•• صوت يمتلئ دفئا وحنانا ويتميّز بالقوة... قعقعة رعد هادر: لكنّها قعقعة مسالمة مليئة بالفائدة زاخرة بالمحبّة وبحبّ الخير لكلّ النّاس... إذا حدّثته، فنعم الجليس الّذي يحمل في جيبه وفي طيّات نفسه الطّيّبة الخلوق مسكا أذفر يتضوّع عبيره الشّذيّ بالخير والبرّ وتقوى الله عزّ وجلّ... إذا قال: أوجز، لكنّه يطبق على المحزّ ليصيب المفصل...
•••
وكثيرا ما تسمعه يردّد:
ونحن أناس لا توسّط بيننــــــــــا
لنا الصّدر دون العالمين أو القبر
••••••••••••••••••••
حاورتـــه: الشاعرة: فضيلة زياية ( الخنساء).
••••••••••••••••••••
•• صوت يمتلئ دفئا وحنانا ويتميّز بالقوة... قعقعة رعد هادر: لكنّها قعقعة مسالمة مليئة بالفائدة زاخرة بالمحبّة وبحبّ الخير لكلّ النّاس... إذا حدّثته، فنعم الجليس الّذي يحمل في جيبه وفي طيّات نفسه الطّيّبة الخلوق مسكا أذفر يتضوّع عبيره الشّذيّ بالخير والبرّ وتقوى الله عزّ وجلّ... إذا قال: أوجز، لكنّه يطبق على المحزّ ليصيب المفصل...
وكثيرا ما تسمعه يردّد:
•••
ونحن أناس لا توسّط بيننـــــــــا
لنا الصّدر دون العالمين أو القبر
•••
•• يتعامل معك بالكتاب، لا بالصّفحة ولا بالسّطر ويحفظك في غيابك...
•• وإذا قصدته، فأمرك مقضيّ -لا محالة- اليوم قبل الغد... وفي هذه اللّحظة قبل التّالية... تحسّ من كلامه إليك بأنّه أخ ناصح الجيب ناصعه... لا يحثّك إلّا على طلب العلم والرّقيّ والتّقدّم في جميع ميادين حياتك، ولا يعرف الحقد إلى قلبه سبيلا... أخلاقه أخلاق العلماء وتواضعه تواضعهم... عفّة نفسه وكبره في غير تكبّر تجعله يأنف على أن ينحني لاستعادة قلمه الّذي سقط من جيبه. قصائده رجّاجة "يختلّ لها الميزان" ويشي بها الصّدق والأصالة والعفويّة والبراءة الطّفوليّة. قصائد سامية سموّ نفسه الأبيّة... حسّاس جدّا: إلى درجة لا يمكن وصفها... وأنت تسمعه يغرّد قصائده، تحسّ بنبضك الطّاهر العفيف، وأنت تتوشّح هذه الدّرر النّفيسة... نبضه موجع لكنّه ترياق للعليل المدنف. يسطّر ما يشعر به المتلقّي من دفين مشاعر... عندها فقط: تكون موجات صدقه قد خرقت أفق انتظار المتلقّي وقبضت عليه بخيط من سحر...
•• "عروضيّ الجزائر" و"لغويّها" النّحرير و"نحويّها" المحنّك و"بلاغيّها" المصقع... موسوعة نادرة في هذا العصر بالذّات... فلا يحدّثك إلّا والشّاهد القرآنيّ في النّحو حاضر في بديهته... لا يتلفّظ بأيّ كلام، بل تراه ينتقي جيّدا كلماته، ويصدق فيه قول الله عزّ وجلّ:
((ما يلفظ من قول، إلّا لديه رقيب عتيد)). صدق الله العظيم))
•• أخلاقه القرآن وكلامه من نبل القرآن وسمته الجدّ والنّشاط... في كلامه وفي محاضراته ثناء على الله عزّ وجلّ وذكر لأفضال العلماء وذوي الأفضال... ويعرف لنفسه العزيزة قدرا فيتوقّف عن الكلام قبل أن يعطوه الإشارة البرتقاليّة بانتهاء الوقت المخصّص له... فلا ينتظر من "لجنة المناقشة" تنبيها ولا وخزا... لا يكلّ ولا يملّ، بل تراه دائم البذل غزير العطاء من غير تكلّف ومن غير تصنّع بل من غير أن يحاسبك!!!
•••
•• وكعادتنا أن نلتقي به دائما بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلاميّة بقسنطينة أين يدرّس فلم يمانع في أن يفتح لنا صدره ويحدّثنا عن مكنوناته: بكلّ انحناءة تواضع العلماء ومن دون حواجز!!!
((01))- الكتابة: هي "أن نرى ذواتنا متموقعة في ذوات الآخرين".
•••
•• كيف يمكن للدّكتور الشّاعر "ناصر لوحيشيّ" أن يؤكّد لنا هذه الفكرة أو ينفيها؟
•••
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• بادئ ذي بديء، أشكر لك أيّتها الشّاعرة الفاضلة والأستاذة المقتدرة تلفّتك هذا واهتمامك وتقديرك لنا. ورجائي أن أكون عند ظنّك الحسن وظنّ القرّاء والمارّين على الموقع والمنتدى.
•• حقّا، إنّ الكتابة أن نرى ذواتنا تنطوي في ذوات الآخرين وتلتحم بشؤونهم وطموحاتهم وآمالهم وآلامهم.. فالشّاعر -في تقديري- هو الّّذي لا ينفصل وينفصم عن الآخر... الشّاعر الحقّ هو الّذي ينظر إلى الكون والوجود نظرة أخراة مستثناة فيدرك ماعليه نحو ذاته ونحو الآخرين.
•••
فضيلة زياية ( الخنساء)
((02))- ما هي الأوقات الّتي يكتب خلالها الشّاعر "ناصر لوحيشيّ"؟
•••
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• وأمّا عن الأوقات الّتي أكتب فيها الشّعر... فليست هناك أوقات محدّدة... أنا أكتب الشّعر ليلا ونهارا. قائما وقاعدا وراكبا وراجلا وعلى جنبي أحيانا.
•••
فضيلة زياية ( الخنساء)
((03))- قيل:"إنّ الشّعر يولد من عراك النّفس لا من مهادنتها". و إنّ الشّاعر لا يكتب، إلّا حين يغضب.
-فهل هذا صحيح؟
•••
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• ربّما، يكون ذلك صحيحا وربّما يصدق ذلك مع بعض الشّعراء... غير أنّ الشّعر -في ظنّي-يولد من نزاع النّفس ونزوعها وانجذابها وتردّدها وتقلّبها... فقد يولد من العراك، وقد يولد من المهادنة.
•••
فضيلة زياية ( الخنساء)
((04))- "ناصر لوحيشيّ" ثائرا!!!
•••
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• أيّ ثورة تريدين، وأيّ ثورة تقصدين أيّتها الكريمة الفاضلة؟! فلا شكّ في أنّ للثّورة معاني متعدّدة ودلالات غزيرة، ومفاهيم أدبيّة وفلسفيّة متباينة... والثّورة- في حقيقتها- ذات بعدين: إيجابيّ وسلبيّ وللثّورة معايب ومحامد... والشّاعر الحقّ هو ذلك الإنسان الّذي لا يرضى بالشّائن المشين ولا يرضى بالمتداول المستهلك ولا يرضى بالسّواد والعتمة...
•••
فضيلة زياية ( الخنساء)
((05))- ما هي أحبّ قصيدة وأقربها إلى نفسك أنت كتبتها؟
•••
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• أقرب قصيدة؟ الجواب عن هذا السّؤال صعب معتاص... قصائدي كلّها جزء منّي... ولأنّها أباحت عن مكنوني في لحظات ما... وكلّ قصيدة هي موقف وحالة... بيد أنّني صرت أميل إلى قصائدي الأخيرة ميلا.
•••
فضيلة زياية ( الخنساء)
((06))- بعد شريط "أهازيج الطّلّاب": الّذي كان قد حقّق نجاحا باهرا في المدارس وفي الثّانويّات وفي الجامعات... -إلام يطمح الدّكتور "ناصر لوحيشيّ"؟
•••
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• بعد "الأهازيج": هناك مشاريع علميّة وأخرى إبداعيّة.. أرغب في بعث التّجربة السّمعيّة العروضيّة بعثا جديدا يساير الرّاهن ويسدّ بعض الثّغر ويتدارك ما فاتنا... وأسعى إلى تسجيل شعري بصوتي... والمؤمّل غيب ولك السّاعة الّتي أنت فيها.
•••
فضيلة زياية ( الخنساء)
((07))- إلى أيّ مدى يرى الدّكتور "ناصر لوحيشيّ" النّحو مرتبطا بعلم "عروض الشّعر وموسيقاه"؟
•••
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• ارتباط النّحو بالعروض؛ العلوم كلّها مرتبط بعضها ببعض... ويتجلّى هذا في علوم العربيّة جميعا... فالعلاقة بين النّحو والعروض علاقة وطيدة متينة. فحسبنا أنّ "الخليل بن أحمد الفراهيذيّ" نحويّ وعروضيّ... وكثير من النّحاة عروضيّون... وما نشأ أحدهما، إلّا لغايات اقتضاها العلم الآخر.
•••
فضيلة زياية ( الخنساء)
((08))- كيف ينظر الشّاعر "ناصر لوحيشيّ" إلى "القصيدة العموديّة" ؟ وماذا تعني "الحداثة" عندك؟
•••
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• الشّعر شعر، والشّعر تحسّه أوّل واهلة وتدركه من أوّل القول... بقطع النّظر عن الشّكل الّذي صبّ فيه. وأمّا بالنّسبة للقصيدة العموديّة فإنّها المورد الرّيّان والمنبع الّذي لا ينضب، والشّكل الأخّاذ. والواقع الشّعريّ المعاصر يؤكّد هذا... وهاهم الشّعراء يعودون إلى هذا الشّكل الشّعريّ الخليليّ الأصيل بقوة. هذا الأسبوع بل هذه الأيّام.
•• وأمّا الحداثة فكلّ جميل حديث، حتّى ولو كان قديما... والحداثة زمنيّا ليست الحداثة فنّيّا وجماليّا... وكلّ جديد يصبح قديما... والشّعر الباهر الحقيقيّ خالد متجدّد لا يبلى ولا يخلق.
•••
فضيلة زياية ( الخنساء)
((09))- ونحن في عصر "الأنترنيت والعولمة"... هل يظنّ الدّكتور الشّاعر "ناصر لوحيشيّ" أنّ هذه "الحداثة"، بإمكانها أن تهزم "عجرفة" القصيدة العموديّة؟
•••
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• الشّعر الحديث-ولعلّك تقصدين شعر التّفعيلة- هو تنوّع وثراء في سماء الشّعر العربيّ... والأشكال الشّعريّة الموقعة يسند بعضها بعضا ويثري أحدهما الآخر. وما أحسب أنّ أحدهما سيهزم الآخر، أو يلغيه...
••فكلاهما جميل رائع باهر... إذا كان شعرا نابعا من صدر صاف وإذا كانت التّجربة الشّعريّة حقيقيّة معيشة.
•••
فضيلة زياية ( الخنساء)
((10))- على الرّغم من أنّك "الأستاذ الأوّل" (( 01 )) لعلم "عروض الشّعر وموسيقاه" بجامعتي قسنطينة دون منازع، إلّا أنّنا نلاحظ طغيان "شعر التّفعيلة" على بوحك !!!
فكيف تبرّر هذا؟
•••
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• الحقيقة، أنّني لا أختار الشّكل الشّعريّ الّذي ألقي فيه بوحي... بل إنّ ذلك يخضع للحالة النّفسيّة والشّعوريّة الّتي أعيشها... إنّني أحاول أن أكون صادقا مع نفسي وشعري وصريحا مع الحالة الّتي أعيشها...
وربّ قصيدة بدأت عموديّة ثمّ عدلت إلى الشّكل الشّعريّ التّفعيليّ الحديث، وخلاف ذلك حصل كذلك معي مرّات عديدة... وبعض قصائدي فتحت بالشّكل الخليليّ المصراعيّ، ثمّ وردت فيها أسطر شعريّة تفعيليّة ثمّ ختمت بالعموديّ المصراعيّ... وهكذا دواليك.
•••
فضيلة زياية ( الخنساء)
مرّي على الشّارع الخلفيّ إنّ دمي
قد جفّ جانبه، فاختلّ ميزانــــــــي
((من قصيدتك الموسومة: "انبجاس البوح")).
•••
ناجزتني رؤاك حين اختفينـــــــــا
ضاق صدري وكان صدري رجيبا
((من قصيدتك الموسومة: "توشية خيال")).
•••
العشيّات ماثلتني رؤاهـــــــــا
فانحنى موعدي وظلّ وريف
((من قصيدتك الموسومة:" همس العشيّات ")).
•••
فضيلة زياية ( الخنساء)
•• هذه أبيات أولى ((01))؛ أي: "أبيات مطالع" جميلة جدّا لبعض قصائدك الموجودة بديوانك الشّعريّ الموسوم: "مدار القوسين" الّذي سيصدر قريبا عاجلا بإذن الله سبحانه وتعالى...
•• وما نلاحظه في هذه القصائد غياب "المطالع المصرّعة": كما في معظم قصائدك، خلاف المتعارف عليه في الشّعر العربيّ!!! - فبماذا تفسّر لنا هذا؟ أم إنّ هذا نابع من "فلسفة خاصّة" تتّبعها؟
•••
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• أنا أكتب القصيدة كما تملى عليّ... فلست أؤمن بالاعتماد على المسطرة في كتابة الشّعر ولا بوجود الآلة الحاسبة... أوليس الشّعر طبعا وسجيّة وعفويّة؟!.. الشّعر ليس تعمّلا أو تكلّفا وتصنّعا... والشّاعر الفذّ هو الصّادق مع نفسه
••ومع شعره و مع تجربته ومع أصدقائه ومع جمهوره...
فبعض قصائدي مصرّع المطالع وكثير منها غير مصرّع... وسؤالك لفتة طيّبة، وتلفّت ثاقب جميل. فشكرانك أيّتها الشّاعرة والأستاذة القديرة.
فضيلة زياية ( الخنساء)
((12))- هل يحبّ "ناصر لوحيشيّ" أشياءه القديمة؟
•••
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• قديمك جزء منك... وهناك أشياء قديمة أحنّ إليها وأخرى أحاول نسيانها... لست أدري لماذا؟ وهناك قديم يحتفظ به بعض الأصحاب والأصدقاء كنت قد نسيته... ولكنّهم يفاجئونني به أحيانا فأسرّ.
•••
فضيلة زياية ( الخنساء)
((13))- أيّهما أحبّ إليك في كتابة الشّعر: "القوافي المطلقة"؟ أم "القوافي المقيّدة"؟ وكيف تنظر إلى كلّ منهما؟
•••
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• لعلّني أميل إلى "القوافي المطلقة"... لتنطلق النّفس وتنطلق الرّوح وينطلق الشّعور وتنطلق الكلمات مسرعة تعبيرا عمّا يختلج في الصّدور.. وإن أدري لعلّه تعبير عن ميلنا إلى الحرّيّة والانطلاق ومجانفة للقيد والتّقييد.
•••
فضيلة زياية ( الخنساء)
((14))- الشّاعر: لا يقرأ قصائده، وإنّما يغنّيها "مغرّدا"!!!
فهل هذا صحيح؟ وما علاقة "القصيدة" ب "فنّ الإلقاء الإنشاد"؟
•••
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• ربّما يكون ذلك صحيحا إلى حدّ ما... لكنّ الّذي يميّز الشّعر روحه وتشكّله الزّئبقيّ المستثنى. الشّعر لغة أخرى وفيض خاصّ.. نعم هو كلام منغّم موقع وصورة باهرة تتجاوز السّائد المبتذل. والشّعر تغريدة جديدة وتحريك السّواكن وهزّة الكلف المشتاق، ودمعة الأسيان وإشراقة المؤمّل المتفائل.
•••
فضيلة زياية ( الخنساء)
((15))- ما رأيك في أن نقوم بزيارة علميّة إلى مدينة (("الخليل بن أحمد الفراهيذيّ"))- رضي الله عنه وأرضاه- لكن: خارج شريط "أهازيج الطّلّاب"؟
•••
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• الحقّ أنّ "الخليل بن أحمد الفراهيذيّ" لا يقطن مدينة ولا بلدا ولكنّه يقطن كونا ووجودا... إنّه عبقريّ من البصرة... هبة رائعة وعقل نادر ونبوغ باهر... بهر الأصدقاء مثلما بهر الأعداء فشهدوا له.. والحقّ ما شهدت به الأعداء... وحسبه ما قالته: "جوليا كريستيفا" Julia Kristiva في حديثها عن النّصّ الكائن المجهول وعن "الخليل بن أحمد الفرهوديّ" فاعترفت بأنّه علّامة في اللّغة وفي العروض والإيقاع وفي الموسيقى وفي اللّسانيات وغير ذلك .
•••
•• وحسبه شرفا وفخرا ما أنتجه عقله الواسع في المعجم وفي النّحو وفي اللّسانيات "الصّوتيات" وفي العروض... فلا غرو أن نجد اسمه مذكورا في كلّ الكتب... وفي صفحات المصحف الشّريف الأخير (( في علامات الوقف والابتداء والشّكل والنّقط )).
•••
فضيلة زياية ( الخنساء)
•••
(( يتبع، في جزئه الثّانيّ))
•••
(( هامش )):
••••••••••••
البيت المذكور في المقدّمة، للشّاعر الخنذيذ "أبو فراس الحمدانيّ".
•• لا شكّ -أعزّائي القرّاء- أن تكونوا قد عرفتم صاحب هذه الأبيات الجميلة الجزلة!!!
•• فمن منّا لم يتأثّر بقصيدة "وطني يا نجم الأوطان" الّتي هي نشيد يدوّي في كلّ المحافل؟؟؟
•• ومن منّا لم يشغف بقصّة "اللّفافةالملعونة" الّتي تحارب التّدخين بأسلوب حضاريّ جدّ راق؟؟؟
•• ومن منّا لم يزدد حبّا في عروض "الخليل بن أحمد الفراهيذيّّ" رضي الله عنه وأرضاه، حين يداوم الاستماع إلى شريط "أهازيج الطّلّاب"؟؟؟
•• قال عنه الشّاعر الجزائريّ الكبير الفذّ "نور الدّين درويش"، حين قدّم لديوانه الموسوم "فجر النّدى"مايلي:
•••
•• ("..." أوّلا وثانيا وعاشرا إنسان ممتاز كونه ناجحا جدّا راق جدّا في علاقاته... ويتميّز شعره بالعفّة والسّموّ والرّقيّ ونقاء الكلمات وبخاصّة حين يكتب حول المرأة. وهذا يرجع إلى حبّه الشّديد لأمّه وتعلّقه بها تعلّقا شديدا).
واصفا إيّاه -في غيابه-أمام جمع غفير من الحضور في أمسية شعريّة بجامعة "الإخوة منتوريّ" بقسنطينة، قائلا:
•••
(لم أر أكثر بذلا وعطاء منه)
•••
•• شهادة كهذه الشّهادة من الشّاعر الجزائريّ النّحرير "نور الدّين درويش" تكفي لتصف لنا أيّ رقيّ هو عزيزنا الغالي الّذي كلّما حدّثك أو سمعته يقرأ قصائده، تستشفّ من كلامه حكمة الجدّات واستقامة الورعين وصفاء البلّور... وتدرك الصّدق المخلص المحض والصّفو في كلماته... كلماته "ليست كالكلمات"، على قول "نزار قبّانيّ"... لكنّها كلمات تزن الذّهب الخالص... لا تدليس فيها ولا غشّ ولا محاباة... ونصائحه خالصة، قلّ نظيرها في هذا الزّمن الأغبر الّذي لا يحابيك إلّا لمصلحة... يقابلك ببشاشة الأمّ الحنون وكرم "حاتم الطّائيّ". لم يكدّر طالبا من طلبته في حياته ولم يجرحهم بكلام قاس مهما كان الأمر... وإذا طرحت عليه مشكلة، تحسّ بأنّه يعيشها معك بصدقه وبكلّ جوارحه الحسّاسة: حاملا عنك أعباء همّها. ولا يلتقي بك -بعدها- إلّا ليسألك:
- هل زال عنك التّعـــــــــب؟؟؟ - هل انزاحت عنك الحــمّى؟؟؟ - هل ظفرت بما ضاع منك؟؟؟ فبأيّة كلمة نخاطب هذا الشّاعر النّحرير؟؟؟ هل نناديه أســـــــــــــــتاذ؟؟؟ أم نناديه "أخـــــــــــــي"؟؟؟ أم نناديه دكتــور الدّكاترة؟؟؟ أم شــاعر الشّــــــــــعراء؟؟؟ أم بروفيسور الأستاذيّة بالجامعات الجزائريّة؟؟؟ أم عالــم العلمــــــــــــــاء؟؟؟ أم فقيه اللّغويّين وإمام النّحويّيـــــــــــــــــــن؟؟؟
•• يعجز اللّسان عن تقديمه... ويعجز اليراع عن عدّ خصاله النّبيلة وأخلاقه العالية المنبثقة من أخلاق النّبوّة الطّاهرة العفيفة... ولا يتّسع حجمه الكبير كي نقدّمه للقرّاء...
•• فبين نون النّقاء وألف الأنس و الألفة وبين صاد الصّفاء وراء الرّزانة والرّأفة يتربّع ضيفنا... هو ليس ضيفا، بل صاحب البيت...
•• ف: "من أيّ نافذة يطلّ" علينا هذا العملاق الفذّ، هذه المرّة؟؟ ابقوا معنا!!!
•••
((الجزء الثّانيّ))
فضيلة زياية ( الخنساء): ••••••••••••••••••••••
((16))- تتمّة لما توقّفنا عنده ممّا سبق من حديثنا عن "الخليل بن أحمد الفراهيذيّ" رضي الله عنه وأرضاه: فلو بقي هذا العبقريّ الفذّ على قيد الحياة إلى غاية عصرنا هذا، هل يتصوّر الدّكتور "ناصر لوحيشيّ" أنّ "الخليل بن أحمد الفراهيذيّ" سيهضم -بسهولة- واقع هذه "الحداثة" في الشّعر؟ أم أنّه سيرفضه؟ وإذا افترضنا أنّه سيكون "منظّرا" لهذه الحداثة فكيف يتصوّر البروفيسور "ناصر لوحيشيّ" هذا التّنظير؟ الشاعـر ناصر لوحيشي
•••
•• في البدء، أعتذر إلى الأخ "محمّد الشّدويّ" و إلى الأستاذة الفاضلة الشّاعرة المتميّزة "فضيلة زياية" وإلى كلّ أصدقاء المنتدى... وقد تأخّرت جوابات هذا الحوار... ويرجع هذا إلى أسباب كثيرة وظروف خاصّة حالت دون هذه التّتمّة في وقت مضى. ولساني قول ذاك الشّاعر:
وقد تقبل العذر الخفيّ تكرّمـــــــــا
فما بال عذري واقفا وهو واضح؟
أ•• لا إنّ "الخليل بن أحمد الفرهوديّ" عبقريّة لمحت في أزد عمّان وسطعت في البصرة وعمّ ضياؤها العالم العربيّ والعالم الإسلاميّ. ذاك الّذي كان يسكن في خصّ من أخصاص البصرة وغيره يكسب بعلمه الأموال...
•• وأمّا الحداثة والخليل... فكلام قد يطول... بيد أنّ المنهجيّة والموضوعيّة أن نحدّد فلك الحداثة بدءا... فهل نعني بالحداثة الحداثة في المباني والتّشكّلات أم هل نعني بالحداثة حداثة المضامين والمحتويات والأغراض والموضوعات؟!
•• أحسب أنّ "الخليل" عقل نادر وعبقريّة فذّة، ولو عاش زماننا هذا لقعّد قواعد وسنّ سننا في الشّعر وفي العروض والإيقاع وحسبه ما وسمته به النّاقدة المعاصرة "جوليا كريستيفا" Julia Kristiva.
فضيلة زياية ( الخنساء)
•••
((17))- يقول النّاقد البنيويّ الفرنسيّ "رولاند بارث" Roland Barthes: "تبدأ الحداثة في الأدب بالبحث عن أدب "مستحيل".
•• فما هو هذا "المستحيل الأدبيّ" في نظر البروفيسور "ناصر لوحيشيّ"؟
- وهل فكرة "رولاند بارث" تخدم الأدب، أم تهدّمه؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
•••
•• لا شكّ أنّ الأدب شكل من أشكال التّواصل والخطاب والإبلاغ.. وهو شكل ينماز عن غيره.
•• والأديب، بل الشّاعر يبحث عن مواطن الإضافة والتّجدّد... والشّاعر الحقّ هو الّذي يقول داخله، يقول واقعه... يرسم جزئيّات الباطن النّفسيّ... ولا يكون تبعا أو صدى لغيره... نعم.. هو الّذي يبحث عن المستحيل الممكن.. أو الممكن المستحيل..وهو الممكن الجميل... وخفقانه:
وإنّي وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تستطعه الأوائــل
•• وأظنّ أنّ فكرة "بارث" تخدم الادب والشّعر وتجعل الأديب في رحلة بحث عن النّصّ الفذّ والخطاب الباهر المتجدّد.
فضيلة زياية ( الخنساء)
•••
((18))- ماذا لو عدنا إلى عصر "أمّ جندب"، في هذا الزّمن الأغبر المعكوس الّذي "يهين" المرأة الشّاعرة الّتي تحمل رسالة سامية نبيلة حقيقيّة و "يعلّق النّياشين" ويمنح الأوسمة لنساء: لا علاقة لهنّ بالشّعر إطلاقا؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
•••
•• نعم... هناك أشياء كثيرة يجب مراجعنها وينبغي التّدنيق فيها... فهناك أسماء في الأدب والشّعر ظهرت وما هي من الإبداع بقريبة... وقد أسهمت بعض وسائل الإعلام والاتّصال في نشر الكتابة الفجّة الضّحلة وهذا ما يؤسف عليه.
غير أنّ "غربال" التّاريخ سيصفّي التّبر ويكشف التّراب... وأمّا الزّبد فيذهب جفاء.
((21))- شاعرنا العزيز! أبى أخونا "محمّد الشّدويّ" صاحب منتدى "التّوباد الأدبيّ" إلّا أن يشاركنا حوارنا هذا!!!
وتنسيقا بين الأسئلة ندرج سؤاله ذا الشّقّين!!!
•• أهلا بالدّكتور "ناصر لوحيشيّ" أخا.
هل لنا بحديث الدّكتور "ناصر لوحيشيّ" عن تجربته في أمير الشّعراء؟ وبدون دبلوماسيّة الأكاديميّين المعهودة؟
•• كيف يصارع شعراء العموديّ في الجزائر غثاء ما يسمّونه قصيدة النّثر؟ وهل التّواصل الثّقافيّ المباشر بين الثّقافتين الفرنسيّة والجزائريّة دور في انتشارها؟
وأقرئيه السّلام وعليك السّلام
الشاعـر ناصر لوحيشي
•••
•• في البدء يلزمني أن أشكر الأخ العزيز "محمّد الشّدويّ" تقديره وحسن ظنّه بنا وثقتك...
•• وأمّا عن تجربتي في أمير الشّعراء وبمنأى عن الأكاديميّة والدّبلوماسيّة أقول:
•• لقد شاركت مرّتين في مسابقة أمير الشّعراء في الموسم الثّانيّ والموسم الثّالث... ولقد مكّنتني مشاركتي من التّعرّف إلى الكثير من الشّعراء من الوطن العربيّ الغالي... وقرأنا شعرنا وسمعنا شعر الآخرين وحادث بعضنا بعضا... وناقش بعضنا بعضا... فأفدنا من كلّ ذلك إفادات جمّة لا تنكر... شاركت في المرّة الأولى (الموسم الثّانيّ) وكنت ضمن ستّين ((60)) شاعرا المجازين... ولم يحالفنا الحظّ يومها لسبب أو لآخر كي نكون من ضمن 35 شاعرا... وشاء الله أن نكون في الموسم الثّالث (المرّة الثّانية) ضمن 35 شاعرا...
وشاركت بقصيدة أعتزّ بها وأفخر... ولكنّ هوى لجنة التّحكيم... لم يجزها... بل إنّ أحد الأساتذة -سامحه الله- وسمها وسما لا يليق بالشّعر والشّعراء والنّقّاد والنّقدة ولا بلجنة التّحكيم... وذلك ما يؤسف عليه!!؟!! بيد أنّ الفوائد المجنيّة، والمقاصد المبتغاة والمرامي المنشودة المحقّقة جاوزت تلك المعايب والمثالب والهنوات.
•••
•• السّؤال الآخر: كيف يصارع شعراء العموديّ....
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• الحقّ أنّ الصّراع بين القديم والجديد والحديث والمعاصر بين الماضي والآتي والرّاهن.. صراع أبديّ أزليّ... ولن يكون الشّعراء بمنأى عنه ولا يستطيع الشّعراء مجانفته وإن حاولوا.
•• بيد أنّ القصيدة المصراعيّة الخليليّة العموديّة الأصيلة تعود بقوة... في الجزائر وفي أغلب الدّول العربيّة... وتلك مفخرة ومكسب.
•• وأمّا ما يدعى "قصيد النّثر" ويسمّيه بعضهم"اللّاشعر"... فهي كتابات نثريّة فنّيّة متباينة متفاوتة المستوى... وكثير منها غثاء جفاء... ولا شكّ في أنّ "العولمة" والتّقدّم المعلوماتيّ، والسّيل الإلكترونيّ... وغيره... أسهم في ضعف تلك الكتابات. وأمّا التّواصل الثّقافيّ بين الثّقافتين العربيّة والأجنبيّة... فله سهم في انتشار الكتابات الفجّة (بكسر الفاء) غير النّاضجة.
•• وسلامي لك -أستاذة- وللأخ " محمّد الشّدويّ"ولكلّ القرّاء والأصدقاء وكلّ المارّين عبر الكلمات غير العابرة.
فضيلة زياية ( الخنساء)
•••
((22))- هل حدث لك أن شرعت في كتابة قصيدة وفجأة وجدت نفسك تعدل عنها إلى قصيدة أخرى: دون سابق إشعار ودون أن تدري سبب هذا؟
- كيف يشرح "ناصر لوحيشيّ" هذه الحالة الشّعريّة للقرّاء؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
•••
••نعم... ما أكثر ما حدث لي ذلك... فكم مرّة بدأت كتابة قصيدة... فكتبت مقطعا... ثمّ مالبثت أن عدلت إلى غيره... وبقصيدة جديدة... ولديّ مقطّعات كثيرات غير مكتملات... وهي حالة عاديّة طبيعيّة... لأنّ الشّاعر يعيش حالات مختلفة... ومقامات متباينة... فينتج ذلك من اختلاف النّصوص الإبداعيّة... وبتر لها... وعود إليها... وتنقيح وإعادة نظر...
فضيلة زياية ( الخنساء)
•••
((23))- تحدّث الشّاعر الجاهليّ "امرؤ القيس" في معلّقته الجميلة عن البحر وموجه المتلاطم فكان حديثه يشي بالصّدق وينمّ بالشّفافية على الرّغم من أنّ البيئة الجاهليّة بيئة قاحلة جرداء لا تتوفّر على هذا "البحر" الّذي صوّره "امرؤ القيس" فأحسن تصويره.
•• وأمّا النّظرة الأخرى، فيعرفها "عبد الودود" "*"وبعض الأصدقاء... فما أروع صيد السّمك وما أمتع ذلك؟!!؟
فضيلة زياية ( الخنساء)
•••
((24))- ونحن نرى بين أيدينا قصيدة عموديّة مكتوبة: فسواء أكانت هذه القصيدة تحوي مائة((100)) بيتا، أم تحوي خمسة عشر ((15)) بيتا...
•••
•• وأنا أطوف الحيّز المكانيّ الصّغير بين أعاريض الأبيات وبين بدايات أعجازها، أحسست بأنّني أدخل "رواق المنزل".
•• وأنا أذرع هذا "الرّواق" ها أنا ذي أطوف أفضية القصيدة فضاء فضاء: لأدرك أنّ أعاريض الأبيات وضروبها "غرف سكنيّة". ومن هنا كان "المصراع"، وكان "مفتاح البحر" الّذي فتحت به "أنا" أبواب هذه "الغرف السّكنيّة" غرفة غرفة... وما هذه المصاريع والمفاتيح والطّرقات سوى ذرّة ضئيلة جدّا من عبقريّة العالم العروضيّ البصريّ "الخليل بن أحمد الفرهوديّ" -رضي الله عنه وأرضاه- وإنّي على يقين تامّ من أنّك تفهم أفكاري جيّدا وتحترمها وتثمّنها!
•• أنا جدّ سعيدة وسأكون جدّ فخورة حين أطلب من الشّاعر "ناصر لوحيشيّ" أن يوصل أفكاري إلى القرّاء!!!
الشاعـر ناصر لوحيشي
•• بورك فيك يا أستاذة.. ولا شكّ أنّ ما تقولينه هو ما أقوله للنّاس ولطلبتي الّذين أدرّسهم بالجامعة... وهل تصدّقين إذا قلت لك وللقرّاء الأعزّاء إنّني أحيانا أعجز عن شرح بعض الظّاهرات العروضيّة العجيبة الّتي قعّدها "الخليل بن أحمد الفرهوديّ" ووضعها وضعا باهرا... وكيف اتّسقت الأشياء في العروض اتّساقا مدهشا...
•• أحسب أنّ المنظومة العروضيّة الخليليّة تحوج إلى باحثين أكفاء ودارسين مخلصين لديهم مكنة في العروض وفي الرّياضيات وفي الفيزياء وفي الموسيقى وفي الإيقاع وفي اللّسانيات وفقه اللّغة... وحينها يجيء الحقّ ويزهق الجهل والباطل... إنّ الجهل كان زهوقا.
فضيلة زياية ( الخنساء)
•••
((25))- فرضا أنّني قد "انتحلت" إحدى قصائدك لأنسبها إلى نفسي...
•• فكيف تدافع عن نفسك لاستعادة قصيدتك "المستولى عليها"؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
•••
•• لاستعادة قصيدتي المستولى عليها... يكفي أحد الأمرين:
فإمّا أن "أضرب النّحّ" وأسكت وأقول ما يقوله بعض العامّة: ((طاحت من الفم جات في الكمّ)).
•• وإمّا أن أكتب قصيدة أخرى بديعة يكتشف النّاس والنّقّاد أنّ القصيدة المستولى عليها قصيدة "ناصريّة وحشيّة".
•• فماذا يقول الشّاعر "ناصر لوحيشيّ" في هذا "الإعجازالرّائع"؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
•••
•• شكرانك يا أستاذة فضيلة.. فحقّا.. أوجه الإعجاز والإعجاب في اللّغة العربيّة وعلومها وفنونها لا تعدّ ولا تحصى...
•• ففي كلّ يوم لنا لمحات جديدة، وفي كلّ يوم نكتشف أشياء رائعة جميلة... وحسبك أنّ "ابن جنّيّ" وسم كتابه "الخصائص" وفي ذلك قصد وتعمّد بما اختصّت به العربيّة دون سواها.
فضيلة زياية ( الخنساء)
•••
((27))- كثيرا ما نرى طلبة الجامعات منشطرين مشوّشين بين التّوجّه إلى دراسة "الشّعبة الأدبيّة" و"الشّعبة اللّغويّة". فنراهم حائرين: لا إلى هؤولاء ولا إلى هؤولاء...
•• فبماذا ينصحهم البروفيسور "ناصر لوحيشيّ"؟
•• بعد هذا: إليك "الموّاج" لتغرّد على أيكنا آخر نبضة، وأفضّلها عموديّة؟
الشاعـر ناصر لوحيشي
•••
•• كان قد انتابنا ما انتاب وينتاب الطّلبة الآن... أإلى اللّغة؟ أم إلى الأدب؟...!
••غير أنّ الّذي نراه... أن يتأنّى الطّلبة قبل اختيار الشّعبة والوجهة المعرفيّة... وأن يدرسوا الأمر جيّدا... وينظروا في مكنتهم وإمكاناتهم ومكتباتهم الخاصّة وقدراتهم وقبل ذلك وبعد... الرّغبة والميل... فاختر أخي الطّالب، أختي الطّالبة... ما تميل إليه نفسك ويستطيبه طبعك وتراه مناسبا لك منسجما مع طاقاتك وقدراتك.