الخميس، 23 فبراير 2017

غـــدا نلتقـــــي..... قصــة .. للأديبة القاصة / سلمى رمى ــــ Selma Remi‎‏



الأديبة القاصة
سلمى رمى
Selma Remi
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
أغداً ألقاك ـ أم كلثوم


■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
غـــدا نلتقـــــي.....

■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■


■■ قال لي ذات يوم : أريد أن أكلمك في أمر هام؟
■■■■
■■ كان يوما صعبا، سماؤه تنذر بعاصفة أكيدة، قرر اثرها أن يخرج عن صمته، أن يقول الكلمة التي طالما انتظرناها سوياً أوهكذا اعتقدت يومها، فقررت أن أخرج عن الحرج وان أحطم قيود الخجل.
■■■■
■■ حدثني في احتشام، وكانما يخشى الصد، يحدث احيانا ان أصد الآخر . هذه المرة قررت أن أحرر نفسي ، أن أطلق العنان للأنثى التي تسكنني.
■■■■
■ ■قال: أريد أن التقيك ثمة موضوع يخصنا، موضوع سيغير مجرى حياتنا، سيتقرر اثره مصيرنا، أدهش، أفاجأ، هل ثمة شيئ يخصنا، حياتنا، مصيرنا؟
■■■■
■ ■تحولت للحظة الى طفلة أفرحتها هدية تلقتها وبلهفة اجبته: بكل سرور.
■■■■
■■ انطلقت الى منزلي وسعادتي تفضحني، انتظر منه موعدا قريبا، احس برغبة في اخذ حمام ساخن، وبحاجة الى ان استرخي، ان اعيش موعدا انتظرته من زمن بعيد.
■■■■
فجاة يرن الهاتف، اهرع اليه، انه هو، الو نعم، يجيب: عمت مساء، هل يناسبك ان نلتقي غذا صباحا؟
■■■■
■■ يا أنت يا انيق، ياصوتك الذي يذكرني برجل ذلك الأمس.
■■■■
■■ يهمس: الو.... هل تسمعيني؟ الا يناسبك الموعد؟
■■■■
■■ بلى، بلى يناسبني جدا.
■■■■
■■ اذن كوني في المكتبة المجاورة عند التاسعة.
■■■■
■■ حسن الى الغذ.
■■■■
■■ ماهذا؟ لا أفهم شيئا، موعد بين رجل وامراة في التاسعة صباحا وفي المكتبة؟
■■■■
■■ ما هذه الأضحوكة ؟ أعتقدت انه بدا يتحرر.
■■■■
■■ تراه سيحدثني عن بودلار، جون جاك روسو؟
■■■■
■ ■أيتها الأنثى التي تسكنني يبدو أن مهمتك ستكون شاقة، اتجه الى خزانتي احاول ان اجد شيئا ارتديه غذا، فجاة تقع عيني على ثوب كنت قد اقتنيته في يوم مجنون ولم تكن لدي الشجاعة لارتديه، بل كنت ارتديه احيانا في غرفتي حين تستفزني الانثى. لا سوف لن يليق بي ان ارتدي ثوبا كهذا في المكتبة، وليكن، لقد اشتريته في يوم مجنون وسارتديه لموعد مجنون التقي فيه برجل مجنون، سارتديه عقابا لذلك المعقد المتعجرف، لاباس في ان تعش لحظات التكبر الاخيرة فغذا وبين يدي هاتين ستتحول الى كزنوفا وسانتشي من كفيك شراب الشوكولا، غذا ستُدق الطبول وستعوي الانثى فليسجد كبرياؤك.
■■■■
■ ■كان الموعد وكان اللقاء الذي لطالما انتظرته، سيكون عيدا لتحررنا انا وانت، سيخرج كل منا عن صمته، اتجه الى المكتبة كانني ادخلها لاول مرة، تغمرني رعشة في جسمي كله، لا استطيع ان افهم هل لانني ارتدي ثوبا غجريا او للقائي الاول معه، او ربما الاثنان معا.
■■■■
■■ من بعيد أراه ينظر في ساعته، تراني تاخرت؟ اراقبه من بعيد، اتعمد التاخير ، فليكتو قليلا بنار الانتظار التي لطالما اكتويت بها، علامات القلق بادية على وجهه، من جديد ينظر الى الساعة، يبدو انه سيتصل بي، في هذا الوقت اتجه اليه، صباح الخير ، كيف انت؟ هل تاخرت؟
■■■■
■■ ينظر الي وكانه يراني لأول مرة، يلتهمني بنظراته، رباه أحس بنور يتدفق من عينيه، هل هو الثوب الذي حوله الى حالة من العشق المتدفق؟
■■■■
■■ يبدو أن ثوبي الغجري سينوب عن كل المخططات.
■■■■
■■ مازال يغمرني بنظراته، ومازلت انظر اليه لاقتلع الرجل المتعجرف الذي يسكنه.
■■■■
■ ■أيها الرجل، لقد وقعتَ في حيرة كنت اراها في عينيك اللتين ماكانتا تفارقاني، كانت نظراتك تنعشني لانها كانت تفضحك وتزيدني يقينا باني استطعت ان استحوذ على اهتمامك، فتحولت الى عاشق يرفض الاعتراف بحقيقة عشقه لامراة ورغم انك متيم الا انك تتظاهر بالقوة وبانك الوحيد الذي باستطاعته ان يقاوم سحر امراة.
■■■■
■■ لماذا تتظاهر بما لاتحس به؟ اعترف يارجلا سقطت عنك الأقنعة فكًشف سرك الذي لطالما حاولت ان تخفيه من وراء بدلتك الانيقة، ياثوبي الغجري ، سارتديه دوما لانه استطاع ان يستفز فيك الرجل، وسوف لن اقنع نفسي بان هناك رجل لا تهزه امراة.
■■■■
■ ■ورغم أنك كنت تتجاهلني الا أن نظراتك التي كنت تختلسها من خلف نظاراتك كانت تفضحك، يارجلا يا ساكني ، يا أنت، اخلع عنك بدلتك الانيقة واعترف انك المحب ، سيزيدك اعترافك اناقة ، انها بداية حياتك الحقيقية التي ما عشتها يوما، كفاك ترفعا، كف عن اغتيال الرجل فيك.
■■■■
■ ■انطلق ، فاليوم اذن لك ان تخرج من رحم امك، يامن حضرتم ميلاد هذا الرجل سجلوا بالخط العريض هذا اليوم واحرصوا على ان تحتفلوا بهذه الذكرى لانها ستكون عيد ميلاده الحقيقي، ستكون بداية رجل كان باستمرار يقمع رجولته، انطلق ايها المحب في احتشام فلا شيئ يعيب في الأمر.

■■ أن تغمرك أحاسيس دافئة، أن ينبض قلبك لامرأة، ان تقع في الحب؟
■■■■
■ ■ذلك منتهى القوة، منتهى الكبرياء، فانما الصمت منتهى الضعف بل منتهى الجبن.
                                            ■■■■
■■ يارجلا قضيتَ نصف عمرك اسيرا في معتقل البروتوكول وخادما لما يُسمى بريستيج، كم من العمر ذهب سدى ، كم من المشاعر باتت ضحية لبدلة انيقة وربطة عنق،، تباذر بالكلام: شششششششش
■■■■

■ ■دع العيون تنوب عن أفواهنا ، فعندما تلتقي العيون تتلاشى الالسنة
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
بقلم المبدعة: سلمى رمــــــــــــــــي
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■

■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق