الاثنين، 2 فبراير 2015

أوراق صفراء من ذاكرة الصنوبر- 14- للأديبة / ‏‎Rabab Alnaji‎‏


‏‎Rabab Alnaji‎‏ 


أوراق صفراء من ذاكرة الصنوبر( 14)
•••••••••••••••••••••••••

•••تنبض الساعة كي تعلن أن .....الوقت الآن الثالثه و30دقيقه فجرا....

{كل ما أذكره تلك الليله هو أني كنت اراقبها بشغف يوجب تسجيل الحدث منبهره بنضج مفاجئ بدأ يغزو أركان جسدها الصغير يبدو لي أنه قرر أن يرسو بها بامان بعدما أبحرت طويلا تائهه عن وجهتها }.

.تلتفتت للساعه .....قررت أن تستدعي النوم كي يسدل الستار على عينيها..... آملة بأن يودعها حلمها الطفولي الأخير بين ذراعي السرير .. لكنه يرفض الحضور يسجل/ النوم /تلك الليله حالة غياب .....

....تغزو صور المستقبل مخيلتها ممسكة فرشاتها أخيرا لترسم لها زهره تمنت أن تكون هي الورقه الحمراء فيها ....وهو لها كورق شديد الخضره لايمل احتوائها.

...ترسم شفتاها ابتسامه وقد سطرت بين الشفاه حرف يحكي- يارب - ....يبتهل الدعاء يسير مع النبض
لكنها أخيرا تقرر أن تحمل جسدها الذي أنهكه السهر كي يجلس في رحاب الله .

حيث أن .....{الإحتياج والمحن والخوف ..جميعها همس يسير بنا نحو الله-}......ندرك حينها لذه الانكسار بين يديه .

كل ما رأيته سجود طويل ....حاولت أن أنصت لحرفها فيه
....لكنها قررت أن تتبع اليقين بأنه العليم وتستمتع في لحظه الوقوف بين يداه.

رفعت رأسها ....لألحظ أن وجع البكاء /الذي سطر ألمه باكرا جدا
هو من كان دعائها .....

{تحتضن بيسان نفسها فوق سجاده الصلاه ....تبكي طويلا ..حيث أن خوف عميق من شئ ما ...يسرق منها فرحه العروس }.

يستوقف الحدث ......شعاع الشمس البارد ...يعلن لها ....عن يوم جديد عنوانه العرس ..

{تبتسم ...تنادي وشاحها كي تلتف به لتجوب أركان المكان قبل أن يستيقظ الجمع }.

........أول قبله وداع أهدتها ....كانت لدفتر خربشاتها الذي كان يحمل بين سطره نبض ...أبقته سرها الصغير ....حيث لم تبوح لي بما حوى.

...أخيرا ...تركن لزاويه السرير تحتضن وسادتها ..... متأمله مشهد أختها الصغرى النائمه قربهالتشعر بالاشتياق /بالحزن /بالضعف/ بدأ يغزوها .....ليتلو عليها حكايا من مشهد اليوم التي ستصبح عند الفجر القادم بين أوراق الذكريات ....تتأمل لحظات الخوف التي كانت تدعوهم للنوم في سرير واحد يتشاركان دفئ العناق حتى تغفوان .....

تحكي بيسان غارقه في اللحظه هي أحبت لمره واحده ...
لكن بصدق..انا للأسف لا ....حيث لم يملك أحدهم .....{حلمي به }...يعني مروا على قلبي لكنهم لم يسكنوا طويلا ...

حيث أني كنت مغروره بعض الشئ أو هذا ما كنت اسمعه أحيانا حتى صدقته ...

تصمت طويلا ....يبدو أن خطيبي هو حبيبي الأول ....حيث أن ما شعرت به معه لم اشعر به قبل ... لكن فكره الزواج تخيفيني ...

حيث يقال يموت الشوق ...لكن ...يارب.

تكبت بيسان غصتها وتخرج لتودع القبر الذي كتب عليه {كانت أحلام بيسان }...

تخرج بيسان للحديقه تجلس ....قرب عبير الزهور البيضاء لشجره الليمون يلفتها مشهد الندى الذي يغفو على الأوراق الخضراء ....

تقترب كي تشتم حيث ان قطف الزهره يشعرها بالاستياء تركن قرب الجذع تمسك غصن ملقى تداعب به التراب الرطب لكنها اخيرا تقرر .

فتح القبر للوداع الأخير ......

كانت المفاجئه تحكي أنه مازال متورد الخدين يبتسم لها ....تقبل جبينه طويلا ....لتعيد نفس النص {احلامي الصغيره
عمري 17عاما لذا لم أستطع أن أحميك ....فسامحيني وتمني لي أن يستيقظ داخلي حلم جديد ....} .

........لكنها تستيقظ على نبض من صدر الحلم ...لتعلم أنه مازال حيا لم يمت ......بل يسكن داخلها ينتظر الوقت ....كي يتحقق ....

{يبدو أن الأحلام عندما تسكننا .....لا سبيل لها للمغادره لكن عندما نفلس ندعي الرضا ....حتى لا نبوح بالعجز }

بدأ الجمع بالإستيقاظ وتحضير مأدبه الفطور ....على شرف بيسان ....مرة أخرى طقوس العاده تسير مع يوم العروس
لتتجهز بفستانها الابيض .

تتقارب الساعات لترسو أخيرا في صاله العرس ...بفستان التفت بساطته الاوربيه حول خصرها الذي حمل الرقم 36 ..
ارتمى ذيله القصير ورائها ....اختبئت عيناها وراء طرحتها الشفافه وتألق بياض الثوب قرب باقه حمراء ....سلبت العيون ....بجمالها ....قدمت روحها ....للفستان قبل أن ترتديه ...وهمست له أيها الفستان الجميل ...لم أكن أحلم بك ...لكني قررت أن تنول هذا الشرف ...فأنا الأميره بيسان ...
حيث أن جمال الروح ....سر خفي .....لا يعرفه إلا من ملك المفتاح ..

صخب الموسيقي ...يجاورها رقص من نوع آخر قدمته بيسان لليلتها ...عاشت به دور النجمه ...وتألقت ...الغزل كان تلاوه الليله ...

يبدو أنها نسيت الجمهور ....فاحتضنت حبيبها طوال الرقصه ...لتبقي أثر ذلك اليوم ....قصه يحكى عنها ...حتى اليوم ..
يبدو أنها أوقدت .....الفتيل ...لتصحو على قبله جبينها التي أعلنت لها أنه يحملها أمام الجمع ...لتحفر عميقا ذكرى أخرى للعشق ....قد تغرق بها الصغيره ...زمنا طويلا ...

نعم لم تكن طقوس عرسها عاديه .....حيث كان النبض فتيلها ...
والعفويه ....شريك ...رافق الذكرى ...ليكتب لها قصه عشق ..
تتمنى أن تثمر لها بطفل منه.

يجاور الصمت ابتسامه تسكن عيناها ....يبدو انها ذكرى جديده تطل برأسها ...ستكتب سطورها في جلسه جديده من بوح بيسان .
•••••••••••••••••••••••••
ليله سعيده 

بقلمي رباب الناجي



•••••••••••••••••••••••••




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق