(جريدة الشعر والشعراء العرب)
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
الأديبة التونسية /
مونية ميهوب
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
■■■■■■■
■■■■■
■■■■■
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
كاظم الساهر ـ يا إمرأة تمسك القلب بيديها
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
■■■■■■■
■■■■■
■■■■■
توقفت المرأة برهة عن
العمل لتشرب ثم عادت تحكي :
- كنت اوقظ أبنائي
بكرة فيخرج الذكور أما الى البحر لمساعدة بعض الملاحين مقابل أجر زهيد.و أما لبيع
الماء لسكان القرية ،على العربة التي يجرها حمارنا الصبور .و حين كبرت احدى بناتي
و صارت محط أنظار الشبان،اضطررت الى بيع خلخالي الذي هو نقد زواجي وبثمنه جهزت ابنتي
زبيدة .و قبل زفافها علمتها فن الطبخ وطريقة غسل الثياب .كما وصيتهابالاعتناء
بنفسها وبرب عائلتها .ثم رحلت زبيدة ومكثت على تلك الحال من الفاقة و الاحتياج .
حتى صبيحة ذلك اليوم الذي اقبلت فيه دادة فطوم إحدى عجائز بلدتنا .
■■■■■■■
■■■■■
■■■■■
عندما تخطت دادة فطوم
العتبة وجدتني في فسحة الدار منشغلة بغسل ثياب الأولاد. أخذت مكانها على حافة البئر
دون أن تنبس بكلمة حتى خلتهاقد فقدت لسانها.لكنها انتهزت فرصة خروج عمك صالح إلى
المسجد لتدخل في صلب الموضوع الذي اتت من أجله.لقد عرضت علي فكرة مشروع الزرابي
،ووعدتني بتزويدي بكبات الصوف كلما اقتضت الحاجة إلى ذلك .وشجعتني بهذه العبارة :
ستنجحين يا زليخة خاصة وانت تتقنين هذه الصنعة منذ نعومة اظفارك.
■■■■■■■
■■■■■
■■■■■
ما زالت مريم مشدوهة
إزاء عمتها زليخة هذه المرأة المبدعة التي تمنح لكل زربية القسط الأوفر من روحها
ووقتها إلى أن دخلت عليهما الخالة سعدية صاحبة الزربية . وما أن سلمت على زليخة
حتى انطلقت الاثنتان تثرثران وتتبادلان الأخبار المحلية كما لو كانت هذه الأنباء
من الأهمية بمكان .ترشفت الضيفة كاسا من الشاي المنعنع وهي معجبة بإنجاز صديقتها
الحبيبة زليخة .ثم مدت صرة وضعتها في كف عمة مريم وهمست لها :
ـ المبلغ الباقي
ساسدده لك عندما يبيع عمك الحاج بقرته ،تلك البقرة الشهباء .لقد أصبحت لا تصلح لا
للحرث ولا للورث فحلف عمك الحاج أن يبيعها ويتخلص منها .
■■■■■■■
■■■■■
■■■■■
لم تنتظر مريم طويلا
كي تعرف النهاية بل تسللت إلى الزقاق من جديد غير آبهة لما يدور بين عمتها و بين
الخالة سعدية.والتحقت بزهرة بنت الجيران لتستانفا معا لعبة القفز على الحبل .لما
تفطنت زليخة إلى غياب الصبية راحت تتعجب وتهمهم : ذلك هو حال الصغار ،ذلك هو حالهم
.
■■■■■■■
إنتهـــــــت