الخميس، 12 يوليو 2018

روايــة أشـــباح .. للأديبة الفلسطينية / عبير المصرة ( زهور الحياة )

 (جريدة الشعر والشعراء العرب)
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■

زهور الحياة
عبيـــــرالمصـــــــري
فلسطين
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
الف ليلة وليلة ـ أم كلثوم
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■

روايــــــة أشــــــــباح
 ■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■


قد تغيب عنا السعادة ، و يداهنا الحزن،يشل أعضاءنا ، ينهشها كما تنهش الكلاب الجثث ، لكن عندما يثور العقل البشري ويتيقن أن مفتاح السعادة بيديه حينها لن ترجمه سياط الحزن.
■■■■■■■
■■■■■■
■■■■■
■■■

(1)

أمام مرآتي دموعي تنهمر ،أمعنت النظر فيها شعر أسود ، شفتان ورديتان ،عينان بنية ،طول مناسق للوزن ،قد جميل ، ماأهمية الجمال والقلب مكسور بل محطم كشظايا الزجاج ، أتذكر صوته كصاروخ يدوي تصعق له الأفئدة..عليك الإختيار بيني وبينه ،رياح هبت ، إنها رياح الهجران ،تنهش عظامي ،رغم سطوع الشمس وحرارة الجو ، الصمت يقتلني ، خلايا جسدي تنازع الموت . ياإلهي ...ياإلهي ....ياإلهي... كيف أختار بين من أحب وبين من علمني الثقة والطموح والعزة ! !!!هذا الذي حماني من أقذار البشرية ، هل أقاطعه!! دوامة من الأفكار تصارعني لابد أن أختار ، أجل لابد أن أختار ،عقلي يأمرني بالهجران وقلبي ينتفض هذا حبيبي ونوري ،مر يومان على هذا الكابوس الحقيقي ،الصمت يلجم لساني ، حتى حروفي لم تزدهر وتتورد ،قد ذبلت ،انحبس عطرها .لم أعد تلك الفتاة المجنونة بالحياة ،المفعمة بالأمل ،وكأني كبرت فجأة وأنا لاأتجاوز بعد الأربعة عشر سنة ،يريد الرحيل كما رحل أبي الحنون وتركني بمتاهات الحياة ، أين أنت ياأبي ،هل ترآني من السماء ،أريد النوم في أحضانك ،البكاء على صدرك ، الحياة قاسية دونك ياأبي 
■■■■■■■
■■■■■■
■■■■■
■■■

(2(

رفعت تظري أعلى المرآة ،الساعة الخامسة مساءا، رن هاتفي، مازلت غارقة في بحر من الدموع الهائجة مع تصادمات الذكريات بعقلي الصغير، ارتسم طيف ابتسامة علي شفتي ، أمسكت هاتفي ،خاب أملي ،تلاشت إبتسامتي كما تتلاشى الغيوم المصحوبة بالمطر دون أن تمطر ، المتصل صديقي أسامة الذي يعمل بمستشفى للأمراض النفسية في مصر ،لم أرغب بالرد ،تركت هاتفي ، صوت الرنين استمر ربع ساعة ، عم الهدوء ،حينها انتابني شعور بأن أسامة إشارة من الله ،تذكرت نصيحته ضحكتان ورشة ماء ،شرد ذهني بملامحه الهادئة ،طويل القامة ، حاجبيه كثيفين ،وعينيه عسلية ،شعره أشقر ، والأجمل قراراته الحكيمة ،اتصلت به :

ــ مرحبا أسامة ، كان الهاتف صامت لم أنتبه

ثم قال أحس بأن هناك سوءا ،هل أنت على مايرام؟

ــ أتعلم لاأريد الكذب أعلم أنك ستعاتبني ، ظننتك محمد ولكن خاب أملي ولم أشأ أن أرد عليك أعتذر حقا رد قائلا . لن أعاتبك لكن هل أنت على مايرام !


حل الصمت برهة ثم رجعت أبكي :
ــ لا لست بخير أبدا،محمد وضعني بأقسى إختيار إما أن أحبه وحده وأبتعد عن أخي وسندي دانيال أو نفترق إلى الأن  .


 ياإلهي ، إسمعيني جيدا محمد يحبك ، يغار عليك ،هو الملهم ،المختلف ،القريب البعيد كما كنت تسمينه ، لكن حين توافقي على التخلي عن سندك بسبب الحب سيأتي يوم وتتخلين عن حبيبك بسبب أمر تجرك إليه الحياة والقرار لك طفلتي . جواب أسامة كان كالرصاص المصوب ببراعة نحو هدف معين ، فقد أقتنعت برأيه.معك حق ياأسامة يجب أن أفيق مماأنا فيه ، كيف أدفن حياتي وأسلمها لدروب مجهولة .أنا خلقت حرة ،منذ نعومة أظافري ، أعلم أنني أحب محمد حبا فاق الخيال ، حب لايهدر مهما أبعدتنا المسافات لكن هيهات أن أبيع دانيال بسبب شرارة ولهيب الحب .مابك أراك تكلمين نفسك وأنا على الهاتف، ياصغيرتي أنا صديقك وأب لك متى تشائين اتصلي بي..أتعلمين أتمنى أن تناديني بابا بدل أسامة سيكون أجمل ماأناله منك. بصراحة أضحكني أسامة وأزال كهولة كانت تتسرب إلى طفولتي حسنا بابا أسامة أنا محظوظة أنك موجود ليت أبي كان على قيد الحياة، وياليت كنت أنت أبي .أنا موجود دائما معك ، عليك برشة ماء انثريها على وجهك الملائكي لتنزلق من جبهتك كحبات لؤلؤ ، واجهي الحياة أنت قوية مهما تفاقمت أهوال الدنيا .أجل أنا قوية أتعلم لماذا ، لأنني الزهرة الصغيرة التي تنمو بماء نقي هو أنت.حفظك الله ياصغيرتي ، أمنحيني وعد بأن تتصلي بي ولاتترددي .أعدك أسامة ماذا قلنا قبل قليل ....أعدك بابا أسامة ،هل أنت سعيد الآن .مؤكد أنني سعيد مادمت بخير ، أنت أمانة برقبتي.سأغلق الهاتف بابا أسامة لأنني سأذهب إلى محمد وأخبره بقراري .بلغيه سلامي وشوقي له ،وعندما تكبرين وتتزوجوا سأجعله يصاحبك إلى مصر ،محمد رجل شهم ويحبك لكنه يغار،هو صعيدي لاتنسي عاداتهم .إن شاءالله بابا أسامة ، وأعلم جيدا عادات الصعيد لكنه يغار بطريقة مجنونة غير طبيعية. ..ادعي الله هو الموفق واذهبي يكفي مللت منك .مللت مني حقا؟ .أنت تصدقين أي شيئ يا طفلتي المشاغبة .سلام بابا أعلم أنك لم تمل وتريد أن أتكلم معك لكن كلم نفسك . 

(3)
أنهيت الحديث مع أسامة،نفس العزيمة التي إنتابتني من حديث أسامة قررت أن أخبر محمد أنه حبي وحياتي وسأبقى أعشقه حتى لو رفض قراري ،قمت بكل حيوية نظفت غرفتي ،سرحت شعري.

■■■■■■■
■■■■■■
■■■■■



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق