الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

الجزء الثاني من الحوار مع الشاعر الجزاري : الدّكتور ناصر لوحيشي..حاورته : فضيلة زياية (الخنساء)

( جريدة الشعر والشعراء )
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال
•••••••••••
اضغط أولا زر تشغيل أغنية ورده
( يا أهل الهوى )
••••••••••••••

((غضبة الشّعر ذروها في صداها
 يستوي مرة ويسري يخيـــــف))



الجزء الثاني من الحوار مع الشاعر الجزاري :

الدّكتور ناصر لوحيشي

حاورته : فضيلة زياية (الخنساء)



الشاعر الدكتور : ناصر لوحيشي

ياعاصفا عن رؤاي الخضر هل وصفـــــــــــــا
صمتي رحيلي في يومي الّذي عصفــــــــــا
ما كنت بدعا ولحني لم يزل وهجـــــــــــا 
يزينه الصّفو والتّحنان مذ عرفــــــــــا 
واشتدّت الرّيح بالهزء الّذي رسمت 
أعطافه نغمة التّسآل فاعطفــــــا 
لا يقدر الّليل إذ يدنو النّهارعلى
زرع الفجيعة، ها إنّ الرّماد غفــا 
وشّحت من نبضك التّاريخ يا ولدي 
أجّل سؤالك إنّي راسم ألفـــــــــــــا
عبد الودود"*"، و آهاتي تجادلنــي 
والفجر في عتبة الأيّام قد وقفـــــــــا
قطفت للنّغم الموعود منشـــــــــــرحا
والمرسلات دمي يا خير ما قطفـــــــــا
إنّي لأبصر في لمحيك نبع هـــــــــــوى
تمدّه سنبلات الفجر حين هفــــــــــــــــا
أشيم في يومـك الوضّاء موعــــــــــــدة
ووابلا يغسل الأحزان و السّــــــــــــــدفا
إنّي تفيّأت لمّا زرتنـا ظلـــــــــــــــــــــــــلا 
من أوبك الكان يا بابا لنــا صدفـــــــــــــــا
فهل تغيب غدا؟ لا! لســت أرقبهـــــــــــــا!
يدي تلوّح ذا ســهم الوداع كفـــــــــــى!
كفى بآخر توديع ودم عبقــــــــــــــــا
فالنّخل يذوي إذا ما جانف السّـعفا
•••

حاورتـــه: الشاعرة: فضيلة زياية ( الخنساء)
•••••••••••••••••••••••••••

•• لا شكّ -أعزّائي القرّاء- أن تكونوا قد عرفتم صاحب هذه الأبيات الجميلة الجزلة!!!

•• فمن منّا لم يتأثّر بقصيدة "وطني يا نجم الأوطان" الّتي هي نشيد يدوّي في كلّ المحافل؟؟؟

•• ومن منّا لم يشغف بقصّة "اللّفافةالملعونة" الّتي تحارب التّدخين بأسلوب حضاريّ جدّ راق؟؟؟

•• ومن منّا لم يزدد حبّا في عروض "الخليل بن أحمد الفراهيذيّّ" رضي الله عنه وأرضاه، حين يداوم الاستماع إلى شريط "أهازيج الطّلّاب"؟؟؟

•• قال عنه الشّاعر الجزائريّ الكبير الفذّ "نور الدّين درويش"، حين قدّم لديوانه الموسوم "فجر النّدى"مايلي:
••
•• ("..." أوّلا وثانيا وعاشرا إنسان ممتاز كونه ناجحا جدّا راق جدّا في علاقاته... ويتميّز شعره بالعفّة والسّموّ والرّقيّ ونقاء الكلمات وبخاصّة حين يكتب حول المرأة. وهذا يرجع إلى حبّه الشّديد لأمّه وتعلّقه بها تعلّقا شديدا).

واصفا إيّاه -في غيابه-أمام جمع غفير من الحضور في أمسية شعريّة بجامعة "الإخوة منتوريّ" بقسنطينة، قائلا: 
••
(لم أر أكثر بذلا وعطاء منه)
••
•• شهادة كهذه الشّهادة من الشّاعر الجزائريّ النّحرير "نور الدّين درويش" تكفي لتصف لنا أيّ رقيّ هو عزيزنا الغالي الّذي كلّما حدّثك أو سمعته يقرأ قصائده، تستشفّ من كلامه حكمة الجدّات واستقامة الورعين وصفاء البلّور... وتدرك الصّدق المخلص المحض والصّفو في كلماته... كلماته "ليست كالكلمات"، على قول "نزار قبّانيّ"... لكنّها كلمات تزن الذّهب الخالص... لا تدليس فيها ولا غشّ ولا محاباة... ونصائحه خالصة، قلّ نظيرها في هذا الزّمن الأغبر الّذي لا يحابيك إلّا لمصلحة... يقابلك ببشاشة الأمّ الحنون وكرم "حاتم الطّائيّ". لم يكدّر طالبا من طلبته في حياته ولم يجرحهم بكلام قاس مهما كان الأمر... وإذا طرحت عليه مشكلة، تحسّ بأنّه يعيشها معك بصدقه وبكلّ جوارحه الحسّاسة: حاملا عنك أعباء همّها. ولا يلتقي بك -بعدها- إلّا ليسألك: 

- هل زال عنك التّعـــــــــب؟؟؟
- هل انزاحت عنك الحــمّى؟؟؟
- هل ظفرت بما ضاع منك؟؟؟

فبأيّة كلمة نخاطب هذا الشّاعر النّحرير؟؟؟

هل نناديه أســـــــــــــــتاذ؟؟؟
أم نناديه "أخـــــــــــــي"؟؟؟
أم نناديه دكتــور الدّكاترة؟؟؟
أم شــاعر الشّــــــــــعراء؟؟؟
أم بروفيسور الأستاذيّة بالجامعات الجزائريّة؟؟؟
أم عالــم العلمــــــــــــــاء؟؟؟
أم فقيه اللّغويّين وإمام النّحويّيـــــــــــــــــــن؟؟؟

•• يعجز اللّسان عن تقديمه... ويعجز اليراع عن عدّ خصاله النّبيلة وأخلاقه العالية المنبثقة من أخلاق النّبوّة الطّاهرة العفيفة... ولا يتّسع حجمه الكبير كي نقدّمه للقرّاء...

•• فبين نون النّقاء وألف الأنس و الألفة وبين صاد الصّفاء وراء الرّزانة والرّأفة يتربّع ضيفنا... هو ليس ضيفا، بل صاحب البيت...

•• ف: "من أيّ نافذة يطلّ" علينا هذا العملاق الفذّ، هذه المرّة؟؟
ابقوا معنا!!!
••
((الجزء الثّانيّ))

فضيلة زياية ( الخنساء):
•••••••••••••••••••••

((16))- تتمّة لما توقّفنا عنده ممّا سبق من حديثنا عن "الخليل بن أحمد الفراهيذيّ" رضي الله عنه وأرضاه: فلو بقي هذا العبقريّ الفذّ على قيد الحياة إلى غاية عصرنا هذا، هل يتصوّر الدّكتور "ناصر لوحيشيّ" أنّ "الخليل بن أحمد الفراهيذيّ" سيهضم -بسهولة- واقع هذه "الحداثة" في الشّعر؟ أم أنّه سيرفضه؟ وإذا افترضنا أنّه سيكون "منظّرا" لهذه الحداثة فكيف يتصوّر البروفيسور "ناصر لوحيشيّ" هذا التّنظير؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
••
•• في البدء، أعتذر إلى الأخ "محمّد الشّدويّ" و إلى الأستاذة الفاضلة الشّاعرة المتميّزة "فضيلة زياية" وإلى كلّ أصدقاء المنتدى... وقد تأخّرت جوابات هذا الحوار... ويرجع هذا إلى أسباب كثيرة وظروف خاصّة حالت دون هذه التّتمّة في وقت مضى. ولساني قول ذاك الشّاعر: 

وقد تقبل العذر الخفيّ تكرّمـــــــــا
فما بال عذري واقفا وهو واضح؟

أ•• لا إنّ "الخليل بن أحمد الفرهوديّ" عبقريّة لمحت في أزد عمّان وسطعت في البصرة وعمّ ضياؤها العالم العربيّ والعالم الإسلاميّ. ذاك الّذي كان يسكن في خصّ من أخصاص البصرة وغيره يكسب بعلمه الأموال...

•• وأمّا الحداثة والخليل... فكلام قد يطول... بيد أنّ المنهجيّة والموضوعيّة أن نحدّد فلك الحداثة بدءا... فهل نعني بالحداثة الحداثة في المباني والتّشكّلات أم هل نعني بالحداثة حداثة المضامين والمحتويات والأغراض والموضوعات؟!

•• أحسب أنّ "الخليل" عقل نادر وعبقريّة فذّة، ولو عاش زماننا هذا لقعّد قواعد وسنّ سننا في الشّعر وفي العروض والإيقاع وحسبه ما وسمته به النّاقدة المعاصرة "جوليا كريستيفا" Julia Kristiva.
فضيلة زياية ( الخنساء)
••
((17))- يقول النّاقد البنيويّ الفرنسيّ "رولاند بارث" Roland Barthes:

"تبدأ الحداثة في الأدب بالبحث عن أدب "مستحيل".

•• فما هو هذا "المستحيل الأدبيّ" في نظر البروفيسور "ناصر لوحيشيّ"؟
- وهل فكرة "رولاند بارث" تخدم الأدب، أم تهدّمه؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
••
•• لا شكّ أنّ الأدب شكل من أشكال التّواصل والخطاب والإبلاغ.. وهو شكل ينماز عن غيره.

•• والأديب، بل الشّاعر يبحث عن مواطن الإضافة والتّجدّد... والشّاعر الحقّ هو الّذي يقول داخله، يقول واقعه... يرسم جزئيّات الباطن النّفسيّ... ولا يكون تبعا أو صدى لغيره... نعم.. هو الّذي يبحث عن المستحيل الممكن.. أو الممكن المستحيل..وهو الممكن الجميل... وخفقانه:

وإنّي وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تستطعه الأوائــل

•• وأظنّ أنّ فكرة "بارث" تخدم الادب والشّعر وتجعل الأديب في رحلة بحث عن النّصّ الفذّ والخطاب الباهر المتجدّد.
فضيلة زياية ( الخنساء)
••
((18))- ماذا لو عدنا إلى عصر "أمّ جندب"، في هذا الزّمن الأغبر المعكوس الّذي "يهين" المرأة الشّاعرة الّتي تحمل رسالة سامية نبيلة حقيقيّة و "يعلّق النّياشين" ويمنح الأوسمة لنساء: لا علاقة لهنّ بالشّعر إطلاقا؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
••
•• نعم... هناك أشياء كثيرة يجب مراجعنها وينبغي التّدنيق فيها... فهناك أسماء في الأدب والشّعر ظهرت وما هي من الإبداع بقريبة... وقد أسهمت بعض وسائل الإعلام والاتّصال في نشر الكتابة الفجّة الضّحلة وهذا ما يؤسف عليه.

غير أنّ "غربال" التّاريخ سيصفّي التّبر ويكشف التّراب... وأمّا الزّبد فيذهب جفاء.
فضيلة زياية ( الخنساء)
••
((19))- عرفنا "ناصر لوحيشيّ" الشّاعر والدّكتور الأكاديميّ. فماذا عن "ناصر لوحيشيّ": "الأب الوالد"؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
••
•• أنا فخور معتزّ بحالي الاجتماعيّة... وأسرتي مناط مساري ومعقد بقائي... ومسعاي أن أكون القدوة الصّالحة... وأرجو من الله أن أكون كذلك.
فضيلة زياية ( الخنساء)
••
((20))- قصيدة "ن.ث.ر.يّ.ة!!!"
هل يفرح الشّاعر "ناصر لوحيشيّ" بهذا النّقيض؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
••
•• ما أكثر المفارقات في زماننا هذا.. وما أكثر المتناقضات... بل هو عصر المفارقات والمعكوسات.. ثمّ ماذا نقول نحن اليوم؟ وقد قال الشّاعر القديم:

تغيّرت البلاد ومن عليهــــــا
فوجه الأرض مغبرّ قبيـــــح
تغيّر كلّ ذي لون وطعـــــــم
وقـلّ بشاشة الوجه الصّبيح
••
•• وأمّا ما يسمّى "قصيدة النّثر" ويسمّيه بعضهم "اللّاشعر"، ففيه كلام طويل مديد... وقد قال الشّاعر "محمود درويش" ذات حوار له: 
(( أحبّ إبداعاتهم وأكره تنظيراتهم وما تقوله "قصيدة النّثر" أقوله بقصيدة تفعيليّة موزونة)).
فضيلة زياية ( الخنساء)
••
((21))- شاعرنا العزيز! أبى أخونا "محمّد الشّدويّ" صاحب منتدى "التّوباد الأدبيّ" إلّا أن يشاركنا حوارنا هذا!!!

وتنسيقا بين الأسئلة ندرج سؤاله ذا الشّقّين!!!

•• أهلا بالدّكتور "ناصر لوحيشيّ" أخا.
هل لنا بحديث الدّكتور "ناصر لوحيشيّ" عن تجربته في أمير الشّعراء؟ وبدون دبلوماسيّة الأكاديميّين المعهودة؟

•• كيف يصارع شعراء العموديّ في الجزائر غثاء ما يسمّونه قصيدة النّثر؟ وهل التّواصل الثّقافيّ المباشر بين الثّقافتين الفرنسيّة والجزائريّة دور في انتشارها؟

وأقرئيه السّلام وعليك السّلام
الشاعـر ناصر لوحيشي
••
•• في البدء يلزمني أن أشكر الأخ العزيز "محمّد الشّدويّ" تقديره وحسن ظنّه بنا وثقتك...

•• وأمّا عن تجربتي في أمير الشّعراء وبمنأى عن الأكاديميّة والدّبلوماسيّة أقول:

•• لقد شاركت مرّتين في مسابقة أمير الشّعراء في الموسم الثّانيّ والموسم الثّالث... ولقد مكّنتني مشاركتي من التّعرّف إلى الكثير من الشّعراء من الوطن العربيّ الغالي... وقرأنا شعرنا وسمعنا شعر الآخرين وحادث بعضنا بعضا... وناقش بعضنا بعضا... فأفدنا من كلّ ذلك إفادات جمّة لا تنكر... شاركت في المرّة الأولى (الموسم الثّانيّ) وكنت ضمن ستّين ((60)) شاعرا المجازين... ولم يحالفنا الحظّ يومها لسبب أو لآخر كي نكون من ضمن 35 شاعرا... وشاء الله أن نكون في الموسم الثّالث (المرّة الثّانية) ضمن 35 شاعرا...

وشاركت بقصيدة أعتزّ بها وأفخر... ولكنّ هوى لجنة التّحكيم... لم يجزها... بل إنّ أحد الأساتذة -سامحه الله- وسمها وسما لا يليق بالشّعر والشّعراء والنّقّاد والنّقدة ولا بلجنة التّحكيم... وذلك ما يؤسف عليه!!؟!! 

بيد أنّ الفوائد المجنيّة، والمقاصد المبتغاة والمرامي المنشودة المحقّقة جاوزت تلك المعايب والمثالب والهنوات.
••
•• السّؤال الآخر: كيف يصارع شعراء العموديّ....
الشاعـر ناصر لوحيشي

•• الحقّ أنّ الصّراع بين القديم والجديد والحديث والمعاصر بين الماضي والآتي والرّاهن.. صراع أبديّ أزليّ... ولن يكون الشّعراء بمنأى عنه ولا يستطيع الشّعراء مجانفته وإن حاولوا.

•• بيد أنّ القصيدة المصراعيّة الخليليّة العموديّة الأصيلة تعود بقوة... في الجزائر وفي أغلب الدّول العربيّة... وتلك مفخرة ومكسب.

•• وأمّا ما يدعى "قصيد النّثر" ويسمّيه بعضهم"اللّاشعر"... فهي كتابات نثريّة فنّيّة متباينة متفاوتة المستوى... وكثير منها غثاء جفاء... ولا شكّ في أنّ "العولمة" والتّقدّم المعلوماتيّ، والسّيل الإلكترونيّ... وغيره... أسهم في ضعف تلك الكتابات. وأمّا التّواصل الثّقافيّ بين الثّقافتين العربيّة والأجنبيّة... فله سهم في انتشار الكتابات الفجّة (بكسر الفاء) غير النّاضجة.

•• وسلامي لك -أستاذة- وللأخ " محمّد الشّدويّ"ولكلّ القرّاء والأصدقاء وكلّ المارّين عبر الكلمات غير العابرة.
فضيلة زياية ( الخنساء)
••
((22))- هل حدث لك أن شرعت في كتابة قصيدة وفجأة وجدت نفسك تعدل عنها إلى قصيدة أخرى: دون سابق إشعار ودون أن تدري سبب هذا؟ 

- كيف يشرح "ناصر لوحيشيّ" هذه الحالة الشّعريّة للقرّاء؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
••
••نعم... ما أكثر ما حدث لي ذلك... فكم مرّة بدأت كتابة قصيدة... فكتبت مقطعا... ثمّ مالبثت أن عدلت إلى غيره... وبقصيدة جديدة... ولديّ مقطّعات كثيرات غير مكتملات... وهي حالة عاديّة طبيعيّة... لأنّ الشّاعر يعيش حالات مختلفة... ومقامات متباينة... فينتج ذلك من اختلاف النّصوص الإبداعيّة... وبتر لها... وعود إليها... وتنقيح وإعادة نظر...
فضيلة زياية ( الخنساء)
••
((23))- تحدّث الشّاعر الجاهليّ "امرؤ القيس" في معلّقته الجميلة عن البحر وموجه المتلاطم فكان حديثه يشي بالصّدق وينمّ بالشّفافية على الرّغم من أنّ البيئة الجاهليّة بيئة قاحلة جرداء لا تتوفّر على هذا "البحر" الّذي صوّره "امرؤ القيس" فأحسن تصويره.

•• فكيف يتصوّر الشّاعر "ناصر لوحيشيّ" هذا البحر؟ وكيف يصوّره للقرّاء؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
••
•• الحقّ أنّ نظرتي للبحر هي نظرتان:
فأمّا نظرتي الأولى فقد ألمحت إليها في بعض قصائدي. وممّا أذكره: 

//////////////// - يا زرقة البحر يا سرّا يعانقنني
ماذا تخبّئ قلها واكشف الحجبـــــــــــــــــــــــــا

 يا بحر يا آسري يا من غــــــــــــــــــــدوت به 
كلّا إليك يدي إن شئت تســـــــــــــــــريحي

يا موجة غاب قبل الفجر موعدهـــــــــــا 
وكنت أبدلت أشواقا بأشـــــــــــــواق
يا موجة الشّوق رفقا فالرّياح دنت 
أبغي جميلك تسريحي وإطلاقي

أملي ويأسي موجتـــــــان
 الحلم بينهمـــــا غرق
••

•• وأمّا النّظرة الأخرى، فيعرفها "عبد الودود" "*"وبعض الأصدقاء... فما أروع صيد السّمك وما أمتع ذلك؟!!؟
فضيلة زياية ( الخنساء)
••
((24))- ونحن نرى بين أيدينا قصيدة عموديّة مكتوبة: فسواء أكانت هذه القصيدة تحوي مائة((100)) بيتا، أم تحوي خمسة عشر ((15)) بيتا...
••

 وأنا أطوف الحيّز المكانيّ الصّغير بين أعاريض الأبيات وبين بدايات أعجازها، أحسست بأنّني أدخل "رواق المنزل".

 وأنا أذرع هذا "الرّواق" ها أنا ذي أطوف أفضية القصيدة فضاء فضاء: لأدرك أنّ أعاريض الأبيات وضروبها "غرف سكنيّة". ومن هنا كان "المصراع"، وكان "مفتاح البحر" الّذي فتحت به "أنا" أبواب هذه "الغرف السّكنيّة" غرفة غرفة... وما هذه المصاريع والمفاتيح والطّرقات سوى ذرّة ضئيلة جدّا من عبقريّة العالم العروضيّ البصريّ "الخليل بن أحمد الفرهوديّ" -رضي الله عنه وأرضاه- وإنّي على يقين تامّ من أنّك تفهم أفكاري جيّدا وتحترمها وتثمّنها!

 أنا جدّ سعيدة وسأكون جدّ فخورة حين أطلب من الشّاعر "ناصر لوحيشيّ" أن يوصل أفكاري إلى القرّاء!!!
الشاعـر ناصر لوحيشي

• بورك فيك يا أستاذة.. ولا شكّ أنّ ما تقولينه هو ما أقوله للنّاس ولطلبتي الّذين أدرّسهم بالجامعة... وهل تصدّقين إذا قلت لك وللقرّاء الأعزّاء إنّني أحيانا أعجز عن شرح بعض الظّاهرات العروضيّة العجيبة الّتي قعّدها "الخليل بن أحمد الفرهوديّ" ووضعها وضعا باهرا... وكيف اتّسقت الأشياء في العروض اتّساقا مدهشا...

• أحسب أنّ المنظومة العروضيّة الخليليّة تحوج إلى باحثين أكفاء ودارسين مخلصين لديهم مكنة في العروض وفي الرّياضيات وفي الفيزياء وفي الموسيقى وفي الإيقاع وفي اللّسانيات وفقه اللّغة... وحينها يجيء الحقّ ويزهق الجهل والباطل... إنّ الجهل كان زهوقا.
فضيلة زياية ( الخنساء)
••
((25))- فرضا أنّني قد "انتحلت" إحدى قصائدك لأنسبها إلى نفسي...

 فكيف تدافع عن نفسك لاستعادة قصيدتك "المستولى عليها"؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
••
• لاستعادة قصيدتي المستولى عليها... يكفي أحد الأمرين: 
فإمّا أن "أضرب النّحّ" وأسكت وأقول ما يقوله بعض العامّة: ((طاحت من الفم جات في الكمّ)).

• وإمّا أن أكتب قصيدة أخرى بديعة يكتشف النّاس والنّقّاد أنّ القصيدة المستولى عليها قصيدة "ناصريّة وحشيّة".
فضيلة زياية ( الخنساء)
••
((26))- "معلّقات سبع" و"معلّقات عشر"... "قراءات سبع" و"قراءات عشر"!!! 

 فماذا يقول الشّاعر "ناصر لوحيشيّ" في هذا "الإعجازالرّائع"؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
••
 شكرانك يا أستاذة فضيلة.. فحقّا.. أوجه الإعجاز والإعجاب في اللّغة العربيّة وعلومها وفنونها لا تعدّ ولا تحصى... 

 ففي كلّ يوم لنا لمحات جديدة، وفي كلّ يوم نكتشف أشياء رائعة جميلة... وحسبك أنّ "ابن جنّيّ" وسم كتابه "الخصائص" وفي ذلك قصد وتعمّد بما اختصّت به العربيّة دون سواها.
فضيلة زياية ( الخنساء)
••
((27))- كثيرا ما نرى طلبة الجامعات منشطرين مشوّشين بين التّوجّه إلى دراسة "الشّعبة الأدبيّة" و"الشّعبة اللّغويّة". فنراهم حائرين: لا إلى هؤولاء ولا إلى هؤولاء...

 فبماذا ينصحهم البروفيسور "ناصر لوحيشيّ"؟ 
 بعد هذا: إليك "الموّاج" لتغرّد على أيكنا آخر نبضة، وأفضّلها عموديّة؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
••
• كان قد انتابنا ما انتاب وينتاب الطّلبة الآن... أإلى اللّغة؟ أم إلى الأدب؟...!

غير أنّ الّذي نراه... أن يتأنّى الطّلبة قبل اختيار الشّعبة والوجهة المعرفيّة... وأن يدرسوا الأمر جيّدا... وينظروا في مكنتهم وإمكاناتهم ومكتباتهم الخاصّة وقدراتهم وقبل ذلك وبعد... الرّغبة والميل... فاختر أخي الطّالب، أختي الطّالبة... ما تميل إليه نفسك ويستطيبه طبعك وتراه مناسبا لك منسجما مع طاقاتك وقدراتك.

 نبضة أخرى...

حرّك لسانك بالأسى وتنهّد
كالصّبح أدرك سرّه وتجــــدّد
وانشر على حبل الوفاء قصيدة
منسوجة بحنينها ممزوجة بتسهّد
ويضيق صدرك كنت أعرف إنّمـــا 
هارون خبّأ وعده للموعـــــــــد
أبتاه صمتك شوكة في خاطري 
ولهيب أسئلة هنا لم يخمد



((انتهى))
••••••••
((هامش)):
"*" "*" - "عبد الودود لوحيشيّ" : هو الابن البكر للبروفيسور الشّاعر "ناصر لوحيشيّ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق