الاثنين، 31 أغسطس 2015

فى قصر صديقينا .. للشاعرة الجزائرية المبدعة / سعاد سحنون


(جريـدة الشعر و الشعراء)
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال

••••••••••••••••••
••••••
••••
••



مسرحية كأسك ياوطن


•••••••••••••••••••


 الشاعرة المبدعة/ سعاد سحنون

••••••••••••••••••••
•••••
•••••
••••••••••••••••

 في قصــــــــــــــر صديقينــــــــــــا

•••••••••••••••
•••••
•••••
في حفلـــــــــــــة ذلك المخــادع المزعـوم 
وليمة غدر أعدت علي شـرف أمتنـــــــــــا
ترقص الأفاعي علي مزمـار أمواتنــــــــا
 تتقــــــدم تلك السـاحرة الجميلــــــــة
 تمـد يــــدها فأســــــــــــــــــــتجيب
•••
•••
نتراقـــصُ معـــــــــــــــــــــــــــــــــاً
نتمايــلُ معًــــــــــــــــــــــــــــــــــا
تتعالي أصوات الغناء المُوحِـش
بكلماته البذيئــــــة الصاخبـة
والكل مختمـــــر بكلامــــه
•••
•••
 شـــــــــــــفاهٌ لا تنطــــــــــــق بالكــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
 مـــــــــــــن شــــــــــــــــدة الإغـــــــــــــــــــــــــــــــواء
 بـل تنطق صخبـــــــــــا
 سيمفونيات مبـعثرة
 والعيون الساهرة
•••
•••
تنـــام بأحداقهــــــــــا الســــــــــــــــــمر
تتهلـــــــــــوس الأفكــــــــــــــــــــــــــار
وتلبـــــــــــس أجمــــــــــــــــــــل ثوب 
قل فتقـــــــــــــــول ما لا يقــــــــــال
يختمــــــــــــــــــر الضـــــــــــــــــوء
من قـــــــــــــارورات هذياننــــــــا

•••
•••

وتسكر العقــول الشــــــاردة
 بكــأس لؤمنــــــــــــــــــــا
 ثم نناقــش أمور دولتنـــا
 فــوق طاولــة نبيذنـــــا

•••
•••

ونــــــــــــــــدون بنــــــــــــودا ظالمــــــــــــــــــــــــــــــــــة
كظلمـــــــــــــــــــــــــــــــة 
صديقنــــــــــــــــــــــــــا
ونـــــــــــــــــــــــــــوزع 
كأســــــــــــــــــــــــنا 
علــــــي كـــــــــــل 
بقـــــــــــــــــــاع 
أرضنــــــــــــا

•••
•••

 ويشـــــــــــــــــــرب الشــــــــــــــــــــعب 
 ما تبقـــــــــــــي فـي كؤوســـــــــــــــنا
ويلملم بقايـا طعامكم المســــــــــموم
 مع رغيفكــــــــم المعجــــــــــــــــون 
 بخميــرة دمنــــــــــــــــــــــــــــــــا

•••
•••

وبهلوسة الخمر الذي يســــــري 
في عروقنــــــــــــــــــــــــــــــا
فنساهم في بيع أمتنــــــــــا
بسبب حفلة قصر صديقنـــا 

•••
•••

••••••••••••••
بقلم...سعاد سحنون
الجزائــــــــــــــــــــــر
••••••••••••••



الخميس، 20 أغسطس 2015

( نقطة وحيــدة ) ..الشاعرة المبدعة ( بنت الحجاز ) دلال كمـال راضي

( جريدة الشعر والشعراء )
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال
••••••••••••
•••••••••••••••••••••••••••••

الشاعرة المبدعة ( بنت الحجاز )
دلال كمــــــــال راضـــــــــــــــــي
•••••••••••••••••••••••••••••

( نقطة وحيــــــدة )
أُطفئت أسأأرجة المدينة
وعدت حيث كنت في عالمي 
بعيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة 
لأشـــــــــــحذ اﻷقـــــــــــــــــــــلام 
و أرســـــــــــــــم القصيـــــــــــــــدة 
أمارس عاداتـــــــــــي القديمــــــــــة
أســـــــــــــتعيد الذكريــــــــــــــــــــات
أغترف منها حــــــــــــزن معتـــــــــــق 
بفــــــــــؤادي المرتــــــــــــــــــــــق
أنحـــــــــــت صخر صبـــــــــــري 
اســــــــــــلم لله أمــــــــــــري
•••
أحادث أروقة المساء
أجادل نسمات الهـــواء
أنوح شخبطاتي الحزينة 
على جـــــــدران السماء
بــــــــــــلا قمـــــــــــــــــر 
بــــــــــــــلا نجـــــــــــــــوم 
بـــــــــــلا ســــــــــــــــــــواد 
بــــــــــــــــلا بيــــــــــــــــاض 
بـــــــــــــــــــلا ألـــــــــــــــوان 
فـــــــــــي حيـــــــــــــــــــــــــاة 
بــــــــــــــــــــلا حيـــــــــــــــــــاة 
فـــــــي عالـــــــــــــــــــــــــــــم 
لا قديــــــــــــــــــــــــــــــــــم 
لاجديـــــــــــــــــــــــــــــــد 
بلا وعــــــــــــــــــــــود 
ولا عهـــــــــــــــــود 
•••
لا أكـــــتب عن الوجـــــــــــــــــــود 
الا وجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــود 
الوفــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء 
الخيانــــــــــــــــــــــــــــــة 
الصـــــــــــــــــــــــــدق 
الكـــــــــــــــــــــــذب 
الحــــــــــــــــــــب 
الكـــــــــــــــره
الإخــــلاص 
الغـــــش 
الأمانة 
الأمـل 
الألـــــم 
الســــعادة 
الحـــــــــــزن 
الخيــــــــــــــر
الشـــــــــــــــــر 
الضــــــــــــــحك 
البكــــــــــــــــــاء 
الحيـــــــــــــــــــاة 
المــــــــــــــــــــوت 
الصبـــــــــــــــــــــر
البـــــــــــــــــــــــلاء 
العقـــــــــــــــــــــــــل 
الجنــــــــــــــــــــــــون 
•••
نسيت كل شيء 
فرغت ذاكرتـــــي 
من كل ذلـــــــــــك
لم يتبقى لدي شيء
حتى أنـــــــــــــــــــا 
بـــــــــــلا فــــــــراغ 
بــلا إمتــــــــــــــــلاء
لا أجدنـــــــــــــــــــــــي 
فقط أدنـــدن مع قلمـــــي 
على وتـــر الا أنـــــــــــــا 
قد أجد ضميرآ حي يوقظني 
من غفلة الإضطــــــــــــراب 
الضيــــــــــــــــــــــــــــــــــاع 
وفوضى المفاهيــــــــــــــــــــم 
وبعثرة القيــــــــــــــــــــــــــــــم 
•••
قد المس المضغة الطاهـــــــــــــرة 
التي خلقت بداخلنـــــــــــــــــــــا 
قد أفيق من كابوس الكــــون
 الا إنســــــــــــــــــــــــاني 
وأعود لرحم أمي الطاهر 
أعود في علم الغيب 
من قلم كتـــــــب 
في لوح القـدر
نقطة وحيدة 
•••••••••
نقطة وحيدة
•••••••••

الأربعاء، 19 أغسطس 2015

عروس البحـر .. للشاعرة الجزائرية المبدعة / سُـــــــــعَادْ سَـــحْـنُونْ

( جريدة الشعر و الشعراء )
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال
•••••••••••••••••••••••
اضغط أولا زر تشغيل أغنية حورية البحر
•••••••••••••••••••••••
•••••
•••••
 الشاعرة الجزائرية المبدعـة
سُــــــــــــــــعَادْ سَـــحْـنُونْ 
Souad Sahnoun
•••••••••••••••
••••••••••
••••••••
•••••
••

•••••••••••••••••••
 (عَـــرُوسُ الـبَحْـــــــــــــــرِ)
•••••••••••••••••••
•••••
•••
مُلْقَـــــــــــاةٌ أَنَـــا كَسَــــــــمَكَةٍ تَمَــــــــردَّتْ 
عَلَى مُحِيطِهَـــــــــــــــــا الْمَائِـــــــــــــي
هَاهِيَ تَـلْفــــظُ أَنْفَاسَهَا الأَخِيـــــــــرَة
تَـتَمنّـــــى الْعَوْدَةَ لِحُضْــــنِ الـبَحْــرِ
لَكِـــــنَّ الرَّمْــلَ الـقَاسِي يـَمْنَعُهـَا
جَمِيلَةٌ أَنْتِ يَا عَرُوس الـبَحَـــرِ 
لَكِنك مجرد حلم أسطوري
تشبهين أحلامي كثيـرا 
•••••
•••
حراشــــــــــــــــــــــفك الأنيقـــــــــــــــــــة 
 وحَشْــــــرَجَةُ صَوْتُـــــــكِ الْمَبْحُـــــوحِ
 لـَنْ تَجْعَـــــــــــــلَ مِنْكِ إمْرَأةً حَقِيقِية
أرَأْيْـــــتِ أيْــــنَ أخَــــــــــــــــــــذَكِ 
 التّمَــرُد والغُـــــــــــــــــــــرُور؟
هَاأنْــتِ اليَـــــــــــــــــــــــــوْمَ 
 طَرِيحَة في الرّمْـــــــــــــلِ 
 بَعْدَمَا كُنْتِ سَيّدَةً لِلْبَحْرِ
•••••
•••
أحْلُمِــــــــــي يَا عَـــرُوسَ البَحْــــــــرِ 
بِمُحِيطِــــــــــكِ الرّاقِــــــــــــــــــي 
كُنْتِ هُنَاكَ تَهُزِّيـــــنَ الذَّنَـــــــب َ
الْجَمِيل وَتَرْقُصِيـــــــــــــــــن
كَحُورِيةٍ يُحِيطُ بِهَا الضّيَـاء 
كُنْتِ الْمَلِكَةَ المُتَوّجَــــةَ 
فِي عَرْشِـكِ البَحْرِيِّ
غَرِيبَةٌ أنْتِ اليَوْمَ 
•••••
•••
 فِـــــــي هَــــــــــــــــــــذَا البَـــــــــــــــــــرِّ القَاسِــــــــــي
 لَا أَحَـــــــــــــدَ يَعْـــــــــــــــــــــــــــرِفُ مَقَامَــــــــــــــكِ 
 ولأنّــــــــــــــكِ تَـمَـــــــــــــــــــــرّدْتِ وَحَفَـــــــــــرْتِ 
قَبْــــــــــــــــــــــــــــــــــرَكِ .. بيــــــــــــــــــــــــــدك
 وقعـــــــــت اليوم بيــــــــــن يـــــــــــــــد صيـــــاد ٍ 
 جائـــــــــــــــعٍ غيـــــــــــر محتـــــــــــــــــــرفٍ
 ينــزعُ تاجــــــــــــــــــــــــك وبوحشـــــــــــيةٍ 
 يقلـــــــــــــــــــــب ُ جـلدَكِ النّاعِـــــــــــــمِ
فـــــــــوْقَ مَوْقِـــــــــدِ الفَحْـــــــــــــــــمِ
يَسُــــــــــــــدُّ فَرَاغَ مَعِدَتِـــــــــــــــــهِ
يَلْتَهِمُـــــــــكِ وَيَرْمِي بِعِظَامِـــــــكِ 
إلَى الْبَحْـــرِ مَرّةً أُخْــــــــــــرَى
سَقَطَتْ دَمْعَةٌ مِنَ السَّـــمَاءِ 
لَمْ يَنْتَبِهْ لَهَـــــــــــــــا 
إلاّ مُرْهَف ُ القَلْبِ
•••••
•••
•••••••••••••••••••••••
بِقَلَم......سُـعَادْ سَـــحْـنُونْ 
 الجزائر 
••••••

الأربعاء، 12 أغسطس 2015

لاتقنطـــــــــــــــي ...للشاعر المبدع / محمــد المشـــــــعل

( جريـدة الشعر والشعراء )
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال
••••••••••••
اضغط أولا زر تشغيل أغنية أم كلثوم
( الأطـــــــــــــــلال )
•••••••••••••••••••••••••••••
••••••••••••
••••••••••
••••••••
الشاعر المبــــــــدع 
محمــــــد المشـــــــــعل
••••••••••••••••••
••••••••••••
••••••••••
••••••••
لاتقنطــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
••••••••••••••••••••••
حتمـــــــــــــــــاً ســــــــــــــيتبعُ حُزنُنــــــــــــــــــــــــــا 
يــــــــــــــــــــــــــــومٌ ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــعيد
وإذا شَـــــــــــــــــــــــهِدْتِ جنازةَ الأحـــــــــــــلامِ 
واراهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا الثرى
إيّـــــــــــــــــــــــــاكِ أنْ تبكـــــــــــــــــــــــي 
علـــــــــى الحُلُـــــــــــــــــمِ الفقيـــــــــد
 وَلْتعلمــــــــــــــــي أنّـــــــــــــــــــــي 
اذا مامـــــــــــــــات حُلْمـــــــــــي 
 أنْجَبَتْ رحـــــــــــــــم التفاؤل 
من طموحى غيــــــــــــرهُ 
 حُلمــــــــــــــــاً وليـد
•••
مــــن قـــــــــــــــال أنَّ المـــــــــــــــــــــــــــــــــوتَ 
يَأتـــــــــــــــــــــــي مَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــرَّةً
هـــــــــــــــــــــــذا أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
في كلِّ يومٍ ألــــفُ مــــــــــــــوتٍ لــــــــــي 
وميـــــــــــــــــلادٌ جديــــــــــــــــــــــــد
 فَتَنَــــــــــــــــــكَّري للحـــــــــــــزنِ
هيّـــــــــــــــــــــا استنســــــــخي 
 وجـــــــــــه الســـــــــــــعادةِ 
حيـــن تُنْكِرُنــــــــــــــــــــا 
 لتذهـــــــــــب للبعيـــد
واسـتهزئي باليأس
إنَّ اليأسَ مَعْذِرَةُ 
البليـــــــــــــد
•••
 وقفــــــــــــي معي حتى نخاطـــــــــــــب 
هـــــــــــــــــذه الدنيـــــــــــــــــــــــــا
 نقـــــــــــــــــول لهـــــــــــــــــــــا
بِأنّا قد قبلنـــــــا بالتحـــــــــــدّي
 فهــــــــــــــل لديهــــــــــــــا 
من مزيـــــــــــــــــــــــد ؟
هيّا لتجلب مالديهــــــا 
من خيولٍ أو رجـالٍ 
لن تجدني غيـــــر 
ذاك الثابـــــــــــــت 
الصلـــــــــــــب العنيـد
 ولســــــــــوف أبقــى هكــذا 
 حتـــــــــــى تحينَ مَنيتـــــــــــي
 كالنخل حيــــــــــــــــــــــــــن يموتُ 
أبقـــــــــــــــــــــــــى شـــــــــــــــــــامخاً 
عينـايَ فــــــــــــي كبـــــــــدِ الســــــــــــماء 
 وقــــــد اســــــــتحلتُ الى جريــــــــــــــــــــد
••••••••••••
••••••••••
••••••••
•••••••••••••••••••••••••••••••
بقلمـي / محمــــــــــد المشـــــــــعل
•••••••••••••••••••••••••••••••

السبت، 8 أغسطس 2015

أشهر قصائد الغزل في الشعر العربي .. الشاعرالباحث العربى العراقى الكبير / كريم الأسدي

( جريدة الشعر والشعراء )
رئيس التحرير
عبد الحميد الجمال
•••••••••••••••
أغنية محمد عبد الوهاب
( جفنه علم الغزل )

•••••••••••••••••••••••••

الشاعرالباحث كريم الأسدي
•••••••••••••••••••••••
أشهر قصائد الغزل في الشعر العربي 
•••••••••••••••••••••••
ما الفرق بين الغزل والتشبيب والنسيب يا قارئي الحبيب ؟
•••••••••••••••••••••••••••••••••
(الحلقة الأولى)

كريم مرزة الاسدي 

 قال عمر ابن أبي ربيعة شاعر الغزل العربي العملاق في ثلاث أخوات تيممن به :



بينما يذكرنني أبصرننـــــــي  •••  دون قيد الميل ، يعدو بي الأغرْ
قالت الكبرى أتعرفن الفتى؟  •••  قالت الوسطي:نعم ، هذا عمرْ 
قالت الصغرى وقد تيمتها •••  قد عرفناه وهل يخفي القمرْ 
ذا حبيب لم يعرج دوننا  •••  ســــاقه الحين إلينا والقدرْ!



المقدمة :


قلنا قي حلقاتنا عن الانتصار للمرأة العربية ،إنّ الغزل طبع جبلت عليه النفس البشرية يتأتى عقب إفراز الهرمونات الذكرية أو الأنثوية التي تمنح الفرد صفاته الجنسية الثانوية، ولابدّ للعشق أن يلتئم لإكمال مسيرة النوع البشري كما أرادت له الطبيعة،ولن تجد لسنة الله تبديلا،ومن مظاهر هذا الشعور المتنامي بعد النضج الجنسي لإرضاء الغريزة،هذا البوح شعراً أو نثرا أو نطقاً أو حركةً أ و إيماءً، والعرب منذ القدم وضعواعدة ألفاظ لهذه الدلالة على طريق التعشق ، وإليك من غير الغزل ،الذي سنأتي عليه ،النسيب، التشبيب، العشق،الحب، الهوي، الصبابة،الهيام، الشغف،العلاقة،اللوعة،الوجد، التيم، التبل، التدليه.

وسنقصر الألفاظ على الغزل والنسيب والتشبيب لأنها تتماشى ومسيرة الشعر عبر تاريخه ، واذا كان علماء اللغة يصرّون على ان هناك مناسبة بين أللفظ وألمعني ، يذكر محمد أمين ـ المعروف بأمير بادشاه / المتوفى ـ 972 هـ - في (تيسير تحريره) : إنّ اسم الشيء هو اللفظ الدال عليه وأما اعتبار المناسبة ، والتخصيص بما يقابل الفعل بين اللفظ والمعنى الداعية لتعيين خصوص هذا اللفظ لهذا المعنى فيجب الحكم به،أي باعتبارها بينهما،فإن خفي ذلك علينا فلقصور منا .(1)، وقد عقد ابنُ جنِّي في (خصائصه) بابًا في إِمساس الألفاظ أشبَاهَ المعاني : اعلم أن هذا موضع شريف لطيف،وقد نبَّه عليه الخليل وسيبويه،وتلقَّته الجماعة بالقَبول له،والاعتراف بصحَّتِه .

(2) ، ويعتمد الدكتور جواد علي في (مفصله ) على مادتي ( شبب ) و( ونسب) ، ليفرق بين الغزل والتشبيب والنسيب بقوله : ولو دققنا النظر في معاني هذه المصطلحات، نجد أن هناك فرقًا بين الغزل وبين النسيب، والتشبيب في الأصل، غير أن الناس خلطوا بين معانيها، فلم يفرقوا بينها. فالنسيب مصطلح استعمل في الشعر للتعبير عن ذكر الدِّيار والأحبة في ابتداء القصيدة، فكأنه أخذ من النسب، حيث يقص الشعر نسب أحبته ومكانهم، ومرابع الأحباب ومنازلهم واشتياق المحب إلى لقائهم ووصالهم وغير ذلك مما فصلوه وسموه التشبيب،فهو ليس بغزل إذن، فقول امرئ القيس:

قفــا نبكِ من ذِكرَى حبيبٍ ومنزلِ 
بسقط اللِّوى بين الدَّخُول فَحَوْمَل

لا يعد غزلا بالمعنى المفهوم من الغزل، وإنما هو تذكر وتوجع على الأحبة والأصدقاء، لمفارقته الدِّيار، وتركه الأحباب. أما الغزل، فهو شيء آخر، يمثل عاطفة الحب نحو المرأة، وما يتعلق بها، وأما التشبيب، فهو تذكر أيام الصبا والشباب، والغزل فيه لما فيه من المغازلة والمنادمة ، ونظرًا لما بين هذه الأمور من تداخل، تداخلت المعاني في الإسلام، وأخذت تعني معاني متقاربة، أو شيئًا واحدًا . (3)

فقط أعلق موجزا على قول الدكتور ، الغزل يشترط فيه المواجهة ،، المحاورة ، المشاكسة ، الموافقة .. وإثارة الغرائز الجنسية من الجنسين ، فالغزل يأتي من الاثنين ، والنسيب كما ذكرالدكتور ، وفيه ذكرى ، وأطلال ، ورقة ، وتوجع ، وحسرة ، ووصف لمفاتن المرأة دون فضح ، ولا تشهير ، لأنه نسيب ، والرجل هو الذي ينسب ، والمرأة عليها الصمت !! ومجاله أوسع من التشبيب ، والتشبيب ليس فقط تذكّر أيام الصبا والشباب ، وإنما قد يكون معناه أيضاً التشبب لإشعال جذوة القصيدة في بداياتها ليتحول بعدها الشاعر لغرضه كالمديح أو الهجاء أو الفخر ، بل حتى الرثاء ،ولكن تنبه لي رجاءً - يا حبيبي ، وهكذا نعتك في العنوان الموسوم : قف يا حبيب ، لغرض السجع مع التشبيب والنسيب !! - أقول تنبه لي ، لا أعطيك عهداً أنني سأدرس حالة كل شاعر، سأستشهد به لحظة إبداع قصيدته المستشهد بها ، وأحلل نفسيته ، وخفاياه ، وخباياه ، وأستل الشعرة من العجينة ، كي أقدمه لك غازلاً - لا أقول : متغزلا ، لأن الغزل طبعٌ ، وليس تطبعاً - أم متشبباً ،أم ناسبا ، لأن بعض الحالات يصعب جداً الفصل بينها ، لا يعرف سرّها إلا مبدعها ، لذلك اختلط الأمر حتى على عباقرة العرب القدماء ،نص ابن رشيق في العمدة : والنسيب والغزل والتشبيب كلها بمعنى واحد وقال عبد اللطيف البغدادي في شرح نقد الشعر لقدامة : يقال : فلان يشبب بفلانة أي ينسب بها ولتشابههما لا يفرق اللغويون بينهما وليس ذلك إليهم قال العلامة عبد القادر بن عمر البغدادي في حاشيته على شرح ابن هشام على الكعبية : إن التشبيب إنما هو ذكر صفات المرأة وهو القسم الأول من النسيب فلا يطلق التشبيب على ذكر صفات الناسب ولا على غيره من القسمين الباقيين. ثم يوجز هذا البغدادي الفرق بين المفردات الثلاث قائلاً :إن الغزل هو الأفعال والأحوال والأقوال الجارية بين المحب والمحبوب نفسها وأما التشبيب فهو الإشادة بذكر المحبوب وصفاته وإشهار ذلك والتصريح به وأما النسيب فهو ذكر الثلاثة أعني حال الناسب والمنسوب به والأمور الجارية بينهما فالتشبيب داخل في النسيب .(4)

وسأسير معك - يا قارئي الكريم - حتى الصباح ، ثم يأتيك من بعد في حلقة أخرى ما يضيق به الصباح من الكلام المتاح ، فأرجو منك السماح ، فما أنْ نطلّ على أفقٍ ، إلا وأفقٌ قد لاح !!

1 - الغزل:
يذهب ابن منظور في (لسانه):

غزل : غزلت المرأة القطن والكتان وغيرهما تغزله غزلا ، وكذلك اغتزلته وهي تغزل بالمغزل ، ونسوة غزل غوازل ؛ . والغزل أيضا : المغزول . والغزل : ما تغزله ، مذكر ، والجمع غزول ؛ قال ابن سيده : وسمى سيبويه ما تنسجه العنكبوت غزلا ، فقال في قول العجاج:

كأن نسج العنكبوت المرمل الغزل
العنكبوت مؤنث ، والغزل مذكر ، واسم ما تغزل به المرأة المغزل ، و تميم تكسر الميم ، وقيس تضمها ، والأخيرة أقلها ، والأصل الضم ، وإنما هو من أغزل ، أي : أدير وفتل . وأغزلت المرأة : أدارت المغزل ؛ قال الشاعر:

من السيل والغثاء فلكة مغزل

والمغيزل : حبل دقيق ؛ قال ابن سيده : أراه شبه بالمغزل لدقته ؛ قال : حكى ذلك الحرمازي ؛ وأنشد:

وقال اللواتي كن فيها يلمنني••• لعل الهوى يوم المغيزل قاتله


والغزل : حديث الفتيان والفتيات . ابن سيده : الغزل اللهو مع النساء ، وكذلك المغزل ؛ قال :

تقول لي العبرى المصاب حليلها**أيا مالك هل في الظعائن مغزل

ومغازلتهن : محادثتهن ومراودتهن وقد غازلها ، والتغزل : التكلف لذلك ؛ وأنشد:

صلب العصا جاف عن التغزل


تقول : غازلتها وغازلتني ، وتغزل أي : تكلف الغزل . وقد غزل غزلا وقد تغزل بها وغازلها وغازلته مغازلة . ورجل غزل : متغزل بالنساء على النسب ، أي : ذو غزل . وفي المثل : هو أغزل من امرئ القيس . والعرب تقول : أغزل من الحمى ؛ يريدون أنها معتادة للعليل متكررة عليه فكأنها عاشقة له متغزلة به . ورجل غزل : ضعيف عن الأشياء فاتر فيها ؛ عن ابن الأعرابي . وغازل الأربعين : دنا منها ؛ عن ثعلب . والغزال من الظباء : الشادن قبل الإثناء حين يتحرك ويمشي ، وتشبه به الجارية في التشبيب فيذكر النعت والفعل على تذكير التشبيه ، وقيل : هو بعد الطلا ، وقيل : هو غزال من حين تلده أمه إلى أن يبلغ أشد الإحضار ، وذلك حين يقرن قوائمه فيضعها معا ويرفعها معا ، والجمع غزلة وغزلان ، مثل غلمة وغلمان ، والأنثى بالهاء ، وقد أغزلت الظبية . وظبية مغزل : ذات غزال . ومنه : رجل غزل لصاحب النساء لضعفه عن غير ذلك . والغزالة : الشمس ، وقيل : هي الشمس عند طلوعها ، يقال : طلعت الغزالة ، ولا يقال : غابت الغزالة ، ويقال : غربت الجونة ، وإنما سميت جونة ؛ لأنها تسود عند الغروب ، ويقال : الغزالة الشمس إذا ارتفع النهار ، وقيل : الغزالة عين الشمس ؛ وغزالة الضحى وغزالاته بعدما تنبسط الشمس وتضحي ، وقيل :هو أول الضحى إلى مد النهار الأكبر حتى يمضي من النهار نحو من خمسه. يقال :أتيته غزالات الضحى؛قال :

يا حبذا أيـــام غيلان الســـــرى
ودعوة القوم ألا هـل من فتــى
يسوق بالقوم غزالات الضحى

وغزالة والغزالة : المرأة الحرورية معروفة ، سميت بأحد هذه الأشياء ؛ قال أيمن بن خريم :


أقامت غزالة سوق الضراب ••• لأهل العراقين حولا قميطا

وقال آخر:

هلا كررت على غزالة في الوغــى 
بل كان قلبك في جناحي طائر (5)



هل أمعنت النظر ، وتأملت روياً ـ وتفهمت جلياً ، كيف تشعب علماء لغتنا الجميلة في التحليل والتركيب ، والتتبع ، والاستشهاد ، والربط ، والاستنباط ؟!! يا غزل كم غزلت أنامل الظبيّات الكعاب ؟! ، وكم تغزّلتْ أفواه الرجال الصعاب ؟ وهل نستطيع في هذا الزمن الصعب الكئيب،المثقل بالجهل والعتمة أن نكرر قول المعري العظيم ؟!!

وإنّي وإن كنت الأخير زمانه 
لآتٍ بما لم تستطعهُ الأوائـــلُ

وفذلكة الأقوال أجمعت المصادر العربية كـ ( لسان العرب ) لابن منظور ، و( القاموس المحيط) للفيروزآبادي ، و(تاج العروس) للزبيدي وغيرها على أنّ غزلتِ المرأة- ألقطن اوألصوف. ادارتهما بالمغزل. فالغزل استعمال مجازى مأخوذ من هذه المادة اللغويـة - أى ألغزل- فكلما تدير الغازلة مغزلها لتغزل به القطن ونحو، كذلك يدير الشاعر مغزل فنه لاستماله المرأة واستهوائها. 

غزل بالمرأة - يغزل من باب فرح- حادثها وأفاض بذكرها. وأغزلت الظبية- صار لها غزال. فالغزل ولد الظبية .

هذه ثلاثة معان لكلمة غزل ويوجد ارتباط وثيق بين (غزل الصوف) و( مغازلة المرأه) و(غزل الظبية) .

وبنحو عام فإنك إذا قرات قصيدة فيها حوار بين الرجل والمراة من قبيل قالت لي ، وقلت لها غضبت مني .. ابتسمت .. خجلت ....تودّدت ، تعلقت ، هامت ، أو حتى اشاحت بوجهها ، وتمنّعت ، وتدلّعتْ ،فهذا هو ضرب الغزل بينها وبينه مكتمل الصورة والأركان والوجدان، لوجود المرأة والرجل فيذات المكان ، و بنفس لحظات الزمان ، وجرى ما جرى بينهما من كلامٍ ومراودة ولهوٍ وسلوان ، ومثلما الرجل يتغزل بالمرأة ، فللمرأة الحق الطبيعي أن تغازل الرجل ، للدوافع الغريزية لديهما ، فالغزل هو ضرب من ضروب الخِفّة العاطفية لعوامل جينية وإستعداد نفسي فطري موروث . ومنه يقول العرب لبعض أنواع الظباء (غزال) لخفّة حركته ،وإليك هذا الغزل الفاضح الواضح بين عمر بن أبي ربيعة ( ت 93 هـ / 711م) وفتياته ، غزل وغزل مضاد ، وجهاً لوجه !!: 

هيج القلـــــــــــــــــــب مغـــــــــــان وصيــــــــــــــرْ
دارسات ، قد علاهن الشــــــــــــــــــــــــــــــــــجرْ 
وريــــــــــــــــــــــاح قد أزرت بهــــــــــــــــــا 
تنسج الترب فنونا ، والمطـــــــــــــــــــــــرْ
ظلــــــــــــــــت فيه ذات يوم ، واقفـــــــا 
أسأل المنزل ، هل فيه خبـــــــــــــــــرْ 
للتي قالـــــــــــــت لأتراب لهـــــــا 
قطف فيهن أنـــــــــــــس وخفرْ 
إذ تمشين بجــــوٍّ مؤنـــــقٍ 
 نير النبت تغشاه الزهرْ
بدماث ســــهلة زينهــــا 
يوم غيمٍ لم يخالطه قترْ
قد خلونـــــــا ، فتمنين بنـا 
 إذ خلونا اليوم ، نبدي ما نسرْ 
فعرفن الشــــــوق في مقلتهــا
 وحباب الشوق يبديـــــــــه النظرْ 
قلـــــــــــــــن ، يسترضينها منيتنا 
لو أتانا اليوم في ســــــــــــــــر عمرْ 
بينما يذكرننــــــــــــــــي أبصرننــــي 
دون قيد الميل ، يعدو بي الأغــــــــــرْ
قالت الكبرى أتعرفن الفتـــــــــــــــــى؟
قالت الوسطي:نعم ، هذا عمـــــــــــــــــرْ 
قالت الصغرى وقد تيمتهــــــــــــــــــــــــا 
قد عرفناه وهل يخفــــــــــــــــــــــــي القمرْ 
ذ حبيب لم يعرج دونــــــــــــــــــــــــــــــــــنا 
ســــاقه الحيــــــــــــــــــن إلينـــــــــــا والقدرْ!

وهذا جَميل معمر العذري ( ت 82 هـ / 701لا م ) يعازل ابنة عمه بثينة عذرياً ، وما حظى بها ، وبقى على هيامه ، اقرأ ، ودقق على الحوار : 


بثينة ُ قالتْ: يَا جَميــــــــــــــــــــلُ أرَبْتَني 
فقلتُ: كِلانَـــــــــــــــا، يا بُثينَ، مُريبُ
وأرْيَبُنَا مَن لا يـــــــــؤدّي أمانــــــة ً
ولا يحفظُ الأسرارَ حينَ يغيـــــبُ
بعيدٌ عل من ليسَ يطلبُ حاجة ً
وأمّا على ذي حاجة ٍ فقريبُ


وإليك هذالغزل من الماجن المتهتك أبي نؤاس ( ت 199هـ ، تحقيقي) ، أخذ ورد ، وعبث ، ولهو ، وتحرش فاضح ، ومهما كان جواب الجارية رفضاً ، دلعاً ، اشمئزازا، تمنعاً ، ابتسامة ، ضحكةً ، قبولاً.. فهو غزل من جهة الصبية ، رفضت أم أبت !! ، اقرأ عزيزي العاشق الولهان :


أين الجواب ,وأين رد رسائلي 
قالت ستنظر ردها من قابــــــلِ
فمددت كفـــــــي ثم قلت تصدقوا 
قالت نعم بحجـــــــــــارة وجنادلِ
ان كنت مسكينا فجـــــاوز بابنـــــا 
وارجــــع فمالك عندنــــــــا من نائلِ
يا ناهر المسكين عنــــــــد ســــؤاله 
الله عاتب في انتهـــــــــــار الســائل

2- التشبيب :


جاء في لسان العرب لإبن منظور قوله وتَشْبِـيبُ الشِّعْر: تَرْقِـيقُ أَوَّله بذكر النساءِ، وهو من تَشْبـيب النار ، ويقول الجوهري في (الصحاح في اللغة) : وشَبَبْتُ النار والحَرْبَ أَشُبُّها شَـبّاً وشُبوباً، إذا أَوْقَـدْتـَها ، و قال الأزهري : شبائب جمع شبة ، لا جمع شابة ، مثل ضرة ، والجمع ضرائر ، قال عمر بن ابي ربيعة :


فبتلك أهذي ما حييت صبابة ••• وبهـا الحيـاة أشبب الأشعـارا (6)


ويذكرالزبيدي في( تاج عروسه ) وشَبَّبَ بالمرأَة: معناه أنه قال فيها الغَزَل والنَّسِـيبَ؛ وهو يُشَبِّبُ بها أَي يَنْسُبُ بها والتَّشْبِـيبُ: النَّسِـيبُ بالنساءِ ،، ويمكن للرجل أن يتشبب بالمرأة ، ولكن لا يمكن للمرأة أن تشبب بالرجل ، وإنما يقال تتغزل به، وسنركن للزبيدي وما يدوّن لنا عن ( شأب) ، وتشبيبها : الشؤبوب بالضم . : الدفعة من المطر وغيره . أو لا يقال للمطر شؤبوب إلا وفيه برد قاله ابن سيده . قال كعب بن زهير يذكر الحمار والأتن :

إذا ما انتحاهن شؤبوبه •••  رأيت لجاعرتيه غضونا


أي إذا عدا واشتد عدوه رأيت لجاعرتيه تكسرا . الشؤبوب : أول ما يظهر من الحسن في عين الناظر . يقال للجارية إنها لحسنة شآبيب الوجه . الشؤبوب : شدة حر الشمس . وطريقتها إذا طلعت .

الشباب : الفتاء والحداثة كالشبيبة . وقد شب الغلام يشب شبابا وشبوبا وشبيبا وأشبه الله وأشب الله قرنه بمعنى والأخير مجاز والقرن زيادة في الكلام . ومن المجاز : لقيت فلانا في شباب النهار وقدم في شباب الشهر أي في أوله . وجئتك في شباب النهار وبشباب نهار عن اللحياني . أي أوله وشبة النار : اشتعالها . ومن المجاز والكناية شبت الحرب بينهم .

التشبيب وهو في الأصل ذكر أيام الشباب واللهو والغزل دون وجود الحبيب أو العشيق لحظة الإبداع ويكون في ابتداء القصائد سمي ابتداؤها مطلقا وإن يكن فيه ذكر الشباب . وفي لسان العرب : تشبيب الشعر : ترقيق أوله بذكر النساء . وهو من تشبيب النار وتأريثها . وفي حديث عبد الرحمن بن أبي بكر أنه كان يشبب بليلى بنت الجودي في شعره . وفي الأساس في باب المجاز : قصيدة حسنة الشباب أي التشبيب . وكان جرير أرق الناس شبابا . قال الأخفش : الشباب : قطيعة لجرير دون الشعراء . وشبب قصيدته بفلانة انتهى . وفي حديث أم معبد : فلما سمع حسان شعر الهاتف شبب يجاوبه أي ابتدأ في جوابه من تشبيب الكتب تشبيب بالنساء في الشعر . وقال أبو زيد : نسوة شبائب في معنى شواب . وأنشد:

يقول : كما يظهر لون البدر في الليلة المظلمة . وهذا شبوب لهذا أي يزيد فيه ويحسنه . وفي الحديث عن مطرف : أن النبي صلى الله عليه وسلم ائتزر ببردة سوداء ، فجعل سوادها يشب بياضه ، وجعل بياضه يشب سوادها ، قال شمر : يشب أي يزهاه ويحسنه ويوقده

وقال أبو زيد : يجوز نسوة شبائب ، في معنى شواب ; وأنشد:


عجائزا يطلبن شيئا ذاهبا••• يخضبن بالحناء شيباً شائبا


يقلن كنا مرة شبائبا

تمعن في الشطر : يقلن كنّا مرّة شبائبا ، هذا يعني التشبيب تذكر الشباب وأيامه وصباه ، وكفى ، يعني ليس مراودة النساء ، و اللهو معهنّ ، أو العكس ، وهذا ما تطلق عليه العرب الغزل ،

قال الأزهري : شبائب جمع شبة لا جمع شابة مثل ضرة وضرائر . رجل مشبوب : جميل حسن الوجه (7)

وعموماً التشبيب عبارة عن وصف حال المعشوق وحال الشاعر فى عشقه تذكراً لأيام شبابه وصباه لأيام مضت ووّلت ، لا من حبيبٍ يواجه ، ولا من عشيق يراود !!

يذكر ( الوكيع) في ( أخبار قضاته) : كان شريح شاعراً معجباً ،وحَدَّثَ جرير، عَن برد بْن أبي زياد، أخي يزيد، قال: رأيت شريحاً كأنه يتشبب له طاقات في لحيته .

ومن شعرالشريح القاضي المتشبب :


تصوبن واستصعدن حتى كأنــــــــــــــــــما 
يطأن برضراض الحصى جاحم الجمر (8) 


ويسمونه ايضاً بالنسيب أو الغزل خلطاّ ، والخطأً منذ القدم حتى الآن لصعوبة الفرقان ، ولكن لكلّ شيءٍأصول وجذور بحسبان !! ،والمشهور بين الناس ان كل صفة او حال يشرحونها فى بداية القصائد باستثناء مدح الممدوح تعتبر تشبيباً .

أمّا الإمام ابن هشام في صدر شرح بانت سعاد فيقول : التشبيب عند المحققين من أهل الأدب جنس يجمع أربعة أنواع :

أحدها : ذكر ما في المحبوب من الصفات الحسية والمعنوية كحمرة الخد ورشاقة القد وكالجلالة والخفر.

والثاني : ذكر ما في المحب من الصفات أيضا كالنحول والذبول والحزن والشغف.

والثالث : ذكر ما يتعلق بهما من هجر ووصل وشكوى واعتذار ووفاء وإخلاف.

والرابع : ما يتعلق أمرهما بسببها كالوشاة والرقباء .


ويسمى النوع الأول من الأنواع الأربعة تشبيبا أيضا - وعندي ، والقول لكاتب هذه السطور، هذا هو الصحيح ، أعني النوع الأول - وفي قول الناظم رحمه الله تعالى : فقد سمع المختار شعر صحابه وتشبيبهم ، إشارة إلى عدم حرمة التشبيب ، ولما خشي توهم إطلاق الإباحة دفع ذلك التوهم بقوله من غير تعيين خرد بخلاف ما إذا كان يتشبب بمعينة محرمة فإنه لا يجوز استماعه (9) ، وأنا عندي - والقول لكاتب هذه السطور - التشبيب ،أولا هو ذكر أيام الشباب ، والعودة إلى ما شبّ عليه الشاعر ، أو استعارة مرحلة الشباب وتقمصها دون وجود العشيقة ، وخصصت لأن المرأة لا يجوز لها التشبب !!، وإلا عند اللقاء يعتبر غزلاً ، لدوافع غريزية ، وحاجات جنسية ، وإفرازات هرمونية ، وكذلك من غير ذكر علاقة نسبية بينهما !! وسيأتيك بالأخبار ما لم تزوّد!!، وثانياً عندما يكون الأمر وهماً أو خيالاً يريد به الشاعر إشعال جذوة لمجرد مرورٍ وعبور إلى غرض القصيدة ، كما نوّهنا من قبل . ومثال ذلك تشبيب دعبل - والقدماء يقولون : نسيب - في مقدمة تائيته الشهيرة بـ ( مدارس آياتٍ )، نظمها في مدح ورثاء آل البيت ، و ألقاها بحضرة الإمام الرضا ، ولكنه تجاوز التشبيب خجلاً منه، وطبعاً - وأنت سيد العارفين - لا أعني هنا بالتشبيب ذكر أيام شبابه ، أويتشبب لإثارة الشجون العاطفية ، واستدرار اللذات العشقية ، وإنما يشبب جذوات نفسه الشاعرة، ليلتهب حرقة ، ويسكب لواعج الرثاء ، وإليك مطلعها ، كما دوّنها الدجيلي :

تجــــاوبن بالأرنــــان والــــزفـــــــــــــرات 
نــــوائــــح عجــــم اللفـــظ والنطقـــــــــات
يخبرن بالأنفــــاس عـــــن سر أنفــــــــس 
أســــارى هــــوى مــــاض وآخــــــــر آت
فأسعدن أو أسعفن حتى تقوضـــــــــــــــت 
صــــفوف الدجــــا بالفجـر منهزمـــــــات
على العـــــرصات الخاليات من المهـــــــا 
سلام شـج صب على العرصــــــــــــــــات
فعهــــدي بها خــــضر المعاهــد مألفــــــا 
من العطرات البيض والخفـــــــــــــــــرات
ليــــالي يعــــدين الـــوصال علــى القـــــلا 
ويعــــدى تــــدانينا عــــلــــــى الغــربــــات
وإذ هــــن يلحظــــن العــــــيون ســـوافــرا 
ويستــــرن بالأيدي عــــلى الوجنـــــــــــات
وإذ كــــل يوم لي بلحــــظــــي نشـــــــــــوة 
              يــــبــــيت بــــها قـــلبـي علــــــى نشــــوات
فــــكم حــــسرات هـاجهــــــــا بمحـــــــســـر 
وقــــوفي يوم الجــــمع مــن عرفـــــات (10) 


ومن الجميل جدا ، ومن العذوبة حقاّ ، ومن النغم طرباً ، أن أدعوكم لمرافقتي مع الشاب المتشبب السيد جعفر الحلي ، وقد توفى شاباً (1859 - 1896م)، وهو يتشبب بذكرياته أو أخيلته - فاضحاً مفضوحا ، ومالحاً مملوحا!! - أيام شرخ شبابة مادحاً أحد الشيوخ العلماء ونجله ، فالشاعر لم يربطه بعشيقته الملهمة أيّ نسب مسبق أو صلة فائتة ، فلا عتاب ، ولا وجد ، ولا رسوم ، ولا أطلال ، ولا تحسر ، ولا توجع ، ولا نحول ، ولا آهات ، فمن أين يأتي النسب والنسيب ، ولا هو بالغزل ، من أين يأتي الغزل؟! وبهذا الشكل الفاضح للسيد المعمم الجليل ، وهو يعيش في دروب مغلقة ، وحجب محجبة ، كل ما يستطيع قوله أنّ يجعلك منبهراّ لتحليلاته وصحونه الطائرة ، كيف لا؟! وقلبه يطير مخترقاً الاجواء ، وجسمه ينفذ من شقوق الابواب ، وما احسبه نظم الابيات الثلاثة، الا لكي يوصلك الى البيت الثاني ، وهو بيت القصيد:

اني شكرت نحول جســـــــــــــــمي بالمها 
اذ صرت لم امنــــــــــــــــع بكل حجاب
ان اغلقت بابا فقلبي طائــــــــــــــــــرٌ 
والجسم ينفذ مـــــــن شقوق الباب
فانا بعكس ذوي الهوى! اذ دأبهم 
ذم النحول, وشكره من دابي


على كلّ حال ،لم يفت هذا التشبيب أكبر عمالقة الغناء العراقي ليشدوه مقامات كمحمد القبنجي وناظم الغزالي وسعدون شاكر وكاظم الساهر !! : 

يا قامة الرشأ المهفهف ميلي
بظماي منك لموضع التقبيـــــل ِ
فلقد زهوت بأدعج ومـــــزجج 
ومفلج ومضــرج واســــــــــيلِ
رشـــــأ اطل دمي وفي وجناتـــه 
وبشأنه اثر الدم المطـــــــــــــلول
يا قاتلي باللحـــــــــــظ اول مـــــرة 
اجهز بثانيـــــة على المقتـــــــــــول
مثل فديتك بي ولو بــــــــــــك مثّـلوا
 شمس الضحى لم ارش بالتمثيــــــــل
فالظلم منك عليّ غـــــير مذمــــــــــــم 
والصبر مني وردها المطلــــــــــــــــول
ولماك رّي العاشقين فهل جـــــــــــــــرى
ضرب بريقك ام ضريب شــــــــــــــــــمول
يهنيك ياغنج اللحــــاظ تلفتــــــــــــــــــــــي
ياخير آمــــالي واكرم ســــــــــــــــــــــــولي
لام العذار بعارضيــــك اعلنــــــــــــــــــــــــــي 
 ما خلـــــــــــــــــــــــــــــــــت تلك اللام للتعليل
وبنون حاجبك الخفيفــــــــــــــــــــــــــــــــة مبتل 
قلبي بهم فـــــي الغرام ثقيــــــــــــــــــــــــــــــــل
اتلو صحايف وجنتيـــــــــــــــــــــــك وانــــــــــــت 
في ســـــــــــــــــــــــــــــــكر الصبا لم تدر بالانجيل
افهل نظمت لئالئاً من أدمعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــي 
سمطين حول رضابك المعســـــــــــــــــــــــــــــــــول
ورأيت سحر تغزلي بـــــك فاتنــــــــــــــــــــــــــــــا 
 فجعلته فــي طرفك المكحــــــــــــــــــــــــــــول
اشكو الى عينيك من ســــــــــــــــــــقمي بها 
 شكوى عليل فـــي الهــــــــــوى لعليل
فعليك من ليل الصـــــدود شبــــاهة 
لكنها فـــــي فرعــــــك المسدول
وعلى قوامك من نحولي مسحة
لكنها فــــــي خصرك المهزول
ويلاه من بلوى الموشح انــــه 
 لخفيف طبــع مبتــــــل بثقيـــل
لا ينكر الخالون فـــــرط صبابتي
فالداء لـــــم يؤلم ســــوى المعلول
لي حاجة عند البخيل بنيلــــــــــــــــه 
ما اصعب الحـــــاجات عنـــــــــــد بخيل
واحبه وهو الملــــــــــــــــــــول ومن رأى
غيري يهيم جــــوى بحــــــــــــــــــــب ملول
اكذا الحبيب ابثه الشـــــــــــكوى التــــــــــــي
يـــرثي العدو لها ولا يرثي لــــــــــــــــي (11)

ورثاء سيدنا الحلي الجعفر هنا غير رثائه :


الله أي دمٍّ في كربلا ســـــــــــــــــــفكا ؟ 
لم يجرِ في الأرضِ حتّى أوقف الفلكا !

هل أنت معي ؟ والله أعلم ...!!


••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• ••• 



كريم مرزة الاسدي


التعليقات

الاسم: كريم مرزة الأسدي
التاريخ: 24/05/2014 20:09:47
شاعرنا الرائع سامي العامري المحترم
السلام عليكم والرحمة
نعم قصيدة من أروع قصائد التشبيب ، نالت شهرة كبيرة ولكن أغلب الناس لا يعرفونها احتراماتي ومحبتي

الاسم: سامي العامري
التاريخ: 24/05/2014 15:33:50
جعفر الحلي بارع بارع هنا
ولكني أجد : أراك عصي الدمع
غاية في العذوبة والرقة
أجمل تحياتي

الاسم: كريم مرزة الأسدي
التاريخ: 22/05/2014 22:32:18
الشاعر الكبير الأستاذ عبد الوهاب المطلبي المحترم
السلام عليكم والرحمة
أشكرك جدا على لطفك ، ومرورك الكريم وتشجيعك على مواصلة المشوار الأدبي احتراماتي ومحبتي

الاسم: عبد الوهاب المطلبي
التاريخ: 22/05/2014 18:55:52
الأديب الرائع والشاعر المبدع كريم الأسدي
أرق التحايا اليك والى بحثك القيم وبإسلوبه المحبب للنفس... لقد أفدتنا...أطال الله في عمرك وأسعدك
محبتي وتقديري

الاسم: كريم مرزة الأسدي
التاريخ: 22/05/2014 16:40:43
أخي الشاعر المطبةع القادر المقتدر الحاج عطا الحاج يوسف منصور المحترم
السلام عليكم والرحمة
أشكرك جدا على مرورك الكريم وأريحيتك ونبلك ، الله خشينا من الجماعة يملون من الرثاء عرجنا على الغزل والدنيا هيك وهيك احتراماتي ومحبتي وتقديري

الاسم: كريم مرزة الأسدي
التاريخ: 22/05/2014 16:36:20
شاعرنا الكبير الأستاذ جميل حسين الساعدي المحترم
السلام عليكم والرحمة
شكرا على المرور الكريم ، والكلام الرائع الجميل ، نعم الحق معك أن البحث طغى عليه الجانب اللعوي ، لأن المراد من البحث هو التفريق بين الغزل والتشبيب والنسيب إذ خلط الأوائل والأواخر بينها ، بل أكبر عمالقة العرب ، فأرجعتها إلى أصلها اللغوي وذكرت هنالك علاقة بين اللفظ والمعنى ، وأعتذرت في المقالة عن الخوض في كل الجوانب النفسية ، ولكن حللت قصيدة السيد جعفر الحلي ، وفي الحلقة القادمة سيأتيك المزيد ، أما الغزل العذري المنسوب لبني عذرة فهم سكان بوادي ، والعزل عندهم أخف وغير صريح لدواعي اجتماعية ومنهم المجنون ، وجميل وعزة وليلى ، ولكن سكان الحواضر وزعيمهم عمر وتبعه الأحوص والمعرجي ويزيد فغزلهم إباحي ، والموضوع متشعب ، ولكن يبقى سيد الأولين والآخرين في العزل عمر بن أبي ربيعة احتراماتي ومحبتي

الاسم: كريم مرزة الأسدي
التاريخ: 22/05/2014 16:23:56
الشاعر الناقد الأستاذ جمال مصطفى المحترم
السلام عليكم والرحمة
بادئ ذي بدء أقر بأن لديك حاسة نقدية تستطيع بها تحويل العنب إلى خمر والعكس أيضا هههههههههههه المهم مهما تعددت التسميات ، وتباينت الرؤى حب الرجل للمرأة وحب المرأة للرجل دافعه جنسي فقط ، ما لم تكن المرأة من المحارم ، بل أن فرويد يعتبر عقدة أوديب دافعها جنسي ، وانا قلت هنالك غزل ولا يوجد تغزل ، العرب حصروا شعر الرجل بالمرأة إما غزل أو تشبيب أو نسيب ، والهدف من البحث هو التفريق بينها لأن النقاد وعباقرة العرب في تاريخ الأدب العربي خلطوا بينها ، وأنا أرجعت الأمور إلى إصولها اللغوية ، يبقى الشعر العذري والإباحي وشعر الحب هذا تلطيف للمسميات حسب الظروف الاجتماعية ، أما قصائد العشق الإلهي هذا ليس له علاقة بالغريزة الجنسية ، بل ربما كما حللت في بحث آخر - عن البياتي - ربما هو هروب من الجنس لدواعي العجز أو التفلسف ، أو المنزلة الاجتماعية ، فهو لا ينخرط في هذه المسميات ، الغزل والتشبب والنسيب ، طبعا المرأة فقط تتغزل ، لأن طبيعتها الأنثونية لا تثار فيها الغريزة الجنسية إلا عند الملامسة أو المواجهة ، فلا تتشبب ولا تنسب ، وربما أيضا لدواعي اجتماعية ، احتراماتي وتقديري ، طبعا هذه وجهة نظري

الاسم: الحاج عطا الحاج يوسف منصور
التاريخ: 22/05/2014 14:36:41
أخي الاديب الموسوعي الشاعر الاستاذ كريم مرزه الاسدي

سلامٌ من الله عليك ورحمة وبركات

مقالة ولا أروع ولا أبدع منها قد حملتها إلينا فيها من
لذائذ الَكلِمِ ما تشتاقه النفوس وترتاح له بعد تعبٍ وطول
خمول ، فزدْني ياكريمُ رعاكَ ربّي ....... من النبعِ المُباركِ
والكريمِ .

تحياتي لكَ محملةً بعاطر الودِّ مع أطيب وأحلى الامنيات .

الحاج عطا

الاسم: جميل حسين الساعدي
التاريخ: 22/05/2014 10:42:58
شاعرنا وأديبنا العلم كريم مرزة الأسدي
تحية عطرة
بحث رائع في مفاهيم مثل النسيب والتشبيب والغزل.. البحث
طغى عليه الجانب اللغوي .. وهذا ليس عيبا, لأن اللغة هي
التي تعيننا على استيعاب المصطلحات والمفاهيم عن طريق تقصي جذورها,كان بودي لوأنك تطرقت إلى الجوانب النفسية والعاطفيةبشكل أوسع, فأنت أدرى وأعلم في هذا الميدان, خصوصا أن هناك ظاهرة ما يسمى بالحب العذري, التي عرف بها تأريخ الشعر العربي, خصوصا في العصر الأموي.فالمفاهيم أو المصطلحات, التي تناولها بحثكم القيّم, لها مرادفات على الصعيد النفسي والعاطفي, فهناك
مفردات لها دلالاتهاالنفسية والعاطفية مثل الحب, الشوق, الوجد والهيام ..الخ, وخير ما يوضح هذه المصطلحات بشكل مسهب ورائع كتاب ابن حزم ( طوق الحمامة).
بحثك كان رائعا ومتميزا
رعاك الله
محبتي الدائمة واحترامي وتقديري

الاسم: جمال مصطفى
التاريخ: 22/05/2014 10:37:08
استاذي الكبير كريم مرزة الأسدي

ودا ودا

هذه الحلقة منعشة للروح والقلب , وفيها من ابيات الغزل

ما يطرب القارىء وفيها من التحليل ما يفيده ويجعله

يذهب بعيدا في الأسئلة والتخريجات , وسأركز في تعليقي

هذا على الفصل بين الغزل كفن شعري وقصيدة الحب , أقول

هذا لأنك ذكرت أبيات جميل ببثينة جنبا الى جنب مع ابيات

عمر بن ابي ربيعة والفرق بين الشعرين هو كالفرق بين العنب

للأكل والعنب بعد التخمير .ألا تعتقد ان شعر جميل وقيس يندرج

في قصائد الحب ويمكننا ان نحشر معهما قصائد بن عربي وابن

الفارض بينما مقدمات القصائد الغزلية عند جميع الشعراء

لا تختلف عن شعر ابن ربيعة الذي هو كله غزل . وبالتالي الغزل

فن شعري وصناعة في الأغلب لا يخلو بعضه من جودة عالية ولكنه

لا يرقى الى شعر الحب وثمة برزخ يفصل بين الأثنين . لا يستطيع

ابن ربيعة ان يغوص كما غاص جميل فقال يخاطب بثينة :

(يهواك ما عشت الفؤاد فإن أمتْ يتبع صداي صداك بين الأقبر )

دمت لنا استاذي بصحة وعافية وإبداع 
•••