الأحد، 15 فبراير 2015

دموع القمر .. للشاعر القدير / جمال العامرى



دموع القمر 

حياتي عذابٌ ، وقومي ذِئاب 

أنوحُ وأشكي بصمتٍ غريــــب 

وأخفي عنائي والإكتئـــــــــاب

كئيبة خُطائ ، شــــقيُّ الدُّروب 

وحيدٌ أُناجي وأدعو السّــــــحاب

حزينٌ غريبُ فــي موطنـــــــــــي 

وصاروا لفقري أهلي غِيـــــــــاب

وفرّوا الموالي وصاحِبتـــــــــــــي

لأبقى أسيراً بوجه الصّعــــــــــــاب

سقيمٌ هزيلٌ أُداري الكـــــــــــــــرى

رذيٌّ (1) ذَروني كل الصِّحــــــــــــاب

وأخنى الزمان بأهاتِــــــــــــــــــــــــــه

وصُدَّتْ دُروبي من كلِّ بـــــــــــــــــــــاب

يُماطِـــــــل ، يُخاتِـــــل في وعـــــــــــدِه

ينساب فوق جِراحـــــــــــــــــــــــي وذاب

وحيدٌ أعيــــــــــــــــشُ بين الهُمــــــــــــوم

بالبأسِ مُفعَم وجــــــوّي ضَبــــــــــــــــــــاب

أباتُ الليالي أعدُّ النجــــوم 

فيختفينَ وراء الســــــــحاب

أشكو إلى الليل فيُصغِي إليّ 

لكن يأبى لــردِّ الجـــــــــــــواب

فأين الأقاحي وزهر الربيـــــع ؟

وأين الأريجُ وعبقَ الشّــــــذاب؟

أأخدَعُ بالمُزن قلبي الجريـــــــح؟

كما يخدع الظّل سنا الســـــــــراب 

وأصنع من الوجد قِيثارتـــــــــــــي 

لأشدو النجوم بلحنِ الخِطاب ؟

أبكي ويضحك حولي الورى

بل ينكروني بأني مُصاب

أدعو إلى الخير وأطلبه

فيسرِعُ النّحس لردِّ الجواب

أروح وأغدو ولم أنتضـــــــــي

سِوى المآسي والإغتـــــــراب

سئمتُ الحياة وأحزانهـــــــــــــــا 

وذِقتُ المرارة بدون حِســــــــــاب

كفاني نحيب أيا دمعتــــــــــــــــي 

سئمتُ الطُّفولة ورأدُ الشّـــــــــباب 

شواهِق من الهمّ أحملهــــــــــــــــا 

وبحراً من الدمع بكلّ الشِّــــــعاب

وما كُنتُ يوماً كثير البُكـــــــــاء 

ولكن زماني تغيّر وخـــــاب 

لم يكُ فيه قُبحٌ وصــــلْ

تداعى حدودٍ من الإضطراب

ولا سال على الأرض دموع القمر

ويشدو بها الليل ويثشجي الرّبـــاب

علامــا الحيــــــــــاة تُعذبنـــــــــــــي؟

وهل أستحقٌّ لهذا العــــــــــــــــذاب ؟

....................

جمال العامري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق