الأحد، 6 سبتمبر 2015

( أنــا .. والقمــر )..الشّاعرة السّوريّة "ندى قنواتيّ" تقرئنا أزكى سلامها..

( جريدة الشعر والشعراء )
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال
••••••••••••••••••••••
اضغط أولا زر تشغيل أغنية أم كلثوم
( قصة الأمس )
••••••••••••••••••••••


الأديببة الشاعرة السورية المبدعة
نــــدى قنواتــــــــــــــــــــى
••••••••••••
Ziaya Fadila



((الشّاعرة السّوريّة "ندى قنواتيّ" تقرئنا أزكى سلامها))!!!
••••••••••••••••••••••

مقدمـــة
•• تراها تتوشّح باسم جميل جدّا يزيد وجهها المبتسم رونقا ونضارة وشبابا... حين تسمع هذا الاسم الآسر أوّل مرّة ، تشعر بميس موسيقيّ متماوج النّبرات يدغدغك لتكتب قصيدة غيداء ثمّ تقول مباشرة إنّه اسم شاعريّ سامق الطّراز لشاعرة أنيقة حسّاسة. وحين تقرأ لها حرفها تشعر بأنّها تنحته من روحها لترسل إلينا تلك القطعة الرّوحيّة السّامية وهي تسير إلينا متهادية في غنج ودلال في موكب ربيعيّ طلق المحيّا منبسط الأسارير مبتسم القسمات.
•••••
•••••
••  يكون لقاؤنا الأدبيّ والشّعريّ -هذه المرّة- مع امرأة تفيض شعرا ونثرا وتزخر أمومة وحنانا ومحبّة فيّاضة نادرة... حين طلبنا منها إجراء مقابلة شعريّة معها، كانت تجيب أسئلتنا البريئة بتلقائيّة واسترسال عجيب لم يتوقّف أبدا، كأنّها كانت على علم بتلك الأسئلة!!! وأعطتنا من ثمين وقتها النّادر مانعتبره في ميزان حسناتها الشّعريّة والأدبيّة والإنسانيّة المتفرّدة الفريدة من نوعها.
•••••
•••••
•• يرصد لكم "موّاجنا الصّوتيّ" الجوّال -مع نغمات رقّة النّسيم- الشّاعرة السّوريّة الرّقيقة "ندى قنواتي"؛ أو بالأحرى "ندى القنواتي" كما يقول إخواننا المشارقة وهي ترقل إرقالا سريعا نحو الكلمات لتنتقي أرقاها وأجودها وأكثرها صدى في نفس المتلقّي، فكان لحوارنا معها طعم "الإمتاع والمؤانسة.
•••••
•••••
••  أتمنّى لكم جلسة أخويّة وشعريّة أدبيّة مع ابنة الشّام "ندى قنواتي"!!!
•••••
•••••
•• حاورتها: فضيلة زياية ( الخنساء).
•••••
•••••
•• قلــــــت :
01- "ندى قنواتي": اسم جميل يجلب انتباه المتلقي! فماذا تقول شاعرتنا "ندى قنواتي" عن نفسها؟
•••••
•••••
قالــــت :
•• ندى قنواتي إنسانة بسيطة من والد ضابط في الجيش العربي السوري ووالدة أستاذة للتاريخ في ثانويات دمشق...كنت بكرهما وبقدر فخري بهما جعلتهما يفخران بي...تزوجت في سن صغيرة وتواكبت دراستي في البكالوريا الاقتصاد والعلوم السياسية مع اإجابي أبنائي الأربعة...محبة للعلوم بأنواعها المختلفة ولاسيما الأدب والشعر...قارئة جيدة منذ الطفولة..أحب الموسيقى بأنواعها ومتابعة لفن الرسم الذي يشدني دائما...
•••••
•••••
•• قلـــــت:
02- ليست التّجربة الشّعريّة مرحلة سنة أو سنتين بل رواسب سنوات طويلة مكدّسة في أعماق الشّاعر. كيف تشرح لنا "ندى قنواتي" هذا الكلام؟
•••••
•••••
قالــــت:
•• الشعر هو موهبة قبل كل شيء وتصقلها الدراسة فيما بعد وتأتي التجارب الحياتية لتقدم الشاعر إلى القاريء والمتلقي بشكل متكامل ومع توالي السنين والأحداث يكون النضج الأدبي عند الشاعر الذي يكون خير مؤرخ لمرحلة الزمن الذي عاشه....
•••••
•••••
•• قلـــــت:
03- ماهي عصارة تجربتك الطّويلة في الشّعر؟
•••••
•••••
قالـــت:
•• تجربتي في الشعر متصله منذ بدايات أيّام الصبا...أضعت الكثير من أعمالي في خضم ظروف الحياة وعدم حفظي لقصائدي أضاع الكثير منها...ولكن لايمنع أن كل ماكتبنه كان يغني ملكتي الأدبية ويعطي لقلمي زخما جديدا لما تقدم من أعمال فيما بعد....كل مانكتبه على مدى أيامنا هو ارتداد لأحداث طويلة هي مسيرة حياة بكل فرحها وآلامها. ...
•••••
•••••
•• قلـــــت:
04- كيف كان موقفك وكيف كان شعورك وأنت تستقبلين خبر صدور أوّل ديوان لك؟ اذكري للقارئ الكريم أسماء دواوينك المباركة؟
•••••
•••••
قالـــت:
•• ذكرني ملموسي الأول بتلك الدقيقة التي أمسكت بها أكبر أبنائي ..بكل الشوق للقادم الجديد الذي سيكون امتدادا لأيامي القادمة...كانت شهقة فرح لم أستطع إخفاءها. .. ديواني الأول أسميته (حديث الدوالي)، لحبي لتلك الشجرة السخية العريقة...ولي ديوان جديد تحت الطبع لم أسمه بعد ومجموعة قصصية قادمة قريبا أخر صدورها أحداث بلدي الأليمة. ...
•••••
•••••
 •• قلـــــت:
05- يقول الكثير من المتحاملين على الشّعر: "إنّ المستقبل الجميل المشرق المشرّف سوف يكون للرّواية وليس للشّعر"!!! فما موقف شاعرتنا "ندى قنواتي" من هذه المقولة؟
•••••
•••••
قالــــت:
•• كماقلت ياسيدتي هم المتحاملون...فعلى مدى السنين كانت القصة وكان الشعر وكلاهما له عرشه ومكانته ولايمكن أن يتزاحما على كرسي واحد...وكيف للشمس والقمر أن يتنازعا على إمارة السماء؟...
•••••
•••••
•• قلـــــت:
06- هل للتّعبير بالصّورة علاقة في ترسيخ القصيدة في ذهن المتلقّي؟
•••••
•••••
قالـــت:
•• قد يكون للصورة وقع على القاريء لاسيما إن أحسن الشاعر اختيار الرسم المناسب...ولكن باعتقادي ما يرسخ في ذهن المتلقي هو جمال القصيدة وانسجامها وبلاغة التعبير وقد يكون للحدث والموضوع أثر هام في ترسيخ القصيدة عند القراء....
•••••
•••••
•• قلـــــت:
07- تركد في أعماق القصيدة أسرار يستحيل على الشّاعر البوح بها. فهل هذا صحيح؟
•••••
•••••
قالـــت:
•• نعم ياسيدتي نعم ...فكم أعاقنا ألف سبب وسبب عن البوح بما يتردد في ردهات الروح والقصيدة تناشدنا أن نكمل المعروف ونقول مايشفي غليلها. ..ولا أخفي سرا إن قلت إن السر غالبا مايكون صاحب القصيدة....
•••••
•••••
•• قلـــــت:
08- لكلّ شخص منّا "عقدة نقص" تتجلّى في ((الخوف من شيء معيّن)). وهذا مايسمّيه المحلّلون النفسانيّون: "الفوبيا" La phobie. فممّ "تخاف" شاعرتنا "ندى قنواتيّ"؟
•••••
•••••
قالـــت:
•• أخاف من الأماكن المغلقة والزحام الشديد...وأحب المساحات الواسعة والجلوس في أحضان الطبيعة وعلى شاطيء البحر...
•••••
•••••
•• قلـــــت:
09- هل سبق وقامت شاعرتنا "ندى قنواتيّ" بزيارة الجزائر؟ ومارأي شاعرتنا في الأدب الجزائريّ وبخاصّة الشّعر؟
•••••
•••••
قالـــت:
••أمنيتي زيارة البلد الأقرب لقلبي الجزائر الذي ارتبط في ذاكرتي منذ الطفولة بالمليون شهيد ويضيف سوريا الأشهر الأمير عبد القادر الذي طالما حدثتنا عنه حفيدته الأميرة بديعة صديقة عائلتي عنه...أما الأدب في الجزائر فقد اطلعت عليه في الآونة الأخيرة عن طريق الفيس بوك ولدي مجموعة من الأصدقاء الشعراء والشاعرات الذين أفخر بهم وبتمكنهم الرائع من اللغة العربية. .
•••••
•••••
•• قلـــــت:
10- يقول الفيلسوف اليونانيّ "سقراط": ((وراء كلّ رجل عظيم امرأة)). فهل حدث وأن جاء يوم قالت فيه شاعرتنا "ندى قنواتيّ": ((وراء كلّ رجل عظيم "شاعرة"))؟
•••••
•••••
قالـــت:
•• سأكون مبالغة بعض الشيء إن قلت هذا. فالشاعرة قبل كل هذا هي امرأة وحتما صفة المرأة تغلب على الشاعرة...وبرأيي المجرد أن المرأة مهما صغر شأنها أو علا ستفعل فعلها اذا وقفت وراء رجلها وستجعل منه عظيما....
•••••
•••••
•• قلـــــت:
11- ما رأي شاعرتنا "ندى قنواتيّ" في النّقد الّذي يحمل من يمارسه مشرطا ومقصّا وخنجرا؟ هل يبشّر هذا النّقد مستقبل الأدب والشّعر بالخير والنّجاح؟ وهل هذا النّقد حالة سويّة؟ أم أنّه حالة مرضيّة لحاجة غير بريئة في نفس يعقوب؟
•••••
•••••
قالـــت:
•• لا يهمني أن يحمل الناقد سكينا أم قلما أو حتى وردة...المهم أن لايكون النقد هداما أو لغاية في نفس مريضة ...لأنه عندها سيكون معولا يقطع الطريق على براعم يانعة في مستهل طريقها للإبداع...وهو أخطر مايواجه مستقبل الأدب والشعر...وقانا الله شر النفس المريضة في كل مناحي الحياة. ...
•••••
•••••
•• قلـــــت:
12- يقول الكثير -وحتّى الأساتذة الأكاديميّون منهم- ((إنّ الشّعر للرّجال)). ويستدلّون على كلامهم هذا بحجّة أنّه: ((لم توجد امرأة كتبت قصيدة من قصائد "شعر المعلّقات")). من حيث كونك "امرأة شاعرة"، فما هو تعليقك على هذا الإجحاف؟
•••••
•••••
قالـــت:
•• ياسيدتي الكريمة المعلقات جاءت في العصر الجاهلي وكلنا نعرف مكانة المرأة في ذلك العصر...وبعد مجيء الإسلام تبوأت المرأة مكانتها وأخذت موضعها السليم ونالت من الحقوق ما حررها من كل رواسب الجاهلية واحباطاتها...فشاركت الرجل في كل أوجه الحياة بما فيها الحروب ...وقرضت الشعر وفي تاريخنا شاعرات لا يقللن حظا من الإبداع عن كبار شعراء أمتنا. ..فهل يريدون أن يعيدونا إلى تلك العصور بهذه الترهات؟...ليتني أصادف فقط من يجرؤ على إطلاق هكذا مقولة...وأي أكاديميون هؤلاء؟....
•••••
•••••
•• قلـــــت:
13- هل توافقين الكثير ممّن يقولون: إنّ الشّعر قصيدة واحدة لاغير وأنّ كلّ الشّعراء -عبر العصور- يكرّرون هذه القصيدة نسخة طبق الأصل بشكل دائم، كما أنّ الشّاعر يكتب خلال عمره قصيدة واحدة فقط ليبقى يكرّر بها نفسه طوال حياته؟
•••••
•••••
قالـــت:
•• بشكل جزئي قد أوافق على هذا الكلام ...فغالبا مايتميز الأديب عموما بنكهة خاصة به تميزه عن غيره وترانا نستطيع معرفة كاتب هذه السطور أو ناظم تلك القصيدة دون أن يكون اسمه عليها...وهذا لايعيب إبداعه أبدا بل يضعه في مكانة خاصة به لاينازعه عليها أحد...في اعتقادي ومن خلال متابعتي للكثير من أدبائنا العرب والعالميين أرى أن هناك شيء اسمه بيضة النعامة بالنسبة للأديب هي التي وضعته بين النجوم.. هيجو كتب الكثير ولكن دوما تقفز البؤساء لأذهاننا عند ذكره...أيام طه حسين...عبقريات العقاد...ثلاثية محفوظ..الأم وجوركي. .الحرب والسلام لتولستوي. .والسلسلة طويلة ...لا يمكننا الإقلال من قيمة باقي إنتاجهم ولكن تبقى بيضة النعام تلك درة تيجانهم. .,وطبعا يمكننا قياس هذا على غالبية المبدعين أدبا وشعرا وموسيقى ورسما...وهذا لا يعني أبدا أنني أقر مقولة أن الشاعر أو المبدع يكرر نفسه ..أبدا فمعين الإبداع لاينضب أبدا.....
•••••
•••••
••  قلـــــت:
14- هل للقصيدة اليابانيّة المعروفة باسم "الهايكو" أثر بالغ في التّأثير السّلبيّ على قدسيّة الشّعر؟
•••••
•••••
قالـــت:
•• أنت قلت القصيدة اليابانية ..إذا فهي منتج مستورد من الخارج لايمكن أن يضع أي بصمة على صناعة محلية عمرها آلاف السنين...الموضوع أقرب لما يسمى الموضة التي ستزول بزوال غرابتها ...أو بحلول موضة جديدة مكانها ...شأنها شأن أي ملبس أو قصة شعر مستوردة...
ولكن بالله عليك هل في الهايكو مايشبه الشعر؟
•••••
•••••
•• قلـــــت:
15- هل خاضت شاعرتنا "ندى قنواتيّ" غمار شكل آخر من أشكال الأدب: غير الشّعر؟ وماهي بعض مواهبها؟
•••••
•••••
قالـــت:
•• من يقرض الشعر يستطيع أن يكتب القصة والرواية والمقال وليس العكس حتما....لي بعض القصص القصيرة...وأحب كتابة المقالات الموجهة كثيرا في محاولات لتوجيه أجيالنا الشابة...
•••••
•••••
•• قلـــــت:
16- ماهو السّؤال الّذي كنت تودّين لو أنّني طرحته عليك ولم أفعل؟
•••••
•••••
قالـــت:
•• كفيت ووفيت في أسئلتك المنتقاة دكتورة...ولكن في نفسي سؤال يؤرقني دوما....المطالعة والكتاب الورقي أين نحن منهم وإلى أين نحن ذاهبون بهم؟
•••••
•••••
•• قلـــــت:
17- كيف سيكون موقف شاعرتنا "ندى قنواتيّ" منّي وأنا أشاكسها كطفل مشاغب ألف الدّلال؟
•••••
•••••
قالـــت:
•• ياسيدتي أرحب بكل المشاكسة لأني على ثقة تامة بأنها تخرج من الأديب أجمل ماعنده...وتكشف غير الأديب على حقيقته ...ألست معي سيدتي؟
•••••
•••••
••  قلـــــت:
18- تفضّلي بكلمة أخيرة مفوّفة ببعض من بوح صدرك!
•••••
•••••
قالـــت:
•• لي كلمة صغيرة أهمس بها لكل فرد من أبناء أمتي ..ليكن الحب دوما هدفنا ونبراسنا لنثبت أننا خير أمة أخرجت للناس ..فبالحب نرتقي ونبدع...وبالحب نحيا ونكون...لنعط مالقيصر لقيصر...ومالله لله...حين نعرف حجمنا وقدرنا نحظى برضى الله ورضى الناس ...ولنكف عن الشكوى التي لاتنجب غير المرارة...ونستبدلها باستراتيجية سليمة لتربية أجيالنا القادمة على كلمة سواء وهم سيقومون بثورة حقيقية منظمة نرتقي بها لمصاف النجوم....
( الى هنا وانتهى حوارنا مع الأديبة الشاعرة السورية المتألقة
الأستاذه / نـــدى قنـــواتى )
•••••
•••
••

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق