( جريدة الشعر والشعراء العرب)
الشاعرة
المبدعة
Folla Mihoub Ep
Chouchen
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
عودت عينى على رؤياك ـ أم كلثوم
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
الراحل .. والرحيل
■■■■■■■■■■■■■■■■■
مررت بخاطـــــــــــــــــــــــــــــــري
بشـــــــــــارعي .. بمشــــــــاعرى
بأعماقي اعماقي و
رحلــــــــــــت
لما الرحيل أيها
الراحل المجنون
أتجهل أني بك قد جننـــــــــــت
أتدري أنك هنــــــــــــــــــــــا
وهنا لن يرحل عنـــــــــــي
مهما شــــــــــــــــــــعرت
أحببتك ببراءة وبصـدق
فلن أنكر حبا طاهــراً
مهما فعلــــــــــــت
■■■■■
■■■■■
رحيلك جرم وجرح لذيـــــــــــــــــذ
إن وصلتك كلماتـــــــــــــــــــــــــي
وقرأت آهاتى فى
أبياتـــــــــــــــي
فشعرت بلذة وكما
ألمتنـــــــــــي
تألمت فألامك تشــــــــــــــــفيني
تفرحني وتبكينـــــــــــــــــــــــي
ورحيلك أيها الراحــــــــــــــــل
يقتلني و يحيينــــــــــــــــــــي
أتجهل أني بك قد جننـــــت
؟
كنت معلما .. تعلمنــــــــــي
فتعلمت أن لا أكون
رحالة
و ما عنك قد رحلــــــت
شعر فلـــة ميهوب
■■■■■■■■
■■■■■■
■■■
قصــــة من وحـــــي :
الراحـــــــــــل و الرحيــــــــــل
بقلم منية ميهوب
■■■■■■■■■■■■■■■■ ■
■ ■ كعادتها في مثل تلك الساعة من النهار. كانت محبوبة
تستعد لتصطحب بنيتها هاجر إلى الكتاب . طقطقة خفيفة على الباب المنفرج ،وصبي يبرز
على عتبته . فيبادر المرأة قائلا : صباح الخير يا خالتي محبوبة ، لقد ارسلتني امي
في طلب قليل من السكر ،من فضلك . فأجابته : وهو كذلك يا اوس ، ساحضره لك في الحال
من المطبخ . بعد لحظات عادت لتقول له : الم تتأهب بعد للذهاب إلى الكتاب ؟ .فرد
عليها : سامكث في المنزل لأن والدتي مشغولة اليوم . ناولته السكر ثم غادرت البيت .
مشت خطوة أو خطوتين وانعطفت الى الدار المحاذية لمسكنها . دخلت و عرضت على خديجة
أن تأخذ اوس معهما . فلم تمانع هذه الأخيرة بل ابتهجت وكان عبئا ثقيلا قد أزيح من
على كاهلها . مضى الطفلان الى الشارع ،ينطان كالغزلان.تتبعهما محبوبة. عند الضوء
الاحمر مالت على الولد لتنبهه : امسك جيدا اختك هاجر سنعبر الطريق لما يمر الضوء
الى الاخضر .كانت تلك هي اول مرة تتلامس فيها الأيدي الناعمة. واول مرة تتلاقى
فيها العيون البريئة .و من هناك أيضا كانت نقطة الانطلاق لقصة حب مزاجها حلو ومر
.
■ ■ وتستمر الحياة والعائلتان على نفس النمط من الانسجام و الود والتآزر . لا خصومات
ولا مشاجرات .لا بين الوالدتين ولا بين الصغيرين . تتزاوران في جميع
المناسبات.وتلتقيان في اي فرصةتسنح للتلاقي . لا عجب ولا غرابة في ذلك فمحبوبة و
خديجة صديقتان حميمتان منذ الثانوية .شاءت الأقدار أن تجمع شملهما من جديد عندما
تزوجتا من الأخوين صالح وبلقاسم اللذان كانا نعم الزوجين . أخلاقا وخلقا .سعدت
المراتان في ظلهما .واستمتعتا بأيام هنيئة و صافية . خلالها انجبت محبوبة طفلتها
هاجر . كما رزقت خديجة بابن سمته اوس .لكن ما لبث أن جاء ماعكر هذا الصفو ،وعوض
الابتسامة المعهودة على ثغر خديجة بصفرة على الخد وانطفاءة في العين . لقد اغتالها
الدهر في بلقاسم .ونشله الموت عن حين غرة في حادث مرور. توفي بلقاسم فلم ترث عنه
خديجة سوى قلبها الملتاع و دمعها السائل . لقد فقدت الأرملة كل سند لها في رحاب
الفانية . الا سند صاحبتها و عشيرتها محبوبة
التي لم تتردد لحظة
في مدها بما تحتاجه ، وذلك بوجه طلق و بسخاء .في كنف هذه المحبة و الطيبة ترعرع
الصغيران حتى رسخ في اعتقادهما أنهما شقيقان .
■ ■ طيلة النهار يلعبان معا ،ياكلان و
يشربان معا .أما في بيت محبوبة وأما يدفعان الباب المجاور ويدخلان عند خديجة
.أنهما لا يكادان يقتربان . منذ نعومة اظفارهما إلى غاية شبابهما . تراهما : في
الكتاب و هما يحفظان ما تيسر من القرآن ، في المدرسة و هما يتعاونان على حل
الوضعيات ، ثم يرتقيان إلى الثانوية فيناقشان نصا أو يجادلان أستاذا . وكلما امتلا
كاس التعاطف بين الوالدتين الا و فاض منه عليهما . أما محبوبة و خديجة فككل
الأمهات قد ساورهما القلق في فترة من الفترات.فجلستا في احدى الأمسيات أمام براد
الشاي، واتفقنا على أمر تعاهدوا على أن يظل سرا بينهما .
■ ■ قالت خديجة : ما رايك
لو نكتب وصية لطفلينا،كي يتزوجا من بعدنا ببعضهما؟ .و بذلك نكون قد ضمنا طول
عشرتنا ؟ . ويوم ينقضي وآخر يحل محله و اذا بالبنية اللطيفة هاجر تينع و تفوح
كزهرة في الربيع و تصير فتاة تلفت الأنظار بحسنها وجمالها . جسد يافع ، عينان
دعجوان ، شعر لامع مسترسل على الكتفين . لقد انهت تعليمها و تخرجت كممرضة في أحد
المعاهد . كما بدأت تتقاضى جرايتها الشهرية . أما اوس رفيق الصبا والطفولة والشباب
معا ،فهو أيضا قد نجح و نال شهادة الباكالوريا .غير أنه يتوق إلى مواصلة تعليمه في
الخارج . انه يحلم بان يصبح طبيبا .وككل صائفة و تحت ضوء الفوانيس الربانية ،اتخذ العاشقان
مجلسهما المعتاد.و راحا يتحدثان ،حتى انعرج حديثهما الى الذكريات . فسألته هاجر في
دلال : اتذكر تلك المرة التي خرجنا فيها للنزهة على الشاطئ و تسابقنا على الرمال ؟
،وكيف سقطت مني علبة حجابي وانكسرت ، وحين قرأنا الوريقة التي بداخلها والتي نصها
: اوس لهاجر وهاجر لاوس ، وقتها ضحكنا كثيرا وتفاالنا وكتمنا بدورنا نفس السر؟.
طال السمر بين الحبيبين وكان الزمن تعمد التوقف مهلة من أجلهما . لكن وفي نهاية
السهرة ما راع الشابة إلا أن انتسب اوس ليهو كيانها ويزلزل احاسيسها قائلا : طالما
انشغل بالي بموضوع انت تعرفينه وسبق وطرحناه معا في عديد المرات،الا وهو موضوع
الدراسة.
■ ■ انني ياهاجر مزمع على
السفر الى أوربا لكي اكمل تعليمي في الطب .ولقدآن الاوان للرحيل ..لكن ، هنالك شيئ
واحد يحيرني .أنه فراقك يا حبيبتي ، فعديني ،ارجوك ،عديني انك ستصوني ودنا
وتنتظريني . تواعدا ثم غصبا عنهما تباعدا. في تلك الأثناء و قبل مغادرته للوطن
اقبلت الخالة خديجة إليها شاكية من قلة ذات يدها ، كما صارحتها بكونها لا تملك
المال الكافي لتسفير ولدها . علاوة على مصاريفه في دار الغربة .فكرت هاجر واستشارت
قلبها .فاملى عليها أن ترسل إليه من مدخولها الخاص مبالغ متتالية .على هذا المنوال
انقضت خمسة أعوام .أثرها حل اليوم الموعود حيث تحصل الطالب على شهادته العليا
والمر تقبة .تنفست هاجر الصعداء . ودب الامل من جديد إلى روحها .و من شدة غبطتها
توردت وجمالها .خفت و نشطت .ثم بدأت تعد الساعات تنازليا . سالت ام اوس عن توقيت
وصول الطائرة فاخبرتها . عندها طارت هي لاستقباله .ثانيتان ، ثانية واحدة ،اخيرا
هل المسافرون من أعلى السلم صارت تحدق فيهم في لهفة .حتى لمحته .أنه هو بذاته ،
أنه اوس مهجة فؤادها .نظرت وكررت النظر .شيئ لا يصدق أنه يتابط ذراع أجنبية و
بجانبه صبية شقراء . أتى نحوها وسلم عليها .ثم استدار وهو يخاطبها: هذه زوجتي
سوزان و تلك ابنتنا ماريا . تماسكت المسكينة نفسها . جثت على ركبتيها ،ضمت الصغيرة
إلى صدرها و قبلتها . ثم سرح خيالها في المجهول : يا لغدر الزمان ،فتى احلامي الذي
علمني كيف احبه .ضحيت بنضارة عمري من أجله .قدمته على نفسي لينجح ويسعد .الذي كان
خائفا من هجري له .مؤكدا علي الحفاظ على العهد .ها انني اشقى الآن بحبه ،واتلذذ
بحلاوة مرارته .
■ ■ رجعت تجر ذيل الخيبة فاوصدت باب حجرتها ، وغرقت في نهر من العبرات
.ناعية حظها العاثر . وكان التاريخ يابى إلا أن يعيد نفسه.فعوض أن تغضب هاجر من
اوس وتعاتبه مثلما يحدث غالبا في مثل تلك المواقف .فلقد ظلت هاجر العانس تدفق
اشلال محبتها له على أطفاله الذين انجبهم من بعد .عطفت عليهم وكأنهم أبناءها
.فبادلوها نفس المشاعر .واصبحوا يسرعون إليها و يقيمون عندها كلما أتوا من فرنسا .
انتهت. ملاحظة : احداث هذه القصة قد وقعت بالفعل.
•
■■■■■■■■■■
■■■■■■■
■■■■■■
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق