الثلاثاء، 24 يوليو 2018

( حـــــــــــوار)... قصة للأديبة التونسية / مونيــة ميهوب

(جريدة الشعر والشعراء العرب)
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■

الأديبة التونسية
مونيــة ميهوب
■■■■■■■■■■■■■■■■

( حـــــــــــوار)
■■■■■■■■■■■■■■■■


عودت عينى أم كلثوم
■■■■■■■■■■■■■■■■
■■أحبائي في كل مكان : يا من غبتم عن نظري وحضرتم في خاطري لكم مني اطيب التمنيات. وبعد ساعرفكم اليوم على وليدة خيالي ،قصتي الجديدة التي جعلت لها ( حوار) كعنوان .في ( صراع) قصتي السابقة حكيت لكم عن الكنة والحماة .في ( حوار) ساحدثكم عن أم و فتاة. متمنية أن تحظى منكم هي الأخرى بنصيب من الاهتمام والإعجاب مع الف شكر حوار: الجزء الاول قيظ على أشده ،شمس على قدم وساق . شارع مقفر .كلب يلهث تحت الحائط .الجميع قد لاذوا الى الداخل،ينشدون قليلا من الراحة وكثيرا من الرطوبة. في غرفة من الغرف ستار مسدل وفراش مرتب عليه جسد يانع. في اعلى الجسد سكن فكر وفي جانبه استقر قلب .أما العينان الحلوتان فهما زائغتان في الاشيء تائهتان .تقلبت امال ذات اليمين و ذات الشمال ثم سكنت لتستمع الى قلبها وهو يهمس: - آه كم اعجبني هذا الشاب الوسيم وكم احببته ،خاصة لما امتطى دراجته النارية " آخر صيحة" و وضع على عينيه نظارته الشمسية فازداد رونقا وجمالا . فردت امال متمتمة تقول: - اتذكر يا قلب لما تحادثنا معه عبر الانترنت لساعات و ساعات حتى بزوغ الشمس ؟ ثم ذات مساء اقترب من شباك حجرتي فنزع خوذته اللامعة وبعث لي برسالة قصيرة ولطيفة:- انزلي. فتلاقينا على الشاطئ صحبة الرفاق و اشترينا المثلجات و السندويشات.ثم انا وهو في مكان هادئ اختلينا،تاملت في عينيه.
■■■
■■أحبتي اسعدتم مساء ربما انتم في انتظار الجزء الموالي من قصتي ( حوار).ها أنا ذي أرسله وأرسل شوقي اليكم معه حوار الجزء الثاني :

■■تاملت في عينيه فإذا هما البحر زرقة وسحرا .وارهفت السمع الى نبراته فإذا هي مزيج من العسل .في الليلة التالية من ذلك الموعد وما أن استلقت امال على سريرها و جذبت الغطاء نحوها حتى رأت نفسها في فستان ابيض ناصع،وسط قاعة أفراح ساطعة الأضواء ومن حولها الجميع في زهو وطرب وهم يرقصون و يغنون.وتنتهي السهرة فيقوم حبيبها ويدعى نديم لياخذها في سيارته المرسيدس الى احد النزل الفاخرة ومنها الى المطار حيث الطائرة في انتظارهما.لتقلهما الى ما وراء البحار ،الى قارة الاحلام اروبا. لكن سرعان ما تبددت رؤياها حين نا دتها امها 'الحاجة'فجاة قائلة : - هيا انهضي يا امال لسوف تتاخرين عن عملك . منذ مدة و ' الحاجة ' تراقب ابنتها امال و تلاحظ تغيرها الطارئ.لكنها في ذلك النهار بالذات ظلت ترتقبها و عند المساء دعتها الجلوس بجانبها و قالت لها : -يا امال يا بنيتي ،هل لي ان احكي لك كيف تزوجت والدتك ؟ تخفي امال بسمة على ثغرها وتجيب : -بالطبع يا اماه كلي شوق لمعرفة الزواج في ايامكم . 'الحاجة': -حسنا ساروي لك .انا لم اعرف اباك ولا كانت لي صلة به .لما صرت في ريعان الشباب ،جاء في يوم من الايام رجل إلى بيتنا يبتغي مقابلة صاحبه الذي هو والدي رحمة الله عليه .طرق الباب فخرجت امي واستقبلته فسألها إن كان فلان هنا فسمعه جدك و التحق به خارج باب الدار .تحدث الرجلان طويلا .ثم دخل جدك و رحل الرجل . بعد أشهر قليلة أقيمت حفلة زفافي وتزوجت بابن ذلك الصاحب وأصبحت عروسا بين ليلة واختها .
■■■
■■وأصبحت عروسا بين ليلة واختها .ثم انجبتك انت واخوتك .في الحقيقة كانت معيشتنا صعبة.فابوك كان يعمل من شروقها الى غروبها ليحصل على أجر زهيد لا يكاد يفي بحاجتنا .أما اخوتك فكانوا يذهبون إلى المدرسة ويقرئون على ضوء مصباح نفطي اذا نفد منه يواصلون دروسهم على نور شمعة .كنا نأكل ما حضر ونلبس ما ستر .و الآن لقد صار شقيقك أستاذا و شقيقتك ممرضة .أما أنت ما شاء الله فقد أصبحت بوظيفتك . فردت عليها امال مخاطبة: -هذه الطريقة في الزواج قد تنجح في بعض الأحيان ولكنها كثيرا ما تفشل .وانت تعتبرين ممن حالفهن الحظ ولقين رجلا شهما ونبيلا مثل والدي . أما فيما عدا ذلك فأنا لا اوافقك .ثم اخبريني بالله عليك من هي في وقتنا الحاضر التي تقبل الارتباط بإنسان لا تعرفه؟و لنفترض أنها وافقت ،فمن هي التي ترضى بفلاح جيوبه خاوية طول السنة إلا من التراب؟ أو بملاح أن اصطاد نهارا واقتات فهو مفلس في الايام الموالية.ارجوك تفهميني يا حاجة ،ان الحياة التي اتمناها بعيدة تماما عن ههنا .انها هنالك في اوربا، فاوربا شيئ آخر ،هي عالم لوحده.توجد فيه الحرية والعمل وتتوفر كل مرافق العيش الكريم .زدي على ذلك فأنا احب نديما ولا أتصور زوجا بخلافه يسعدني . فقاطعتها الحاجة : -دعك يا ابنتي من الخارج و من شباب الخارج.فهم في وادي ونحن في وادي. هم يقدسون المادة بينما نحن نؤمن بالقناعة والسعادة و من يدري ما تخفيه عناتلك المظاهر؟ حان آذان المغرب فقامت الحاجة لأداء فريضتها . بعد اسبوع كانت امال تتجول مع صديقاتها في المدينة حينما شاهدت بغتة نديما جالسا في إحدى المقاهي صحبة فتاة غريبة .كانا أمام طاولة عالية فوقها قارورة من الجهة وقدحان . صعقت بنت الحاجة لهذا المشهد المفاجئ .سالت دموعها وانتحبت ثم تناولت هاتفها وكلمته مستفسرة.فاجابها بلكنة معجمة و بكل برودة : -خطبت لي امي ابنة اختها .وغلق الخط . رجعت امال بخطى ثقيلة وقلب محطم وارتمت بين أحضان الحاجة حزينة بائسة .

انتهــــــت

■■■■■■■■
■■■■■■■
■■■■■■












·







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق