اضغط زر تشغيل أغنية أم كلثوم.. الف ليلــة
القاص الأديب /عيسى عبد الملك
الوجه الآخر لي ...
خلعت ملابسي .البسوني غلالة خفيفة.لسعتني وخزات البرد .رحت ارتجف .ودعت عائلتي على عجل .قبل دخول القاعة راحت زوجتي توصيني .كانت حائفة .قلقة .اسناني تصطك ,لم اكن خائفا .تجلدت ،اذكان بين الحاضرين شامت اعرفه .الزوجة لا تريد ان تتركني .اكثر من الآيات .لا تس ذكر الله .كانت وصيتها .طمأنتهاوولجت قاعة العمليات .تمددت على السرير .انحت علي طبيبة غاية في الجمال .اثارني عطرها .راحت تداعبني .انثال شعرها على صدري .انغرزت عيناي في عينيها العسليتين وانغرزت حقنة التخدير في الوريد .تمتمت بضع كلمات .لم انس وصية زوجتي .ورويدا رويدا غبت عن الوعي .لم ادر كم من الوقت مضى ،فقد خلعت ساعتي .وجدتني في عرفة اخرى وعلى سرير آخر .تصفحت الوجوه .ميزتها .امر غريب حيرني .كانوا جميعا يحدقون بوجهي واجمين .ثم فجأة، انطلقت موجة ضحك عالية سرت كالعدوى بين الحاضرين .ابني الكبير كان اول الضاحكين .ضحك اخوته .زوجاتهم .شخص واحد لم يضحك هو زوجتي .كانت تنظر نظرة غضب لم اعهدها .أدارت بوجهها نحو الجائط .تحولت انظار الحاضرين اليها ومن جديد ، سرت موجة ضحك عالية . احمر وجه زوجتي ثم احتقن .جلست القرفصاء .لملمت اطراف عباءتها .نهضت. وقفت تماما عند رأسي وراحت تلف العباءة حول خصرهاكمن يتهيأ لعراك وهي ترتجف .وكنمر جريح ،همت ان تنقض علي .هدأ الجميع .صمتوا أبعدها ابني الكبير مسافة عن السرير خشية ان تقلبه .دفعت ابنها .حدقت بوجهها .حاولت ان انطق .لم تتح لي فرصة للكلام إذ صرخت بوجهي بغضب عارم :
ـــ من تلك التي كنت تغني لها بصوت عال ، اما تستحي ، فضحتنا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق