة فنية رائعة ....
ولم تنفك عن المدلول لترسم لنا لوحة رائعة ترابطت مع الوصف حينما شبهت ذلك وكأنها قشة تذروها الريح في فضاء واسع حصرته كما قلت بالضيق ... فأي ضيق أرادت أن توظفه للمتمعن بعيدا ....... اختزال خلاب تجلى لكل متمعن...
هنا تجلت الرمزية بطريقة فنية حديثة ودمجها بلغة مباشرة أيضا وهذا يحسب لها بجدارة ..........
فيا أيها المتباكي ندما:
لا تمعن في اعتناق الشك يقينا
أنت تعلم
لا جنون سيجتاح أعماقك كحمم شوقي..
لا جنون سيروض شجنك كهمس ألمي ..
لا تصغِ لرفض هواك في زيف نكرانك
كنت ابن البادية مجبولا بملح العناد
لا يغريك وشم الصقر على الرمل
لكنك كنت كظله حرا أصيلا..
فكيف حين داهمك العشق
أشحت وجهك مهزوما
مفجوعا بقهر الرحيل
نداء غلب عليه طابع تعزيز الصور التي تدل على الكبرياء والاعتزاز بالنفس وبنفس الوقت أظهر للمخاطب الذي خاطبته انهزاميته أمام عدة صور كحمم الأشواق المجنونة التي اجتاحت أعماقه وترويض الشجن ... ثم تنتقل لصيغة الأمر في عدة أفعال دلت على معناها اللغوي لا تصغِ الناهية ... التي جاءت بها تعظيم للمخاطب وكأنها تترجم له وتذكره بما كان عليه من الرجولة وذاك الحر الأصيل ... ثم السؤال بكيف والعشق عنوانك لتختار الرحيل ......
سرد جميل وكأنه قصة زينتها بألفاظ موشحة بالعتاب للمخاطب :
أنسيت أني ابنة الجبل ..
من صلابة الصخر قدت شراييني..
أنا من روضت الريح
فأهديت الغيم سر الهطول
وإيماني أقوى من شكك المريب..
سأشظي كل النساء اللواتي مررن قبلي
وأمحوهن من صخر ذكرياتك المالحة
أنا النار..
فلا تقف بوجه ذاكرة الرماد..
ثم تمجيد وفخر لذاتها وتذكير من خلال عدة صور بلغة تكاد تكون خطابية نتجت عن الألم في ذات الشاعرة الوجدانية بطريقة سردية تكشف عما في دواخلها مزينة بصورة الفخر والاعتزاز بنفسها وملتصقة بالبيئة التي أحاطت بها والتي ظهرت على النص بشكل ملحوظ من خلال المفردات .... الجبل ... الصخر ... البادية ... الصقر .... وهذا انعكاس طبيعي للمؤثرات المحيطة بها .....
أنا النار فلا تقف بوجه ذاكرة الرماد
نهاية للنص في غاية الروعة عادت فيها من جديد للبداية جسدت من خلالها الترابط الموضوعي والتسلسل الزمني المنسق لتدل من خلالها على عنوان القصيدة بإمكانية مميزة ....
النص فيه من الرمز القليل وفيه من اللغة المباشرة وهو مزيج جميل ....
اتسعت فيه الفضاءات والصور وتجسيد الطبيعة بشكل مميز ....
كان للانفعال الوجداني الأثر الكبير على النص ....
الأنوثة لعبت دورها في النص فقد ظهرت في عدة مواقع بالشفافية وأخرى في القوة التي انتزعت البعض من الرقة ... ويظهر من خلال ذلك المؤثر الذي جعل كاتبة النص أن تتأرجح في ذلك ........
الشاعرة كوثر تملك خيالا خصبا ولغة جميلة ذات ايقاع جميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق